سورة الإسراء - 17
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَىسار به ليلابِعَبْدِهِ
لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي
بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
البَصِيرُ(1) وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي
إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً(2) ذُرِّيَّةَ مَنْ
حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا(3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي
إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ
وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا(4) فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَاسلّطناعَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي
بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْسيطروا على مناطقخِلاَلَ
الدِّيَارِفي المدن والقرىوَكَانَ
وَعْدًا مَّفْعُولاًمتحققا(5)
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْنصرناكموَأَمْدَدْنَاكُم
بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًاعددا(6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ
لِأَنفُسِكُمْلصالحكموَإِنْ
أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْيهزموكموَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَبيت المقدسكَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَلِيُتَبِّرُواْيدمّروامَا
عَلَوْاْسلطة بني اسرائيلتَتْبِيرًاتدميرا
كاملا(7)
عَسَى رَبُّكُمْ أَنلعلّ اللهيَرْحَمَكُمْ
وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًافراشا(8) إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي
لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُاصلحوَيُبَشِّرُ
الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا
كَبِيرًا(9) وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَاهيئنالَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا(10) وَيَدْعُ
الإِنسَانُ بِالشَّرِّعندما يصيبه ضرردُعَاءهُ
بِالْخَيْرِطلبا للخيروَكَانَ
الإِنسَانُمن ساعة خلقهعَجُولاًلجوجا(11) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
آيَتَيْنِظاهرتينفَمَحَوْنَااعتمناآيَةَ
اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةًمنيرةلِتَبْتَغُواْلتسعوافَضْلاً مِّنطلبا للروق منرَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ
السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً(12) وَكُلَّ
إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِحمّلناه
مسؤولية اعمالهوَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًاسجلّايَلْقَاهُ مَنشُورًامعلنا(13) اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ
الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًامحاسبا(14)
مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ
عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىبمعنى لا
يحمل احد ذنب احدوَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى
نَبْعَثَ رَسُولاً(15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا
مُتْرَفِيهَااغنيائهافَفَسَقُواْافحشوافِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُوجب عقابهافَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا(16) وَكَمْ
أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ
عِبَادِهِ خَبِيرَا بَصِيرًا(17) مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَنعيم الدنياعَجَّلْنَا لَهُسهّلنا له معصيتهفِيهَا
مَا نَشَاءبقدرلِمَن نُّرِيدُ
ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًاذليلا(18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى
لَهَا سَعْيَهَاعمل لينال ثوابهاوَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا(19) كُلاًّ نُّمِدّ ُهَـؤُلاء
وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًامُقيّدا(20) انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ
عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21) لاَّ
تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاًخائبا(22) وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ
إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ
الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ ولاَ
تَنْهَرْهُمَالا تعقّ بهماوَقُل لَّهُمَا
قَوْلاً كَرِيمًا(23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِتواضع امامهاوَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا
رَبَّيَانِي صَغِيرًابالعطف والحنان(24)
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ
كَانَ لِلأَوَّابِينَالتائبينغفُورًا(25)
وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُصدقتهوَالْمِسْكِينَالمحتاجوَابْنَ السَّبِيلِعابر السبيلوَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا(26) إِنَّ
الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ
كَفُورًا(27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّتقصّر بالصدقةعَنْهُمُ
ابْتِغَاء رَحْمَةٍمنتظرا رزقامِّن
رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل
لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا(28) وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى
عُنُقِكَلا تبخل بالصدقةوَلاَ تَبْسُطْهَالا تُنفقكُلَّ الْبَسْطِبغير حسابفَتَقْعُدَ مَلُومًانادمامَّحْسُورًاخاسرا(29) إِنَّ
رَبَّكَ يَبْسُطُيعطي بسخاءالرِّزْقَ
لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُيُمسك عن العطاءإِنَّهُ
كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا(30) وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ
إِمْلاقٍبسبب الفقرنَّحْنُ
نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًاإثماكَبِيرًا(31) وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى
إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاًيوصل
الى التهلكة(32) وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ
اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ
سُلْطَانًاحقّ طلب محاكمتهفَلاَ
يُسْرِفلا تُفرط وتُصرّ فِّي الْقَتْلِعلى الاقتصاصإِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًاحقه محفوظ(33) وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ
إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُبقدر حاجة اليتيمحَتَّى
يَبْلُغَ أَشُدَّهُرشدهوَأَوْفُواْردّوابِالْعَهْدِالاماناتإِنَّ
الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاًيُسأل عنها(34)
وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِبأمانة مطلقةذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاًمردودا(35) وَلاَ تَقْفُلا تخوضمَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ
السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً(36)
وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًامتباهياإِنَّكَ
لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً(37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ
سَيٍّئُهُوقعهعِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًاغير مستحب(38) ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ
رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي
جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا(39) أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ
وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً
عَظِيمًا(40) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا
يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا(41) قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا
يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً(42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا(43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ
وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ
وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا(44)
وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ
يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا(45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ
أَكِنَّةًاقفالأَن يَفْقَهُوهُكي لا يفهموهوَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا
ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًامستنكرين(46) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا
يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىمتآمرينإِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن
تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا(47) انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ
الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً(48) وَقَالُواْ أَئِذَا
كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًافتاتاأَإِنَّا
لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا(49) قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا(50)
أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْبما
تتمنوهفَسَيَقُولُونَ
مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ
رُؤُوسَهُمْيلوون اعناقهم استهزاءوَيَقُولُونَ
مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا(51) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ
فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً(52)
وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ
بَيْنَهُمْيخلف بينهمإِنَّ
الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا(53) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ
بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً(54) وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ
وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(55) قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ
فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرّ ِعَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاًازاحته(56) أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ
رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا(57)
وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ
مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا(58) وَمَا
مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ
وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةًظاهرة
لهمفَظَلَمُواْ
بِهَاذبحوها تعديّاوَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ
تَخْوِيفًا(59) وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِهزم الكفاروَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي
أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي
القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا(60)
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ
قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا(61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي
كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ
ذُرِّيَّتَهُاسيطر عليهمإَلاَّ
قَلِيلاً(62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ
جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًاكبيرا(63)
وَاسْتَفْزِزْارهبمَنِ اسْتَطَعْتَ
مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ
فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ
غُرُورًاباطلا(64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ
عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً(65) رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِييسخّرلَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ
لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا(66) وَإِذَا مَسَّكُمُ
الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ َفلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ
أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا(67) أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ
جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًاريح
عاصفةثُمَّ
لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً (68) أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً
أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا
كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًامنجيا منا(69) وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ
وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ
وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً(70) يَوْمَ نَدْعُو
كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْسجل اعمالهمفَمَنْ
أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ
يُظْلَمُونَ فَتِيلاًقيد انملة(71)
وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَىكافرفَهُوَ
فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً(72) وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ
عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَلتختلقعَلَيْنَامن عندك قرآناغَيْرَهُ وَإِذًا
لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً(73) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ
إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً(74) إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ
الْمَمَاتِضعف العذاب في الدنيا والاخرةثُمَّ
لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا(75) وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ
الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ
قَلِيلاًينعمون بتسلّطهم في مكة وقتا قصيرا(76) سُنَّةَ مَن
قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا
تَحْوِيلاً(77) أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِغروبالشَّمْسِ
إِلَى غَسَقِعتمةاللَّيْلِ
وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًاتحضره الملائكة(78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ
نَافِلَةًحسنة اضافيةلَّكَ عَسَى
أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًادرجة
عالية في الجنة(79) وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ
وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍاحييني
وامتني مؤمناوَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًاقوّني بنصرتك لي(80) وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُانهزم الكفرإِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًامهزوما(81) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا
هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ
خَسَارًا(82) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ
وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسًا(83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى
شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً(84)
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم
مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً(85) وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً(86) إِلاَّ
رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا(87) قُل لَّئِنِ
اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ
لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًانصيرا(88)وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي
هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ
كُفُورًا(89) وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ
يَنبُوعًا(90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ
الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا(91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ
عَلَيْنَا كِسَفًانيازكأَوْ
تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاًظاهرين
امامنا(92)
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىتصعدفِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ
لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ
رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً(93) وَمَا
مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ
أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً(94) قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ
يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا
رَّسُولاً(95) قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ
بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا(96) وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن
يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ
جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًاحريقا(97)
ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا
عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا(98) أَوَلَمْ
يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن
يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى
الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُورًا(99) قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ
رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ
قَتُورًابخيلا(100) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ
آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ
فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا(101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ
مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَعواملوَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ
مَثْبُورًاهالكا(102) فَأَرَادَ
أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا(103)
وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء
وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًاجمعا
واحدا(104)
وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ
مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا(105) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُفصّلناهلِتَقْرَأَهُ
عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍعلى مهلوَنَزَّلْنَاهُ
تَنزِيلاً(106) قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ
الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ
سُجَّدًا(107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا
لَمَفْعُولاً(108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ
خُشُوعًا(109) قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا
تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ
تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاًبمعنى
الهمس او التمتمة(110) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي
لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن
لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّحاكم يتذلّل اليهوَكَبِّرْهُ
تَكْبِيرًا(111)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق