2 *سورة البقرة * (286 آية)
بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ألم (الله أعلم بها) ﴿1﴾ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ (القرآن الكريم) لَا رَيْبَ فِيهِ (لا شك أنّه) هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (بالآخرة) وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿3﴾ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِك وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (يؤمنون) ﴿4﴾ أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الفائزون بالجنة) ﴿5﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ (سيّان عندهم) أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿6﴾ خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿7﴾ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿8﴾ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿9﴾ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿10﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿11﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿12﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ (جمع سفيه وهو الجاهل الطائش الأرعن) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِنْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿13﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿14﴾ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ (ضلالهم وجبروتهم) يَعْمَهُونَ (ينغمسون) ﴿15﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ (فضّلوا الكفر على الإيمان) فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿16﴾ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ (أشعل) نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ (المكان حول موسى) ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ (أطفأ الله النار) وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (تركهم على عماهم) ﴿17﴾ صُمٌّ (طُرشان لا يسمعون) بُكْمٌ (خُرس لا ينطقون) عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (الى الهدى) ﴿18﴾ أَوْ كَصَيِّبٍ (مطر شديد) مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ (سُحب سود) وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴿19﴾ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا (وقفوا) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿20﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿21﴾ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا (مكانا للسكن والعيش) وَالسَّمَاءَ بِنَاءً (سقفا حاميا من انعدام الجاذبية) وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً (مطر الخير) فَأَخْرَجَ (أنبت) بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ (للطعام والتجارة) فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا (أمثالا أو أشباه وشركاء) وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (أنّه لا إله إلّا الله) ﴿22﴾ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا (القرآن) عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ (استعينوا بآلهتكم التي تعبدونها) مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿23﴾ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا (احذروا وخافوا) النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا (حطبها) النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴿24﴾ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ (هذا الثمر كان في الحياة الدنيا) وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا (يُشبه ثمر الدنيا) وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ (من الدنس لا يحضن) وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿25﴾ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا (أكبر منها) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (الفجّار) ﴿26﴾ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ (ينكثون) عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ (بعد توكيده) وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ (قطع الأرحام) وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿27﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا (كنتم نطفة في الرحم لا روح فيها) فَأَحْيَاكُمْ (بثّ فيها الروح) ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿28﴾ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ (عمد) إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿29﴾ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿30﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا (جميع العلوم) ثُمَّ عَرَضَهُمْ (أظهر العلوم) عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿31﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿32﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ (أسرار) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿33﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿34﴾ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا (من ثمارها) رَغَدًا (ما طاب لكم) حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿35﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا (أغواهما ليأكلا من الشجرة) فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا (الى الأرض) بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ (سكن) وَمَتَاعٌ (رزق) إِلَىٰ حِينٍ (الى موعد محدد) ﴿36﴾ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات فَتَابَ عَلَيْهِ (غفر له) إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿37﴾ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ (سوف يصلكم) مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿38﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿39﴾ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ (أنجيتكم من فرعون وأنزلت التوراة لكم وجعلت من ذريّاتكم ملوكاً وأنبياءً) وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (لا تنكثوا ما عاهدتم الله عليه فلا ينكث الله عهده معكم) وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (خافوني ولا تخافوا غيري) ﴿40﴾ وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ (القران) مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ (مُقرًاً بالتوراة) وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا (لا تكفروا بالقرآن من اجل مصلحة خاصة) وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ﴿41﴾ وَلَا تَلْبِسُوا (لا تخلطوا) الْحَقَّ (الإيمان) بِالْبَاطِلِ (بالكفر) وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ (لا تخفوا حقيقة ما علمتم من التوراة عن القرآن ومحمد) وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (متأكّدون منه) ﴿42﴾ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ (اعملوا الخير وتصدّقوا) وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴿43﴾ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ (التقوى) وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ (تعملون عكس ما تقولون) وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ (إشارة الى مخالفة بعض أحبار ووجهاء اليهود للتوراة) أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿44﴾ وَاسْتَعِينُوا (على مشقّة الحياة) بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ (إشارة الى شدة مشقّة الحياة) إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴿45﴾ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿46﴾ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (إشارة الى اختيار الله أن جعل منهم أنبياء وملوك) ﴿47﴾ وَاتَّقُوا (خافوا) يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا (لا تتحمّل نفس ذنب نفس أخرى) وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ (لا يقبل الله منها وساطة للعفو) وَلَا يُؤْخَذُ (لا يُقبل) مِنْهَا عَدْلٌ (فدية) وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴿48﴾ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ (يُذيقونكم) سُوءَ (أبشع) الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ (يغتصبون) نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ (اختبار) مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴿49﴾ وَإِذْ فَرَقْنَا (فلقنا) بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ 50﴾ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ (عبدّتم) الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ (بعد أن غاب عنهم ليجتمع بربه) وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (جائرون) ﴿51﴾ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿52﴾ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ (التوراة) وَالْفُرْقَانَ(الألواح) لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿53﴾ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ (بعبادتكم) الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ (خالقكم) فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ (عفا عنكم) إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ (يداوم على قبول التوبة) الرَّحِيمُ ﴿54﴾ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً (نراه وجهاً لوجه) فَأَخَذَتْكُمُ (قضت عليكم) الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (في وضح النهار) ﴿55﴾ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ (أحييناكم وأخرجناكم من القبور) مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿56﴾ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ (الغيوم) وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ (نوع طعام) وَالسَّلْوَىٰ (نوع طيور) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿57﴾ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ (قيل هي قرية على طريق بيت المقدس كان يسيطر عليها العماليق... والعماليق قبائل من البدو عاشوا في بادية الشام وبادية العراق من سلالة عمليق بن لاوز بن إرم بن سام بن نوح) فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا (هنيئاً) وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ (ادعوا الله أن يحطّ "يزيل" عنكم ذنوبكم) نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿58﴾ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا (كارثة عظيمة) مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (بسبب جحودهم) ﴿59﴾ وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ (دعا ربّه يطلب الماء لقومه) فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ (قسّم الله بني إسرائيل حينها الى اثنتي عشرة فرقة وقد علمت كل فرقة وظيفتها) كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا (لا تنتشروا) فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿60﴾ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ (إشارة الى المنّ والسلوى) فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ (رزق الأرض) بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ (رزق السماء) اهْبِطُوا مِصْرًا (قيل مصر من الأمصار أي بلد من البلدان لكن يجوز أنّ المعنى هو ارجعوا الى مصر التي هي مشهورة بزراعة تلك النباتات) فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ (فيها طلبكم) وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ (حلّت عليهم المهانة) وَالْمَسْكَنَةُ (العوز الدائم) وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ (لزِمهم غضب الله الدائم) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿61﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ (الصابئة قوم من المؤمنين بالله لكنهم لا يتّبعون دين من الأديان الثلاث الكبرى وما زال عدد منهم الى الآن يقيمون في نواحي من بلاد العراق ولهم كتبهم وطقوسهم ومن أنبيائهم آدم وشيت ونوح وسام ويحيى) مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿62﴾ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ (عهدكم) وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ (جبل سيناء) خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ (اعملوا بـأحكام التوراة) بِقُوَّةٍ (بإيمان شديد) وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ (لا تُخفوا شيئا منه) لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿63﴾ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ (عبدتم العجل) مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ (أن تاب عليكم) لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿64﴾ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ (خالفوا شريعة يوم السبت المنصوص عليها في التوراة) فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (هم قوم خالفو شريعة السبت بحيلة خبيثة، فكانوا يصطادون السمك يوم السبت بشباكهم ولا ينتشلون الشباك من البحر الّا في اليوم التالي فمسخهم الله قردة ولعنهم) ﴿65﴾ فَجَعَلْنَاهَا (العقوبة) نَكَالًا (عبرة) لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا (في زمن القصة) وَمَا خَلْفَهَا (وعبرة لمن يأتي بعدهم) وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (عبرة أيضا للذين يخشون الله) ﴿66﴾ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا (أتسخر منّا) قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿67﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ (طلبوا أن يصفها لهم) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ (ليست مسنّة) وَلَا بِكْرٌ (لم تُنكح بعد) عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ (متوسّطة العمر) فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ﴿68﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ (بهيج) لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (يُفرح وجودها الناظر إليها) ﴿69﴾ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (عاثرون على البقرة) ﴿70﴾ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ (ليست مُسخّرة لفلاحة الأرض) وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ (لا تُستخدم لريّ الزرع) مُسَلَّمَةٌ (سليمة من الأمراض) لَا شِيَةَ فِيهَا (لا عيب فيها) قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴿71﴾ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا (أخفيتم الجريمة) وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿72﴾ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا (امسحوا عظام البقرة بجثة القتيل) كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿73﴾ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ (يتساقط) مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿74﴾ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ (اليهود) وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ (يُزوّرونه) مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ (بعد أن استوعبوه) وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿75﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا (اجتمعوا خفية) بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ (أتعترفون لهم) بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ (حقيقة ما جاء في التوراة) لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ (ليكون للمسلمين حجّة عليكم) عِنْدَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (ألا تُدركون) ﴿76﴾ أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ (ما يُضمرون في أنفسهم) وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿77﴾ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ (وفق أهواءهم) وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴿78﴾ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا (لمنفعة بسيطة) فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴿79﴾ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا (هل وعدكم الله بهذا) فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ (فيلتزم به) أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿80﴾ بَلَىٰ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ (لبسه الذنب الذي اقترفه) فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿81﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿82﴾ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ (عهد) بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ (الأقارب) وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا (لاطفوهم بالكلام) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ (حافظوا على الصدقة وعمل الخير) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ (نكثتم العهد) إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (عاصون) ﴿83﴾ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ (عهدكم) لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ (لا تقاتلوا بعضكم بعضاً) وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ (لا تطردوا بعضكم البعض) مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ (تعهّدهم بذلك) وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (شهدتم على ذلك) ﴿84﴾ ثُمَّ أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ (تتآمرون) عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ (ظُلماً وعدواناً) وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ (بالمال) وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ (تحرير الأسرى بفدية مالية) أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ (ذلّة) فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿85﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ (فضّلوا نعيم الدنيا على نعيم الآخرة) فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (لن ينصرهم أحد) ﴿86﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ (التوراة) وَقَفَّيْنَا (أتْبعنا) مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ (المعجزات) وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (قيل جبريل وقيل نفحة من روح الله والله أعلم) أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴿87﴾ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ (مُقفلة) بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ﴿88﴾ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ (أنزل الله إليهم قرآن موحى) مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (مُقرٌ بالتوراة) وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا (كان علماء اليهود يبشّرون الكفار بمجيء محمد نبياً) فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿89﴾ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ (قبّحهم الله ما باعوا أنفسهم الى الشيطان) أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ (بكفرهم بالقرآن) بَغْيًا (عداء وبُغضاً وحقداً) أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ (لأنّ الله بعث رسولا نبيّاً من غير بني إسرائيل) فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ (حلّ عليهم غضب جديد من الله فوق غضبه عليهم) وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ مُذلّ ﴿90﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا (التوراة) وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ (القرآن الذي أنزله الله بعد التوراة والإنجيل) وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ (يُقرّ بصدقية التوراة) قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿91﴾ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ (البراهين من الله ... إشارة الى الكوارث التي الحقها الله بفرعون وقومه على يد موسى من أجل تحرير بني إسرائيل من فرعون) ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ (عبدتم) الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (جاحدون) ﴿92﴾ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ (جبل سيناء) خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ (التزموا بالتوراة التزاماً تاماً) وَاسْمَعُوا (التوراة) قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ (حبّب الشيطان لهم عبادة العجل) قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (قبحاً لهذا الإيمان الذي يأمركم بعبادة العجل) ﴿93﴾ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ (الجنّة) عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً (لكم وحدكم) مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿94﴾ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ (بسبب معاصيهم) وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿95﴾ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿96﴾ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (بالتوراة والإنجيل والصُحف) وَهُدًى وَبُشْرَىٰ (بالجنة) لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿97﴾ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴿98﴾ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ (مُحكمات) وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿99﴾ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ (نقضه) فَرِيقٌ مِنْهُمْ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿100﴾ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ (تجاهل) فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ (لم يلتزموا بالتوراة) كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿101﴾ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ (من طلاسم سحر وشعوذة) عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ (مدينة عراقية قديمة ومركزاً متميّزاً في الحضارات القديمة وهي موجودة الى الآن في محافظة بابل وسط العراق) هَارُوتَ وَمَارُوتَ (إسم الملكين) وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ (مُحرّضين) فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ (مَن عمل بالسحر) مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (قيمة ووزن) وَلَبِئْسَ (ما أقبح) مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ (إذ باعوا به انفسهم للشيطان) لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿102﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ (فضل) مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿103﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا ( كانوا يسخرون من النبي ويطلبون منه أن يهدّئ من روعه ... وراعنا من الرعن أي الإضطراب والتقلّب والتسرّع ... يقال رجل أرعن أي رجل متهوّر مضطرب وقد كان اليهود يصفون الرسول بانه رجل أرعن متسرّع مضطّرب) وَقُولُوا انْظُرْنَا (اصبر علينا وتروّى كي نفهم ما تقول) وَاسْمَعُوا (استمعوا وافهموا) وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿104﴾ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿105﴾ مَا نَنْسَخْ (نُبطل) مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا (أو يُؤخّر نزول وحيها) نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿106﴾ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ (كفيل وراعي) وَلَا نَصِيرٍ ﴿107﴾ أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِنْ قَبْلُ (كانوا يطلبون من موسى تبديل آيات التوراة) وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿108﴾ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ (اليهود والنصارى) لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿109﴾ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿110﴾ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ (هذا ما يتمنّونه) قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿111﴾ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ (سلّم أمره) لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ (مُخلص بإيمانه) فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿112﴾ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ (دينهم غير صحيح) وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ (مع أنّ اليهود والنصارى لهم التوراة والإنجيل) كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿113﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا (عمل على هدمها) أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ (عار) وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿114﴾ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا (أينما تتوجّهوا بأنظاركم) فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (الله موجود في كل الجهات) إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (واسع من أسماء الله وصفاته الحسنى ويدل على سعته كل شيء ... عليم من أسماء وصفات الله الحسنى ويدل على إحاطته بعلم كل شيء) ﴿115﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ (وهو الذي يتنزّه ويتسامى عن هذا الافتراء وعن كل ما لا يليق به) بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (خاضعون) ﴿116﴾ بَدِيعُ (اسم وصفة من أسماء وصفات الله ويدل على إبداعه وإتقانه في الخلق) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا (أراد شيئاً) فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿117﴾ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ (معجزة) ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا (أظهرنا) الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿118﴾ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ﴿119﴾ وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (دينهم) قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ (راعي) وَلَا نَصِيرٍ ﴿120﴾ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ (اليهود) يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ (الذين لا يُحرّفون آياته) أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿121﴾ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (إشارة الى الملوك والأنبياء من بني إسرائيل) ﴿122﴾ وَاتَّقُوا (احذروا) يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا (لا يحمل أحد ذنب أحد) وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ (فدية) وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ (وساطة) وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴿123﴾ وَإِذِ ابْتَلَىٰ (اختبر) إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ (ببعض المهمات) فَأَتَمَّهُنَّ (أنجزهن) قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا (مرجعاً وقدوة) قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿124﴾ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ (الكعبة) مَثَابَةً (جعل زيارته ثواباً للناس الذين يحجّون إليه) لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى (مسجداً للصلاة) وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ (المتعبّدين غير المقيمين) وَالْعَاكِفِينَ (المتعبّدين المقيمين) وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (كل الراكعين والساجدين لله) ﴿125﴾ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا (مكّة) آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ (أحشره غصباً) إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿126﴾ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ (الأساسات) مِنَ الْبَيْتِ (الكعبة) وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (تشير هذه الآية أن مكان وموقع الكعبة بيت الله كان موجودا من قبل وأن الله طلب من إبراهيم أن يرفع قواعده ليظهر للناس) ﴿127﴾ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا (علّمنا الشرائع التي فرضتها علينا) وَتُبْ عَلَيْنَا (تقبّل توبتنا) إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿128﴾ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ (إشارة الى الرسول محمد) يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ يُطهّر أنفسهم إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿129﴾ وَمَنْ يَرْغَبُ (لا يُعرض) عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ (حقّر) نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ (اخترناه) فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿130﴾ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ (لله واعبده وحده) قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿131﴾ وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ (أوصى ولديه إسماعيل واسحق أن يكونا مسلمين لله وحده) وَيَعْقُوبُ (كما أوصى يعقوب بن إسحق) يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿132﴾ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ (حاضرين) إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ (حان أجله) إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿133﴾ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ (سبقت) لَهَا مَا كَسَبَتْ (من ثواب وعقاب) وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿134﴾ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا (مائلاً الى الله ومتقرّباً منه ... والحنيف في اللغة هو المائل عن الشيء) وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿135﴾ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا (التوراة والإنجيل) وَمَا أُنْزِلَ (من صُحف أو من وحي) إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿136﴾ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا (أعرضوا عن الإيمان) فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ (منشقّين عن الإيمان) فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ (سيكفّ الله عنكم شرّهم) وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿137﴾ صِبْغَةَ اللَّهِ (شريعة الله) وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴿138﴾ قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا (أتُجادلونا) فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ﴿139﴾ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ (أبناء وحفدة يعقوب) كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿140﴾ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ (مضت) لَهَا مَا كَسَبَتْ (من سيّئات وحسنات) وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿141﴾ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ (الجاهلين) مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ (ما غيّرهم) عَنْ قِبْلَتِهِمُ (وجهة القدس) الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿142﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا (معتدلة ... ويجوز أن يكون المعنى لكلمة "وسطا" هو الوسط الزمني بين الخلق وبين يوم القيامة فكل الأديان السابقة وصل زمانها الى زمن الرسول الذي هو خاتم الأنبياء واختُتمت رسائل الله به ... فكان هو وأمته وسط الزمان أي المركز الوسط بحساب الزمان ما بين أول الخلق الى بعثه ومن بعثه الى نهاية الخلق والله أعلم) لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ (من يرتدّ عن إيمانه) وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً (تحوّل القبلة من المسجد الأقصى الى المجسد الحرام) إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ (لكن ذلك لم يكن أمراً شاقّاً على الذين هداهم الله وجعلهم لا يعصونه في أمر أمرهم به) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ (يعظ الله المؤمنين ان ثوابهم في تغيير وجهة القبلة لا يتغيّر فالثواب محسوب عند الله) إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ (إسم من أسماء الله وصفة من صفاته يدل على رأفته بالعباد) رَحِيمٌ (إسم من أسماء الله وصفة من صفاته يدل على تغليب رحمته على عباده) ﴿143﴾ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ (نرى حيرتك في قبلة تعتمدها) فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ (وجّه) وَجْهَكَ شَطْرَ (نحو) الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (يُذكّر الله المؤمنين انهم كيف توجّهوا في صلاتهم وأينما كانت قبلتهم فإنهم ملاقون وجه الله لأنه وجهه تعالى أحاط بكل الجهات) وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴿144﴾ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (اليهود) بِكُلِّ آيَةٍ (كل حجة وبرهان) مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ (رغباتهم) مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿145﴾ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ (اليهود) الْكِتَابَ (التوراة) يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ (لا يتيهون عن ما فيه كما لا يتيهون عن أبنائهم) وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ (يُخفون) الْحَقَّ (حقيقة ما جاء به التوراة عن القرآن) وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿146﴾ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ (في وحي الله إليك) فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (المشكّكين) ﴿147﴾ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ (قبلة) هُوَ مُوَلِّيهَا (يلتزمها) فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ (تنافسوا على عمل الخير) أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿148﴾ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ (أينما كنت) فَوَلِّ (وجّه) وَجْهَكَ شَطْرَ (نحو) الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ (ساهي أو جاهل) عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿149﴾ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ (وجّه) وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ (ذريعة) إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ (إشارة الى بعض اليهود الذين يُصرّون على محاربة الرسول والتشكيك به) فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ (يؤكّد الله للمسلمين انه سوف يتم إنزال الوحي على محمد فضلا منه عليهم) وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿150﴾ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ (يُطهّر نفوسكم) وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ (القرآن) وَالْحِكْمَةَ (المعرفة) وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿151﴾ فَاذْكُرُونِي (اعبدوني) أَذْكُرْكُمْ (أغفر لكم) وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴿152﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿153﴾ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿154﴾ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ (نختبركم) بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿155﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿156﴾ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴿157﴾ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ (أدّى العمرة) فَلَا جُنَاحَ (لا حرج) عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا (لإرضاء الله) فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴿158﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ (يخفون) مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ (حجج وبراهين) وَالْهُدَىٰ (الصراط المستقيم) مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ (القرآن) أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿159﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا (أظهروا إيمانهم) فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿160﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿161﴾ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (لا يُنظر بأمرهم) ﴿162﴾ وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ﴿163﴾ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ (تعاقب) اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ (السفن) الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ (من تجارة وصيد وخلافه) وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا (بعد أن كانت أرضا قاحلة) وَبَثَّ (خلق) فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ (مخلوق حيّ) وَتَصْرِيفِ (تقلّب) الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ (المُطوّع بإنزال المطر) بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿164﴾ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا (أمثالاً ... آلهة مُزيّفة غير الله) يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿165﴾ إِذْ تَبَرَّأَ (تنصّل) الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (انقطع الاتصال والتواصل بينهم) ﴿166﴾ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً (فُرصة أخرى) فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ (غصةً ... حسرات جمع حسرة) عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴿167﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿168﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿169﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا (لقينا) عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿170﴾ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ (يُصدر صوتا كصوت الغراب) بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً (صريخ غير مفهوم) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿171﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴿172﴾ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ (البهيمة) الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ (البهيمة المسفوك دمها "المقتولة") وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ (ما ذُبح على غير اسم الله) فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ (عاصي) وَلَا عَادٍ (معتدي) فَلَا إِثْمَ (لا ذنب) عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿173﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا (لمنفعة رخيصة) أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ (لا يختارهم للجنّة) وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿174﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ (فضّلوا الكفر على الإيمان) وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ (فضّلوا عذابهم على العفو عنهم) فَمَا أَصْبَرَهُمْ (كيف سيصبرون) عَلَى النَّارِ ﴿175﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ (القرآن) بِالْحَقِّ (فيه السبيل الحقيقي للإيمان) وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ (أنكروا القرآن) لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (عداوة عميقة) ﴿176﴾ لَيْسَ الْبِرَّ (التقوى والإحسان) أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ(تصدّق بالمال) عَلَىٰ حُبِّهِ (رغم حاجته إليه) ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ (المسافر الذي انقطع ماله) وَالسَّائِلِينَ (طالبين الإعانة) وَفِي الرِّقَابِ (قيل هم الكتبة القائمين على الصدقات وقيل هم العبيد والإماء الذين وجب فديتهم لتحريرهم) وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ (الصدقة والعمل الصالح) وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ (الشدّة) وَالضَّرَّاءِ (المرض) وَحِينَ الْبَأْسِ (أوقات الحروب) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿177﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ (هذه الكلمة تُستعمل في القرآن كواجب وهي غير كلمة "فرض" التي لا بديل من اتباعها فقد فرض الله القرآن وليس له بديل وقد فرض تحلّة الإيمان وليس لها بديل وفرض الله قوانين الزواج وليس لها بديل أمّا القصاص فبديله العفو) عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَىٰ بِالْأُنْثَىٰ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ (من سامحه صاحب الحق) فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ (التعامل بالحسنى) وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ (الترفّق بالمعاملة) ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿178﴾ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ (إذا عرف المجرم عقابه امتنع عن ارتكاب جريمته) يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (أصحاب العقول النيّرة) لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿179﴾ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴿180﴾ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ (من لم يعمل بالوصية ويزوّرها بعد سماعها تُتلى) فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿181﴾ فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا (ظلماً) أَوْ إِثْمًا (خروج عن شرع الله) فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ (أصلح الخطأ وردّ الظلم) فَلَا إِثْمَ (لا ذنب) عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿182﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (الصيام ركن من أركان الإيمان كتبه الله على المؤمنين في كل زمان لكن الله جعل له بديلاً فيُطعم أو يتصدّق) لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿183﴾ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ (وأيام الصيام معدودة حدّدها الله بأيام شهر رمضان) فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ (يصوم ما فاته من الصيام في أيام أخرى) وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ (الذين يستطيعون الصيام ولا يصومون) فِدْيَةٌ (بدل الصيام) طَعَامُ (إطعام) مِسْكِينٍ (مُحتاج) فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا (من أطعم أكثر من مسكين) فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿184﴾ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ (حُجج وبراهين) مِنَ الْهُدَىٰ (الإيمان) وَالْفُرْقَانِ (الآيات التي تفصل بين الحق والباطل) فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ (إتمام صيام الشهر) وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ (تشكروا الله وتُعظّموه) عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿185﴾ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (الرشاد بمعنى الصلاح) ﴿186﴾ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ (مجامعة زوجاتكم) هُنَّ لِبَاسٌ (ستر) لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ (تُفكّرون بالجماع مع نسائكم في شهر رمضان) فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ (جامعوهن) وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ (إشارة الى الذرية) وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ (حتى ينبلج فجر النهار) ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ (الى بدء الليل) وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ (لا تجامعوهن) وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ (قائمون للصلاة) فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ أحكامه وشرائعه فَلَا تَقْرَبُوهَا (لا تُفسّروها وفق ميولكم وأهواءكم) كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿187﴾ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ (لا تكسبوا كسبا حراما بالسرقة والاحتيال) وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى (ترشوا بها) الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا (لتسرقوا جزءا) مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (عن إصرار) ﴿188﴾ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ (الذبائح في الحج) قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ (جمع ميقات وتعني هنا انّ الذبائح لها وقت للأضحية في موسم الحج تعود بالمنفعة الى الناس وببركة الله على عباده الذين نسكوا هذا المنسك طاعة لله) لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ (ليس الصلاح) بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا (من المداخل الخلفية وهي عادة جاهلية) وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ (العبرة في الإيمان وتقوى القلوب) وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿189﴾ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا (لا تبدأوا بالعدوان) إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿190﴾ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ (حيث واجهتوهم في المعارك) وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ (اطردوهم كما طردوكم) وَالْفِتْنَةُ (الخيانة والمكر والمكائد وإثارة الغرائز) أَشَدُّ (خطيئة) مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿191﴾ فَإِنِ انْتَهَوْا (إذا كفّوا عن القتال) فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿192﴾ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ (محاولة للتفرقة بين الناس) وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ (ليعلو دين الإسلام) فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿193﴾ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ (لتعدّي على الحرمات له قصاصه ... إشارة الى انّ الكفّار أرادوا ان يستغلّوا الشهر الحرام للتعدّي على المسلمين ظنّا ان المسلمين سيمتنعون عن قتالهم في ذلك الشهر) فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ (إشارة الى انّ الله سمح للمسلمين بقتال الكفّار ولو بالأشهر الحرم إذا بادروا في قتالهم) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿194﴾ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (ساهِموا بأموالكم في الجهاد) وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (الخراب .. بمعنى لا تجنوا على أنفسكم) وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿195﴾ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ (شحّ عليكم المال بسبب ضيق ذات اليد لم تستطيعوا القيام بكامل الشرائع) فَمَا اسْتَيْسَرَ (توفّر) مِنَ الْهَدْيِ (من لحم الذبائح) وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ (حتى تحضر الذبائح مكان النحر) فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ (لا يستطيع حلق رأسه من مرض أو ما شابه) فَفِدْيَةٌ (بدل) مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ (ذبيحة للمحتاجين) فَإِذَا أَمِنْتُمْ (اذا زالت الموانع للوصول الى الحج) فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ (من اعتمر ليدرك موعد الحج) فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ (ما توفّر له من الذبائح) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ (من ليس معه مالا ليذبح ذبائحا في الحج) فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (المستفيد من الذبيحة هو الحاضر في المسجد الحرام اذا لم يكن أهل المعتمر حاضرين) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿196﴾ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ (شوّال ذي القعدة وذي الحجة) فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ (من يؤدّى فريضة الحج في تلك الأشهر) فَلَا رَفَثَ (لا مجامعة جنسية) وَلَا فُسُوقَ (ولا فجور) وَلَا جِدَالَ (ولا عراك وتخاصم) فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ (زاد المؤمن إخلاصه الى الله) وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (اعبدوني بإخلاص يا أصحاب العقول والبصيرة) ﴿197﴾ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ (حرج( أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ (أجاز الله للحاج التكسّب أثناء تأدية الفريضة من البيع والشراء) فَإِذَا أَفَضْتُمْ (انتهيتم ونزلتم) مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ (ما يُعرف بالمزدلفة) وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴿198﴾ ثُمَّ أَفِيضُوا (انزلوا وانصرفوا) مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ (من عرفات) وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿199﴾ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ (انتهيتم من الشعائر) فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (نصيب أو مرتبة حسنة ... هذه الآية إشارة الى الذين يريدون نصيبا من الدنيا ولا يعملون الصلاح لآخرتهم) ﴿200﴾ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا (جنّبنا) عَذَابَ النَّارِ ﴿201﴾ أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ (الفوز بالجنة) مِمَّا كَسَبُوا (من حسنات) وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿202﴾ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ (أيّام الحج) فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ (لا ذنب) عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿203﴾ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ (تستحسن كلامه) فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (أشدّ الأعداء) ﴿204﴾ وَإِذَا تَوَلَّىٰ (ابتعد) سَعَىٰ (عمل جاهدا) فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ (الزرع) وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿205﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ (استكبر وتمسّك بذنبه) فَحَسْبُهُ (مصيره) جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (أقبح سكن) ﴿206﴾ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ (من يبيع دنياه) ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴿207﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (ليكون منهجكم السلام) وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ (وساوس) الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿208﴾ فَإِنْ زَلَلْتُمْ (وقعتم في المعصية) مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (قادر على ان يفرض إرادته وأن يحكم عدلاً في الأمور) ﴿209﴾ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ (غيوم وسُحُب سميكة) وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ (انتهاء الحياة) وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿210﴾ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ (ظاهرة جلية) وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿211﴾ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا (اغترّوا بترفهم وأموالهم) وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (أرفع درجة وأعلى في المقام) وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿212﴾ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ (بالجنة) وَمُنْذِرِينَ (محذّرين من النار) وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ (الشرائع والسنن) لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ (إمعاناً بكسب السلطة وأمور الدنيا) فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿213﴾ أَمْ حَسِبْتُمْ (أم ظننتم) أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ (ما جرى على الأمم السابقة) مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ (أصابهم الفقر والمرض) وَزُلْزِلُوا (زعزعتهم المصائب والمعارك) حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴿214﴾ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ (من صدقة) قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ (مال) فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ (المسافر عابر السبيل( وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿215﴾ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ (لا تُحبّذونه) وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ (منفعة) لَكُمْ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿216﴾ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ (يسألون الرسول عن حُرمة القتال في الأشهر الحرم) قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ (قل ان القتال في الأشهر الحرم ذنب وإثم كبيرين ومعصية لأمر الله بعدم القتال في الأشهر الحرم) وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (فيه منع وردع لمشيئة الله) وَكُفْرٌ بِهِ (هو أيضا كفر بالله) وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (انتهاك حرمة المسجد الحرام) وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ (لكن طرد المؤمنين من المسجد الحرام اكبر من انتهاك حرمة المسجد) وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ (زرع الفتنة أكبر معصية من القتل في الأشهر الحرم) وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ (فشلت) أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿217﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ (يتمنّون) رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿218﴾ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ (إشارة الى ان الخمر ذنب بسبب عدم اتباع قول الله إنها مكروهة ولكن أيضا فيها منفعة للناس من تجارة) وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا (لكن ذنب تعاطيها أكبر من منفعة فيها) وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ (بماذا يتصدّقون) قُلِ الْعَفْوَ (التسامح) كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿219﴾ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۗ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ (كفلهم ومعاملتهم بالحسنى ورعاية أموالهم ومصالحهم هو عمل من الأعمال الصالحة) وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ (إن تشاركتم معهم في العيش) فَإِخْوَانُكُمْ (عاملوهم كما تُعاملون إخوانكم) وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ (ضيّق عليكم السبل) إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿220﴾ وَلَا تَنْكِحُوا (لا تتزوّجوا من) الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ (جارية) مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿221﴾ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ (الدورة الدموية للمرأة) قُلْ هُوَ أَذًى (يُسبّب ضرراً) فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ (لا تُجامعوهم أثناء فترة المحيض) وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ (لا تُجامعوهنّ) حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ (حتى تنتهي الدورة الدموية وتغتسل المرأة من النجس) فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ (جامعوهنّ) مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴿222﴾ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ (تزرعون في أرحامهن ذرّياتكم) فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ (جامعوهن متى أردتم) وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ (تمنّوا ذريّة صالحة ترعاكم في كبركم) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ (أيقِنوا انه سيجازيكم على ثوابكم) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿223﴾ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً (شاهداً) لِأَيْمَانِكُمْ (على قسمكم) أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ (احرصوا على الإحسان والتقوى وعمل الخير) وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿224﴾ لَا يُؤَاخِذُكُمُ (لا يُحاسبكم) اللَّهُ بِاللَّغْوِ (التسرّع بالحلفان على جري العادة) فِي أَيْمَانِكُمْ (حلفانكم( وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ (يحاسبكم على نواياكم) وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿225﴾ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ )الذين يقسمون ان لا يُجامعوا زوجاتهم( تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ (أعطاهم الله مهلة أربعة أشهر) فَإِنْ فَاءُوا (إن جامعها خلال المهلة وعادوا الى ما كانوا عليه) فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿226﴾ وَإِنْ عَزَمُوا (إذا اتخذوا قرار) الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿227﴾ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ (ينتظرن ويترقّبن الحيض) ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ (ثلاث دورات أو أشهر) وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ (لا يجوز وحرام عليهن إخفاء الحمل عن الزوج) إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ (أزواجهن) أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا (للزوج أحقيّة ردّ الزوجة اذا أرادا الصلح) ۚوَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ (كما لهن حقوق عليهن واجبات) وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ (وللزوج واجب أكبر لأنه مسؤول عن الإنفاق على زوجته) وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿228﴾ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ (يُسمح للرجل ان يطلّق زوجته مرتين ويردّها في كل مرة دون قيد عليه أو عليها) فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ (أو يُبقي على الزواج بالمعاملة الحسنة) أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ (أو يُسرّحها ويُحسن اليها) وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا (المطالبة بإعادة المهر أو جزء منه) إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ (شرط ان لا يُخالفان شرع) اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ (لا ذنب عليهما أو حرج إن تنازلت عن حقها) تِلْكَ حُدُودُ (أحكام) اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا (لا تتجاوزوها( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿229﴾ فَإِنْ طَلَّقَهَا (مرة ثالثة) فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ (لا يجوز ان يردّها اليه بعد الطلقة الثالثة) حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ (إلّا بعد ان تتزوّج من رجل غيره) فَإِنْ طَلَّقَهَا (الزوج الحالي) فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا (إذا طلّقها زوجها الحالي فيحلّ لزوجها السابق ان يتزوجها بعد ذلك) إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ (العمل بشريعة الله) وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿230﴾ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ (الفترة الزمنية المحددة بعد الطلاق) فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ (ردّوهن الى عصمتكم باللطف) أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا (لا تُمانعوا الطلاق افتراء كي تتسببوا لهن بأذى) لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا (باستخفاف) وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿231﴾ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ (أتممن العدّة) فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ (لا تُصعّبوا عليهن الأمر) أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ (إذا أرادا أن يرجعا الى بعضهما) إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ (إذا وصلوا الى اتفاق بالتراضي) ذَٰلِكَ يُوعَظُ (هذا ما ينصح الله) بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ (أفضل) لَكُمْ وَأَطْهَرُ (أنقى) وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿232﴾ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ (عاميْن) كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ (الأب) رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ (تأمين المأوى والملبس والغذاء) بِالْمَعْرُوفِ (حسب القدرة المالية) لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا (لا يتحمّل المرء فوق طاقته) لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ (والد) بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ (اذا مات الزوج وتزوجت الأرملة بعد ذلك فعلى زوج الأم ان يرث واجبات الأب المتوفي مع الأم وأولادها) فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا (طلاقاً) عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ (لا حرج) عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ (تؤجّروا مُرضعات يُرضعنهم) فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ (شرط أن يوفى الوالد والوالدة المُرضعة حقّها) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿233﴾ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا (يتركون ورائهم أرامل) يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ (ينتظرن) أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا (عشرة أيام) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ (إذا انتهت مدة العدة) فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ (لا حرج بزواجها مرة أخرى) وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿234﴾ وَلَا جُنَاحَ (لا ذنب وحرَج) عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ (أشهرتم) بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ (كتمتم) فِي أَنْفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ (أنّهنّ يُشغلن بالكم) وَلَٰكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا (شرط الالتزام بالأدب والأخلاق) وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ (لا تسعوا الى المجامعة) حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ (حتى يتم عقد القران) وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿235﴾ لَا جُنَاحَ (لا حرج) عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ (قبل المُجامعة) أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً (تُخصّصوا لها معاشا أو قيمة نقدية تُدفع لها) وَمَتِّعُوهُنَّ (انعموا عليهن) عَلَى الْمُوسِعِ (المقتدر ماليا) قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِر (المتعثّر ماليا) ِ قَدَرُهُ (حسب قدرته المادية) مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ (نفقة حسب القدرة) حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ﴿236﴾ وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ (قبل المجامعة) وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً (كتبتم لهن مهراً عند الزواج) فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ (يحق لها الإبقاء على نصف المهر) إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ (إلّا اذا أرجن أن يسامحن ويردّن المهر كاملا) أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ (وليّ الأمر) وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ (العشرة) بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿237﴾ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ (قيل إنها صلاة العصر أو صلاة وسط النهار والله أعلم) وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (صلّوا لله خاشعين) ﴿238﴾ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا (راجلين) أَوْ رُكْبَانًا (على ظهور الجياد والإبل) فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿239﴾ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ (يتركون) أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا (نفقة) إِلَى الْحَوْلِ (مدة عام) غَيْرَ إِخْرَاجٍ (لا تخرج المرأة للعمل طالما هي تستلم نفقتها) فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ (لا حرج) عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ (بالاستغناء عن نفقتها) وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿240﴾ وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ (نفقة غير مرهقة للزوج) حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴿241﴾ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ يشرح ويُفصّل اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿242﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى (ألم تسمع عن) الَّذِينَ خَرَجُوا (فرّوا) مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ (خوفا من الهلاك من وباء الطاعون ... ويقال انهم من بني إسرائيل فاجأهم الطاعون) فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴿243﴾ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿244﴾ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا (اي ان الله يعتبر الصدقة ديْناً عليه) فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً (يوفّيه أضعافا مضاعفة من الثواب والأجر) وَاللَّهُ يَقْبِضُ (يقطع العطاء) وَيَبْسُطُ (يوفر في العطاء) وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿245﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ (القوم) مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ (هو صموئيل في التوراة) ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا (طُردنا) مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا (هربوا) إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿246﴾ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا (هو شاوول الملك المذكور في التوراة) قَالُوا أَنَّىٰ (كيف) يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً (وفرة) مِنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ (سعة في العلم وقوة في الجسد) وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿247﴾ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ (دليل) مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ (أن يُردّ اليكم) التَّابُوتُ (ما يُسمّى بصندوق العهد عند اليهود وكان العمالقة قد سلبوهم إيّاه بقيادة جالوت) فِيهِ سَكِينَةٌ (قيل إنها رحمة أو طمأنينة أو سر إلهي والله أعلم) مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ (أثر) مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿248﴾ فَلَمَّا فَصَلَ (سار) طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ (مختبر صبركم وإيمانكم) بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ (من لا يشرب منه) فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً (غرف قليلا من الماء) بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ (اسم قائد جبّار من العمالقة هزم بني إسرائيل وسلبهم صندوق العهد) وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ (المؤمنون بالله وعلى استعداد للموت في سبيله) كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿249﴾ وَلَمَّا بَرَزُوا (تواجهوا في المعركة) لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ )ألقي( عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا (قوّي عزيمتنا) وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿250﴾ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ (ورد في التوراة انّ والد داود أرسله ليستطلع إخوته في جيش طالوت فوصل مع بدء المعركة وتحمّس لنصرة إخوته ورمى جالوت بحجر من مقلاعه فأصابه في مقدّمة رأسه فقضى عليه فورا) وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ (النبوة) وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ (لولا محاربة المفسدين) لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ (اختلّ نظام الأمان فيها) وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿251﴾ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿252﴾ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ (المعجزات) وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴿253﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ (لا تجارة) فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ (ولا صُحبة) وَلَا شَفَاعَةٌ (ولا وساطة) وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿254﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ (اسم من أسماء الله وصفة من صفاته ويعني الخالد الذي لا يموت) الْقَيُّومُ (اسم من أسماء الله وصفة من صفاته ويعني الذي لا ينام ولا يهمد ولا يهدأ عن الحركة) لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ (لا يغلبه نعاس أو سهوة) وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ (لا يملك أحد الشفاعة عنده) إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ (يعلم حاضرهم ومستقبلهم) وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ (لا يبلغون مبلغ علمه) إِلَّا بِمَا شَاءَ (الّا ما شاء لهم أن يعلموه) وَسِعَ كُرْسِيُّهُ (شملت معرفته) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ (لا يُتعبه) حِفْظُهُمَا (الحفاظ على نظامهما) وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿255﴾ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ (الضلال) فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ (تمسّك بعقدة الإيمان) لَا انْفِصَامَ (لا انفصال) لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿256﴾ اللَّهُ وَلِيُّ (كفيل) الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (من الكفر والجهل الى الإيمان) وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ (الشياطين) يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿257﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى (ألم تسمع عن) الَّذِي حَاجَّ (جادل) إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ (قيل هو الملك نمرود أوّل ملك جبّار كافر على الأرض قتل كل وليد ذَكر لحلم رآه أن ولدا سيولد يهدّ ملكه) أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ (مُغترّاً بنفسه انه ملك) إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ (تفاجأ) الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿258﴾ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا (زرعها محروق) قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ (لم يفسد) وَانْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ ۖ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا (نجمعها) ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا (نُغطّيها باللحم) فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الآية إشارة الى قصة رجل صالح اسمه العُزيْر كان قد قدم الى مدينة القدس بعد أن غزاها الملك البابلي نبوخذ نصّر فبدت خاوية لا حياة فيها فأصابه اليأس وقال كيف تحيا هذه المدينة بعد خرابها وموتها. وأراد الله أن يجعله مثلاً لبني إسرائيل ليرجعوا عن انحرافهم عن الدين فأماته مئة عام ثم أحياه وبدأ بتعليم بني إسرائيل دينهم من جديد وتدريسهم التوراة من جديد فأحبّوه وقدّسوه واعتبروه ابن الله) ﴿259﴾ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ (إجمعهن) إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿260﴾ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ (كريم العطاء) عَلِيمٌ ﴿261﴾ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (يُساهمون في كلفة الجهاد) ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا (لا يمنّنوا الرسول بمساهمتهم المادية) وَلَا أَذًى (لا يتسّببوا بالإساءة والضرر لمن تصدّقوا عليهم) لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿262﴾ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴿263﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ (لا تمنّوا على من تصدّقتم عليهم فلا يقبل الله منك صدقاتكم في هذه الحالة كما لا يقبل منكم أن تتصدّقوا على الناس ثم تأذوهم) كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ (لخداع ونفاق) النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ (مُرتفع من صخر) عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ (مطر) فَتَرَكَهُ صَلْدًا (أملس) لَا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا (لا يجنوا أيّ حسنة عند الله) وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿264﴾ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ (بكل رحابة صدر) كَمَثَلِ جَنَّةٍ (بستان) بِرَبْوَةٍ (على هضبة) أَصَابَهَا وَابِلٌ (مطر) فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ (أثمرت مرتين) فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ (ندى) وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿265﴾ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ (أقعده كبر سنه) وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ (أولاد صغار) فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ (ريح عاصف) فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿266﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا (تصدّقوا) مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ (من مال أو ذهب أو طعام وغيره) وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ (من زرع) وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ (لا تنتقوا الرديء) مِنْهُ تُنْفِقُونَ (تتصدّقون منه) وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ (لن تنالوا ثواب صدقاتكم وتنتقصوا من حقوقكم) وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ (بغنى عن الناس) حَمِيدٌ ﴿267﴾ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ (بالكفر والمعصية) وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا (رزق ونعمة) وَاللَّهُ وَاسِعٌ (الكرم) عَلِيمٌ ﴿268﴾ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ (النبوة أو العلم) مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿269﴾ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴿270﴾ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ (إن تعلنوا عنها) فَنِعِمَّا هِيَ (هذا جيد) وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿271﴾ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ (وما تتصدّقون) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ (من أجل رضى الله) وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿272﴾ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (الذين ضاقت ذات يدهم ولم يقدروا أن يشاركوا في الجهاد) لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ (لا يجدون رزقا) يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ (عفّة أنفسهم عن السؤال) تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ (من ملامح وجوههم) لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا (إصرارا) وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿273﴾ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ (يتصدّقون بها) بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿274﴾ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ (يُبالغون في) الرِّبَا (الفائدة على الديْن) لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ (يُصوّر الله حال المرابي في جهنم بأنه يكون كالمصروع الذي يتلبّسه الشيطان) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ (ما قبل نزول هذه الآية) وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿275﴾ يَمْحَقُ اللَّهُ (يُبطل قيمة) الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿276﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿277﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿278﴾ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا (ترقّبوا) بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ (تستعيدون أصل المال دون حساب الربا) لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿279﴾ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ (في ضيقة مالية) فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ (انتظروا حتى ييسّر الله أمره) وَأَنْ تَصَدَّقُوا (تُسامحوا بالديْن) خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿280﴾ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿281﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى (فترة زمنية للسداد) فَاكْتُبُوهُ ۚوَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ (المُوَثّق القانوني أو الشرعي) وَلَا يَأْبَ (لا يرفض) كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ (أي بالحق والاستقامة والعدل) فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ (يُملي ما عليه من حق وديْن) وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ (ولا يُنقص( مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ (المدين) سَفِيهًا (غير راشد أو لا يستطيع التصرف) أَوْ ضَعِيفًا (مُسنّ أو مريض) أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ (أخرس لا يستطيع أن ينطق) فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ (وكيله الشرعي) وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ (شاهدين) مِنْ رِجَالِكُمْ ۖ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ (تنسى) إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ (لا يرفضون الشهادة) إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا (لا تملّوا) أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ (من كتابة التفاصيل) ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ (أعدل) عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ (وأصلح) لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ (أفضل) أَلَّا تَرْتَابُوا (حتى لا تشكّوا في الأمر) إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا (يجوز التعامل التجاري دون عقود) وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ (ضرورة الشهود عند البيع) وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ (لا يجوز الحاق الضرر والأذى بأيّ منهما) وَإِنْ تَفْعَلُوا (ضرراً أو أذية ... تشهدوا زورا وبهتانا) فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ (عصيان منكم) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿282﴾ وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ (رهن مُلكية) مَقْبُوضَةٌ (مدفوعة للدائن) فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا (اذا استؤمن أحدكم على مال أو عقار أو رزق) فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ (يجب على كل مؤتمن أن يُعيد الأمانة الى صاحبها) وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ۗ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ (لا تُخفوا الشهادة بالحق) وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ (فهو ممعن في الانغماس بالذنب ومعصية الله) وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿283﴾ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ (الله يعلم ما تعملون وتقولون جهرا وما تخفون في صدوركم وتكتمون البوح به) يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿284﴾ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿285﴾ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا (لا يفرض الله فرضاً على أحد) إِلَّا وُسْعَهَا (الا حسب طاقته) لَهَا مَا كَسَبَتْ (من خير) وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ (من شر) رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا (لا تُحاسبنا) إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا (حملاً ثقيلاً ... لا تجعلنا نتعهّد بما لا نستطيع القيام به) كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا (إشارة الى المعاهدة التي عاهدها بنو إسرائيل ربّهم ثمّ أخلوا بها لصعوبتها وعدم استطاعتهم تنفيذها) رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ (من أعباء وذنوب فوق قدرتنا) وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا (أنت وحدك وليّنا وراعي شؤوننا) فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿286﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق