سورة المائدة - 5
120 آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَوْفُوا بِالْعُقُودِ التزموا بتنفيذ بنودها أُحِلَّتْ
لَكُمْ بَهِيمَةُ الحيوان الذي لا ينطق
الْأَنْعَامِ وهم ثلاثة أنواع الإبل والبقر والغنم
إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ الاّ التي حرّمها
الله غَيْرَ مُحِلِّي لا يحل لكم الصَّيْدِ
وَأَنْتُمْ حُرُمٌ الأشهر الحُرم إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴿1﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ لا تُحلّوا ما حرّم
الله وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا
الْهَدْيَ الذبائح وَلَا الْقَلَائِدَ ما يوضع في عنق الذبيحة كعلامة انها ستُذبح قربانا لله
وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ولا تقتلوا
القاصدين البيت الحرام وهم آمنين على انفسهم
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ
وَرِضْوَانًا راغبين نيل رحمة الله ورضاه
وَإِذَا حَلَلْتُمْ انتهيتم من الاحرام فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ لا يؤثّر بكم شَنَآنُ حقد وبُغض قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ منعوكم عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا فتستبيحوا الاعتداء عليهم ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ الخير وَالتَّقْوَىٰ وطاعة الله في اعمالكم وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿2﴾
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ
وَالدَّمُ البهيمة التي دمها مسفوح أي مقتولة
وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ البهيمة التي تُذبح على غير اسم الله وَالْمُنْخَنِقَةُ البهيمة التي تُقتل خنقا وَالْمَوْقُوذَةُ البهيمة التي ماتت من الضرب المُبرح وَالْمُتَرَدِّيَةُ البهيمة التي سقطت من مكان مرتفع وماتت وَالنَّطِيحَةُ البهيمة التي نطحتها بهيمة أخرى وماتت وَمَا أَكَلَ
السَّبُعُ بقايا البهيمة التي اكلها السبع
إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ بمعنى الا البهائم التي ما
زال فيها رمق من حياة فتذبحونها على اسم الله وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ البهائم
التي تّذبح على الاصنام وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ تستطلعون حظوظكم بواسطة الأقداح أو عيدان الحظ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ كفر الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا
تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ مجاعة غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ لا يقصد معصية فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿3﴾
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ
لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ
بمعنى كلاب الصيد والطيور المفترسة التي تدرّبونهم
على الصيد مُكَلِّبِينَ يسعون وراء
الفريسة لصيدها تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا
مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ
ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿4﴾
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ
ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ اليهود
والنصارى وكتاب التوراة وكتب الانجيل حِلٌّ
لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ العفيفات مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ اللواتي آمنّ بدين الاسلام
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
اليهوديات والمسيحيات العفيفات مِنْ قَبْلِكُمْ
إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ دفعتم لهم
مهورهن مُحْصِنِينَ متعفّفين
غَيْرَ مُسَافِحِينَ مستبيحين للأعراض وَلَا
مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ عشيقات أو عشّاق في السر وَمَنْ
يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
﴿5﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ الأكواع وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ
إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا من
الجنابة أي غير طاهرين فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ
عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ خروج البراز أَوْ لَامَسْتُمُ ضاجعتم النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا
ابحثوا وانتقوا صَعِيدًا ترابا طَيِّبًا
نظيفا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ
اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ
نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿6﴾
وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿7﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ قائمين ومواظبين على
طاعة الله شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ تشهدون
بالحق والعدل وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ لا تدعون حقد قوم عليكم وبغضهم لكم عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا
أن لا تشهدوا بالحقيقة اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا
اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿8﴾
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿9﴾
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿10﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ خطّط
وبادر قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ يقاتلونكم فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ أحبط الله خططهم عَنْكُمْ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿11﴾
وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا مفوّضاً وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ
أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ نصرتموهم وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا بمعنى يكون
لكم على الله حق الأجر لأعمالكم الصالحة لَأُكَفِّرَنَّ
عَنْكُمْ أصفح عن سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ
فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿12﴾
فَبِمَا بسبب نَقْضِهِمْ
نكثهم مِيثَاقَهُمْ ما عاهدوا الله
عليه لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ
الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ يبدّلون معاني آيات الله
وَنَسُوا حَظًّا كفروا بجزء مِمَّا
ذُكِّرُوا بِهِ ما ورد في القرآن عن بني اسرائيل
وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ لا
تزال يا محمد تشهد خيانة اليهود إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ الا عدد قليل منهم آمنوا برسالتك فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿13﴾
وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا
نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ عهدهم
فَنَسُوا حَظًّا جزءا مِمَّا ذُكِّرُوا
بِهِ ما ورد في القرآن عن المسيح فَأَغْرَيْنَا
بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ جعلهم الله
أعداء بعضهم البعض وأربى الله بينهم الحقد والكراهية إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴿14﴾
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ اليهود والنصارى قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ
لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ
ۚ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ قرآن فيه نصوص واضحة تبيّن لكم الامور ﴿15﴾
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ
رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ
وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿16﴾
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ
شَيْئًا من يستطيع أن يمنع الله إِنْ أَرَادَ
أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ
ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿17﴾
وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ
نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ
ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ
يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ
الْمَصِيرُ ﴿18﴾
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ
رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مدة
زمنية طويلة مِنَ الرُّسُلِ قبله
أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ
وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿19﴾
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ
يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ
وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ
﴿20﴾
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ
الْمُقَدَّسَةَ أرض كنعان فلسطين وما حولها
الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ وعدها لَكُمْ وَلَا
تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ لا تهربوا من
المعركة فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ تحلّ
عليكم الهزيمة ﴿21﴾
قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا
قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ
يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿22﴾
قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ
يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ باغِتوهم فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ
ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿23﴾
قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَنْ
نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا
هَاهُنَا قَاعِدُونَ لن نبرح مكاننا
﴿24﴾
قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ
إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ أحكم
بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿25﴾
قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ
عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ يضيعون
لا يجدون طريقا فِي الْأَرْضِ فَلَا
تَأْسَ لا تأسف عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ الكافرين ﴿26﴾
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ
آدَمَ بِالْحَقِّ حقيقة قصة قابيل وهابيل
إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا أضحية لله فَتُقُبِّلَ
مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ
إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿27﴾
لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ رفعت عليّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ
لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿28﴾
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي
وَإِثْمِكَ تحمل ذنبي وذنبك فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ عقاب الظَّالِمِينَ
المجرمين ﴿29﴾
فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ
أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿30﴾
فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ يحفر فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ يدفن جسده أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ
أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ
النَّادِمِينَ ﴿31﴾
مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا
عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ
فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا
أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ
إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ مبالغون في الكفر ﴿32﴾
إِنَّمَا جَزَاءُ عقاب الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَيَسْعَوْنَ يمارسون وينشرون فِي الْأَرْضِ
فَسَادًا خراباً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ
يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا يُطردوا مِنَ الْأَرْضِ من البلاد ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ ذلّ ومهانة فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ
عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿33﴾
إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ
قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ قبل هزيمتهم فَاعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿34﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ اعملوا
جاهدين ان يهبكم الله الْوَسِيلَةَ درجة
رفيعة في الجنة وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ تحصلوا على مبتغاكم ﴿35﴾
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ
أَنَّ لَهُمْ لو يملكون مَا فِي الْأَرْضِ
جَمِيعًا وَمِثْلَهُ وضعف ذلك مَعَهُ لِيَفْتَدُوا دفعوه ليتجنّبوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿36﴾
يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ
النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ دائم ﴿37﴾
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا
أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً عقابا بِمَا كَسَبَا
على ارتكابهما جريمة السرقة نَكَالًا
عقابا مِنَ اللَّهِ
ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿38﴾
فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ
بعد كفره
ومعصيته وَأَصْلَحَ عمل عملا صالحا فَإِنَّ
اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿39﴾
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ
ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿40﴾
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ لا تأسف على الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ
مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ أي المنافقون وَمِنَ
الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ اليهود
الذين يصدّقون تحريف القران والكلام السيئ على الرسول
سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ إشارة الى احبار اليهود وزعمائهم الذين لا يحضرون مجالس الرسول
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ المعنى
في قصة زنا احدى السيدات من اشراف اليهود فعمل قوم ممن سمع حكم الرسول فيها على
تحريف كلامه يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ
تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا المعنى ان اليهود أرادوا ان
يسمعوا حكم الله في الزنا فاذا طابق هواهم عملوا به او يبدّلوه وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ
مِنَ اللَّهِ شَيْئًا لن تستطيع أن تنقذه من أمر
الله أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ
ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿41﴾
سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ
لِلسُّحْتِ يكسبون المال الحرام فَإِنْ
جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ أو تجاهلهم وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ
شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ بالعدل إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ العادلين ﴿42﴾
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ
التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ يُنكرون ما جاء به او يخفونه وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ
﴿43﴾
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ
فِيهَا هُدًى الى الحق وَنُورٌ يجلي ظلام الجهل يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ
أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ عُلماء
اليهود وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا حفظوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ
ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا
لا تكفروا طمعا بمكاسب شخصية يغروكم بها
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
﴿44﴾
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا
أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ
بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ بمعنى ان الحكم على الجاني هو للاقتصاص منه وليدرك من يهمّ على
ارتكاب جريمة ان بانتظاره عقاب على جريمته فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ عفا وصفح فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ بمعنى ان الله يعفو عن الجاني ويُحسن للذي عفا عنه
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
﴿45﴾
وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِمْ ثم اتبع الله بعد الانبياء والرسل بِعِيسَى ابْنِ
مَرْيَمَ مُصَدِّقًا مقرّاً ومعترفاً لِمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ
وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً حكمة لِلْمُتَّقِينَ ﴿46﴾
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ
بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ
هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿47﴾
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ
بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ أي ان احكام القرآن تُلغي احكام التوراة والانجيل او تعمل على
تحديثها فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ
أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لا تميل
عن الحق إرضاء لرغبات اليهود والنصارى لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً
وَمِنْهَاجًا شريعة ونهج وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ
لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا
الْخَيْرَاتِ تنافسوا على فعل الخير إِلَى
اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
﴿48﴾
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا
أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ لا
تتأثر بميولهم ورغباتهم وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ يُثيرون ريبك عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ
ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا أعرضوا عنك فَاعْلَمْ
أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ يعاقبهم
بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا
مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿49﴾
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ
بمعنى فوضى شرعة الجاهلية وَمَنْ أَحْسَنُ
مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿50﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ أنصار او حلفاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فهم أنصار بعضهم البعض وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ يتبعهم مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ
لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿51﴾
فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ ايمانهم ضعيف يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يفكرون بالاستسلام إليهم يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ
تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ هزيمة فَعَسَى اللَّهُ
أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ نصر
مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا أضمروا
فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴿52﴾
وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ
الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴿53﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ
وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ متواضعين عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ أشدّاء عَلَى
الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ
ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
﴿54﴾
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ نصيركم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ لله تعالى ﴿55﴾
وَمَنْ يَتَوَلَّ من يتّخذ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴿56﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا الذين سخروا من دينكم مِنَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ اليهود
والنصارى وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ حلفاء
أو مقرّبين منكم وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿57﴾
وَإِذَا نَادَيْتُمْ أذّنتم إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا
ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴿58﴾
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ اليهود هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ أتعادوننا لأننا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ
إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ أي التوراة
والانجيل وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ كافرون ﴿59﴾
قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ
مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً هل أخبركم من يصيبه أقبح جزاء
وعقابا عِنْدَ اللَّهِ ۚ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ
مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ الشياطين أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا مصيرهم جهنم وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ لا يهتدون ابدا الى الصراط المستقيم ﴿60﴾
وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا
وَقَدْ دَخَلُوا مجلس الرسول بِالْكُفْرِ
وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ خرجوا كما دخلوا كافرين وَاللَّهُ
أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ بما يخفون في
ضمائرهم ﴿61﴾
وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ
فِي الْإِثْمِ ارتكاب المعاصي وَالْعُدْوَانِ والاعتداء على الناس وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ وكسبهم المال الحرام
لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿62﴾
لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ يأمرونهم كبار كهنتهم بالتوقّف عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ مخالفة شريعة التوراة وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ وكسب المال الحرام لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ما أقبح ما كانوا يرتكبون من جرائم ﴿63﴾
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ
مَغْلُولَةٌ ممسكة عن العطاء بمعنى البخل
غُلَّتْ شلّت أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا
قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ممدودتان
بالكرم والعطاء يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ
مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا ظلما
وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ رسّخنا في
قلوبهم الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ والكراهية
إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ
ۚ وَيَسْعَوْنَ يعملون بجهد فِي الْأَرْضِ فَسَادًا على نشر الفساد والخراب وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
﴿64﴾
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ اليهود والنصارى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا
عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿65﴾
وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التزموا بما في التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا
أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ
اغتنوا غناء فاحشا مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ معتدلة وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ
﴿66﴾
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ
مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ يقيك مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ
الْكَافِرِينَ ﴿67﴾
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ اليهود والنصارى لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ لا إيمان لكم ولا دين حَتَّىٰ
تُقِيمُوا حتى تتبعوا احكام التَّوْرَاةَ
وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا
مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا بمعنى انه كلما زادك ربك علما من عنده ازدادوا هم كرها وحقدا
عليك فَلَا تَأْسَ لا تأسف ولا تشفق
عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿68﴾
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا المسلمين وَالَّذِينَ هَادُوا اليهود وَالصَّابِئُونَ المؤمنون بالله الذين لا يتبعون دينا وَالنَّصَارَىٰ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿69﴾
لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ عهد بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ
رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُهُمْ لا يتوافق مع ما يريدون فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا
يَقْتُلُونَ ﴿70﴾
وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ ظنّوا ان لا يختبرهم الله او يعذبهم فَعَمُوا وَصَمُّوا نقضوا العهد مع الله وكأنهم لم يسمعوا به وغشيت اعينهم عنه ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا
كَثِيرٌ مِنْهُمْ ۚ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿71﴾
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ
اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ
﴿72﴾
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا
إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ النصارى الذين قالوا ان المسيح هو ثالث ثلاثة الاب والابن والروح القدس
وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا
يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ سوف يصيب الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿73﴾
أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ
وَيَسْتَغْفِرُونَهُ على قولهم وافترائهم على الله
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ إذا تابوا مخلصين
﴿74﴾
مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ
الرُّسُلُ أدّت مهامها ورسالاتها ومضت وَأُمُّهُ
صِدِّيقَةٌ وهي درجة رفيعة عند الله كَانَا
يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ إشارة انهما ليسا من
الملائكة انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّىٰ
يُؤْفَكُونَ كيف يفترون الكذب على الله
﴿75﴾
قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ليس بيده أن يُنعم او يحرم وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ ﴿76﴾
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا
تَغْلُوا لا تتجاوزوا الحدود فِي دِينِكُمْ
غَيْرَ الْحَقِّ ولا تستخدموا الدين لعمل الباطل
وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ ميول قَوْمٍ
قَدْ ضَلُّوا كفروا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كفّروا كَثِيرًا وَضَلُّوا أضاعوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ الصراط المستقيم ﴿77﴾
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لعنهما داوود وعيسى ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا
يَعْتَدُونَ ﴿78﴾
كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ لا يتراجعون عن ارتكاب عَنْ مُنْكَرٍ معصية فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
﴿79﴾
تَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ
يتبعون الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا
قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ قُبّحوا بما ارتكبوا أَنْ سَخِطَ غضِب
اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴿80﴾
وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ القران الكريم مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ ما اتّبعوا اليهود ووثقوا بهم وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا
مِنْهُمْ فَاسِقُونَ كافرون ﴿81﴾
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ
عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا كفّار قريش وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً محبة للمسلمين لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا
إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ
لَا يَسْتَكْبِرُونَ لا يستعلون ﴿82﴾
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ
إِلَى الرَّسُولِ من آيات تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ
تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ بكوا بكاء كثيرا لما عرفوا من القرآن من أمور لم يكونوا على علم
بها يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
﴿83﴾
وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ
الصَّالِحِينَ ﴿84﴾
فَأَثَابَهُمُ جازاهم اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ثواب الذين أحسنوا في الدنيا ﴿85﴾
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿86﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا على ما حلّل الله إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
﴿87﴾
وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ
حَلَالًا طَيِّبًا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿88﴾
لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ التسرّع فِي أَيْمَانِكُمْ حلفانكم وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ
الْأَيْمَانَ بمعنى إن خالفتم ما حلفتم عليه فَكَفَّارَتُهُ بدله
إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ أفضل
مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ من
ملابس أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ عتق عبد
او أمة فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ بدل أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا
أَيْمَانَكُمْ بمعنى اعملوا ما حلفتم عليه
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ يوضح اللَّهُ لَكُمْ
معنى آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿89﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ القمار
وَالْأَنْصَابُ الاصنام وَالْأَزْلَامُ عيدان الحظ والقُرعة رِجْسٌ خُبث مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ حاذروا ان تعملوا هذا الخبث لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
﴿90﴾
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ
أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ
بسبب الخمر والقمار وَيَصُدَّكُمْ يمنعكم عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ
أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ هل أنتم مُقلعون عن الخمر
والميسر ﴿91﴾
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا معصية الله فَإِنْ
تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ تبليغ الرسالة بشكل واضح ﴿92﴾
لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ ذنب فِيمَا
طَعِمُوا أكلوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا
ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿93﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَيَبْلُوَنَّكُمُ يختبركم اللَّهُ بِشَيْءٍ
مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ
بمعنى خلال الأشهر الحُرم التي يُحرّم فيها الصيد لِيَعْلَمَ اللَّهُ
مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ من يُحافظ على شريعته
بإخلاص فَمَنِ اعْتَدَىٰ خالف وعصى أمر
الله بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿94﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ في
الأشهر الحرام وَمَنْ قَتَلَهُ معنى
الصيد في الأشهر الحُرم مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا عن قصد فَجَزَاءٌ عقاب
مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ أن يؤخذ منه مثل
عدد ما قتل من الانعام والطيور يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ قاضيان مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ ذبائح عند الكعبة أَوْ كَفَّارَةٌ بدل ذلك طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ بدل ذَٰلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ليشعر بمرارة ما ارتكبه من ذنب عَفَا اللَّهُ عَمَّا
سَلَفَ غفر الله عن ما حصل مثل ذلك من قبل الاسلام
وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ
﴿95﴾
أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ
وَطَعَامُهُ أكله مَتَاعًا منفعة وصحة وغذاء لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ قوافل السفر وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ
مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وأنتم في الأشهر الحرم وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿96﴾
جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ
الْحَرَامَ قِيَامًا أمنا وصلاحا وحجّاً
لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ
الذبائح في موسم الحج وَالْقَلَائِدَ علامات
الذبائح في موسم الحج ذَٰلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا
فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
﴿97﴾
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿98﴾
مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ تبليغ الرسالة وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا
تَكْتُمُونَ ﴿99﴾
قُلْ لَا يَسْتَوِي لا يتساوى الْخَبِيثُ الفاسد وَالطَّيِّبُ والمؤمن وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ كثرة ماله وعزوته
فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ أصحاب
العقول لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿100﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ يشق عليكم سماعها وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ
يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ ينزل حكمها في
القران عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿101﴾
قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ
ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴿102﴾
مَا جَعَلَ لم يحرّم او يحلّل اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ البهيمة التي لبنها للأصنام وَلَا سَائِبَةٍ البهيمة التي جُعل امرها للآلهة وَلَا وَصِيلَةٍ الناقة البكر وَلَا حَامٍ فحل الإبل وَلَٰكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ
عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۖ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿103﴾
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا
إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا نتبع مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ
كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿104﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ اهتموا بأنفسكم
لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ لن يستطيع من بقي على
كفره ان يؤذيكم إِذَا اهْتَدَيْتُمْ آمنتم
إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
﴿105﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ
ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أشهدوا من بينكم قاضيين
يحكمان بالعدل أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ
فِي الْأَرْضِ سعيتم في رزق فَأَصَابَتْكُمْ
مُصِيبَةُ الْمَوْتِ توفيتم تَحْبِسُونَهُمَا تختلوا
بهما مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ اختلطت عليكم الامور لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا يُقسمان ان لا يقبلا رشوة أو يُفضلّا أحدا دون حق وَلَوْ
كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۙ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ المذنبين العاصين ﴿106﴾
فَإِنْ عُثِرَ انفضح امر الشاهدين عَلَىٰ
أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا بمعنى شهدا زوراً
فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا يُبدَّلان
باثنين غيرهما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ
بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ أصدق
مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿107﴾
ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أقرب أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا ان يقول الحقيقة كما هي أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ
أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ ان يتوضح كذبهما فيخافان
من العذاب وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا أطيعوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
﴿108﴾
يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ يحشرهم يوم القيامة فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ كيف كان استجابة قومكم قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا
ۖ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿109﴾
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى
ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ نصرتك بِرُوحِ الْقُدُسِ جبريل او قوة قدسية خارقة من الله تُكَلِّمُ النَّاسَ
فِي الْمَهْدِ وأنت طفل صغير وَكَهْلًا
رجلاً في ربيع العمر وَإِذْ عَلَّمْتُكَ
الْكِتَابَ العلوم وَالْحِكْمَةَ الفهم والمعرفة وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ۖ وَإِذْ
تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ
طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ تشفي الْأَكْمَهَ الأعمش وَالْأَبْرَصَ المريض بداء البرص بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ تُحيي الْمَوْتَىٰ
بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ أوقفت مكر
بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ المعجزات التي شاهدوها بأعينهم فَقَالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿110﴾
وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ
أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ
﴿111﴾
إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ أتباع عيسى وتلامذته يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ
يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا
اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿112﴾
قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ
مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا
مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿113﴾
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ
رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا تكون ذكرى ومناسبة طيبة لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً
مِنْكَ دليل على الوهيّتك ومقدرتك وَارْزُقْنَا
وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿114﴾
قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا
عَلَيْكُمْ من السماء فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ
مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ
﴿115﴾
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى
ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ
دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ تنزّه اسمك
مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ
عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ
أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ بمعنى انت تعلم الحاضر
والغائب لا يخفى عليك شيء ﴿116﴾
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا
أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ
شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ بمعنى موجود بينهم
حيّاً فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ
ۚ وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿117﴾
إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ
عِبَادُكَ ۖ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿118﴾
قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ
الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
﴿119﴾
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿120﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق