14‏/02‏/2016

سورة المائدة - 5

5 *سورة المائدة* (120 آية)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ (الإبل والبقر والغنم) إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ (إلّا ما حُرّم بالنص الصريح) غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ (لا تُحلّلوا صيد هذه الأنعام) وَأَنْتُمْ حُرُمٌ (في الأشهر الحُرم) إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ (يقضي) مَا يُرِيدُ ﴿1﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا (لا تُخالفوا) شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ (ولا تعتدوا على حرمة الأشهر الحرم فلا قتال ولا صيد فيها) وَلَا الْهَدْيَ (الذبائح ... لا تمنعوا وصول الذبائح الى محلّها أيام الحج) وَلَا الْقَلَائِدَ (جمع قلادة أي طوق ... لا تُغيّروا عادة وضع طوق على عنق البهيمة كعلامة أنها ستُذبح قربانا لله) وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا (لا تتعرّضوا بسوء الى "الآمّين" القاصدين البيت الحرام راغبين نيل رحمة الله ورضاه) وَإِذَا حَلَلْتُمْ (إذا انتهيتم من الإحرام) فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ (لا يؤثّر بكم) شَنَآنُ (حقد وبُغض) قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ (منعوكم) عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ (الخير) وَالتَّقْوَىٰ (التقوى من الحذر والتنبّه... بمعنى طاعة الله في أعمالكم) وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ (على ارتكاب المعاصي والاعتداء على الغير) وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿2﴾ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ (البهيمة النافقة) وَالدَّمُ (البهيمة المقتولة) وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ (البهيمة التي تُذبح على غير اسم الله) وَالْمُنْخَنِقَةُ (البهيمة التي تُقتل خنقا) وَالْمَوْقُوذَةُ (البهيمة التي ماتت من الضرب المُبرح) وَالْمُتَرَدِّيَةُ (البهيمة التي سقطت من مكان مرتفع وماتت) وَالنَّطِيحَةُ (البهيمة التي نطحتها بهيمة أخرى وماتت) وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ (بقايا البهيمة التي أكلها السبع) إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ (الّا إذا ما زال فيها رمق من حياة فتذبحونها على اسم الله) وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ (الأصنام ... بمعنى لا يجوز اكل البهائم التي تّذبح على اسم الأصنام) وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا (حُرّم عليكم أن تستطلعون حظوظكم) بِالْأَزْلَامِ (عيدان القرعة والأقداح أو عيدان الحظ) ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ (فجور وخروج عن طاعة الله) الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ ( أي ان الكفار تيقّنوا ان المؤمنين لن يرتدّوا عن إيمانهم ويرجعوا الى الكفر) فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ (مجاعة ... بمعنى أن الله يسمح بأكل ما سبق من البهائم المُحرّم أكلها بسبب مجاعة أو جوع) غَيْرَ مُتَجَانِفٍ (غير منحرف أو مائل) لِإِثْمٍ (الى ارتكاب معصية) فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿3﴾ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ (قل أُحلّ كل ما لا يأذي العقل والبدن وكل ما طاب مذاقه) وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ (كلاب الصيد والطيور التي تدرّبونهم على الصيد) مُكَلِّبِينَ (مُدرّبين للسعي وراء الفريسة لصيدها تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ (ما يصطادونه لكم) وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ (عند ذبحه) وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿4﴾ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (اليهود) حِلٌّ (حلال) لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ (الزواج من النساء الحرائر) مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (الزواج من اليهوديات والمسيحيات الحرائر) مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ (شرط دفع مهورهن) مُحْصِنِينَ (مُتعفّفين) غَيْرَ مُسَافِحِينَ (غير مستبيحين الأعراض) وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ (ليس لهم عشيقات أو عشّاق في السر) وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ (فشل) عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿5﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ (جمع مرفق وهو كوع اليد) وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ (قد تكون معطوفة على رءوسكم فتُقرأ "وأرجلِكم" بكسر اللام وهذا الأرجح والله أعلم) إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا (على نجاسة .. غير طاهرين) فَاطَّهَّرُوا (اغتسلوا) وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ (خروج البراز أو البول) أَوْ لَامَسْتُمُ (ضاجعتم) النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا (ابحثوا) صَعِيدًا (ترابا) طَيِّبًا (نظيفا) فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ (فعل مشتق من الطهارة أي غسل الأوساخ الجسدية والنفسية والفكرية) وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿6﴾ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ (عهده) الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ (الذي عاهدتم الله عليه) إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (عالم بالنوايا) ﴿7﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ (طائعين) لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ (تشهدون بالحق والعدل) وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ (لا تدعون حقد قوم عليكم وبغضهم لكم) عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا (أن لا تشهدوا بالحقيقة) اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿8﴾ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿9﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (أهل النار) ﴿10﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ (خطّط وبادر التنفيذ) قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ (يبطشوا بكم ويعتدوا عليكم) فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ (أحبط الله خططهم) عَنْكُمْ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿11﴾ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا (مُفوّضاً) وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ (نصرتوهم) وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا (يعتبر الله الصلاة والزكاة ديناً عليه) لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ (يوفي الله هذا الدين بالصفح والغفران) وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (تاه عن الطريق المستقيم) ﴿12﴾ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ (بسبب نكثهم ما عاهدوا الله عليه) لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ (يُغيّروا معنى الكلام) وَنَسُوا حَظًّا )جزءأً( مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ (ما ورد في القرآن عن بني إسرائيل) وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ (لا تزال تشهد خيانة اليهود) إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿13﴾ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا (نصيباً) مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ (ما ورد في القرآن عن المسيح) فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ (أربى الله بينهم العداوة والحقد والكراهية) إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴿14﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ (اليهود والنصارى) قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ (تكتمون) مِنَ الْكِتَابِ (التوراة) وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ (هدى) وَكِتَابٌ مُبِينٌ (قرآن فيه نصوص واضحة) ﴿15﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ (من عمل عملا يرضي الله) سُبُلَ السَّلَامِ (الطرق التي تؤدّي الى الصراط المستقيم) وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (من الكفر الى الإيمان) بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿16﴾ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا (من يستطيع أن يمنع الله) إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا (يجوز أن تكون إشارة الى عوالم وأقطار أخرى والله أعلم) يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿17﴾ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿18﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ (بعد مدة زمنية طويلة قبل محمد) أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿19﴾ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿20﴾ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ (فلسطين وما حولها) الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ (وعدها) لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ (لا تهربوا) فَتَنْقَلِبُوا (تعودوا من المعركة) خَاسِرِينَ (مهزومين خالين الوفاض) ﴿21﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿22﴾ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ (الله) أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا (بالإيمان) ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ (باغِتوهم) فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿23﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (لن نبرح مكاننا) ﴿24﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ )أحكم( بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿25﴾ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ (يضيعون لا يجدون طريقا) فَلَا تَأْسَ (لا تأسف) عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (الفاجرين) ﴿26﴾ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا (أضحية لله) فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿27﴾ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ (رفعت عليّ) يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿28﴾ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ (تحمل ذنبي وذنبك) فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ (عقاب) الظَّالِمِينَ ﴿29﴾ فَطَوَّعَتْ لَهُ (أغرته) نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿30﴾ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ (يحفر) فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ (كيف يدفن جسده والسوءة هي العيب في الجسد بسبب الموت) قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴿31﴾ مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ (ظلماً وعدواناً) أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا (من أنقذها من الموت) فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (ثوابه عند الله بعدد ثواب البشر جميعهم ويجوز ان تكون هذه العبارة إشارة من الله انه من يُنقذ حياة إنسان آخر فيكون عند الله وكأنه أنقذ الناس جميعا وثوابه عظيم جدا ... وقد ربط بعض العلماء هذا المعنى بالذي يتبرّع بعضو من أعضاء جسمه لإنقاذ حياة مريض) وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (مبالغون في الكفر) ﴿32﴾ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا (ينشرون الإجرام والخراب في البلاد) أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ (من أعقاب الأقدام) أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ (من البلاد) ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ (ذلّ ومهانة) فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿33﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ (قبل أن تهزموهم) فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿34﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ (اطلبوا منه) الْوَسِيلَةَ (قيل هي درجة رفيعة في الجنة) وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿35﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ (لو يملكون) مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ (وضعف ذلك) مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿36﴾ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (دائم) ﴿37﴾ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا (يجوز أن يكون المعنى هو قطع أسباب الرزق وتضييق أسباب العيش أو حتى النبذ من المجتمع بدليل ما جاء في الآية اللاحقة التي تتحدّث عن التوبة والله أعلم) جَزَاءً (عقابا) بِمَا كَسَبَا (على جرم السرقة) نَكَالًا (عذابا) مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿38﴾ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ (بعد ارتكابه جرم السرقة) وَأَصْلَحَ (استقام) فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿39﴾ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿40﴾ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ (لا تأسف على) الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ (الذين يعودون الى الكفر بسرعة) مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (ولا تأسف على المنافقين) وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا (ولا تأسف على البعض من اليهود) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ (الذين يصدّقون تحريف القرآن والتوراة وما يقال من كلام السيئ على الرسول) سَمَّاعُونَ (طائعون) لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ (أحبار اليهود وزعمائهم الذين لا يحضرون مجالس الرسول) يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ (يُبدلون الكلام ليعطوه معنى آخر) يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا (المعنى في قصة احدى السيدات من أشراف اليهود التي ارتكبت فاحشة الزنا فعمل بعض أحبار اليهود على تحريف كلام الرسول ليكون حكمه مطابقا لهواهم) وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ (ضلاله) فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا (لن تستطيع أن تنقذه من أمر الله) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ (لا يريد ان يهديهم الى الإيمان) لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ (مذلّة) وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿41﴾ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ (يُصدّقون الأكاذيب) أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ (السحت هو المال الحرام ... بمعنى يكسبون المال الحرام بواسطة الربا أو النصب والاحتيال أو الرشوة وغير ذلك من الكسب الغير مشروع) فَإِنْ جَاءُوكَ (لتحكم بينهم) فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ (تجاهلهم) وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ (بالعدل) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (العادلين) ﴿42﴾ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ (يُنكرون ما جاء به التوراة أو يخفونه) وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿43﴾ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا (لقد عمد أنبياء اليهود من بعد موسى على العمل بأحكام التوراة ليطبّقوها على بني إسرائيل) وَالرَّبَّانِيُّونَ (ويحكم بها أيضا عُلماء اليهود) وَالْأَحْبَارُ (كهنة اليهود الكبار) بِمَا اسْتُحْفِظُوا (بما حفظوا) مِنْ كِتَابِ اللَّهِ (التوراة) وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ (مؤتمنين على تبليغه) فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا (لا تكفروا طمعا بمكاسب شخصية) وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴿44﴾ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا (في التوراة) أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ (الحكم على الجاني بالعقاب ليدرك من يَهمّ على ارتكاب جريمة ان بانتظاره عقاب على جريمته) فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ (إذا عفا أهل المجني عليه وتنازلوا عن حقّهم في القصاص) فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ (الكفارة هي بدل العقاب للجاني) وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿45﴾ وَقَفَّيْنَا (استمرّينا) عَلَىٰ آثَارِهِمْ (بعد الأنبياء والرسل) بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا (مُقرّاً ومعترفاً) لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً (حكمة) لِلْمُتَّقِينَ ﴿46﴾ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (الكافرون العاصون الخارجون عن طاعة الله) ﴿47﴾ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ (مقرّا بالتوراة والإنجيل) وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ (أي ان أحكام القرآن هي تحديثا لأحكام التوراة والإنجيل) فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ (لا تميل عن ما جاءك من الحق إرضاء لرغبات اليهود والنصارى) لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا (شريعة ونهج) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ (يختبركم) فِي مَا آتَاكُمْ (في ما أنعم عليكم) فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ (تنافسوا على فعل الخير) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ (هو الحكم بينكم) جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿48﴾ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ (من شرائع وقوانين) وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ (لا تتأثر بميولهم ورغباتهم) وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ (يُثيروا شكوكك) عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا (إن أعرضوا عنك) فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ (يُعاقبهم) بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿49﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ (أيريدون الاحتكام الى الفوضى وشرعة الجاهلية) وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿50﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ (أنصار) بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (هم أنصار بعضهم البعض) وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ (يتّبعهم) مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿51﴾ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ (إيمانهم ضعيف) يُسَارِعُونَ فِيهِمْ (يُفكّرون بالاستسلام) يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ (يوالونهم مخافة أذاهم أو مخافة هزيمة) فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ (النصر) أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ (أن تصيبهم كارثة أو حادثة جلل) فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا (أضمروا) فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴿52﴾ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ (أقسموا بأعظم الأيْمانات) إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ (فشلت) أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴿53﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ (مُتواضعين) عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ (أشدّاء) عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿54﴾ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ (نصيركم) اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (لله تعالى) ﴿55﴾ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴿56﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا (الذين سخروا من دينكم) مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ (ولا اليهود والنصارى الذين أُنزل عليهم التوراة والإنجيل ولا كفّار قريش) أَوْلِيَاءَ (حُلفاء أو مقرّبين منكم) وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿57﴾ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا (سخر الكفار من الصلاة) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (لا يستوعبون الإيمان ومعنى الصلاة) ﴿58﴾ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ (اليهود) هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ (التوراة والإنجيل والصُحُف) وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (كافرون أرذال) ﴿59﴾ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً (من له أقبح عقاب) عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ (عبّاد الشياطين والأصنام) أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا (مصيرهم جهنم) وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (لا يهتدون ابداً الى الصراط المستقيم) ﴿60﴾ وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا (مجلس الرسول) بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ (خرجوا كافرين كما دخلوا كافرين) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ ﴿61﴾ وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ (ينجرفون بسرعة للمعصية) وَالْعُدْوَانِ (والاعتداء على المسلمين) وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ (كسب المال الحرام) لَبِئْسَ (ما أقبح) مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿62﴾ لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ (لو يأمرهم "الربّانيون" كبار علماء اليهود "والأحبار" وكبار كهنتهم) عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ (بالتوقّف عن مخالفة شريعة التوراة) وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ (كسب المال الحرام) لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴿63﴾ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ (ممسكة عن العطاء) غُلَّتْ (شُلّت) أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ (ممدودتان بالكرم والعطاء) يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا (ظلما) وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ (رسّخنا في قلوبهم عداوة وكراهية بعضهم البعض) إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ (كلّما همّوا واستعدّوا لشنّ حرب على المؤمنين أفشل الله سعيهم) وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا (يعملون بجهد على نشر الفساد والخراب) وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿64﴾ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ (اليهود والنصارى) آمَنُوا وَاتَّقَوْا (وخافوا الله) لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ (غفرنا لهم) سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿65﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا (لو التزموا بما في) التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ (كانوا اغتنوا غناء فاحشا يأتيهم من كل مكان) مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ (معتدلة في الإيمان) وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ﴿66﴾ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ (يقيك) مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿67﴾ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ (لا دين لكم) حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (حتى تلتزموا بأحكام التوراة والإنجيل) وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا (إجراماً) وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ (لا تأسف) عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿68﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا (المسلمين) وَالَّذِينَ هَادُوا (اليهود) وَالصَّابِئُونَ (هم المؤمنون بالله الذين لا يتبعون دينا ويتأثرون بالديانات الإغريقية والفارسية واليهودية ويعتبرون آدم وشيت وأنوش ونوح وسام ويحيى أنبياء، وأن آدم هو مؤسس ديانتهم. يُطلق عليهم لقب المندائيون ويعني العلمانيون نسبة الى ثقافتهم ومعرفتهم. وكلمة صبأ لها جذور لها علاقة بالمعمودية ومرجعهم يحيى المعمدان) وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿69﴾ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ (عهد) بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُهُمْ (لا يتوافق مع ما يريدون) فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ﴿70﴾ وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ (ظنّوا ان لا يختبرهم الله أو يعذبهم) فَعَمُوا وَصَمُّوا (نقضوا العهد مع الله وكأنهم لم يسمعوا به وغشيت أعينهم عنه) ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿71﴾ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴿72﴾ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ (قالوا ان المسيح هو ثالث ثلاثة الأب والابن والروح القدس) وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ (سوف يصيب) الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿73﴾ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿74﴾ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ (أدّت مهامها ومضت) وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ (قيل هي درجة رفيعة عند الله) كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ (أي ليسا من الملائكة) انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (كيف يفترون الكذب على الله) ﴿75﴾ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿76﴾ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ (لا تغلوا بمعنى لا تتجاوزوا حدود دينكم وتستخدموا الدين لتغطية عمل الباطل) وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ (ميول) قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا (كفّروا) كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿77﴾ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿78﴾ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ (لا يتراجعون) عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿79﴾ تَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ (يتبعون) الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ (غضِب) اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴿80﴾ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ (القران الكريم) مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ (ما اتّبعوا اليهود ووثقوا بهم) وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (من الفسق والفجور) ﴿81﴾ لَتَجِدَنَّ (يا محمد) أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (لا يستعلون على الإيمان بالله) ﴿82﴾ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (على الناس يوم القيامة) ﴿83﴾ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿84﴾ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿85﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿86﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا (على ما أحلّ الله) إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿87﴾ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿88﴾ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ (بالتسرّع) فِي أَيْمَانِكُمْ (في حلفانكم) وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ (إن خالفتم ما حلفتم عليه) فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ (من أفضل) مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ (أو أن تؤمّنوا لهم ملابس تسترهم) أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ (أو عتق عبد أو أمَة) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ (من لا يستطيع القيام بما سبق من كفّارة فيجب عليه) فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿89﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ (القمار) وَالْأَنْصَابُ (الأصنام) وَالْأَزْلَامُ (عيدان الحظ والقُرعة) رِجْسٌ (خُبث أو أثر قبيح يؤثّر بالناس وعقولهم) مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ (تجنّبوا القيام به) لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (تنجون من كيد الشيطان) ﴿90﴾ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ (الكراهية) فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ (يمنعكم) عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (مُقلعون عن الخمر والميسر) ﴿91﴾ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ (رفضتم) فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (تبليغ الرسالة بشكل واضح) ﴿92﴾ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ (حرج) فِيمَا طَعِمُوا (أكلوا) إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿93﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ (يختبركم) اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ (خلال الأشهر الحُرم التي يُحرّم فيها الصيد) لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ (من يُحافظ على شريعته بإخلاص) فَمَنِ اعْتَدَىٰ (خالف وعصى أمر الله) بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿94﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ (في الأشهر الحرام) وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا (عن قصد) فَجَزَاءٌ (عقاب) مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ (يؤخذ منه مثل عدد ما قتل من الأنعام والطيور) يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ (قاضيان) مِنْكُمْ هَدْيًا (ذبائح) بَالِغَ الْكَعْبَةِ (عند الكعبة) أَوْ كَفَّارَةٌ (فدية) طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ (أو بدل الفدية) صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ (ليشعر بمرارة ذنبه) عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ (غفر الله عن ما حصل مثل ذلك من قبل الإسلام) وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴿95﴾ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ (أكله) مَتَاعًا (منفعة وصحة وغذاء) لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ (قوافل السفر) وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿96﴾ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا (أمنا وصلاحا وحجّاً) لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ (الذبائح في موسم الحج) وَالْقَلَائِدَ (علامات توضع على الذبائح) ذَٰلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿97﴾ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿98﴾ مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴿99﴾ قُلْ لَا يَسْتَوِي (لا يتساوى) الْخَبِيثُ (الفاسد الماكر) وَالطَّيِّبُ (المؤمن الصالح) وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ (كثرة ماله وعزوته) فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿100﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (يشق عليكم سماعها) وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ (حين ينزل حكمها في القران) عَفَا اللَّهُ عَنْهَا (يكون الله قد سمح بها) وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿101﴾ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴿102﴾ مَا جَعَلَ (لم يحرّم أو يحلّل) اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ (البهيمة التي لبنها للأصنام) وَلَا سَائِبَةٍ (البهيمة التي خُضّصت للآلهة) وَلَا وَصِيلَةٍ (الناقة البكر) وَلَا حَامٍ (فحل الإبل) وَلَٰكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ (لكن الكفّار ينسبون الى الله أقوالا لم يقلها) وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿103﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا (ملتزمين بما آمن به آباءهم) أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿104﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ (اهتموا بأنفسكم) لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ (لن يستطيع الكافر ان يؤذيكم) إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (إذا آمنتم) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿105﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ (اذا كان أحد في حالة احتضار وأراد ان يوصي فاجلبوا من بينكم قاضيين ليشهدا معكم على الوصية) أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ (أو قاضيان ليسا من أهلكم) إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ (إذا كنتم تسعون في رزق) فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا (تختلوا بهما "ذوا العدل" من أجل الوصية) مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ (إذا اختلطت عليكم الأمور) لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا (يُقسمان ان لا يقبلا رشوة أو يُفضلّا أحدا دون حق) وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۙ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ (المذنبين) ﴿106﴾ فَإِنْ عُثِرَ عَلَىٰ أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا (إذا تبيّن ان الشاهدان شهدا زوراً) فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ (الذيْن حرّفوا الوصية) فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ (أصدق) مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿107﴾ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ (أفضل) أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا (قول الحقيقة كما هي) أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ (ان يتوضح كذبهما فيخافان من العذاب) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا (أطيعوا) وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿108﴾ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ (يحشرهم يوم القيامة) فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ (كيف كان استجابة قومكم) قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (عالم ما كان وما سيكون) ﴿109﴾ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ (نصرتك) بِرُوحِ الْقُدُسِ (جبريل أو قوة قدسية خارقة من الله) تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ (وأنت طفل صغير في سريره) وَكَهْلًا (في ربيع العمر) وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ (العلوم) وَالْحِكْمَةَ (المعرفة) وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ (تشفي) الْأَكْمَهَ (الذي يولد أعمى) وَالْأَبْرَصَ (المريض بداء البرص) بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ (تُحيي) الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ (أوقفت مكر) بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ (الحجج والبراهين والمعجزات) فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿110﴾ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ (أتباع عيسى وتلامذته وقد أطلق الله عليهم صفة الحواريين لصفاء قلوبهم وإخلاصهم في إيمانهم .. وأصل الكلمة من الحور أي البياض النقي) أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴿111﴾ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿112﴾ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿113﴾ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا (تكون ذكرى ومناسبة طيبة) لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ (دليلا على ألوهيتك ومقدرتك) وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿114﴾ قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ (من السماء) فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿115﴾ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ (تنزّه اسمك) مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (تعلم الحاضر والغائب) ﴿116﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (رقيبا) مَا دُمْتُ فِيهِمْ (عندما كنت بينهم) فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿117﴾ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿118﴾ قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿119﴾ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿120﴾

ليست هناك تعليقات: