14‏/02‏/2016

سورة الأعراف - 7

7 *سورة الأعراف* (206 آية)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

المص (الله اعلم بها) ﴿1﴾ كِتَابٌ (القرآن) أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ (لا يضيق صدرك) مِنْهُ لِتُنْذِرَ (تُحذّر الناس) بِهِ وَذِكْرَىٰ (فيه من المواعظ والعبر) لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿2﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ (جمع وليّ وهو وصي أو مشرف) قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (تتّعظون) ﴿3﴾ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا )دمّرناها( فَجَاءَهَا بَأْسُنَا (الهلاك) بَيَاتًا (وهم نيام) أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (وقت القيلولة) ﴿4﴾ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿5﴾ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ (أهل القرى) وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (الرسل) ﴿6﴾ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ (نُعلمهم حقيقة ما عملوا في الدنيا) وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ﴿7﴾ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ (ميزان الحسنات والسيئات يوزن بالحق والعدل) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (من حسناته أكثر من سيئاته) فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الفائزون بالجنة) ﴿8﴾ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (يكفرون) ﴿9﴾ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ (وطّنّاكم) فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ (يسّرنا لكم الرزق فيها) قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴿10﴾ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ (في الأرحام ... على هيئة بشر) ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴿11﴾ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ (أفضل منه) خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴿12﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا (اخرج من السماء الى مكان أدنى) فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا (ليس من حقّك ان تستعلي فيها) فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (الذليلين) ﴿13﴾ قَالَ أَنْظِرْنِي (أمهلني) إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿14﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿15﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي (سأستعمل الضلالة والغواية التي ألبستني إيّاهما) لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ أحول بينهم وبين) صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (نهج الإيمان القويم) ﴿16﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ (سأحيط بهم وبأعمالهم من كل جانب) وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿17﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا (من السماء) مَذْءُومًا (مذموما) مَدْحُورًا (مطرودا) لَمَنْ (فمن) تَبِعَكَ مِنْهُمْ (من بني آدم) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿18﴾ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (العاصين) ﴿19﴾ فَوَسْوَسَ لَهُمَا (أغواهما) الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا (جمع سوءة وهي العورة ... ليكشف لهما أعضائهما التناسلية والظاهر أنها كانت مستترة في الجنة) وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا (لم يمنعكما) رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (أغواهما الشيطان بغواية الطمع بالسلطة والخلود) ﴿20﴾ وَقَاسَمَهُمَا (أقسم لهما) إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (بما هو إفادة لكم) ﴿21﴾ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ (خدعهما بالمراوغة) فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ (ظهرت) لَهُمَا سَوْآتُهُمَا (عورتيهما) وَطَفِقَا (شرعا) يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا ستران جسدهما) مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿22﴾ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿23﴾ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ (انزلوا من السماء الى الأرض ستكون العداوة مستمرة بينكم وبين الشيطان) وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ (سكن وإقامة) وَمَتَاعٌ (وسيلة عيش) إِلَىٰ حِينٍ (الى وقت لا يعلمه الا الله) ﴿24﴾ قَالَ فِيهَا (الأرض) تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ﴿25﴾ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا (ثيابا) يُوَارِي (تستر) سَوْآتِكُمْ (عوراتكم) وَرِيشًا (متاعاً ... من لوازم العيش وكل ما ستر الإنسان في ملبسه ومعيشته) وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ (العمل الصالح وخشية الله) ذَٰلِكَ خَيْرٌ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (يعتبرون) ﴿26﴾ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ (لا يغويكم) الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ (عشيرته) مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ(أرباباً) لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿27﴾ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا (ادّعوا ان الله قد أمر بها) قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿28﴾ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ العدل) وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ (استقيموا في صلاتكم) عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (ادعوه بنيّة خالصة) كَمَا بَدَأَكُمْ (كما خلقكم) تَعُودُونَ (بعد موتكم أحياء كما خلقكم أول مرّة) ﴿29﴾ فَرِيقًا (من الناس) هَدَىٰ (الى الإيمان) وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ (ومنهم من استحقوا ان يظلموا أنفسهم ولا يهتدوا) إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ (لأنهم تبعوا الشياطين) مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿30﴾ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ (اهتموا بأناقتكم ومظهركم اللائق) عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا (لا تبالغوا في الطعام والشراب حد التخمة) إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (المفرطين في عمل الشيء) ﴿31﴾ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ (الأناقة والمظهر الحسن) الَّتِي أَخْرَجَ (أوفر) لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ (الطعام الحلال الطيب) قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ (إشارة الى طيب الرزق في الجنة للذين أخلصوا في إيمانهم في الحياة الدنيا) كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿32﴾ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ (كل أعمال الفسق والفجور) مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ (ان كانت سرا أو علانية) وَالْإِثْمَ (حرّم الخطيئة) وَالْبَغْيَ (العتو والقهر) بِغَيْرِ الْحَقِّ (ظلماً وعدوانا)ً وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا (وحرّم أن تشاركوا عبادة الله مع آلهة ليس فيهم شيء من الألوهية) وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (وأن تنسبوا الى الله أقوالاً لم يقلها في أي كتاب أنزله) ﴿33﴾ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ (جيل) أَجَلٌ (نهاية) فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (لا يستطيعون أن يؤخروا ذاك الأجل ساعة ولا أن يُسَبّقوه ساعة) ﴿34﴾ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا (سوف) يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ (بَشرٌ مثلكم) يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي (يُبلغونكم رسالاتي) فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ (من خاف ربه في عمله وأحسن إيمانه) فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (هم في مأمن من النار ولن يُصيبهم فزع أو حزن) ﴿35﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا (نفروا من الإيمان بها) أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (في إقامة أبدية بجهنم لا يموتون فيها ولا يخرجون منها) ﴿36﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ (فمن هو أشدّ كفراً) مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (من الذين نسبوا الى الله أقوالا لم يقلها) أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ (أو من الذين انكروا آيات الله وكذّبوها) أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ (يصيبهم ما كُتب لهم في الدنيا من ترف وشرك بالله) حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا (ملائكة الموت) يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ (أين الآلهة التي كنتم تعبدونها) مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا (أنكرونا) وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ (أقرّوا واعترفوا) أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿37﴾ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ (ادخلوا مع من سبقكم) مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا (حُشروا) فِيهَا (جهنم) جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ (الأتباع من الكفار) لِأُولَاهُمْ (القادة من الكفّار) رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ (ضاعف لهم عذاب جهنم) قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿38﴾ وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ (لستم أفضل منا) فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (من سيئات) ﴿39﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ (يدخل) الْجَمَلُ (الحبل الغليظ الذي يُربط به السفن في الموانئ) فِي سَمِّ (ثقب) الْخِيَاطِ (الإبرة) وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (لا أمل لهم بالجنة) ﴿40﴾ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ (فراش) وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ (لهب) وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴿41﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا (لا يُكلّف الله أحداً أن يعمل فوق قدرته على التحمّل) أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿42﴾ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ (حقد وكراهية) تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا (فزتم بها) بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿43﴾ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ (نادى) مُؤَذِّنٌ (مُنادي) بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿44﴾ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (الذين يُحاربون المؤمنين ويحاولون ردّهم الى الكفر) وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا (يريدون حياة كفر غير مستقيمة) وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ﴿45﴾ وَبَيْنَهُمَا (بين أهل الجنة وأهل النار) حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ (أسوار مشرفة على الجنة والنار) رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ (يعرفون أهل الجنة واهل النار بعلاماتهم المميّزة أو بأسمائهم) وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (هم لم يدخلوا الجنة بعد لكنهم يطمعون ان يدخلوها) ﴿46﴾ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ (شُدّت أنظارهم نحو أصحاب النار) قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿47﴾ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ (الملائكة القائمين على الأسوار) رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ (بعلاماتهم المميّزة أو بأسمائهم) قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (هل نفعكم ما جمعتم في الدنيا من مال وعزوة وسلطان) ﴿48﴾ أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ شارة الى المؤمنين الذين كانوا مستضعفين في الحياة الدنيا وظنّ الكفّار انهم لن ينالوا الجنة ولن يرحمهم الله لفقرهم وضعفهم) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿49﴾ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا (أرسلوا لنا قليلا) مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ (أو طعام) قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿50﴾ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا (الذين استهزئوا بدين الله) وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ (نتجاهلهم) كَمَا نَسُوا ما تجاهلوا) لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (بسبب أنهم كانوا بآيات الله يكفرون) ﴿51﴾ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ (القرآن الكريم) فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ (فيه تفصيل من الله لكل شيء) هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿52﴾ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ (هل ينتظرون تحقيق ما وعد به القران في الآخرة) يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ (اليوم الآخِر) يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ (كفروا به) مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ (وُسطاء) فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ (نرجع الى الدنيا) فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (أنكرهم الآلهة التي كانوا يعبدونها افتراء وكذباً) ﴿53﴾ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ (بسط ملكه على الكون) يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا (يداوم على تغطية الليل للنهار (حثيثا) ملحّاً في طلبه) وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ (لهم وظائف (مسخرات) طوّعهم الله ليقوموا بها على الدوام) أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ (التدبير) تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (له البركة في كل ما عمله ويعمله) ﴿54﴾ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً (جهرا وسرّا) إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (لا يحب من يتجاوز حدود أحكام الله في العمل والدعاء ويستعمل ذلك في التعدّي على الناس) ﴿55﴾ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا (بعد نشر الإيمان فيها) وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا (خوفا من عذابه وطمعا برحمته) إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (استجابة الله قريبة من الذين أحسنوا إيمانهم) ﴿56﴾ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا (تبشّر بقدوم المطر) بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ (رحمة بالبشر) حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ (حملت) سَحَابًا ثِقَالًا (غيوم تحمل المطر) سُقْنَاهُ (وجّهناه) لِبَلَدٍ مَيِّتٍ (ارض قاحلة) فَأَنْزَلْنَا بِهِ (من السحاب) الْمَاءَ (المطر) فَأَخْرَجْنَا بِهِ (بواسطة ماء المطر) مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ (نُحييهم ونُخرجهم من القبور) لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (تعتبرون) ﴿57﴾ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ (الأرض الطيّبة) يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ (ينبت ويخرج بسهولة) وَالَّذِي خَبُثَ (النبات الفاسد) لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا (بصعوبة) كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (يشبّه الله البشر بالنبات فمن صلح وأخلص في إيمانه الذي أغاثه الله به تخرج روحه من جسده عند موته بسهولة وسلاسة أمّا الكافر فلا تخرج روحه من جسده الا بصعوبة ومشقّة) ﴿58﴾ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿59﴾ قَالَ الْمَلَأُ (عامة الناس) مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (جهل مُطبق) ﴿60﴾ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿61﴾ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿62﴾ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ (موعظة) مِنْ رَبِّكُمْ عَلَىٰ (لسان) رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿63﴾ فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ (السفينة) وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (لا بصيرة لهم) ﴿64﴾ وَإِلَىٰ عَادٍ (إسم قبيلة عربية منقرضة وهي أول الأمم الذين عبدوا الأصنام بعد طوفان نوح فنزل عليهم عقاب ربّاني) أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿65﴾ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ (جهالة) وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿66﴾ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿67﴾ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (مؤتمن على النصيحة) ﴿68﴾ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ (كي يحذّركم) وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ (وارثين الأرض) مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً (قوة) فَاذْكُرُوا آلَاءَ (نِعمَ) اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (تنالون الجنة) ﴿69﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ (نترك) مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا (من عذاب) إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿70﴾ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ (هلاك) وَغَضَبٌ ۖ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ (أصنام) سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ (لم يعطهم الله صفة الألوهية) فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ﴿71﴾ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا (أبدنا من كفر بآياتنا عن بكرة أبيهم) وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (لم يكونوا ليؤمنوا أبداً) ﴿72﴾ وَإِلَىٰ ثَمُودَ (وهم قبيلة من العرب البائدة، ويرجع نسبهم الى سام ابن نوح وتقع مساكنهم في منطقة الحجاز غرب المملكة العربية السعودية، وتسمى مدائن صالح ويرجع تسميتها الى جدهم ثمود كما يرجع تاريخهم إلى القرن الثامن قبل الميلاد حيث دارت معارك بينهم وبين الآشوريين. وقد ورد اسم ثمود في معبد إغريقي بشمال غرب الحجاز بُني عام 169 م، وكذلك في مؤلفات أرسطو وبطليموس ، وفي كتب بيزنطية تعود للقرن الخامس، وأيضا في نقوش أثرية حول مدينة تيماء وهي مدينة سعودية في محافظة لها نفس الاسم) أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ (دليل) مِنْ رَبِّكُمْ ۖ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً (مُعجزة) فَذَرُوهَا (دعوها) تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ (لا تُلحقوا بها أذى) فَيَأْخُذَكُمْ (يُهلككم) عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿73﴾ وَاذْكُرُوا (اتّعظوا) إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ (مكّنكم) فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا بنون عليها) قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ (نعمة) اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (لا تنشروا الفساد في الأرض) ﴿74﴾ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا (المتسلّطين) مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا (الضعفاء) لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿75﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴿76﴾ فَعَقَرُوا (ذبحوا) النَّاقَةَ وَعَتَوْا صوا) عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿77﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ (الهزّة الأرضية) فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (بلا حراك) ﴿78﴾ فَتَوَلَّىٰ (رحل) عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴿79﴾ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿80﴾ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ (تُجامعون الرجال جنسيّاً بدلا من النساء) بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (مفرطون في الشذوذ) ﴿81﴾ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ تعفّفون عن العمل الشاذ) ﴿82﴾ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (من الهالكين ... الغابرين من أصل غبر أو بقي والغابر هو الباقي في حالة معينة ويجوز ان الله يشير الى امرأة لوط وقومها انّ أثر ما حلّ بهم باقي في الموقع بعد تدمير القرية ليبقى دليلا على ما وقع عليهم من عذاب وهذا ما يشير اليه العلماء والله أعلم) ﴿83﴾ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا (مطر الحجارة) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿84﴾ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ (اسم قبيلة من العرب القدماء في شمال غرب الجزيرة العربية تقع آثار مساكنهم بالقرب من مدينة البدع التابعة لمنطقة تبوك شمال غرب المملكة العربية السعودية، وكان أهلها يغشّون في الأوزان ويعبدون شجر الأيك وهو شجر كثيف تلتفّ أغصانها على بعضها البعض فكان لهم لقب أصحاب الأيك في القرآن) أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ (موعظة) مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا (لا تغشّوا في) الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ (لا تأكلوا حقوق الناس) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا(بعد نشر الإيمان فيها) ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿85﴾ وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ (لا تقطعوا الطرقات) تُوعِدُونَ (تتسلّطون) وَتَصُدُّونَ (تمنعون) عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا (تريدون الفساد في الأرض) وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ (أكثر نسلكم) وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ (نهاية) الْمُفْسِدِينَ ﴿86﴾ وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴿87﴾ قَالَ الْمَلَأُ (الجمع من الناس) الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ (سوف نطردك) يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا (أو ترجع الى نهجنا ونظامنا) قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (رافضين ملّتكم) ﴿88﴾ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا ۚ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (أحاط علماً بكل شيء) عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ (احكم) بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿89﴾ وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ ﴿90﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ (زلزلة الأرض) فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (دون حراك) ﴿91﴾ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ ﴿92﴾ فَتَوَلَّىٰ (رحل) عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْفَ آسَىٰ سف) عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿93﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا (أصبنا) أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ (الفقر) وَالضَّرَّاءِ (المرض) لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (لعلّهم يدعون الله ليساعدهم) ﴿94﴾ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ (بدّل حالهم من البؤس والشقاء الى الهناء والرخاء) حَتَّىٰ عَفَوْا (تعافوا مما أصابهم) وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ (العسر) وَالسَّرَّاءُ (اليسر) فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً (فجأة) وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (غير منتبهين) ﴿95﴾ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (لفتح الله عليهم كل أبواب الرزق) وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ هلكناهم) بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (بسبب سيئاتهم التي كسبوها من كفرهم ومعاصيهم) ﴿96﴾ أَفَأَمِنَ (هل اطمئنّ) أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا (بطشنا) بَيَاتًا (ليلاً) وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿97﴾ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى (صباحا) وَهُمْ يَلْعَبُونَ (مُنشغلون) ﴿98﴾ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴿99﴾ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا (ألم تتّعظ الأمم اللاحقة) أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ (أهلكناهم) بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿100﴾ تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ (الحجج والبراهين) فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (وهكذا يعمي الله بصيرة الكافرين فلا يهتدوا أبداً الى الإيمان) ﴿101﴾ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ (التزام بالوعد .. تبيّن انّ أكثرهم لا يحافظون على عهودهم مع الله) وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (أكثرهم كُفّار مجرمين) ﴿102﴾ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا (إشارة الى المعجزات على يد موسى) إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ (حاشيته) فَظَلَمُوا فروا) بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ (عقاب) الْمُفْسِدِينَ ﴿103﴾ وَقَالَ مُوسَىٰ يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿104﴾ حَقِيقٌ (حريص) عَلَىٰ أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ (الصدق) قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ (برهان) مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿105﴾ قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ (مُعجزة) فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿106﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (ضخم) ﴿107﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ (أدخل يده تحت إبطه ثم أخرجها) فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿108﴾ قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (مُحترف) ﴿109﴾ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿110﴾ قَالُوا أَرْجِهْ (أمهله) وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (أرسل مبعوثين الى المدن لجمع السحرة من كل مدينة) ﴿111﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (يجلبوا اليك أمهر السحرة) ﴿112﴾ وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴿113﴾ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿114﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ (ترمي عصاك) وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ ﴿115﴾ قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ (أوهموا الناس) وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ﴿116﴾ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ (تبلع) مَا يَأْفِكُونَ (ما يوهمون الناس بسحرهم) ﴿117﴾ فَوَقَعَ (انتصر) الْحَقُّ وَبَطَلَ (فسد) مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿118﴾ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (أذلّاء منهزمين) ﴿119﴾ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (وقعوا على ركبهم وجباههم على الأرض) ﴿120﴾ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿121﴾ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴿122﴾ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿123﴾ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ (أعقاب الأرجل) ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿124﴾ قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (من الكفر الى الإيمان) ﴿125﴾ وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ﴿126﴾ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ )أتترك( مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ (ليتمكّنوا من البلاد) وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ (ينبذك أنت وآلهتك) قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي (نغتصب) نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (قادرون على قهرهم) ﴿127﴾ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ (الأجر والثواب) لِلْمُتَّقِينَ (الذين يخشون الله ويؤمنون به إيماناً صحيحاً) ﴿128﴾ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ (يمكّنكم في البلاد) فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (ليرى كيف ستتصرّفون) ﴿129﴾ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ (الكوارث) وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴿130﴾ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ (الخير) قَالُوا لَنَا هَٰذِهِ (نستحق هذا الخير) وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ (مكروه) يَطَّيَّرُوا (يتشاءمون) بِمُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ ۗ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ (شؤمهم مردود عليهم) وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿131﴾ وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿132﴾ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ (معجزات ظاهرة) فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ﴿133﴾ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ (أصابتهم المصائب) قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ (بحقّ نبوّتك عنده) لَئِنْ كَشَفْتَ (صرفت) عَنَّا الرِّجْزَ (العذاب والهلاك) لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿134﴾ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ (أوقفنا الكوارث) إِلَىٰ أَجَلٍ (مدّة معيّنة) هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (يخالفون ما عاهدوا الله) ﴿135﴾ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ (في البحر) بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴿136﴾ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ (بني إسرائيل) مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ (تحقق وعد) رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ (شملت نعمته) عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (يزرعون) ﴿137﴾ وَجَاوَزْنَا (عبرنا) بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ (يعبدون) أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴿138﴾ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ (باطل) مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿139﴾ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَٰهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿140﴾ وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ (يُذيقونكم) سُوءَ (مرّ) الْعَذَابِ ۖ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ غتصبون) نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ (اختبار) مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴿141﴾ وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ (للقاء الله) ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ (الاجتماع مع) رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ (احكم بينهم بالعدل والصلاح) وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴿142﴾ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا (ليجتمع بربّه) وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (حطاما) وَخَرَّ قط) مُوسَىٰ صَعِقًا (مصعوقاً) فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿143﴾ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ سولا) بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي (ما خصّصتك به بكلام مباشر) فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ (الألواح) وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿144﴾ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً (أحكام مفروضة) وَتَفْصِيلًا (شرحاً وافياً) لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا (اعمل بها) بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا (يقوموا بالعمل بها على أكمل وجه) سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (مقر الكافرين) ﴿145﴾ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ (لن اهدي) الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (ظلماً) وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ (طريق الصلاح) لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ (المعصية) يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا (يتبعونه) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴿146﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ (فشلت) أَعْمَالُهُمْ ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (لا يحاسبهم الله الا على أعمالهم) ﴿147﴾ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِنْ بَعْدِهِ (صنعوا بعد رحيل موسى للقاء ربه) مِنْ حُلِيِّهِمْ (ذهبهم وفضّتهم) عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ (يصدر صوتا كصوت العجل) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ۘ اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ ﴿148﴾ وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ (انتبهوا الى سوء ما عملوا) وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿149﴾ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي (ما أقبح ما عبدتم) مِنْ بَعْدِي ۖ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ (هل غيابي عنكم استعجلكم للكفر بربكم وعصيان أمره) وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ۚ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي (استقووا عليّ) وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿150﴾ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿151﴾ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا (عبدوا) الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (الأفّاكين) ﴿152﴾ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿153﴾ وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ (هدأ روعه واستكان) أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا (منصوص فيها) هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴿154﴾ وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ (من بين قومه) سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا (الذهاب الى مكان حدّده الله) فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ (ضربتهم زلزلة الأرض) قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ (ابتلاء منك) تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ ۖ أَنْتَ وَلِيُّنَا (راعينا) فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ﴿155﴾ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا (تبنا) إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴿156﴾ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ (الذي لا يقرأ ولا يكتب) الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ( يُحرّم عليهم ما يضرّ بهم ... والطعام الخبيث هو الطعام الفاسد أو الذي لا يصلح للأكل) وَيَضَعُ (يُزيل) عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ (المشقّة) وَالْأَغْلَالَ (القيود) الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ (بمعنى الأحكام التوراتية التي كانت تُثقل كاهلهم) فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ (قدّروه حق قدره) وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ (القرآن الكريم) الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿157﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا (بعثه الله رسولا الى جميع الناس) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿158﴾ وَمِنْ قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ (فئة) يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (يحكمون بالتوراة) ﴿159﴾ وَقَطَّعْنَاهُمُ (قسّمناهم) اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا (فئة) أُمَمًا (كل أمّة فئة مستقلّة) وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ (طلبوا منه ماء ليشربوا) أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْبَجَسَتْ (انفجرت) مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ (كل فئة لها عين للسقاية) وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ (جمّعنا فوقهم السحاب حماية من لهيب الشمس) وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ (نوع طعام) وَالسَّلْوَىٰ (نوع من الطيور) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿160﴾ وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ (طاعة) وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ ۚ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿161﴾ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ (لم يقولوا حطّة أو سمعاً وطاعةً لله) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا (كارثة) مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿162﴾ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ (جانب) الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ (يعتدون على شريعة السبت) إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ (تظهر الأسماك وتتجمع) يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا (بكثرة وبشكل واضح ... لكن لا يستطيعون صيداً لحرمة يوم السبت) وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ (في باقي أيام الأسبوع) لَا تَأْتِيهِمْ (لا تظهر الأسماك) كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُمْ (نختبرهم) بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (بعد أن ظهر عصيانهم) ﴿163﴾ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ (نستعطف الله فيهم) وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿164﴾ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ (يمنعون) السُّوءِ (ارتكاب المعاصي) وَأَخَذْنَا (أهلكنا) الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ (عقاب شديد) بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿165﴾ فَلَمَّا عَتَوْا (تمرّدوا) عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (ذليلين) ﴿166﴾ وَإِذْ تَأَذَّنَ (أعلن) رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ (يُذيقهم) سُوءَ الْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿167﴾ وَقَطَّعْنَاهُمْ (نشرناهم) فِي الْأَرْضِ أُمَمًا (مجتمعات) مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ (أضعف إيمانا) وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿168﴾ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ (اتبّعوا نهج التوراة) يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ (لكن غّرتهم الدنيا) وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ (متاع) مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ (يعملوا به) أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ (فهموا ما جاء في التوراة) وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿169﴾ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ (يلتزمون) بِالْكِتَابِ (ما جاء في التوراة) وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿170﴾ وَإِذْ نَتَقْنَا (قلعنا) الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ (سحابة) وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ (هابط عليهم) خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿171﴾ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (تناسلوا أجيالاً متعاقبة) وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ ﴿172﴾ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ (ما نحن الا من سلالتهم نتبع ما أرشدونا اليه) أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿173﴾ وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الى الإيمان) ﴿174﴾ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا (قيل إنه رجل من بني إسرائيل أتاه الله علم من الكتاب) فَانْسَلَخَ مِنْهَا (لم يستفد منها) فَأَتْبَعَهُ (وسوس له) الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (استعمل ما علّمه الله إرضاء لشهوات نفسه فخسر كل شيء) ﴿175﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا (لو شاء الله لعزّز مكانته) وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ (اختار الدنيا) وَاتَّبَعَ هَوَاهُ (تبع شهواته ورغباته) فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ (شبّه الله ذاك الرجل بالكلب فكما انّ الكلب لا يترك اللهاث في أية حالة من حالاته فذاك الرجل وأمثاله لا يتركون الضلالة مهما أتاهم من خير) ذَٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ (اقرأ يا محمد عليهم القصص المذكورة في التوراة عندهم) لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿176﴾ سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ (الأمم السابقة التي حلّ عليهم عذاب الله كانوا مثلا سيئا بسبب كفرهم إشارة الى إبادتهم) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿177﴾ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ (من ينحرف عن الصراط المستقيم والإيمان بالله) فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (إشارة الى خسارة الدنيا والآخرة) ﴿178﴾ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا (خصّصنا) لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ (عقول وأفئدة) لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ (أكثر جهلا) أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿179﴾ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا (اتركوا) الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿180﴾ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (يحكمون بالعدل) ﴿181﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿182﴾ وَأُمْلِي لَهُمْ (أمدّ لهم طغيانهم) إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴿183﴾ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ (محمد) مِنْ جِنَّةٍ نون) إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿184﴾ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿185﴾ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ۚ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (يغوصون) ﴿186﴾ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ (متى) مُرْسَاهَا (وقت وقوعها... مُرساها من مرسى وهو مكان وقوف البواخر في المرافئ) قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ (اقترب ميقاتها) فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا (كأنك تعلم وقتها) قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿187﴾ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿188﴾ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ (من آدم) وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا (يُجامعها) فَلَمَّا تَغَشَّاهَا (جامعها) حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ (فترة الحمل) فَلَمَّا أَثْقَلَتْ (حان وقت ولادتها) دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا (ولدا) صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿189﴾ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿190﴾ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿191﴾ وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ ﴿192﴾ وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَتَّبِعُوكُمْ ۚ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ ﴿193﴾ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿194﴾ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (لا تمهلوني) ﴿195﴾ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ (القرآن) وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴿196﴾ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ ﴿197﴾ وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿198﴾ خُذِ الْعَفْوَ (يأمر الله أن يكون التسامح منهجنا) وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ (أن نعمل بما تتعارف عليه المجتمعات) وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴿199﴾ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ (يغويك) مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ (غواية) فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿200﴾ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ (وسوس لهم الشيطان بغواية) تَذَكَّرُوا (ذكروا الله) فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (مُهتدون) ﴿201﴾ وَإِخْوَانُهُمْ (شياطينهم) يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ (يزيدونهم كفرا وجهلا) ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (لا يترددون في اتباعهم) ﴿202﴾ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا (لو ألّفتها من عندك) قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِنْ رَبِّي ۚ هَٰذَا بَصَائِرُ (دلائل) مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿203﴾ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا (افهموا معناه) لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿204﴾ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ (بصوت منخفض) بِالْغُدُوِّ (الشروق) وَالْآصَالِ (الغروب) وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴿205﴾ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ۩ ﴿206﴾

ليست هناك تعليقات: