سورة الأنعام - 6
165 آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ الليل والنهار ثُمَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ يُشركون
﴿1﴾
هُوَ
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا
حدّد مدّة الحياة وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ
وإن عمر
الانسان مُحدّد عند الله ولا يعرف نهاية الاجل غيره ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ترتابون ﴿2﴾
وَهُوَ
اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ۖ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ
مَا تَكْسِبُونَ ما يأتيكم من رزق ﴿3﴾
وَمَا
تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ دليل وبرهان
رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ مخالفين
وكافرين بها ﴿4﴾
فَقَدْ
كَذَّبُوا بِالْحَقِّ وحي الله لَمَّا جَاءَهُمْ
ۖ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ نتائج
مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿5﴾
أَلَمْ
يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ أمم مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أعطيناهم المال والسلطة مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ ما لم نُعطكم وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ
مِدْرَارًا بمعنى مطر الخير _ مدرارا يعني بغزارة وَجَعَلْنَا
الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأنهار التي
تسقي الزرع فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ دمّرناهم بسبب ذنوبهم وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ
قَرْنًا أمماً آخَرِينَ ﴿6﴾
وَلَوْ
نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ أي كتاب
حقيقي وليس بالوحي فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا
إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿7﴾
وَقَالُوا
لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ملاك
وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ بمعنى
قامت القيامة ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ لا
يُمهلون ﴿8﴾
وَلَوْ
جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا بمعنى لو
كان الرسول من الملائكة لجعلناه على هيئة البشر وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ
مَا يَلْبِسُونَ بمعنى ألبسنا الملائكة من لباس من
لباس البشر ﴿9﴾
وَلَقَدِ
اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ حلّ
بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ بمعنى اصابهم ما كانوا يسخرون منه ﴿10﴾
قُلْ
سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ادرسوا التاريخ ثُمَّ
انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ عقاب
الْمُكَذِّبِينَ ﴿11﴾
قُلْ
لِمَنْ من يملك مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
ۖ قُلْ لِلَّهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ملأ نفسه بالرحمة لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
﴿12﴾
وَلَهُ
مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ له كل شيء
على الأرض حتى الجماد الساكن الذي لا حركة له وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
﴿13﴾
قُلْ
أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا ناصرا ومُعيناً
فَاطِرِ خالق السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ بمعنى انه يتنزّه عن
البشر فلا يأكل مثلهم بي هو الذي يؤمن لهم غذاءهم قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ
أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿14﴾
قُلْ
إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿15﴾
مَنْ
يُصْرَفْ عَنْهُ من يخلص من العذاب يَوْمَئِذٍ
فَقَدْ رَحِمَهُ ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴿16﴾
وَإِنْ
يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ إذا اصابك مكروه
فَلَا كَاشِفَ شافي لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ
وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿17﴾
وَهُوَ
الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ المسيطر على عباده وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
﴿18﴾
قُلْ
أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً من أصدق شاهد
قُلِ اللَّهُ ۖ شَهِيدٌ شاهد بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ
ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ومن سمع مني الإنذار غيركم أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ
أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ ۚ قُلْ لَا أَشْهَدُ ۚ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ
وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴿19﴾
الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ اليهود والنصارى الْكِتَابَ التوراة والانجيل يَعْرِفُونَهُ يعلمون آياتهما الصحيحة كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ
ۘ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿20﴾
وَمَنْ
أَظْلَمُ أكفر مِمَّنِ افْتَرَىٰ تقوّل عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ
ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿21﴾
وَيَوْمَ
نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ
كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ تدّعون أنهم آلهتكم
﴿22﴾
ثُمَّ
لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا
بمعنى ان فتنتهم الكبرى كان قولهم وَاللَّهِ
رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴿23﴾
انْظُرْ
كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُمْ هجرهم مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ الآلهة التي كانوا يعبدونها افتراء وزورا ﴿24﴾
وَمِنْهُمْ
مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً غشاوة – بمعنى ان الله اقفل عقولهم أَنْ يَفْقَهُوهُ
حتى لا يفهمون شيئاً وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا صمَم وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ دليل وحجة لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ
يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
﴿25﴾
وَهُمْ
يَنْهَوْنَ يمتنعون عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ يبتعدون عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ
وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿26﴾
وَلَوْ يوم تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا
يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
﴿27﴾
بَلْ
بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ ظهر
امامهم ما كانوا يُضمرون من شر ومكر وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا
عَنْهُ رجعوا الى كفرهم وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
﴿28﴾
وَقَالُوا
إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ قائمين من الموت ﴿29﴾
وَلَوْ
تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ أمام ربهم
قَالَ أَلَيْسَ هَٰذَا بِالْحَقِّ إشارة الى البعث
قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ
﴿30﴾
قَدْ
خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ
بَغْتَةً باغتهم يوم القيامة قَالُوا يَا
حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا بمعنى لم
نفيها حقّها – هم يتحسّرون انهم لم يؤمنوا بالآخرة يتأسفون على ما عملوا من ذنوب
في الدنيا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ ذنوبهم كالأحمال
الثقيلة عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ
مَا يَزِرُونَ قُبّحت أحمالهم ﴿31﴾
وَمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ
يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿32﴾
قَدْ
نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ يحزّ في نفسك
الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ
اللَّهِ يَجْحَدُونَ يكفرون ﴿33﴾
وَلَقَدْ
كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ
أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ لا تغيير لأمر الله وقضائه وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ
الْمُرْسَلِينَ بمعنى جاءك في هذا القرآن انباء
الرسل قبلك ﴿34﴾
وَإِنْ
كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ أثّر عليك إِعْرَاضُهُمْ
رفضهم الإيمان فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ
تَبْتَغِيَ تحفر نَفَقًا فِي الْأَرْضِ
أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ برهان وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا
تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿35﴾
إِنَّمَا
يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الذين هداهم الله
للإيمان وفتح بصيرتهم وآذانهم لسماع آيات الله واستيعابها وَالْمَوْتَىٰ
يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿36﴾
وَقَالُوا
لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ معجزة مِنْ
رَبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ
لَا يَعْلَمُونَ ﴿37﴾
وَمَا
مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ
مخلوقات مثلكم لها طبائعها الاجتماعية والحياتية
مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ بمعنى ان الله لم يدع
كبيرة وصغيرة قدّرها الّا جعلها حقيقة مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ
يُحْشَرُونَ ﴿38﴾
وَالَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ طرشان وخرس
فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ لا
يهديه وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿39﴾
قُلْ
أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ في
الدنيا أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ ﴿40﴾
بَلْ
إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ يرفع عنكم الضرر إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ
﴿41﴾
وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ الهزائم والشدّة والفقر وَالضَّرَّاءِ الامراض لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ يلجئون بالدعاء الى الله ﴿42﴾
فَلَوْلَا
إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا لو يدعون الله
أوقات الشدّة وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿43﴾
فَلَمَّا
نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ تجاهلوا ما ذكّرهم به
الرسل فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ النعيم الوافر حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا
أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً أهلكناهم فجأة فَإِذَا
هُمْ مُبْلِسُونَ يائسون ومقطوع رجاءهم من رحمة الله
﴿44﴾
فَقُطِعَ
دَابِرُ بمعنى قُضي على الْقَوْمِ الَّذِينَ
ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿45﴾
قُلْ
أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ حرمكم من
سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ أقفل
عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ ۗ انْظُرْ كَيْفَ
نُصَرِّفُ نُفصّل الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ
يَصْدِفُونَ يعصون ويكفرون ﴿46﴾
قُلْ
أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً بمعنى تأتيكم الكارثة فجأة أَوْ جَهْرَةً رأيتموه بأمّ العين وهو قادم هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا
الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ ﴿47﴾
وَمَا
نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ بالجنة
وَمُنْذِرِينَ محذّرين من النار فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا
هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿48﴾
وَالَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ بسبب ما ارتكبوا من فواحش ﴿49﴾
قُلْ
لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ أسرار الكون وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ملاك إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي يتساوى الْأَعْمَىٰ
وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴿50﴾
وَأَنْذِرْ
بِهِ بالقرآن الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ
يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ الذين يخشون عذاب الله
يوم القيامة لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ إلاه وَلَا شَفِيعٌ
وسيط مقبولة وساطته عند الله يطلب له المغفرة وأن يتجاوز الله عن سيئاته
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿51﴾
وَلَا
تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ يتضرّعون الى
رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ صباحا ومساء
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ عفوه ورضاه مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ بمعنى أنك لست مسؤولا عن أعمالهم لتحاسبهم عليها وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ ولا هم مسؤولين عن اعمالك ليحاسبوك عليها فَتَطْرُدَهُمْ
فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ بمعنى إنك ستكون قد
اجرمت في نكران حق الله عليك واتخذت قرارا يتجاوز حدود الله. سبب نزول الآية ان
كفارا طلبوا من محمد ان يطرد بعض المؤمنين الفقراء او الضعفاء من مجلسه كي يقبلوا
بالجلوس معه والاستماع اليه ﴿52﴾
وَكَذَٰلِكَ
فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ بمعنى اختبرناهم في
ارزاقهم لِيَقُولُوا أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا
فضّلهم الله علينا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ
بِالشَّاكِرِينَ ﴿53﴾
وَإِذَا
جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ
عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ بمعنى انه وعد نفسه ان
يرحم ويغفر أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ارتكب ذنبا دون إدراك ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ
فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿54﴾
وَكَذَٰلِكَ
نُفَصِّلُ نوضح لك يا محمد الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ
سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ تكشفهم ﴿55﴾
قُلْ
إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ منعني الله عن عبادة أصنامكم قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ لن اتبع ميولكم ورغباتكم قَدْ ضَلَلْتُ تهتُ عن السبيل إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ
﴿56﴾
قُلْ
إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ يقين مِنْ رَبِّي
وَكَذَّبْتُمْ كفرتم بِهِ بالقرآن مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إشارة الى يوم القيامة إِنِ
الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ يَقُصُّ يُبيّن
الْحَقَّ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ أفضل من فرّق
بين الحق والباطل ﴿57﴾
قُلْ
لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لو ان
الامر بيدي لكي آتي بعذاب الله لَقُضِيَ لانتهى الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ
﴿58﴾
وَعِنْدَهُ
مَفَاتِحُ الْغَيْبِ اسرار الكون والحياة واليوم
الآخر لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ أعماق الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ ارض خصبة وَلَا يَابِسٍ ولا ارض صحراء إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ بمعنى ان كل ذلك ممنهج ومحسوب بدقّة وله سجلّه ﴿59﴾
وَهُوَ
الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بمعنى يُلقي عليكم السكون والراحة بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ ما سعيتم الى عمل بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ
فِيهِ بمعنى تصحون من النوم لِيُقْضَىٰ
أَجَلٌ مُسَمًّى وهكذا دواليك الى ان ينتهي الاجل
ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ مصيركم بعد البعث
ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿60﴾
وَهُوَ
الْقَاهِرُ المسيطر فَوْقَ على عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً ملائكة تُسجّل اعمالكم حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ
الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ لا يتركون تفصيلا صغيرا الا كتبوه ﴿61﴾
ثُمَّ
رُدُّوا أُرجِع مصيرهم إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ
الْحَقِّ ربّهم الواجب عبادته أَلَا لَهُ
الْحُكْمُ بمعنى ان مصير الناس يعود الى حكمه فيهم
وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴿62﴾
قُلْ
مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا تتوسّلوا اليه بصوت مسموع وَخُفْيَةً وفي الخفاء او بسرّكم لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَٰذِهِ
لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿63﴾
قُلِ
اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ بلاء
ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ﴿64﴾
قُلْ
هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا بمعنى كارثة تحلّ عليكم مِنْ فَوْقِكُمْ بمعنى كارثة طبيعية من عوامل السماء أَوْ مِنْ تَحْتِ
أَرْجُلِكُمْ أو كارثة من عوامل الارض أَوْ
يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا أحزابا أعداء بعضهم البعض
وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ يهلك بعضكم بعضا
في الحروب انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ نشرح الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ يفهمون ﴿65﴾
وَكَذَّبَ
بِهِ القرآن قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ المُنزل من عند الله قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ حفيظ وكفيل ﴿66﴾
لِكُلِّ
نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ بمعنى تستبين الأمور عاجلا ام
آجلا وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ما لم
تكونوا تعلمونه ﴿67﴾
وَإِذَا
رَأَيْتَ اجتمعت مع الَّذِينَ يَخُوضُونَ يجادلون بنية التشكيك بها (وهم جماعة من اليهود) فِي
آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ تجنّب الجدال معهم
حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ بمعنى إذا جادلتهم سهوا فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ اذا انتبهت لخطء المجادلة معهم مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿68﴾
وَمَا
عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ليس على المؤمنين واجب جدالهم وَلَٰكِنْ ذِكْرَىٰ لكن
عليهم نصحهم وموعظتهم لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿69﴾
وَذَرِ ابتعد عن الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا
وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ بالقران أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ ترتهن لمعاصيها لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ
وَلَا شَفِيعٌ لا ينصرها أحد وَإِنْ تَعْدِلْ
كُلَّ عَدْلٍ تفدي النفس بكل شيء لَا يُؤْخَذْ
لا يُقبل مِنْهَا ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ
أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا رهنوا مصيرهم بسوء
اعمالهم لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ ماء
مغلي وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿70﴾
قُلْ
أَنَدْعُو أنعبد مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا
لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا أيعقل ان نكفر بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ الى الايمان كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ اختلطت عليه الأمور في الدنيا حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ
يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ
وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿71﴾
وَأَنْ
أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ احذروا غضبه
وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿72﴾
وَهُوَ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ لوظائف محددة وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ القول الذي لا يُردّ إذا ما قاله الله وَلَهُ الْمُلْكُ
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ البوق لإعلان يوم
القيامة عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ لا يخفى عنه شيء في الدنيا والآخرة وَهُوَ الْحَكِيمُ
الْخَبِيرُ ﴿73﴾
وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أتعبد
أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿74﴾
وَكَذَٰلِكَ
نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فتح الله له أبواب السماء ليتمعّن فيها وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ المؤمنين عن برهان واضح ﴿75﴾
فَلَمَّا
جَنَّ عَلَيْهِ بمعنى أظلم اللَّيْلُ رَأَىٰ
كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ غاب
قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿76﴾
فَلَمَّا
رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا ظاهرا قَالَ هَٰذَا
رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي يُنير بصيرتي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ
الضَّالِّينَ ﴿77﴾
فَلَمَّا
رَأَى الشَّمْسَ قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ غابت قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ بمعنى انه أعلن رفضه القاطع عن عبادة ما يُشركون مع الله من
أصنام ﴿78﴾
إِنِّي
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ أسلمت حالي ونفسي وكلّي
لِلَّذِي فَطَرَ خلق السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
حَنِيفًا مواليا الى الله مُتقرّباً اليه
وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿79﴾
وَحَاجَّهُ جادله قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي أتجادلوني فِي وحدانية
اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ الى الايمان وَلَا
أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ لا أخاف اصنامكم اتلي
جعلتموها شركاء لله إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا اذا أراد ربي شيئاً فأنا أتبعه وَسِعَ رَبِّي كُلَّ
شَيْءٍ عِلْمًا بمعنى ان الله هو خالق كل شيء في هذا
الكون أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ تتّعظون
﴿80﴾
وَكَيْفَ
أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ كيف أخاف الهتكم
وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ أن
عبدتم آلهة غير الله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ليس لديهم أي سلطة من الله لتعبدوهم فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ
أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿81﴾
الَّذِينَ
آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا يخلطوا إِيمَانَهُمْ
بِظُلْمٍ بكفر أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ
وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿82﴾
وَتِلْكَ
حُجَّتُنَا منطقنا الواضح آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ
عَلَىٰ قَوْمِهِ ليجادل بها قومه نَرْفَعُ
دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ بمعنى ان الله أنار بصيرة
ابراهيم ورفع مستوى فكره وجعله أعلى من مستوى فكر باقي البشر إِنَّ رَبَّكَ
حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿83﴾
وَوَهَبْنَا
لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا قلبه
الى الايمان وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ
وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ نكافئ المؤمنين الذين يملأ الخير قلوبهم ﴿84﴾
وَزَكَرِيَّا
وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ الذين أصلح الله نفوسهم وهداهم الى فعل الخيرات
﴿85﴾
وَإِسْمَاعِيلَ
وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ بالنبوة والرسالة ﴿86﴾
وَمِنْ
آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ بمعنى
اخترناهم من بين هؤلاء جميعهم وَاجْتَبَيْنَاهُمْ اصطفيناهم وَهَدَيْنَاهُمْ وأنار الله بصيرتهم إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
﴿87﴾
ذَٰلِكَ
هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ
عَنْهُمْ خسروا الهدى الذي هداهم الله به
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ بمعنى ذهبت عنهم حسناتهم
﴿88﴾
أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ الكتب والصُحف
السماوية وَالْحُكْمَ السلطة
وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا
لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿89﴾
أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ أي
اتبع يا محمد منهج ايمان الأنبياء والرسل السابقين قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ أي
القران عبرة وموعظة لِلْعَالَمِينَ
﴿90﴾
وَمَا
قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ما أقاموا وزناً
لله ومشيئته ولم يوفوه حقّه في أن يُعبد وحده وأن يوحي رسالته الى من شاء من عباده
إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ
الْكِتَابَ التوراة الَّذِي جَاءَ بِهِ
مُوسَىٰ نُورًا للقلوب والبصائر وَهُدًى
لِلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ أي التوراة
تأخذون منه أجزاء على هواكم تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا تُطروا منه ما ترغبون وتخفون منه ما لا تريدون الناس أن تعلمه
وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ بمعنى اسألهم من علّمكم انتم وأباءكم قُلِ اللَّهُ
ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ دعهم في جهلهم
يَلْعَبُونَ ﴿91﴾
وَهَٰذَا القرآن كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ مقرّ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ بالتوراة وَلِتُنْذِرَ أهل أُمَّ الْقُرَىٰ مكة وَمَنْ حَوْلَهَا وكذلك القرى
المجاورة لمكة وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ
ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿92﴾
وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا قال
أقوالاً نسبها كذباً الى الله أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ
إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ
إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ سكرات الْمَوْتِ
وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو يمدّون أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ أنقذوا أنفسكم ان استطعتم الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ تنالون عَذَابَ الْهُونِ العذاب المُذل بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ
غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿93﴾
وَلَقَدْ
جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ أفرادا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ
أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ ما
أنعمنا عليكم من مال وسلطان وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ بمعنى لم تأخذوا معكم شيئا وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ آلهتكم الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ مع الله لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ انقطع الوصل بينكم وَضَلَّ عَنْكُمْ تجاهلكم وابتعد عنكم مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ تدّعون انهم آلهة وتعبدونهم ﴿94﴾
إِنَّ
اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ خالق الحب من
بذرته يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ
الْحَيِّ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ تلك هي قدرة الله
فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ فكيف تكفرون
﴿95﴾
فَالِقُ
الْإِصْبَاحِ خالق النهار من رحم الليل
وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا للسكينة والنوم
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا حساب الأيام
والاشهر والسنين ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ نظام
الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿96﴾
وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا دليلا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ بمعنى ان
الله خلق نظام الكون ونظّم وظائف الكواكب
والنجوم لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ يعرفون
كيف يستدلّون على كيفية استخدام ما مهّد الله لهم من علم ﴿97﴾
وَهُوَ
الَّذِي أَنْشَأَكُمْ خلقكم مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ من آدم فَمُسْتَقَرٌّ ما يستقر في الرحم من ماء الرجل وَمُسْتَوْدَعٌ الرحم الذي يحفظ الجنين حتى ولادته قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ خلقنا
نظام التناسل لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ يفهمون
ويستوعبون ﴿98﴾
وَهُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مطر الخير
فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا زرعاً أخضراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا فوق بعضه البعض وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا جذوعها قِنْوَانٌ عناقيد
دَانِيَةٌ متدنية مائلة يسهل قطافها وَجَنَّاتٍ بساتين وجنائن مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ
مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ يتشابه في الشكل
ويختلف في الطعم عن الموجود على الأرض انْظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا
أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ نضجه إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ
لَآيَاتٍ أدلّة على عظمة خلق الله لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ ﴿99﴾
وَجَعَلُوا
لِلَّهِ شُرَكَاءَ في الالوهية الْجِنَّ
وَخَلَقَهُمْ أي ان الجن مخلوقات الله ايضا وَخَرَقُوا لَهُ نسبوا
اليه افتراء بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ دون دليل سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ يفترون على الله من اكاذيب ﴿100﴾
بَدِيعُ مبدع في خلق السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ كيف يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ زوجة وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ ﴿101﴾
ذَٰلِكُمُ
اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ
ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ حفيظ
﴿102﴾
لَا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصَارُ لا يستطيع أحد رؤيته ظاهراً
وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿103﴾
قَدْ
جَاءَكُمْ بَصَائِرُ براهين مِنْ رَبِّكُمْ
فَمَنْ أَبْصَرَ اهتدى فَلِنَفْسِهِ يكون خيرا له وَمَنْ عَمِيَ لم يهتد فَعَلَيْهَا فهو شر له وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ رقيب ﴿104﴾
وَكَذَٰلِكَ
نُصَرِّفُ نشرح الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا
دَرَسْتَ حفظت وَلِنُبَيِّنَهُ نشرح آيات القران لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿105﴾
اتَّبِعْ يا محمد مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ في القرآن الكريم مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا
هُوَ وَأَعْرِضْ وابتعد عَنِ الْمُشْرِكِينَ
﴿106﴾
وَلَوْ
شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا ۗ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا رقيبا على أعمالهم وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ مسؤولاً لمحاسبتهم أو للدفاع عنهم ﴿107﴾
وَلَا
تَسُبُّوا الكفّار الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
يعبدون آلهة غير الله فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا عدوانا بِغَيْرِ عِلْمٍ بغير إدراك لهذا الفسق كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ
أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ ﴿108﴾
وَأَقْسَمُوا
بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ أعظم حلفانهم
لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ معجزة لَيُؤْمِنُنَّ
بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا
جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿109﴾
وَنُقَلِّبُ
أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ نحول بينهم وبين
الايمان كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ ندعهم فِي طُغْيَانِهِمْ كفرهم يَعْمَهُونَ ﴿110﴾
وَلَوْ
أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ فيرونها
أمامهم وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ
قُبُلًا جئناهم بكل المعجزات يرونها رأي العين
مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ
﴿111﴾
وَكَذَٰلِكَ
جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ
إِلَىٰ بَعْضٍ بمعنى يُجاملون بعضهم زُخْرُفَ الْقَوْلِ أجمل
الكلام غُرُورًا ليغويهم وَلَوْ
شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ دعهم يكذبون ما يشاؤون ﴿112﴾
وَلِتَصْغَىٰ
إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ وليسمعهم ويصدّقهم عقول
الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ
مُقْتَرِفُونَ وليرتكبوا ما يرتكبون من ذنوب
﴿113﴾
أَفَغَيْرَ
اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا أرتضي قاضيا
وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ القرآن
مُفَصَّلًا فيه بيان كل شيء بالتفصيل وَالَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ التوراة يَعْلَمُونَ
أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ المتشككين ﴿114﴾
وَتَمَّتْ
كَلِمَتُ رَبِّكَ تحقّقت مشيئة ربك صِدْقًا
وَعَدْلًا إنصافا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ لمشيئته وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿115﴾
وَإِنْ
تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إشارة الى ان أكثر اهل الأرض يميلون الى اكفر والشرك بالله
إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ الأوهام أو ما
يظنّون انه الحق وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ يكذبون ﴿116﴾
إِنَّ
رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ إشارة
الى ان الله يعلم المنافقين وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ويعلم المؤمنين ﴿117﴾
فَكُلُوا
مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إشارة الى ما
يُذبح من الانعام على اسم الله إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ
﴿118﴾
وَمَا
لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ حدّد لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ
إِلَيْهِ الا ما أكلتم مضطّرين غير معتدين
وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بمعنى
يغروكم ان تأكلوا وفق ميولهم ورغباتهم بِغَيْرِ عِلْمٍ بعض الناس يأكلون ما ذُبح على غير اسم الله دون علمهم بذلك إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ الذين يخالفون أمر الله وهم على علم بذلك ﴿119﴾
وَذَرُوا
ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ بمعنى ابتعدوا عن
المعصية ان دريتم بها او كان لديكم شك بها إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ
الْإِثْمَ يرتكبون المعصية سَيُجْزَوْنَ
بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ ﴿120﴾
وَلَا
تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ معصية وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ
لِيُجَادِلُوكُمْ يناقشوكم كي يفتنوكم وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴿121﴾
أَوَمَنْ
كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ بمعنى المؤمن الذي ينير الله له طريقه الى الجنة كَمَنْ
مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ بمعنى الكفر الشديد
لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا من النار كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ بمعنى ان الشيطان جعلهم يظنون أعمالهم حسنة مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ ﴿122﴾
وَكَذَٰلِكَ
جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا أشدّ كفّارها لِيَمْكُرُوا فِيهَا ليفسدوها ويجعلوا أهلها كفارا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ
وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿123﴾
وَإِذَا
جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ
اللَّهِ ۘ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا
صَغَار ذلّة شديدة عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ
شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿124﴾
فَمَنْ
يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ
يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ضيق
النفس كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كمن يضيق نفسه كلما ارتفع عن الارض كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ
اللَّهُ الرِّجْسَ الخزي عَلَى الَّذِينَ
لَا يُؤْمِنُونَ ﴿125﴾
وَهَٰذَا
صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا نهج ربك القويم الذي
ليس فيه عِوج قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ
﴿126﴾
لَهُمْ
دَارُ السَّلَامِ الجنة عِنْدَ رَبِّهِمْ
ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ شفيعهم بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ بسبب ما كانوا يعملون من حسنات
﴿127﴾
وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ أغويتم كثيرا منهم وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ أتباعهم مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا
بِبَعْضٍ أقبلنا جميعنا على ارتكاب المعاصي وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ووصلنا الى ما وعدتنا به قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ داركم خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ
ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿128﴾
وَكَذَٰلِكَ
نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا يُسلّطهم
الله على بعضهم البعض بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ من ذنوب ومعاصي ﴿129﴾
يَا مَعْشَرَ
الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ يتلون عَلَيْكُمْ آيَاتِي الأحكام والشرائع وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ
هَٰذَا يوم القيامة قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ
أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ فتنتهم الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ اعترفوا
وأقرّوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿130﴾
ذَٰلِكَ
أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ لا يُدمّر
الْقُرَىٰ التي أمعنت في الكفر بِظُلْمٍ بغير حقّ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ اذا لم يأت الى أهلها رسل تهديهم الى الصواب والايمان
﴿131﴾
وَلِكُلٍّ
دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا تختلف درجات الحسنات والسيئات
حسب الأعمال وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴿132﴾
وَرَبُّكَ
الْغَنِيُّ بغنى عن الناس ذُو الرَّحْمَةِ
كتب على نفسه الرحمة إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ
وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ
آخَرِينَ يجوز ان الله يشير الى إبادة الخلق قبل
طوفان نوح ثمّ اتى بخلق جديد من ذرية أبناء نوح المؤمنين بالله والذين لم يتردّدوا
بتنفيذ امر الله مع ابيهم ﴿133﴾
إِنَّ
مَا تُوعَدُونَ يوم القيامة الذي وعد به الله
لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ لستم قادرين على
منع مجيئه ﴿134﴾
قُلْ
يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ استمروا
بكفركم إِنِّي عَامِلٌ مستمر بتبليغ رسالتي
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ مفازة الجنة إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
﴿135﴾
وَجَعَلُوا
لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ خلق مِنَ الْحَرْثِ الزرع وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا حصّة فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا
لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا
كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ يشير الله ان المشركين قسّموا الأرزاق من نبات الأرض ومن الانعام
بين الله للصدقة وبين اصنامهم غير انهم يعطون ما يجب ان يتصدّقوا به الى آلهتهم
ويمنعون الصدقة من الحصة التي أعطوها لآلهتهم ﴿136﴾
وَكَذَٰلِكَ
زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ يُهلكوهم وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ بمعنى
انهم يقومون بهذا العمل بعد ان تُصوّر لهم شياطينهم انه عمل حسن ويُقنعوهم بأقوال
تخلط الباطل بالحق وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا
يَفْتَرُونَ دعهم يقولون ما يشاؤون من افتراءات
﴿137﴾
وَقَالُوا
هَٰذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ وقف محجوز
لَا يَطْعَمُهَا لا يأكلها إِلَّا مَنْ
نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وفق شرعهم وَأَنْعَامٌ
حُرِّمَتْ لحوم ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ
لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ ليعصوا الله سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ يكذبون ﴿138﴾
وَقَالُوا
مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ الْأَنْعَامِ أي ما تحمل
بطونهم للولادة خَالِصَةٌ مخصّصة لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا
نسائنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً بهيمة ماتت دون ذبح فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ ۚ سَيَجْزِيهِمْ
وَصْفَهُمْ سيعاقبون بما يفترون إِنَّهُ
حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿139﴾
قَدْ
خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا جهلاً
بِغَيْرِ عِلْمٍ دون إدراك لواقع جرمهم
وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ ۚ قَدْ ضَلُّوا وَمَا
كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿140﴾
وَهُوَ
الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ ثمارها من
شجر مرتفع وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ ثمارها
من نبات غير مرتفع عن الارض وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ طعمه وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ
مُتَشَابِهٍ يشبه ثمار الأرض لكن مختلف في الطعم
والمذاق كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ
حَصَادِهِ بمعنى لا تغشّوا في وزنه وكيْله عند بيعه
وَلَا تُسْرِفُوا لا تبالغوا في العطاء
إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴿141﴾
وَمِنَ
الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وسيلة نقل وَفَرْشًا بمعنى استخدام جلودها فراشا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ
الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿142﴾
ثَمَانِيَةَ
أَزْوَاجٍ أنواع مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ
وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا
اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أي ما في بطونهما من ذكر او أنثى نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿143﴾
وَمِنَ
الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ
الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أي ما في بطونهما من ذكر او أنثى أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ
إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَٰذَا هل كنتم شهداء
حاضرين على ما تزعمون انه وصية من الله فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ
عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ دون دليل إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
﴿144﴾
قُلْ
لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ
يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا مقتولا لا
مذبوحا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ قذارة أَوْ فِسْقًا
معصية أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ الذي
لم يُذبح حلالا على اسم الله فَمَنِ اضْطُرَّ كان مجبرا على اكله لعذر مقبول عند الله غَيْرَ بَاغٍ عاصي وَلَا عَادٍ ليس
متعدّياً على حدود الله فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿145﴾
وَعَلَى
الَّذِينَ هَادُوا اليهود حَرَّمْنَا كُلَّ
ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا
مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا الّا الدهن الملتصق
باللحم أَوِ الْحَوَايَا او الملتصق بالأمعاء
أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ أو الدهن المختلط
بالعظم ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ عصيانهم وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿146﴾
فَإِنْ
كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عذابه عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿147﴾
سَيَقُولُ
الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا
مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا نالهم عذابنا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ دليل على ذلك فَتُخْرِجُوهُ تُظهروه لَنَا ۖ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ الوهم وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ تكذبون ﴿148﴾
قُلْ
فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ الدليل القاطع
فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾
قُلْ
هَلُمَّ هاتوا شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ
يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَا ۖ فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ
ۚ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ رغبات الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ
يَعْدِلُونَ يكفرون ﴿150﴾
قُلْ
تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ
مخافة الفقر وعدم رزقهم نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ
وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ما كان ظاهرا من المعاصي وما كان خافيا وَلَا تَقْتُلُوا
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ الا إذا كان حكما شرعيا ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿151﴾
وَلَا
تَقْرَبُوا لا تنفقوا من مَالَ الْيَتِيمِ
إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ يصبح قادرا على التصرف بماله وَأَوْفُوا الْكَيْلَ
وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ بالعدل لَا نُكَلِّفُ
نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لا يأمر الله الناس بعمل
يفوق قدرتهم وَإِذَا قُلْتُمْ نطقتم
حُكماً فَاعْدِلُوا احكموا بالعدل
والانصاف وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ولو
كان الحكم على أحد من اقربائكم وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا اعملوا بما أوصاكم الله به ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ تعتبرون
﴿152﴾
وَأَنَّ
هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ الطرق الملتوية فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ
تُفرّقكم فلا تهتدوا الى الله ذَٰلِكُمْ
وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿153﴾
ثُمَّ
آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ التوراة تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ كاملا متكاملا على موسى وَتَفْصِيلًا فيه تفصيل وشرح لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً
لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴿154﴾
وَهَٰذَا
كِتَابٌ القرآن أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ
فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿155﴾
أَنْ
تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا اليهود والنصارى وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ
لَغَافِلِينَ غير عارفين منهاجهما
﴿156﴾
أَوْ
تَقُولُوا الكلام لكفار قريش لَوْ أَنَّا
أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ التوراة
لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ من اليهود فَقَدْ
جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ إشارة الى القرآن مِنْ
رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ من
أكفر مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا صرف الناس ومنعهم عنها سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ
يصرفون الناس عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ
بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿157﴾
هَلْ
يَنْظُرُونَ هل ينتظرون إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ
الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ إشارة الى
مشهد يوم القيامة أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ أو تظهر بعض علامات يوم القيامة يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ
آيَاتِ رَبِّكَ بمعنى يوم يصيب الخلل نظام الكون
لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي
إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ﴿158﴾
إِنَّ
الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا احزابا
لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ لست على نهجهم
إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
﴿159﴾
مَنْ
جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا
يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿160﴾
قُلْ
إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مستقيما له قيمة عظيمة مِلَّةَ نهج إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا متقربا بإخلاص الى الله وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
﴿161﴾
قُلْ
إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي طاعتي وفروض العبادة وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ أن يكون عملي صالحا
في حياتي مقدّمة لآخرتي ﴿162﴾
لَا شَرِيكَ
لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿163﴾
قُلْ
أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي أريد رَبًّا وَهُوَ
رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا الانسان يحمل ذنب نفسه وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرَىٰ لا يحمل أحد ذنوب أحد ثُمَّ إِلَىٰ
رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُطلعكم
ويُبيّن لكم كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ما كنتم تختلفون عليه ﴿164﴾
وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ ترثون الأرض
وتحيون فيها جيلا بعد جيل وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ في السعادة والتعاسة لِيَبْلُوَكُمْ ليختبركم فِي مَا آتَاكُمْ ما قدر لكم من العيش إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ
وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿165﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق