14‏/02‏/2016

سورة الأنعام - 6

6 سورة الأنعام (165 آية)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ (الليل والنهار) ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (يحيدون عن عبادته) ﴿1﴾ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا (حدّد مدّة الحياة) وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ (عمر الإنسان مُحدّد عند الله ولا يعرف نهايته غيره) ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (ترتابون) ﴿2﴾ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ۖ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ (ضمائركم) وَجَهْرَكُمْ (ظاهركم) وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (من رزق) ﴿3﴾ وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ (دليل) مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (مخالفين) ﴿4﴾ فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ (وحي الله) لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ (نتائج) مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (يسخرون) ﴿5﴾ أَلَمْ يَرَوْا (ألم يعلموا) كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ (أمم) مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ (أعطيناهم المال والسلطة) مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا (المطر الغزير) وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ (لتسقي الزرع) فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ (دمّرناهم بسبب ذنوبهم) وَأَنْشَأْنَا (خلقنا) مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا (أمماً) آخَرِينَ ﴿6﴾ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ (كتاب حقيقي من ورق وليس بالوحي) فَلَمَسُوهُ (حملوه وأمسكوا به) بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿7﴾ وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ (ملاك) وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ (إشارة الى أن يوم البعث يكون بظهور الملائكة) ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (لا يُمهلون) ﴿8﴾ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا (لو كان الرسول من الملائكة لجعلناه على هيئة البشر) وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (ألبسنا الملائكة من لباس البشر) ﴿9﴾ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ (حلّ) بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (أصابهم ما كانوا يسخرون منه) ﴿10﴾ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ (ادرسوا التاريخ) ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿11﴾ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (ملأ نفسه بالرحمة) لَيَجْمَعَنَّكُمْ (يحشركم) إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ (لا شكّ فيه) الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿12﴾ وَلَهُ مَا سَكَنَ (ما غاب عن الظهور) فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿13﴾ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ (خالق) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿14﴾ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ (خالفت) رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿15﴾ مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ (من ينجيه الله منه) يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴿16﴾ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ (إذا أصابك مكروه) فَلَا كَاشِفَ (شافي) لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿17﴾ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ (المسيطر على عباده) وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿18﴾ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً (من أصدق شاهد) قُلِ اللَّهُ ۖ شَهِيدٌ (شاهد) بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ (من تبلّغ) أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ ۚ قُلْ لَا أَشْهَدُ ۚ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴿19﴾ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ (التوراة والإنجيل) يَعْرِفُونَهُ (ما جاء فيه) كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ ۘ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿20﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ (تقوّل) عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ (لا تتحقق آمال) الظَّالِمُونَ ﴿21﴾ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿22﴾ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴿23﴾ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُمْ (تبرّأ منهم) مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿24﴾ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً (غشاوة) أَنْ يَفْقَهُوهُ (حتى لا يفهمون شيئاً) وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا (صمَم) وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ (ولو جئتهم بكل دليل وحجة) لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (حكايات خيالية عن الأمم السابقة) ﴿25﴾ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ (يمنعون الاستماع الى تلاوته) وَيَنْأَوْنَ (يبتعدون) عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿26﴾ وَلَوْ تَرَىٰ (سترى الكافرين يوم القيامة) إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ (لو نرجع الى الحياة الدنيا) وَلَا نُكَذِّبَ (لا نكفر) بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿27﴾ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ (ظهرت أمامهم جهنم التي كانوا يُنكرونها) وَلَوْ رُدُّوا (الى الحياة) لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ (رجعوا الى كفرهم) وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿28﴾ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (لن تقوم من الموت) ﴿29﴾ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ (وقفوا أمام ربهم) قَالَ أَلَيْسَ هَٰذَا بِالْحَقِّ (إشارة الى يوم البعث) قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿30﴾ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا (لم نؤمن بها) وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ (ذنوبهم) عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (قُبّحت أحمالهم) ﴿31﴾ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ (الجنة) خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿32﴾ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ (يُؤثّر بك) الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ (الأمر ليس شخصيا ضدك يا محمد) وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (يكفرون) ﴿33﴾ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ (قضاء) اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ (في هذا القرآن) مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (أنباء الرسل قبلك) ﴿34﴾ وَإِنْ كَانَ كَبُرَ (أثّر) عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ (رفضهم الإيمان) فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ (تحفر) نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ (معجزة) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ (لكان هداهم جميعا) فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿35﴾ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿36﴾ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ (لو أيّد الله محمد بمعجزة) مِنْ رَبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿37﴾ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ (حيوان يزحف أو يمشي) فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ (إلّا مخلوقات مثلكم لكن لها طبائعها الاجتماعية والحياتية) مَا فَرَّطْنَا (لم نُهمل) فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿38﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ (طرشان) وَبُكْمٌ (خرس) فِي الظُّلُمَاتِ (في الجهل) مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ (من لا يهديه) وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿39﴾ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ (إذا حلّت عليكم كارثة في الدنيا) أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ (من غير الله تطلبون منه النجاة) إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿40﴾ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿41﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا (الرسل) إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ (قضينا عليهم بالهزائم والشدّة والفقر والأمراض) لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴿42﴾ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا (لو يدعون الله ليس فقط في أوقات الشدّة) وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ (حبّب إليهم) الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (من معاصي) ﴿43﴾ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ (عندما تجاهلوا ما ذكّرهم به الرسل) فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ (أغرقناهم بالنعيم الوافر) حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ (أهلكناهم) بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (يائسون .. مقطوع رجاءهم من رحمة الله) ﴿44﴾ فَقُطِعَ دَابِرُ (قُطع نسلهم) الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿45﴾ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ (أقفل) عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ (نُفصّل) الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (يُعرضون) ﴿46﴾ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً (أو ترون الكارثة قادمة اليكم) هَلْ يُهْلَكُ (يُباد) إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ ﴿47﴾ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ (بالجنة) وَمُنْذِرِينَ (من النار) فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿48﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (بسبب فجورهم) ﴿49﴾ قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ (أسرار الكون) وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ (ملاك) إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي (يتساوى) الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴿50﴾ وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ (يخشون عذاب يوم القيامة) لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ (راعي) وَلَا شَفِيعٌ (ولا وسيط مقبولة وساطته) لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿51﴾ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (يطلبون عفوه ورضاه) مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ (لست مسؤولا عن أعمالهم لتحاسبهم عليها) وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ (ولا هم مسؤولين عن أعمالك ليحاسبوك عليها) فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (قيل ان سبب نزول الآية أنّ كفّار قريش طلبوا من محمد ان يطرد بعض المؤمنين من مجلسه كي يقبلوا الجلوس معه والاستماع اليه) ﴿52﴾ وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ (اختبرناهم في أرزاقهم) لِيَقُولُوا أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ (فضّل) اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴿53﴾ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (ملأ نفسه بالرحمة) أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ (دون إدراك) ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ (ندم بعد ذلك وعمل صالحا) فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (يقبل الله توبته) ﴿54﴾ وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ (آيات القرآن) وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (لكي ينكشف مكر الكافرين والمنافقين وتنفضح أعمالهم) ﴿55﴾ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿56﴾ قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ (كفرتم بالقرآن) مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ (عذاب الآخرة الذي كان كفار قريش يتحدّون الرسول ان يعجّل به) إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ (الأمر كله بيد الله) يَقُصُّ الْحَقَّ (يحكم بالعدل) وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (الله أفضل من فرّق بين الحق والباطل) ﴿57﴾ قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ (لو ان الأمر بيدي لكي آتي بعذاب الله) لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ ﴿58﴾ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ (يملك أسرار الكون) لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ (تراب) فِي ظُلُمَاتِ (أعماق) الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ (ولا ارض خصبة) وَلَا يَابِسٍ (ولا صحراء) إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿59﴾ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ (ما سعيتم الى عمل) بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ (تصحون من النوم للعمل) لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُسَمًّى (هكذا دواليك الى ان ينتهي الأجل) ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ (اليه مصيركم بعد البعث) ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿60﴾ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً (ملائكة تُسجّل أعمالكم) حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (لا يتركون تفصيلا صغيرا الا كتبوه) ﴿61﴾ ثُمَّ رُدُّوا (ثمّ يُرجِع مصيرهم) إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ (ربّهم الواجب عبادته) أَلَا لَهُ الْحُكْمُ (بيده مُحاكمة الناس) وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (الحاكمين) ﴿62﴾ قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا (جهراً) وَخُفْيَةً (سرّاً) لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿63﴾ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ (بلاء) ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ﴿64﴾ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ (كارثة من السماء) أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ (أو من الأرض) أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا (يُفرّقكم أحزابا) وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ (في الحروب) انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ (ندير) الْآيَاتِ (الأمور) لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴿65﴾ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ (المُنزل من عند الله) قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ﴿66﴾ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ (ستستبين الأمور) وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (مقرّكم في الآخرة) ﴿67﴾ وَإِذَا رَأَيْتَ (إذا سمعت) الَّذِينَ يَخُوضُونَ (يجادلون بنيّة التشكيك) فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ (ابتعد) عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ (إذا خضت معهم سهوا) فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ (إذا انتبهت الى خطأك) مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿68﴾ وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ (ليس على المؤمنين واجب جدالهم) وَلَٰكِنْ ذِكْرَىٰ (لكن عليهم نصحهم وموعظتهم) لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (يخشون) ﴿69﴾ وَذَرِ (ابتعد عن) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا (أغواهم ترف الحياة) وَذَكِّرْ بِهِ (بالقران) أَنْ تُبْسَلَ (ترتهن) نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ (مصير النفس يكون مرهونا بما اكتسبت من ذنوب) لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ (راعي) وَلَا شَفِيعٌ (لا وسيط) وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ (لو تفدي النفس نفسها بكل شيء) لَا يُؤْخَذْ (لا يُقبل) مِنْهَا ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا (رهنوا مصيرهم بمعاصيهم) لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ )ماء مغلي( وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿70﴾ قُلْ أَنَدْعُو (أنعبد) مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ (أيعقل ان نكفر بعد أن هدانا الله الى الإيمان) كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ (وسوست له) الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا (يحتار بأمره بين وساوس الشيطان وبين دعوة المؤمنين له ليهتدي) قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ (أمرنا) لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿71﴾ وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ (احذروا غضبه) وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿72﴾ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ (لوظائف محددة) وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ (القول الذي لا يُردّ إذا ما قاله الله) وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ (يومها يُنفخ في البوق لإعلان يوم القيامة) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ (لا يخفى عنه شيء في الدنيا والآخرة) وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿73﴾ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ (أتعبد) أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (في جهل مُطبِق) ﴿74﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ (أسرار) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿75﴾ فَلَمَّا جَنَّ (أظلم) عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿76﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿77﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ (غابت) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (أعلن رفضه عبادة ما يُشركون مع الله من أصنام) ﴿78﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ (أسلمت حالي ونفسي وكلّي) لِلَّذِي فَطَرَ (خلق) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا (موالياً مُتقرّباً الى الله) وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿79﴾ وَحَاجَّهُ (جادله) قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي (أتجادلوني) فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ (لا أخاف أصنامكم التي جعلتموها شركاء لله) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا (فأنا أتبعه) وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (ألا تتّعظون) ﴿80﴾ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ (كيف أخاف آلهتكم) وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا (ليس لديهم أي سلطة من الله لتعبدوهم) فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿81﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا )يخلطوا( إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ (بكفر) أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿82﴾ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا (منطقنا ودليلنا الواضح) آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ (منحناها لإبراهيم ليجادل بها قومه) نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ (الله أنار بصيرة إبراهيم ورفع مستوى فكره وجعله أعلى من مستوى فكر باقي البشر) إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿83﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿84﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿85﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿86﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ (اصطفيناهم) وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿87﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ (خسروا الهدى الذي هداهم الله به) مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (ذهبت عنهم حسناتهم) ﴿88﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ (الكتب والصُحف السماوية) وَالْحُكْمَ (السلطة) وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا (كلّفنا) بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿89﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ (اتبع خطاهم) قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ (القران عبرة وموعظة) لِلْعَالَمِينَ ﴿90﴾ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ (التوراة) الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ (تُقسّموه أجزاء ... قراطيس جمع قرطاس وهو صحيفة من ورق أو جلد يُكتب عليها وتعني أيضا الكتاب) تُبْدُونَهَا (تُظهرون من التوراة ما تشاؤون على هواكم) وَتُخْفُونَ كَثِيرًا (من التوراة ما لا تريدون الناس أن تعلمه) وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ (اسألهم من علّمكم انتم وأباءكم) قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ (دعهم) فِي خَوْضِهِمْ (في جهلهم) يَلْعَبُونَ (ينغمسون) ﴿91﴾ وَهَٰذَا (القرآن) كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ (ببركة الله) مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (مقرّ بالتوراة والإنجيل) وَلِتُنْذِرَ (أهل) أُمَّ الْقُرَىٰ (مكة) وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿92﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ (من أشدّ كفراً) مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (قال أقوالاً نسبها كذباً الى الله) أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ (سكرات) الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو (يمدّون) أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ (أنقذوا أنفسكم ان استطعتم) الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ (تنالون) عَذَابَ الْهُونِ (العذاب المُذل) بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿93﴾ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ (أفراداً) كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ (ما أنعمنا عليكم من مال وسلطان) وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ (لم تأخذوا معكم شيئا بعد وفاتكم) وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ (لا نرى معكم آلهتكم) الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ (انقطع الوصل بينكم) وَضَلَّ عَنْكُمْ (أنكركم) مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (انهم آلهة) ﴿94﴾ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ (مُخرج) الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ (البذرة) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ (كيف تفترون عليه بالكذب) ﴿95﴾ فَالِقُ (مُخرج) الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا (للراحة والنوم) وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا (حساب الأيام والأشهر والسنين) ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ (نظام) الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿96﴾ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ (نظّم وظائف الكواكب والنجوم) لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿97﴾ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ (خلقكم) مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ (من آدم) فَمُسْتَقَرٌّ (ما يستقر في الرحم من ماء الرجل) وَمُسْتَوْدَعٌ (الرحم الذي يحفظ الجنين حتى ولادته) قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ (خلقنا نظام التناسل) لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (يفهمون ويستوعبون) ﴿98﴾ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا (زرعاً أخضراً) نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا (متراكما فوق بعضه البعض) وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا (جذوعها) قِنْوَانٌ (عناقيد) دَانِيَةٌ (متدنية يسهل قطافها) وَجَنَّاتٍ (بساتين وجنائن) مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ (يتشابه في الشكل ويختلف في الطعم عن الموجود على الأرض) انْظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ (نضجه) إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ (أدلّة على عظمة خلق الله) لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿99﴾ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ (في الألوهية) الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ (أي ان الجنّ مخلوقات الله أيضا) وَخَرَقُوا لَهُ (نسبوا اليه افتراء) بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ (دون دليل) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ (عمّا يفترون على الله من أكاذيب) ﴿100﴾ بَدِيعُ (مبدع في خلق) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ (كيف) يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ (زوجة) وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿101﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (حفيظ) ﴿102﴾ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ (لا يستطيع أحد رؤيته ظاهراً أو يعلم ما في نفسه) وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ (هو البصير السميع العليم بكل شيء) وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿103﴾ قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ (براهين) مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ (اهتدى) فَلِنَفْسِهِ (يكون خيرا له) وَمَنْ عَمِيَ (من لم يهتد) فَعَلَيْهَا (هو شر له) وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (رقيب) ﴿104﴾ وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ (نشرح) الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ (حفظت تلك الآيات) وَلِنُبَيِّنَهُ (نشرح آيات القران) لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿105﴾ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ (ابتعد) عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴿106﴾ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا ۗ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (رقيبا على أعمالهم) وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (لست مسؤولاً عنهم لمحاسبتهم أو للدفاع عنهم) ﴿107﴾ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (الذين يعبدون آلهة غير الله) فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا (عدوانا) بِغَيْرِ عِلْمٍ (بغير إدراك) كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ (جمّل للناس أعمالهم) ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿108﴾ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ (أعظم) أَيْمَانِهِمْ (حلفانهم) لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ (مُعجزة) لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿109﴾ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ (تحول بينهم وبين الإيمان) كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ (ندعهم) فِي طُغْيَانِهِمْ (كفرهم وجبروتهم) يَعْمَهُونَ (يضيعون) ﴿110﴾ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا (ولو جئناهم بكل المعجزات) مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴿111﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ (يُجاملون بعضهم) زُخْرُفَ الْقَوْلِ (أجمل الكلام) غُرُورًا (مُغترّاً بنفسه) وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (دعهم يكذبون ما يشاؤون) ﴿112﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ (تتعاطف معهم قلوب) الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا (ليرتكبوا) مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (من ذنوب) ﴿113﴾ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ (التوراة) يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (المتشكّكين) ﴿114﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ (تحقّقت مشيئة ربك) صِدْقًا وَعَدْلًا (إنصافاً) لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ (لمشيئته) وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿115﴾ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ (يتّبعون الأوهام أو ما يظنّون انه الحق) وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (يكذبون) ﴿116﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ (يعلم المنافقين) وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (يعلم المؤمنين) ﴿117﴾ فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ ﴿118﴾ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ (حدّد) لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ (يغروكم لتأكلوا وفق ميولهم ورغباتهم) بِغَيْرِ عِلْمٍ (فيأكلون ما ذُبح على غير اسم الله عن جهل) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (يعلم الله الذين يخالفون أمر الله وهم على علم بذلك والذين يعتدون عن جهل) ﴿119﴾ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ (ابتعدوا عن المعصية ان دريتم بها أو كان لديكم شك بها) إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ (يرتكبون المعصية) سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ ﴿120﴾ وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ (فجور) وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ (يُوسوسون) إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ (يفتنوكم) وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴿121﴾ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا (النار) كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿122﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ (أشدّ) مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا (يفسدوها) وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (يجنون على أنفسهم دون إدراك منهم) ﴿123﴾ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ (ذلّ) عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (يتآمرون) ﴿124﴾ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا (لا يستطيع التنفس بسهولة) كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ (كأنه في الفضاء حيث لا أوكسجين للتنفّس) كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ (الخزي والعار) عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿125﴾ َهَٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا شرحنا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (يعتبرون) ﴿126﴾ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ (الجنة) عِنْدَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (من حسنات) ﴿127﴾ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ (أتباعهم) مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا (وصلنا الى ما وعدتنا به) قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ (داركم) خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿128﴾ وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا (يُسلّطهم على بعضهم) بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿129﴾ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿130﴾ ذَٰلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (عن الإيمان) ﴿131﴾ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ (ليس بساهي) عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴿132﴾ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ (بغنى عن الناس) ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ (يقضي عليكم) وَيَسْتَخْلِفْ (يخلق خلقاً) مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ (خلقكم) مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ ﴿133﴾ إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (لستم قادرين على منع مجيئه) ﴿134﴾ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ (استمروا بكفركم) إِنِّي عَامِلٌ (أنا مستمر بتبليغ رسالتي) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ (مفازة الجنة) إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿135﴾ وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ (خلق) مِنَ الْحَرْثِ (الزرع) وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا (حصّة) فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿136﴾ وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ (يُهلكوهم) وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ (يشكّكوهم في) دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿137﴾ وَقَالُوا هَٰذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ (زرع) حِجْرٌ (وقْف محجوز) لَا يَطْعَمُهَا (لا يأكلها) إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ (وفق شرعهم) وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ (لحوم) ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ (ليعصوا الله) سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (يكذبون) ﴿138﴾ وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ (مخصّصة) لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا (نسائنا) وَإِنْ يَكُنْ (بهيمة) مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ ۚ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ (سيعاقبون بما يفترون) إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿139﴾ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا (جهلاً) بِغَيْرِ عِلْمٍ (دون إدراك لواقع جرمهم) وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا (تاهوا) وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿140﴾ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ (شجرها عالي) وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ (شجرها قصير) وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ (طعمه) وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا (يشبه ثمار الأرض) وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ (مختلف في الشكل الطعم) كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ (لا تبخلوا بالمحصول) وَلَا تُسْرِفُوا (لا تبالغوا في العطاء) إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴿141﴾ وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً (وسيلة شحن) وَفَرْشًا (استخدام جلودها لأثاث المنازل) كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿142﴾ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ (أنواع) مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ (ما في بطونهما من ذكر أو أنثى) نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿143﴾ وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ (ما في بطونهما من ذكر أو أنثى) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَٰذَا (هل كنتم شهداء حاضرين على ما تزعمون انه وصية من الله) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ (دون دليل) إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿144﴾ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا (مقتولا لا مذبوحا) أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ (قذارة) أَوْ فِسْقًا (فجور) أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ (الذي لم يُذبح حلالا على اسم الله) فَمَنِ اضْطُرَّ (من كان مجبرا على أكله لعذر مقبول عند الله) غَيْرَ بَاغٍ (غير عاصي) وَلَا عَادٍ (ليس متعدّياً على حدود الله) فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿145﴾ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا (اليهود) حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ (من الحيوان والطير) وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا (الدهون) إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا (الدهن الملتصق باللحم) أَوِ الْحَوَايَا (الأمعاء) أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ (الدهن المختلط بالعظم) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ (بسبب عصيانهم) وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿146﴾ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿147﴾ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ (دليل) فَتُخْرِجُوهُ (تُظهروه) لَنَا ۖ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ (التخمين) وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (تكذبون) ﴿148﴾ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ (الدليل القاطع) فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾ قُلْ هَلُمَّ (هاتوا) شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَا ۖ فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ ۚ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ (رغبات) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (يكفرون) ﴿150﴾ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ (مخافة الفقر وعدم الرزق) نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ (لا ترتكبوا الأعمال المشينة) مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ (ما كان ظاهرا من المعاصي وما كان خافيا) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ (الا إذا كان حكما شرعيا) ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿151﴾ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ (يصبح قادرا على التصرف بماله) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ (العدل) لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا (لا يأمر الله الناس بعمل يفوق القدرة) وَإِذَا قُلْتُمْ (حكمتم) فَاعْدِلُوا (احكموا بالعدل والإنصاف) وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ (ولو كان الحكم على أقربائكم) وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا (اعملوا بما عاهدتم الله عليه) ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (تعتبرون) ﴿152﴾ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا (حدّد الله في الآيات السابقة وصايا منه عرّفها بأنها هي الصراط المستقيم) فَاتَّبِعُوهُ (أمر أن يقتدي الناس به) وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ (وأن لا يتّبعوا الطرق الملتوية) فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (تُفرّقكم عن الصراط المستقيم فلا تهتدوا الى الله) ذَٰلِكُمْ (هذا ما) وَصَّاكُمْ (الله) بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿153﴾ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ (التوراة) تَمَامًا (كاملا متكاملا) عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ (على موسى) وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴿154﴾ وَهَٰذَا كِتَابٌ (القرآن) أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿155﴾ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا (اليهود والنصارى) وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ (علمهم ومنهجهم) لَغَافِلِينَ (مُغيّبين) ﴿156﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ (من اليهود) فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ (دليل ... إشارة الى القرآن) مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ (انصرف) عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ (ينصرفون) عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿157﴾ هَلْ يَنْظُرُونَ (هل ينتظرون) إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ (إشارة الى مشهد يوم القيامة) أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ (أو تظهر بعض علامات يوم القيامة) يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ (يوم يجعل الله خللاً في نظام الكون) لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ (لن يفيد الكافر أن يؤمن في تلك اللحظة) أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا (حسنات يدخل بها الجنة) قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ﴿158﴾ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا (أحزابا) لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ (لست على نهجهم) إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿159﴾ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا (يعاقب فقط بها) وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿160﴾ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا (مستقيما) مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا (متقربا بإخلاص الى الله) وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿161﴾ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي (فروض العبادة) وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿163﴾ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا (الإنسان يحمل ذنب نفسه) وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ (لا يحمل أحد ذنوب أحد) ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿164﴾ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ (ترثون الأرض جيلا بعد جيل) وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ )ليختبركم( فِي مَا آتَاكُمْ (فيما قدّر الله لكم من يسر أو عسر) إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿165﴾

ليست هناك تعليقات: