هذا العمل هو محاولة متواضعة لوضع معاني لغوية الى المفردات والمصطلحات القرآنية، وذلك بغية تسهيل فهمها لدى قراءتها.
راودتني الفكرة بعد أن تيقنت أنّ غالبية الذين يقرأون
القرآن الكريم، يسردونه سردا دون فهم معظم كلماته وعباراته، وأقصد هنا فهما لغويا،
بمعنى أنهم لا يعرفون مثلا ماذا تعني كلمة "الله الصمد" مع أنهم ربما
يقرئونها يوميا في صلاتهم عند قراءة سورة الإخلاص.
لقد كنت أنا واحدا من هؤلاء الناس الذين يقرأون القرآن
ولا يفهمون معظم كلماته وعباراته، ولم أجد منهجا تربويا في المدارس مخصّصا لشرح
لغة القرآن بدون أي تفسير فقهي، بمعنى وضع مرادف للكلمة بدل من شرحها شرحا فقهيا
ونقل تفسيرها عن فلان وفلان حتى يضيع الباحث لكثرة التفاوتات في النقل
والشرح.
ولقد اطّلعت على معظم التفاسير الفقهية، والمراجع التي
تهتم بتفسير وشرح القرآن، ووجدت أنّ هناك في بعض الأحيان اختلافا في تفسير كلمة أو
عبارة، وهذا الاختلاف يجوز أن يعود الى اختلاف في الشرح الفقهي.
لذلك آثرت أن يخرج هذا العمل دون أية إشارة الى وجهة
فقهية، وإبقائه في دائرة التفسير اللغوي كأي قاموس آخر لتفسير اللغة وأيضاً تفسير
معنى العبارات التي وردت في الكتاب الكريم.
ثم رأيت أن كتابة مرادف الكلمة أو معناها أمام الكلمة
نفسها أو كتابة شرح لعبارة وردت في آية أمام تلك العبارة بالخطّ الأحمر كي تفرق عن
كلام القرآن الكريم ولا يختلط على القارئ كلام العبد مع كلام الله المعبود، آملاً
أن يسهّل للقارئ إيجاد معنى للكلمة أو العبارة أثناء قراءتها.
لم أعرض هذا العمل على أي مرجع لغوي أو فقهي (كي لا
ادخل في متاهات المذاهب والتفاسير)، لذلك قد يجوز أن يحتمل أخطاء غير مقصودة.
أرجو أن يكون هذا العمل حافزا الى تطوّر أعمال أخرى
تسهّل قراءة القرآن الكريم وفهمه لغويا، خاصة عند الأجيال الشابة.
والله المستعان
سامي الشرقاوي