وقد اطّلعت على معظم التفاسير الفقهية، والمراجع التي تهتم بتفسير وشرح القرآن، ووجدت ان هناك في بعض الاحيان اختلافا في تفسير كلمة او عبارة، وهذا الاختلاف يجوز ان يعود الى اختلاف في الشرح الفقهي.
14/02/2016
تمهيد
وقد اطّلعت على معظم التفاسير الفقهية، والمراجع التي تهتم بتفسير وشرح القرآن، ووجدت ان هناك في بعض الاحيان اختلافا في تفسير كلمة او عبارة، وهذا الاختلاف يجوز ان يعود الى اختلاف في الشرح الفقهي.
سورة الفاتحة - 1
سورة الفاتحة 1
7 آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ربّ جميع
الخلق ﴿2﴾
الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ المنعِم
بالرحمة ﴿3﴾
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
الدِّين الذي يملك الحساب والقضاء بين الناس يوم الآخرة ﴿4﴾
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ نطلب العون منك
﴿5﴾
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ السبيل القويم ﴿6﴾
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
عَلَيْهِمْ نعمة الايمان
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ غير الذين حلّ
عليهم غضبك عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
الضَّالِّينَ
الذين ضلّوا عن سبيلك وضيّعوا ايمانهم
﴿7﴾
سورة البقرة -2
سورة البقرة 2
286 آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ألم الله اعلم بها ﴿1﴾
ذَٰلِكَ
الْكِتَابُ القرآن الكريم لَا
رَيْبَ لا شك
فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾
الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ بالبعث وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ يؤدّون ويواظبون عليها
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
يتصدّقون ﴿3﴾
وَالَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
القران الكريم
وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ
الانجيل والتوراة
وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿4﴾
أُولَٰئِكَ
عَلَىٰ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون بالجنة ﴿5﴾
إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ
لَا يُؤْمِنُونَ ﴿6﴾
خَتَمَ أقفل
اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ
بصيرتهم وعقولهم
وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ غطاء سميك وَلَهُمْ
عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿7﴾
وَمِنَ
النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم
بِمُؤْمِنِينَ
إشارة الى المنافقين ﴿8﴾
يُخَادِعُونَ
اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا
يَشْعُرُونَ ﴿9﴾
فِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ بمعنى أنّ إيمانهم ضعيف فَزَادَهُمُ
اللَّهُ مَرَضًا
أضعف الله ايمانهم أكثر وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا
يَكْذِبُونَ
بسبب ما كانوا يفترون على الله من الكذب ﴿10﴾
وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ إشارة الى تعنّتهم
واستكبارهم ﴿11﴾
أَلَا
إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿12﴾
وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ
السُّفَهَاءُ الفقراء
وضعفاء القوم أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِنْ لَا
يَعْلَمُونَ ﴿13﴾
وَإِذَا
لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ اذا اختلوا بأصنامهم قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا
نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿14﴾
اللَّهُ
يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ
يزيد لهم فِي
طُغْيَانِهِمْ
كفرهم
يَعْمَهُونَ
ينغمسون ﴿15﴾
أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فضّلوا الكفر على الايمان
فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ لن ينالهم هدى الله ﴿16﴾
مَثَلُهُمْ
كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ
اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ يعني الله بهذا المثل انّه
بعث لهم من يهديهم الى نور الايمان فلمّ أعرضوا وأصرّوا على كفرهم أغشى الله
عيونهم وقلوبهم ومنع هنهم الهداية وزيّن لهم ظلام الكفر فانغمسوا فيه ﴿17﴾
صُمٌّ
لا يسمعون بُكْمٌ
لا ينطقون عُمْيٌ
فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ عن كفرهم ﴿18﴾
أَوْ
كَصَيِّبٍ مطر
شديد
مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ
غيوم سوداء
وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ
حَذَرَ
مخافة
الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ لا مهرب من قدرهم ﴿19﴾
يَكَادُ
الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ يعمي عيونهم كُلَّمَا
أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وقفوا حائرين وَلَوْ
شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿20﴾
يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكُمْ
الأمم السابقة لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿21﴾
الَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا
مكانا للسكن والعيش
وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
سقفا حاميا (من انعدام
الجاذبية) وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ
مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ للطعام والتجارة فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا أمثالا وشركاء وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ ﴿22﴾
وَإِنْ
كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ
شك
مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا
القران
فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ الهتكم التي تعبدونها مِنْ دُونِ
اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿23﴾
فَإِنْ
لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا احذروا وخافوا النَّارَ
الَّتِي وَقُودُهَا حطبها النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ جاهزة لإحراقهم لِلْكَافِرِينَ ﴿24﴾
وَبَشِّرِ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ
قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ هذا
الثمر كان في الحياة الدنيا وَأُتُوا بِهِ
مُتَشَابِهًا
ظنّوا انه يُشبه ثمر الدنيا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ زوجات عذارى وَهُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ ﴿25﴾
إِنَّ
اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا أكبر منها او احقر فَأَمَّا
الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا
الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ
يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا
الْفَاسِقِينَ ﴿26﴾
الَّذِينَ
يَنْقُضُونَ ينكثون
عَهْدَ اللَّهِ ما
عاهدوا الله عليه أن يكونوا مؤمنين مِنْ بَعْدِ
مِيثَاقِهِ
بعد توكيده
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ قطع الارحام والكفر بعد
الايمان
وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿27﴾
كَيْفَ
تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ
ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿28﴾
هُوَ
الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا كل مخلوقات الارض ثُمَّ اسْتَوَىٰ عمد إِلَى السَّمَاءِ الفضاء فَسَوَّاهُنَّ
سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿29﴾
وَإِذْ
قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ خالق فِي الْأَرْضِ
خَلِيفَةً آدم
وذريته
قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ يعبث فِيهَا
وَيَسْفِكُ يسفح الدِّمَاءَ
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ ننزّهك بِحَمْدِكَ ونشكرك وَنُقَدِّسُ
لَكَ نُمجّد قدسيتك وعظمتك قَالَ
إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿30﴾
وَعَلَّمَ
آدَمَ الْأَسْمَاءَ
كُلَّهَا خزّن في عقله جميع العلوم
ثُمَّ عَرَضَهُمْ
أظهر العلوم
عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ أخبروني عن تلك العلوم إِنْ
كُنْتُمْ صَادِقِينَ
عالمين مؤمنين بما تدّعون ﴿31﴾
قَالُوا
سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿32﴾
قَالَ
يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ علّمهم ما لا يعلمون فَلَمَّا
أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ أسرار السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ تُخفون ﴿33﴾
وَإِذْ
قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ
وَاسْتَكْبَرَ
رفض واستعلى وتكبّر وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿34﴾
وَقُلْنَا
يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا ما طاب لكما
حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ
الظَّالِمِينَ ﴿35﴾
فَأَزَلَّهُمَا
الشَّيْطَانُ عَنْهَا
أغواهما ليأكلا من الشجرة
فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ تسبّب أن أزال
الله نعمته عنهما وَقُلْنَا اهْبِطُوا الى الارض بَعْضُكُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إشارة الى العداء الأبدي بين الانسان والشيطان وَلَكُمْ
فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ
سكن
وَمَتَاعٌ
رزق
إِلَىٰ حِينٍ
الى موعد محدد ﴿36﴾
فَتَلَقَّىٰ
آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات علّمه الله دعوة يدعوه بها فَتَابَ
عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿37﴾
قُلْنَا
اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا
فسوف
يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى بمعنى ان الله سيرسل من يهدي البشر الى الصراط المستقيم
فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فمن آمن بما سيرسله الله واتبع صراطه فَلَا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿38﴾
وَالَّذِينَ
كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ ﴿39﴾
يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ يوم انجيتكم من فرعون
وأنزلت التوراة لكم وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ لا تنكثوا ما عاهدتم الله عليه فلا ينكث الله عهده معكم وَإِيَّايَ
فَارْهَبُونِ
خافوني ﴿40﴾
وَآمِنُوا
بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا القران لِمَا مَعَكُمْ التوراة وَلَا تَكُونُوا
أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا لا تكفروا بالقران من اجل مصلحة خاصة
وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ خافوا غضبي عليكم ﴿41﴾
وَلَا
تَلْبِسُوا
لا تخلطوا
الْحَقَّ قول الله
بِالْبَاطِلِ
مع الكذب والافتراء وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ لا تخفوا ما علمتم من
التوراة عن القران ومحمد وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ
متأكّدون منه ﴿42﴾
وَأَقِيمُوا ثابروا على الصَّلَاةَ
وَآتُوا ادفعوا صدقة فريضة
الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴿43﴾
أَتَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبِرِّ
التقوى
وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
﴿44﴾
وَاسْتَعِينُوا
بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ مشقّة إِلَّا عَلَى
الْخَاشِعِينَ
المؤمنين المتعبّدين بإخلاص
لله
﴿45﴾
الَّذِينَ
يَظُنُّونَ
يعلمون
أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿46﴾
يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي
فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
على فرعون
وقومه ﴿47﴾
وَاتَّقُوا
خافوا
يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا لا تتحمل نفس
ذنب نفس أخرى وَلَا يُقْبَلُ
مِنْهَا شَفَاعَةٌ وساطة للعفو وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ فدية عن جُرم الكفر وَلَا هُمْ
يُنْصَرُونَ
لا ناصر لهم ﴿48﴾
وَإِذْ
نَجَّيْنَاكُمْ
يذكّرهم الله أن أنجاهم مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ يذيقونكم
سُوءَ أبشع الْعَذَابِ
يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ يغتصبون ويُذلّون نِسَاءَكُمْ ۚ
وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ اختبار ايمان مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴿49﴾
وَإِذْ
فَرَقْنَا بِكُمُ
الْبَحْرَ قسمناه نصفين فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ
فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ترون بأعينكم ما حلّ بهم ﴿50﴾
وَإِذْ
وَاعَدْنَا
اجتمعنا وفق ميعاد بـ مُوسَىٰ
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ عبدّتم الْعِجْلَ مِنْ
بَعْدِهِ بعد أن غاب ليجتمع بربه وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ﴿51﴾
ثُمَّ
عَفَوْنَا صفحنا عَنْكُمْ
مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿52﴾
وَإِذْ
آتَيْنَا أعطينا
مُوسَى الْكِتَابَ التوراة وَالْفُرْقَانَ الالواح لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ ﴿53﴾
وَإِذْ
قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ بعبادتكم الْعِجْلَ
فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ خالقكم فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ
خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ
فَتَابَ
عَلَيْكُمْ عفا
عنكم
إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الذي يقبل التوبة الرَّحِيمُ ﴿54﴾
وَإِذْ
قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً وجهاً لوجه بأعيننا فَأَخَذَتْكُمُ
أهلكتكم
الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ترون بأعينكم ماذا يحلّ بكم ﴿55﴾
ثُمَّ
بَعَثْنَاكُمْ
أحييناكم واخرجناكم من القبور مِنْ
بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿56﴾
وَظَلَّلْنَا
عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ الغيوم تقيكم من حرّ الشمس وَأَنْزَلْنَا
عَلَيْكُمُ الْمَنَّ نوع طعام وَالسَّلْوَىٰ نوع طيور
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا بمعنى ان الكفار لا
يستطيعون ظلم الله وردّ إرادته وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ
يَظْلِمُونَ ﴿57﴾
وَإِذْ
قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا ما طاب لكم من الطعام وَادْخُلُوا
الْبَابَ سُجَّدًا ساجدين لله وَقُولُوا حِطَّةٌ أي ادعوا الله أن يحط(يزيل) عنكم ذنوبكم وأعلنوا الطاعة
لله
نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿58﴾
فَبَدَّلَ
الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ بمعنى انّهم خالفوا امر
الله ولم يُقرّوا بطاعته فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
رِجْزًا
كارثة عظيمة مِنَ
السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
بسبب كفرهم وعصيانهم ﴿59﴾
وَإِذِ
اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ بحث في الارض داعيا ربه يطلب الماء لِقَوْمِهِ
فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ
عَيْنًا بمعنى عيون ماء انفجرت من
الصخر
قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ اشاره الى ان الله قسّم بني إسرائيل الذين مع موسى
الى اثنتا عشرة فرقة وقد علمت كل فرقة وظيفتها كُلُوا
وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا تعبثوا
فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿60﴾
وَإِذْ
قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ
يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا
وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ
أَدْنَىٰ أقلّ نفعاً بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ أكثر نفعاً إشارة الى ان
المنّ والسلوى من بركة السماء اهْبِطُوا مِصْرًا قيل ان المعنى انزلوا الى أحد
الامصار أي القرى. غير انّي أرى ان المعنى هو ارجعوا الى مصر التي جئتم منها إنّ
الله يؤكّد على ذكر مصر بالاسم وهي مشهورة بزرع تلك النباتات
فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ تجدون طلبكم وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ المهانة وَالْمَسْكَنَةُ
وَبَاءُوا حلّ
عليهم وباتوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا
يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ
ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿61﴾
إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ هم جماعة الصابئة وهم من المؤمنين بالله لكنهم لا يتّبعون دين او ملّة وما زال عدد منهم الى
الآن يقيمون في نواحي من بلاد العراق ولهم كتبهم وطقوسهم مَنْ
آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ
عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ يوم القيامة وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ
إشارة انهم لا يدخلون جهنم ﴿62﴾
وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ عهدكم وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ رفع جبل سيناء فوق رؤوسهم
خُذُوا اعملوا بـ مَا آتَيْنَاكُمْ في التوراة بِقُوَّةٍ بإيمان شديد وَاذْكُرُوا
مَا فِيهِ لا تُخفوا شيء منه لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ
تُصيبكم خشية من الله ﴿63﴾
ثُمَّ
تَوَلَّيْتُمْ
كفرتم
مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۖ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ أن تاب عليكم لَكُنْتُمْ مِنَ
الْخَاسِرِينَ ﴿64﴾
وَلَقَدْ
عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ خالفوا شريعة يوم السبت المنصوصة في التوراة فَقُلْنَا
لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ أي ان الله مسخهم قردة ﴿65﴾
فَجَعَلْنَاهَا القرية
نَكَالًا
شاهدة على عقاب الله لها
لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا حاضرا وَمَا خَلْفَهَا ومستقبلا وَمَوْعِظَةً
لِلْمُتَّقِينَ
عبرة للذين يخشون الله ﴿66﴾
وَإِذْ
قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ
قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا أتسخر منّا ۖ
قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿67﴾
قَالُوا
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ طلبوا ان يصفها لنا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ هي ليست كبيرة في السن
وَلَا بِكْرٌ لم
تُنكح بعد عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ بين هذا وذاك أي متوسّطة العمر لكن ليست في سنّ
التزاوج والحمل فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ﴿68﴾
قَالُوا
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ
إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ بهيج لَوْنُهَا
تَسُرُّ النَّاظِرِينَ يُفرح وجودها الناظر اليها ﴿69﴾
قَالُوا
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ
عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ﴿70﴾
قَالَ
إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ ليست مُسخّرة تُثِيرُ
الْأَرْضَ لفلاحة
الارض
وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ
ولا تُستعمل لسقاية الزرع مُسَلَّمَةٌ
سليمة من الامراض لَا
شِيَةَ فِيهَا ۚ
لا عيب فيها قَالُوا الْآنَ
جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴿71﴾
وَإِذْ
قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا أخفيتم الجريمة وَاللَّهُ
مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿72﴾
فَقُلْنَا
اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا امسحوا جثة القتيل بعظام البقرة كَذَٰلِكَ هكذا
يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿73﴾
ثُمَّ
قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ
قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا
لَمَا يَهْبِطُ
يتساقط مِنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿74﴾
أَفَتَطْمَعُونَ
أَنْ يُؤْمِنُوا
لَكُمْ أن يتبعوا دينكم
وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ يزوّرونه مِنْ
بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ استوعبوه وَهُمْ يَعْلَمُونَ أنه الحقيقة ﴿75﴾
وَإِذَا
لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا اجتمعوا خفية
بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ
عَلَيْكُمْ
إشارة الى التوراة لِيُحَاجُّوكُمْ يجادلوكم بِهِ عِنْدَ
رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿76﴾
أَوَلَا
يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿77﴾
وَمِنْهُمْ
أُمِّيُّونَ
غير متعلمين لا يعرفون
القراءة والكتابة لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ لا يقرئون التوراة إِلَّا
أَمَانِيَّ الّا
وفق ما يتمنون وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ يُخمّنون ﴿78﴾
فَوَيْلٌ
لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا من اجل منفعة بسيطة فَوَيْلٌ لَهُمْ
مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ من سيئات ﴿79﴾
وَقَالُوا
لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ
عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا
هل وعدكم الله بهذا
فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ فيلتزم به أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا
تَعْلَمُونَ تفترون عليه بقول من عندكم ليس له حقيقة
تعلمونها ﴿80﴾
بَلَىٰ
مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً اقترف معصية وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ لبسه الذنب الذي اقترفه
فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿81﴾
وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ ﴿82﴾
وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَ
عهد
بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا لاطفوا الناس بالكلام معهم
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ واطبوا على الصلاة وَآتُوا وحافظوا على صدقة
الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ
نكثتم العهد إِلَّا قَلِيلًا
مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ
عاصون ﴿83﴾
وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ لا تقاتلوا بعضكم وَلَا
تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ ولا تهاجروا مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ تعهّدهم بذلك
وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ
وشهدتم على ذلك ﴿84﴾
ثُمَّ
أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ
مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ تتآمرون عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ظلماً وعدواناً
وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ
إِخْرَاجُهُمْ تحرير
الاسرى بفدية مالية أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ
وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا
خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ
أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿85﴾
أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا فضّلوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ على الآخرة فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ
وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ لن ينصرهم أحد ﴿86﴾
وَلَقَدْ
آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ التوراة وَقَفَّيْنَا اتْبعنا مِنْ
بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ المعجزات
وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ جبريل وقيل نفحة من روح الله المقدّسة والله أعلم
أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ
فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴿87﴾
وَقَالُوا
قُلُوبُنَا غُلْفٌ مُقفلة عن سماع الحق بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ
بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ﴿88﴾
وَلَمَّا
جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إشارة الى القرآن مُصَدِّقٌ لِمَا
مَعَهُمْ مُقرٌ بالإنجيل والتوراة وَكَانُوا
مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا بمعنى ان اليهود كانوا
يبشّرون الكفار بمجيء محمد نبيا لهذه الامة ويقولون انهم سيؤمنون به عندما يبعثه
الله رسولا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا من أمر محمد
كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿89﴾
بِئْسَمَا قبّحهم الله بما اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ
يَكْفُرُوا
أي باعوا أنفسهم بكفرهم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا عداء وبُغضاً ولوْماً أَنْ
يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ الوحي عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ
فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ أي حلّ عليهم غضب جديد
من الله فوق غضبه عليهم لمّا عبدوا العجل وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ
مُهِينٌ ﴿90﴾
وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ الوحي بالقران على محمد
قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا التوراة وَيَكْفُرُونَ
بِمَا وَرَاءَهُ
القران الذي أنزله الله بعد التوراة والانجيل وَهُوَ الْحَقُّ
مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ يُقرّ بصدقية التوراة قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ
أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إشارة الى قتل اليهود للرسل الذين جاءوهم تباعا إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿91﴾
وَلَقَدْ
جَاءَكُمْ مُوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ المعجزات ثُمَّ
اتَّخَذْتُمُ عبدتم الْعِجْلَ
مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ كافرون ﴿92﴾
وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ عهدكم وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ جبل سيناء خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ التزموا بالتوراة التزاماً تاماً وَاسْمَعُوا قول النبي قَالُوا
سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ حُبّب إليهم عبادة العجل بسبب ضعف ايمانهم قُلْ بِئْسَمَا
يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إن كان هذا ايمانكم فقبحاً لهذا الايمان الذي يأمركم بعبادة العجل ﴿93﴾
قُلْ
إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ
النَّاسِ إن ظننتم ان الجنة لكم وحدكم فَتَمَنَّوُا
الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿94﴾
وَلَنْ
يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ بسبب معاصيهم وَاللَّهُ
عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿95﴾
وَلَتَجِدَنَّهُمْ
أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ
أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ يعيش أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ
مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ سيدخل جهنم ولو عاش ألف سنة وَاللَّهُ
بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿96﴾
قُلْ
مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ
اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ أنزل عليك
القران مقرّا بالتوراة والانجيل والصحف وَهُدًى
وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿97﴾
مَنْ
كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ
فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴿98﴾
وَلَقَدْ
أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ شديدة الوضوح وَمَا
يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ الفاسدون الكافرون ﴿99﴾
أَوَكُلَّمَا
عَاهَدُوا عَهْدًا أقسموا على الالتزام باتفاق نَبَذَهُ نقضه
فَرِيقٌ مِنْهُمْ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿100﴾
وَلَمَّا
جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ مؤيّد للتوراة
نَبَذَ تجاهل
فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ اليهود كِتَابَ اللَّهِ
وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ أهملوه بمعنى لم يلتزموا بما جاء فيه كَأَنَّهُمْ لَا
يَعْلَمُونَ ﴿101﴾
وَاتَّبَعُوا
مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ من طلاسم سحر وشعوذة عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ
النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ مدينة عراقية قديمة كانت
هي العاصمة هَارُوتَ وَمَارُوتَ أسماء الملكين وَمَا
يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ محرّضين على الفسق والكفر فَلَا
تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا السحر مَا
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ
مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا
يَنْفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ من عمل بالسحر مَا
لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ليس له قيمة ووزن وَلَبِئْسَ ما أقبح مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ما باعوا به انفسهم لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ ﴿102﴾
وَلَوْ
أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ فضل مِنْ عِنْدِ اللَّهِ المعنى ان الرجوع الى الله خَيْرٌ
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿103﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا من الرعونة وقد كان اليهود يصفون الرسول بانه رجل
أرعن يطلبون منه التروّي والهدوء وَقُولُوا انْظُرْنَا بمعنى أصبر علينا كي نفهم
ما تقول
وَاسْمَعُوا استمعوا
وافهموا
وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿104﴾
مَا
يَوَدُّ لا يريدوا الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ
مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿105﴾
مَا
نَنْسَخْ نأتي بآية مشابهة او نبدّل في حكم آية مِنْ
آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا لا نُنزل بها الوحي أو نؤخّر نزول
وحيها نَأْتِ
بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿106﴾
أَلَمْ
تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُمْ
مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿107﴾
أَمْ
تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِنْ قَبْلُ إشارة الى ان بني إسرائيل
كانوا يطلبون من موسى تبديل آيات التوراة وبعض الشرائع والاحكام الواردة فيها وَمَنْ
يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿108﴾
وَدَّ رغب كَثِيرٌ
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ اليهود لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ
إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا
تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ
بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿109﴾
وَأَقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ
عِنْدَ اللَّهِ بمعنى
ان عملكم الصالح تجدون ثوابه عند الله إِنَّ اللَّهَ
بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿110﴾
وَقَالُوا
لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ
أَمَانِيُّهُمْ ما
يتمنّون قُلْ هَاتُوا
بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿111﴾
بَلَىٰ
مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ مُخلص بإيمانه
وفعل الخير فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ
وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿112﴾
وَقَالَتِ
الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ دينهم غير
صحيح وَقَالَتِ
النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ مع ان اليهود والنصارى لهم
التوراة والانجيل ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا
يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿113﴾
وَمَنْ
أَظْلَمُ من أشدّ كفرا مِمَّنْ
مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا عمل على هدمها أُولَٰئِكَ
مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ كاللصوص الذين يخافون ان يكشفهم أحد لَهُمْ فِي
الدُّنْيَا خِزْيٌ هوان وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
﴿114﴾
وَلِلَّهِ
الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا تتوجّهوا فَثَمَّ وَجْهُ
اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿115﴾
وَقَالُوا
اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ تنزّه وتسامى
عن هذا الافتراء بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ خاضعون ﴿116﴾
بَدِيعُ
أبدع الله في خلق السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ
وَإِذَا
قَضَىٰ أَمْرًا
أراد شيئا فَإِنَّمَا
يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿117﴾
وَقَالَ
الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ معجزة ۗ
كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ
قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ اظهرنا الإعجاز
في آيات القران لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ يعقلون ﴿118﴾
إِنَّا
أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا بالجنة
وَنَذِيرًا
من النار وَلَا تُسْأَلُ لست مسؤولا عَنْ
أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ﴿119﴾
وَلَنْ
تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ دينهم قُلْ
إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ
الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ كفيل
وَلَا نَصِيرٍ ﴿120﴾
الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ
بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿121﴾
يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ يوم تحريركم من فرعون وظلمه وَأَنِّي
فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ على فرعون وقومه وجنده ﴿122﴾
وَاتَّقُوا احذروا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ
شَيْئًا لا يحمل أحد ذنب أحد
وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ فدية وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ
يُنْصَرُونَ ﴿123﴾
وَإِذِ
ابْتَلَىٰ اختبر
إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ بمهمات فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ
لِلنَّاسِ إِمَامًا مرجعاً وقدوة قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا
يَنَالُ عَهْدِي
لا يشمل عهدي الظَّالِمِينَ الناكثين بالعهد
﴿124﴾
وَإِذْ
جَعَلْنَا الْبَيْتَ الكعبة مَثَابَةً قبلة لِلنَّاسِ
وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ موقع حجر الأساس عند بناء الكعبة مُصَلًّى ۖ
وَعَهِدْنَا
أصدرنا الامر إِلَىٰ
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ موقع من
الدنس والشوائب لِلطَّائِفِينَ المتعبّدين غير المقيمين وَالْعَاكِفِينَ المتعبّدين المقيمين وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وكل الراكعين والساجدين لله ﴿125﴾
وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ
الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ
كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ
وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿126﴾
وَإِذْ
يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ الاساسات مِنَ الْبَيْتِ
وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
﴿127﴾
رَبَّنَا
وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ
وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا علّمنا الشرائع التي فرضتها علينا وَتُبْ
عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿128﴾
رَبَّنَا
وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ يُطهّر أنفسهم
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿129﴾
وَمَنْ
يَرْغَبُ ومن يُعرض عَنْ
مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ ظلم نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ
اخترناه فِي
الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿130﴾
إِذْ
قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿131﴾
وَوَصَّىٰ
بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ بمعنى ان إبراهيم أوصى أولاده ان يكونوا مسلمين لله
وحده لا شريك له وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ
اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿132﴾
أَمْ
كُنْتُمْ شُهَدَاءَ حاضرين إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ حان أجله إِذْ
قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ
وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿133﴾
تِلْكَ
أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ سبقت لَهَا مَا كَسَبَتْ عملت
وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿134﴾
وَقَالُوا
كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ
حَنِيفًا مُتقرّبا الى الله وَمَا كَانَ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ ﴿135﴾
قُولُوا
آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ
وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ
أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿136﴾
فَإِنْ
آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا أعرضوا عن الايمان فَإِنَّمَا هُمْ
فِي شِقَاقٍ عداء فَسَيَكْفِيكَهُمُ
اللَّهُ يكفّ عنكم شرّهم وَهُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿137﴾
صِبْغَةَ
اللَّهِ شُرعة الله وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ
وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴿138﴾
قُلْ
أَتُحَاجُّونَنَا أتُجادلونا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ
وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ في عبادته والايمان به ﴿139﴾
أَمْ
تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
وَالْأَسْبَاطَ أبناء يعقوب كَانُوا
هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ
مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا
تَعْمَلُونَ ﴿140﴾
تِلْكَ
أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ مضت لَهَا مَا
كَسَبَتْ من ذنوب وحسنات وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا
كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿141﴾
سَيَقُولُ
السُّفَهَاءُ إشارة الى جهل الكفار ونفاقهم
مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ ما منع المسلمون عن قبلة المسجد الاقصى
الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ
يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿142﴾
وَكَذَٰلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا معتدلة
لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ
وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ
يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ يرتدّ عن ايمانه وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً شاقّة إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ
رَحِيمٌ ﴿143﴾
قَدْ
نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ حيرتك في
قبلة تعتمدها فَلَنُوَلِّيَنَّكَ فسنفرض عليك قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وجّه وَجْهَكَ شَطْرَ قِبلَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا
كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا
يَعْمَلُونَ ﴿144﴾
وَلَئِنْ
أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ اليهود
بِكُلِّ آيَةٍ معجزة مَا تَبِعُوا
قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ
قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ
مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿145﴾
الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ اليهود الْكِتَابَ التوراة يَعْرِفُونَهُ القرآن كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ
وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ يُخفون
الْحَقَّ حقيقة ما جاء به التوراة عن القرآن وَهُمْ
يَعْلَمُونَ ﴿146﴾
الْحَقُّ
مِنْ رَبِّكَ الحقيقة هي فيما اوحاه الله اليك في
القرآن الكريم فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ المشكّكين ﴿147﴾
وَلِكُلٍّ
وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا يلتزمها
فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ تنافسوا في عمل الخير أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ
إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿148﴾
وَمِنْ
حَيْثُ خَرَجْتَ بمعنى أينما كنت فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ
نحو الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ۗ
وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿149﴾
وَمِنْ
حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا
كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ
حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي
وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿150﴾
كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا يقرأ عليكم القرآن وَيُزَكِّيكُمْ
يُطهّر نفوسكم وَيُعَلِّمُكُمُ
الْكِتَابَ
الحقائق المذكورة في القرآن وَالْحِكْمَةَ كيفية استعمال العقل لعمل الصواب وَيُعَلِّمُكُمْ
مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿151﴾
فَاذْكُرُونِي اعبدوني أَذْكُرْكُمْ أغفر لكم وَاشْكُرُوا
لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴿152﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ
اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿153﴾
وَلَا
تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ
وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿154﴾
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
نختبركم بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ
وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ ﴿155﴾
الَّذِينَ
إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ ﴿156﴾
أُولَٰئِكَ
عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ
الْمُهْتَدُونَ ﴿157﴾
إِنَّ
الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ
اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَنْ تَطَوَّعَ
خَيْرًا عمل أكثر من المطلوب منه فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴿158﴾
إِنَّ
الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ
بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ
اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿159﴾
إِلَّا
الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا أظهروا
ايمانهم فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ
عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿160﴾
إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ
اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿161﴾
خَالِدِينَ
فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ لا يُنظر بأمرهم ﴿162﴾
وَإِلَٰهُكُمْ
إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ﴿163﴾
إِنَّ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَالْفُلْكِ السفن الَّتِي تَجْرِي فِي
الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ
مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ خلق فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ مخلوق حيّ وَتَصْرِيفِ تقلّب الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ المليء بالمطر بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿164﴾
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا آلهة غير الله يُحِبُّونَهُمْ
كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى
الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا
وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿165﴾
إِذْ
تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ
وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴿166﴾
وَقَالَ
الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فرصة
أخرى فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ
يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ
مِنَ النَّارِ ﴿167﴾
يَا
أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا
تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿168﴾
إِنَّمَا
يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ الشرّ
وَالْفَحْشَاءِ المعاصي الكبرى وَأَنْ
تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿169﴾
وَإِذَا
قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا
أَلْفَيْنَا لقينا عَلَيْهِ آبَاءَنَا
ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿170﴾
وَمَثَلُ
الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ يُصدر
صوتا كصوت الغراب بِمَا لَا يَسْمَعُ
إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً لا يُسمع الا صوته المزعج ولا
يُفهم منه شيئا صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ
فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ لا يفهمون ﴿171﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا
لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴿172﴾
إِنَّمَا
حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ الدم
المختلط باللحم وَلَحْمَ
الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ما
ذُبح على غير اسم الله فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ عاصي وَلَا عَادٍ معتدي
فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿173﴾
إِنَّ
الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ
ثَمَنًا قَلِيلًا لمنفعة رخيصة أُولَٰئِكَ
مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ يشفع بهم
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿174﴾
أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فضّلوا
الكفر على الإيمان وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ وفضّلوا عذاب الله على رحمته وعفوه فَمَا أَصْبَرَهُمْ كيف سيصبرون عَلَى النَّارِ ﴿175﴾
ذَٰلِكَ
بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا
فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ اختلاف بَعِيدٍ ﴿176﴾
لَيْسَ
الْبِرَّ التقوى والاحسان أَنْ
تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ
آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ
وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ رغم
حاجته اليه ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ
وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ عابر السبيل
وَالسَّائِلِينَ طالبين الاعانة وَفِي
الرِّقَابِ الكتبة القائمين على الصدقات وَأَقَامَ الصَّلَاةَ حافظ
عليها وَآتَى دفع
الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ لا ينكثون
العهود إِذَا عَاهَدُوا
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ الشدّة
وَالضَّرَّاءِ المرض وَحِينَ الْبَأْسِ
أوقات الحروب أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿177﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ
بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَىٰ بِالْأُنْثَىٰ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ
أَخِيهِ شَيْءٌ صفح عنه صاحب الحق
فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ التعامل بالحسنى وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ الترفّق بالمعاملة ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ
رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ
﴿178﴾
وَلَكُمْ
فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ بمعنى إذا عرف المجرم عقابه
امتنع عن ارتكاب جريمته يَا أُولِي الْأَلْبَابِ أصحاب العقول النيّرة لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ ﴿179﴾
كُتِبَ
عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ
لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ
﴿180﴾
فَمَنْ
بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ
ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿181﴾
فَمَنْ
خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا فاذا خاف أحد
من صاحب الوصية أن يظلم في الوصية (الجنف هو الظلم) أَوْ إِثْمًا خروج عن شرع الله فَأَصْلَحَ
بَيْنَهُمْ إذا أصلح الخطأ فَلَا
إِثْمَ لا ذنب عَلَيْهِ ۚ إِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿182﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بمعنى ان الصيام ركن من
اركان الايمان كتبه الله على المؤمنين في كل زمان لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ ﴿183﴾
أَيَّامًا
مَعْدُودَاتٍ وأيام الصيام معدودة حدّدها الله بأيام
شهر رمضان فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ
فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ من كان له عذر يمنعه
من الصيام كالمرض او السفر بلا بأس ان يصوم ما فاته من الصيام في أيام اخرى
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ الذين لا يستطيعون الصيام
أبدا فعليهم فِدْيَةٌ بدل الصيام
طَعَامُ مِسْكِينٍ إطعام فقير محتاج فَمَنْ
تَطَوَّعَ خَيْرًا من أطعم أكثر من مسكين فَهُوَ
خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿184﴾
شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ حُجج وبراهين مِنَ الْهُدَىٰ الايمان وَالْفُرْقَانِ يُظهر الفرق بين
الحق والباطل فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ
الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ
مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ
الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ إتمام صيام
الشهر وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ
تشكروا الله وتُعظّموه عَلَىٰ مَا
هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿185﴾
وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ان الله يدعوهم الى
الايمان فليستجيبوا لدعوته حتى يستجيب لدعواتهم وَلْيُؤْمِنُوا بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ من الرشاد بمعنى الصلاح
﴿186﴾
أُحِلَّ
لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ مجامعة
نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ بمعنى ستر الخصوصيّة وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ
ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ تُفكّرون بالجماع مع نسائكم فَتَابَ عَلَيْكُمْ
وَعَفَا عَنْكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ
ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ
الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ بمعنى حتى
ينبلج فجر النهار ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا
تُبَاشِرُوهُنَّ تجامعوهن وَأَنْتُمْ
عَاكِفُونَ قائمون للصلاة فِي
الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ أحكامه
وشرائعه فَلَا تَقْرَبُوهَا بمعنى لا تُفسّروها
وفق ميولكم وأهواءكم كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿187﴾
وَلَا
تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ لا
تكسبوا كسبا حراما بالسرقة والاحتيال وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى وترشوا الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا لتسرقوا جزءا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ
بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أن هذه جريمة
﴿188﴾
يَسْأَلُونَكَ
عَنِ الْأَهِلَّةِ جمع هلال قُلْ هِيَ
مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ الصلاح
بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا كان من
عادة العرب ان يدخلوا بيوتهم من المداخل الخلفية وهي عادة جاهلية وَلَٰكِنَّ
الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ بمعنى ان العبرة في الايمان
وتقوى القلوب وَأْتُوا الْبُيُوتَ
مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿189﴾
وَقَاتِلُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ
لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿190﴾
وَاقْتُلُوهُمْ
حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ واجهتوهم في المعارك وَأَخْرِجُوهُمْ
مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا
تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ
فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿191﴾
فَإِنِ
انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿192﴾
وَقَاتِلُوهُمْ
حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ حتى لا يُمعنوا في
فتنهم وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ وليعلو
دين الاسلام فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى
الظَّالِمِينَ ﴿193﴾
الشَّهْرُ
الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ بمعنى العبرة ان يبدأ الكفّار الحرب في الأشهر الحرم ظنّا ان
المؤمنين سيمتنعون عن قتالهم فَمَنِ
اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ بمعنى لو بالأشهر الحرم وَاتَّقُوا اللَّهَ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿194﴾
وَأَنْفِقُوا تصدّقوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا
بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ لا تجنوا على أنفسكم
بامتناعكم عن الصدقة وَأَحْسِنُوا
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿195﴾
وَأَتِمُّوا
الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ بسبب ضيق ذات اليد فَمَا اسْتَيْسَرَ توفّر مِنَ الْهَدْيِ من لحم الذبائح
وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ حتى تحضر الذبائح مكان النحر فَمَنْ كَانَ
مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ لا
يستطيع حلق رأسه من مرض أو ما شابه فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ
صَدَقَةٍ الى مسكين أَوْ نُسُكٍ ذبيحة للمحتاجين فَإِذَا أَمِنْتُمْ اذا زالت الموانع للوصول الى الحج فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ بمعنى من اعتمر ليدرك موعد الحج فَمَا
اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ما توفّر له من الذبائح
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فمن ليس معه مالا ليذبح ذبائحا
في الحج فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا
رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ
حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بمعنى ان المستفيد من الذبيحة هو الحاضر في المسجد الحرام اذا
لم يكن اهل المعتمر حاضرين وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿196﴾
الْحَجُّ
أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ شوّال ذي القعدة وذي الحجة
فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ مجامعة
وَلَا فُسُوقَ عصيان وَلَا جِدَالَ عراك فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ
وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ أصحاب العقول
والبصيرة ﴿197﴾
لَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ بمعنى ان الله أجاز للحاج التكسّب اثناء تأدية الفريضة من البيع
والشراء سعيا الى الرزق فَإِذَا أَفَضْتُمْ انتهيتم ونزلتم مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا
اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ما يُعرف بالمزدلفة
وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ
﴿198﴾
ثُمَّ
أَفِيضُوا انزلوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ
النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿199﴾
فَإِذَا
قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ انتهيتم من الشعائر فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ
أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا
وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ نصيب أو مرتبة
حسنة ﴿200﴾
وَمِنْهُمْ
مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً
وَقِنَا جنّبنا عَذَابَ النَّارِ ﴿201﴾
أُولَٰئِكَ
لَهُمْ نَصِيبٌ الفوز بالجنة في الاخرة
مِمَّا كَسَبُوا في الدنيا من حسنات وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿202﴾
وَاذْكُرُوا
اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا
إِثْمَ ذنب عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ
فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا
أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿203﴾
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ
عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ اشدّ
الاعداء ﴿204﴾
وَإِذَا
تَوَلَّىٰ ابتعد سَعَىٰ عمل جاهدا فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا
وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ الزرع
وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿205﴾
وَإِذَا
قِيلَ لَهُ اتَّقِ احذر غضب اللَّهَ
أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ استكبر وتمسّك
بذنبه فَحَسْبُهُ مصيره جَهَنَّمُ
وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ أقبح سكن ﴿206﴾
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ يبيع دنياه ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ
وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ رحيم بعباده ﴿207﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً انّ الله يدعو المؤمنين أن ينبذوا العداء وأن يكون منهجهم السلم
مع كافة الناس وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ وساوس الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ
مُبِينٌ ﴿208﴾
فَإِنْ
زَلَلْتُمْ وقعتم في المعصية مِنْ
بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ بمعنى قادر أن يحكم عدلاً في الأمور ويعرف حقيقة نواياكم
﴿209﴾
هَلْ
يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ بمعنى
غيوم وسُحُب سميكة في تصوير لمشهد يوم القيامة وَالْمَلَائِكَةُ بمعنى أن الملائكة تظهر في ذلك اليوم وَقُضِيَ انتهى الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ
الْأُمُورُ ﴿210﴾
سَلْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ظاهرة جلية وَمَنْ
يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ إشارة ان الله أنجاهم من فرعون وقومه ففضّلوا عبادة العجل على
الايمان بالله فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿211﴾
زُيِّنَ
لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا أيّ
اغترّوا بترفهم في الحياة الدنيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ
آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا آمنوا فَوْقَهُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أرفع درجة وأعلى في المقام
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿212﴾
كَانَ
النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ بالجنة وَمُنْذِرِينَ محذّرين من النار وَأَنْزَلَ
مَعَهُمُ الْكِتَابَ السُنن والشرائع
بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا
اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ
الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ اختلفوا فيما
بينهم فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي
مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿213﴾
أَمْ
حَسِبْتُمْ ام ظننهم أَنْ تَدْخُلُوا
الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ الأمم السابقة مَسَّتْهُمُ
الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ الفقر والمرض وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ
آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴿214﴾
يَسْأَلُونَكَ
مَاذَا يُنْفِقُونَ من صدقة قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ
وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ المسافر عابر السبيل وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿215﴾
كُتِبَ فُرض عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ
لا تُحبّذونه وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا
شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ فيه منفعة لَكُمْ
وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿216﴾
يَسْأَلُونَكَ
عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ إثم كَبِيرٌ
وَصَدٌّ منع وردع عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ
الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ
إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ
كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿217﴾
إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ يأملون ويتمنّون رَحْمَتَ
اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿218﴾
يَسْأَلُونَكَ
عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ معصية عظيمة وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا
أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ يتصدّقون قُلِ الْعَفْوَ بمعنى ان العفو والتسامح هو الصدقة الحقيقية كَذَٰلِكَ
يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿219﴾
فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۗ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ
لَهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ تشاركتم معهم
في العيش فَإِخْوَانُكُمْ عاملوهم كما
تُعاملون إخوانكم وَاللَّهُ يَعْلَمُ
الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ أرهقكم وضيّق عليكم السبل إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ ﴿220﴾
وَلَا
تَنْكِحُوا لا
تتزوّجوا من الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ جارية مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ جارية مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا
تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ لا تتزوجوهم
حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ
أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى
الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿221﴾
وَيَسْأَلُونَكَ
عَنِ الْمَحِيضِ الدورة الدموية للنساء
قُلْ هُوَ أَذًى بمعنى ان الدم عند الدورة هو فاسد ويُسبّب
ضرراً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ لا تُجامعوهم اثناء المحيض وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ لا تُجامعوهنّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ تنتهي الدورة الدموية وتغتسل المرأة من النجس فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ جامعوهنّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴿222﴾
نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَكُمْ بمعنى تضعون في ارحامهن زرعكم للذرية
فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ بمعنى جامعوهن
متى اردتم وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ اعملوا
الصالحات وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ أيقنوا انه سيجازيكم على ثوابكم وَبَشِّرِ
الْمُؤْمِنِينَ ﴿223﴾
وَلَا
تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً شاهداً
لِأَيْمَانِكُمْ قسمكم أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا
وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ بمعنى إذا أقسمتم
بالله فاحرصوا على الاحسان والتقوى وعمل الخير وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿224﴾
لَا
يُؤَاخِذُكُمُ لا يُحاسبكم اللَّهُ
بِاللَّغْوِ التسرّع (على جري العادة)
فِي أَيْمَانِكُمْ حلفانكم وَلَٰكِنْ
يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ على
نواياكم وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿225﴾
لِلَّذِينَ
يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ الذين يقسمون ان لا
يُجامعوا زوجاتهم تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ أعطاهم الله مهلة أربعة أشهر فَإِنْ فَاءُوا إن جامعها خلال المهلة وعادوا الى ما كانوا عليه
فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ يغفر له الله نكثه
بقسمه ﴿226﴾
وَإِنْ
عَزَمُوا إذا اتخذوا قرار الطَّلَاقَ
فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿227﴾
وَالْمُطَلَّقَاتُ
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ينتظرن ويترقّبن
الحيض ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ دورات او أشهر
وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ لا يجوز إخفاء الحمل عن الزوج إِنْ كُنَّ
يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أزواجهن أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ
أَرَادُوا إِصْلَاحًا وفاقاً وعودة عن الطلاق
ۚوَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ يتساوون بالمعاملة الحسنة وَلِلرِّجَالِ
عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ في المعاملة وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿228﴾
الطَّلَاقُ
مَرَّتَانِ يُسمح للرجل ان يطلّق زوجته مرتين ويردّها
في كل مرة دون قيد عليه او عليها فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ يُبقي على الزواج بالمعاملة الحسنة أَوْ
تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ أو يُسرّحها ويُحسن اليها
وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا المطالبة بإعادة المهر او جزء منه إِلَّا أَنْ
يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ بشرط ان لا يُخالفان
شرع اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ
فَلَا جُنَاحَ لا ذنب عَلَيْهِمَا
فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ إن تنازلت عن حقها
تِلْكَ حُدُودُ أحكام اللَّهِ فَلَا
تَعْتَدُوهَا لا تتجاوزوها وَمَنْ
يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿229﴾
فَإِنْ
طَلَّقَهَا مرة ثالثة فَلَا تَحِلُّ لَهُ لا
يجوز ان يردّها اليه مِنْ بَعْدُ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ الّا بعد ان تتزوّج من رجل غيره فَإِنْ طَلَّقَهَا
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا فإذا
طلّقها هذا الرجل فيحلّ لزوجها السابق ان يتزوجها بعد ذلك إِنْ
ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ بمعنى العمل
بشريعة الله وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ ﴿230﴾
وَإِذَا
طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ عدّة
الطلاق(الفترة الزمنية بعد الطلاق) فَأَمْسِكُوهُنَّ
بِمَعْرُوفٍ ردّوهن باللطف أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ
ضِرَارًا افتراء كي تتسببوا لهن بأذى
لِتَعْتَدُوا ظلما وعدوانا وَمَنْ
يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ عيانه الله
وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا باستخفاف
وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ
الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿231﴾
وَإِذَا
طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لا تصعّبوا عليهن الامر أَنْ يَنْكِحْنَ
أَزْوَاجَهُنَّ إذا اراد الزوجان أن يرجعا الى بعضهما
إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ
مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ أفضل لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿232﴾
وَالْوَالِدَاتُ
يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ عاميْن
كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ
لَهُ الاب رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ تأمين المأوى والملبس والغذاء بِالْمَعْرُوفِ حسب القدرة لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا
وُسْعَهَا حسب قدرتها لَا تُضَارَّ لا تُعاقب وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ
لَهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ بمعنى اذا مات الزوج ثم تزوجت الارملة بعد ذلك فعلى زوج الام ان
يرث ما كان الاب المتوفي متوجبا عليه من الكسوة والطعام والإيواء وما نحو ذلك
كمصاريف الرضاعة فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا
وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا تؤجّروا مُرضعات يُرضعن أَوْلَادَكُمْ فَلَا
جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ اذا أوفى المُرضعة حقّها وَاتَّقُوا اللَّهَ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿233﴾
وَالَّذِينَ
يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يتركون
ورائهم ارامل يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ينتظرن أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا عشرة أيام فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ إذا انتهت مدة العدة فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ
فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ بمعنى
لا حرج على أهلها ان تفعل ما اباح الله لها ان تفعل بقصد الزواج مرة اخرى
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿234﴾
وَلَا
جُنَاحَ ذنب وحرَج عَلَيْكُمْ فِيمَا
عَرَّضْتُمْ أشهرتم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ
النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ كتمتم
فِي أَنْفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِنْ لَا
تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا الالتزام بالأدب والاخلاق وَلَا تَعْزِمُوا
عُقْدَةَ النِّكَاحِ لا تجب المجامعة
حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ حتى يتم عقد
القران وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ
فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿235﴾
لَا
جُنَاحَ حرج عَلَيْكُمْ إِنْ
طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ قبل
المُجامعة أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً أن تُخصّصوا لها معاشا او قيمة نقدية تُدفع لها وَمَتِّعُوهُنَّ
انعموا عليهن عَلَى الْمُوسِعِ
قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قليل الرزق
قَدَرُهُ حسب قدرته مَتَاعًا
بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ﴿236﴾
وَإِنْ
طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ
فَرِيضَةً مهر عند الزواج فَنِصْفُ مَا
فَرَضْتُمْ فيحق لها نصف المهر إِلَّا
أَنْ يَعْفُونَ يسامحن أَوْ يَعْفُوَ
الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وليّ الامر او
الموكل وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنْسَوُا
الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ لا تنسوا العشرة إِنَّ
اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿237﴾
حَافِظُوا داوموا عَلَى الصَّلَوَاتِ
وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ الله اعلم بها
وَقُومُوا صلّوا لِلَّهِ قَانِتِينَ خاشعين ﴿238﴾
فَإِنْ
خِفْتُمْ من عدوان فصلّوا فَرِجَالًا راجلين أَوْ رُكْبَانًا أو على ظهور الجياد ۖ فَإِذَا أَمِنْتُمْ
فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿239﴾
وَالَّذِينَ
يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ
مَتَاعًا نفقة إِلَى الْحَوْلِ مدة عام غَيْرَ إِخْرَاجٍ على ان لا تخرج المرأة من بيتها ۚ فَإِنْ خَرَجْنَ
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ بالاستغناء عن نفقتها وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
﴿240﴾
وَلِلْمُطَلَّقَاتِ
مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ نفقة غير مرهقة حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴿241﴾
كَذَٰلِكَ
يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿242﴾
أَلَمْ
تَرَ إِلَى ألم تسمع عن الَّذِينَ خَرَجُوا فرّوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ
الْمَوْتِ خوفا من الهلاك من الطاعون ويقال انهم من
بني إسرائيل فاجأهم الطاعون والله أعلم فَقَالَ
لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى
النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴿243﴾
وَقَاتِلُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿244﴾
مَنْ
ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا بالإحسان
والانفاق في سبيل الله فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ
وَاللَّهُ يَقْبِضُ يقطع العطاء
وَيَبْسُطُ يوفر في العطاء وَإِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ ﴿245﴾
أَلَمْ
تَرَ إِلَى الْمَلَإِ القوم مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا
مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ
فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا
هربوا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ
﴿246﴾
وَقَالَ
لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا
أَنَّىٰ كيف يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ
عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً وفرة مِنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ
اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً قوة
فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿247﴾
وَقَالَ
لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ دليل
مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ يُردّ اليكم
التَّابُوتُ ما يُسمّى بصندوق العهد عند اليهود
فِيهِ سَكِينَةٌ قيل انها رحمة او طمأنينة او سر إلهي مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ أثر أو تركة مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ
هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿248﴾
فَلَمَّا
فَصَلَ سار طَالُوتُ بِالْجُنُودِ
قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ مختبركم
بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ أي لم يشرب منه فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ
اغْتَرَفَ غُرْفَةً غرف قليلا من الماء بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ
ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا
الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ
مُلَاقُو اللَّهِ المؤمنون بالله وعلى استعداد للموت
في سبيله كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً
بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿249﴾
وَلَمَّا
بَرَزُوا تواجهوا في المعركة لِجَالُوتَ
وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ أسبغ
عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا قوّي عزيمتنا
وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿250﴾
فَهَزَمُوهُمْ
بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ
وَالْحِكْمَةَ النبوة وَعَلَّمَهُ
مِمَّا يَشَاءُ من العلوم مثل صناعة الدروع
وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لولا محاربة المفسدين في الارض لَفَسَدَتِ اختلّ نظام
الأمان في الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى
الْعَالَمِينَ ﴿251﴾
تِلْكَ
آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
﴿252﴾
تِلْكَ
الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ مثل موسى وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ مثل ادريس وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ
الْبَيِّنَاتِ المعجزات وَأَيَّدْنَاهُ
بِرُوحِ الْقُدُسِ جبريل او نفحة من روح الله
المقدّسة أو الانجيل والله أعلم وَلَوْ
شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ
وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ
اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴿253﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا تصدّقوا
مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ تجارة فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ صُحبة وَلَا شَفَاعَةٌ وساطة وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿254﴾
اللَّهُ
لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ نعاس او سهوة وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا
بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ يعلم حاضرهم ومستقبلهم وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ
مِنْ عِلْمِهِ لا يبلغون مبلغ علمه إِلَّا
بِمَا شَاءَ الّا ما شاء لهم أن يعلموه
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ بمعنى شمل حكمه تعالى
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ لا
يُتعبه حِفْظُهُمَا الحفاظ على نظامهما
وهنا جعل السماوات كلها كينونة والارض كينونة وَهُوَ الْعَلِيُّ
الْعَظِيمُ ﴿255﴾
لَا
إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ الضلال ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ
وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ عقدة الايمان لَا انْفِصَامَ انفصال لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿256﴾
اللَّهُ
وَلِيُّ كفيل الَّذِينَ آمَنُوا
يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا
أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ الشياطين
يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ
النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿257﴾
أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ جادل إِبْرَاهِيمَ
فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ مُغترّاً
بنفسه انه ملك إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي
وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ
يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ تفاجأ وانبهر وأُحرج الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ
لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿258﴾
أَوْ
كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا زرعها محروق قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ
اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ
قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَلْ
لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ لم يفسد وَانْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ
وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ ۖ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا نجمعها ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا
تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿259﴾
وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ
تُؤْمِنْ ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ
أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ اجمعهن للذبح
والتقطيع إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ
جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا بسرعة
ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿260﴾
مَثَلُ
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ
أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ
يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ كثير الخير
والعطاء عَلِيمٌ ﴿261﴾
الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا
أَنْفَقُوا مَنًّا تفضّلا وَلَا أَذًى للربا او للإفادة ۙ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ
رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿262﴾
قَوْلٌ
مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ
غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴿263﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ أي تمنّنونهم أن تصدّقتم عليهم وَالْأَذَىٰ أي تتصدّقوا ثم تأذوا الناس كَالَّذِي يُنْفِقُ
مَالَهُ رِئَاءَ لخداع النَّاسِ وَلَا
يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ مُرتفع من صخر عَلَيْهِ
تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ مطر
فَتَرَكَهُ صَلْدًا أملس لَا
يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ۗ لا
يثبت عليه شيء وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿264﴾
وَمَثَلُ
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا
مِنْ أَنْفُسِهِمْ تثبيت ايمانهم
كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ حديقة على هضبة أَصَابَهَا وَابِلٌ مطر
فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ اثمرت ثمارها مرتين فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ ندى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿265﴾
أَيَوَدُّ
أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ بستان
مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ
كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ اقعده كبر
سنه وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ أولاد
صغار فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ ريح عاصف
فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ
لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿266﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ من مال او ذهب وغيره
وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ من زرع
ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ لا تنتقوا الرديء مِنْهُ تُنْفِقُونَ
تتصدّقون وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ تنتقصوا من حقكم فيه وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ
غَنِيٌّ بغنى عن الناس حَمِيدٌ ﴿267﴾
الشَّيْطَانُ
يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ بمعنى لا يقدر ان يعطيكم رزقا وَيَأْمُرُكُمْ
بِالْفَحْشَاءِ الكفر والمعصية وَاللَّهُ
يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا رزق ونعمة
وَاللَّهُ وَاسِعٌ الكرم عَلِيمٌ ﴿268﴾
يُؤْتِي
الْحِكْمَةَ بمعنى النبوة او العلم مَنْ
يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا
يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿269﴾
وَمَا
أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ صدقة أَوْ
نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ التزمتم طاعة محددة
فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ الكافرين
مِنْ أَنْصَارٍ ﴿270﴾
إِنْ
تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ تعلنوا عنها
فَنِعِمَّا هِيَ بمعنى هذا جيد وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ
خَيْرٌ لَكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿271﴾
لَيْسَ
عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنْفِقُوا
مِنْ خَيْرٍ صدقة فَلِأَنْفُسِكُمْ ۚ
وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ
خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿272﴾
لِلْفُقَرَاءِ
الَّذِينَ أُحْصِرُوا ضاقت ذات يدهم فِي سَبِيلِ اللَّهِ عن
المشاركة في الجهاد لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ لا يجدون عملا او رزقا يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ
أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ عفّة أنفسهم عن
السؤال تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ من ملامح وجوههم لَا
يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ اصرارا
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿273﴾
الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ ﴿274﴾
الَّذِينَ
يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ
الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ
مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَنْ
جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ يحفظ ما ربح من الربى قبل نزول الآية وَأَمْرُهُ
إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ ﴿275﴾
يَمْحَقُ يُبطل اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي يزيد مال الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ
كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿276﴾
إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا
الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا
هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿277﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا اتركوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ ﴿278﴾
فَإِنْ
لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِنْ تُبْتُمْ
فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ تستعيدون أصل المال
دون حساب الربا لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿279﴾
وَإِنْ
كَانَ ذُو عُسْرَةٍ ضيقة مالية فَنَظِرَةٌ
إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ فانتظروا فرجا بمعنى انتظروا حتى ييسّر الله الامر وَأَنْ تَصَدَّقُوا
تُسامحوا بالدين خَيْرٌ يكون صدقة
لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿280﴾
وَاتَّقُوا
يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا
كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿281﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى
فَاكْتُبُوهُ ۚوَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ المُوَثّق القانوني ۚ وَلَا يَأْبَ يرفض كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ الاّ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ وفق الشرع فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ ينطق ببنود العقد الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ المدين وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا
يَبْخَسْ يُنقص مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ
كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا الرجل
الذي لا يستطيع التصرف أَوْ ضَعِيفًا الذي
ليس له قدرة على ابداء الرأي كالطفل أو المُسنّ أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ
أَنْ يُمِلَّ هُوَ بمعنى اذا كان أخرساً لا ينطق
فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وكيله الشرعي
وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ شاهدين
مِنْ رِجَالِكُمْ ۖ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ
مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ
تنسى إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا
يَأْبَ الشُّهَدَاءُ لا يرفضون ان يشهدوا إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ
صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ المعنى
كتابة التفاصيل والحرص على ذكر مدة العقد ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ أعدل عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ أصلح لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أقرب الى الله من أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ تشكّوا في الاّمر إِلَّا
أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ
كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ عصيان منكم وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ
اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿282﴾
وَإِنْ
كُنْتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ رهن نقدي او مُلكية مَقْبُوضَةٌ مدفوعة للدائن فَإِنْ أَمِنَ استأمن على مال او عقار او رزق بَعْضُكُمْ
بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ۗ
وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ لا تمتنعوا عن الشهادة بالحق ۚ وَمَنْ
يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
﴿283﴾
لِلَّهِ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِنْ تُبْدُوا تُظهروا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ
يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ
ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿284﴾
آمَنَ
الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ
بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ
مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا
وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿285﴾
لَا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا
اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ
رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا عذابا
مهلكا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا
وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا
وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
﴿286﴾
سورة البقرة 2
286 آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ألم الله اعلم بها ﴿1﴾
ذَٰلِكَ
الْكِتَابُ القرآن الكريم لَا
رَيْبَ لا شك
فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾
الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ بالبعث وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ يؤدّون ويواظبون عليها
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
يتصدّقون ﴿3﴾
وَالَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
القران الكريم
وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ
الانجيل والتوراة
وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿4﴾
أُولَٰئِكَ
عَلَىٰ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون بالجنة ﴿5﴾
إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ
لَا يُؤْمِنُونَ ﴿6﴾
خَتَمَ أقفل
اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ
بصيرتهم وعقولهم
وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ غطاء سميك وَلَهُمْ
عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿7﴾
وَمِنَ
النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم
بِمُؤْمِنِينَ
إشارة الى المنافقين ﴿8﴾
يُخَادِعُونَ
اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا
يَشْعُرُونَ ﴿9﴾
فِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ بمعنى أنّ إيمانهم ضعيف فَزَادَهُمُ
اللَّهُ مَرَضًا
أضعف الله ايمانهم أكثر وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا
يَكْذِبُونَ
بسبب ما كانوا يفترون على الله من الكذب ﴿10﴾
وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ إشارة الى تعنّتهم
واستكبارهم ﴿11﴾
أَلَا
إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿12﴾
وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ
السُّفَهَاءُ الفقراء
وضعفاء القوم أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِنْ لَا
يَعْلَمُونَ ﴿13﴾
وَإِذَا
لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ اذا اختلوا بأصنامهم قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا
نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿14﴾
اللَّهُ
يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ
يزيد لهم فِي
طُغْيَانِهِمْ
كفرهم
يَعْمَهُونَ
ينغمسون ﴿15﴾
أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فضّلوا الكفر على الايمان
فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ لن ينالهم هدى الله ﴿16﴾
مَثَلُهُمْ
كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ
اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ يعني الله بهذا المثل انّه
بعث لهم من يهديهم الى نور الايمان فلمّ أعرضوا وأصرّوا على كفرهم أغشى الله
عيونهم وقلوبهم ومنع هنهم الهداية وزيّن لهم ظلام الكفر فانغمسوا فيه ﴿17﴾
صُمٌّ
لا يسمعون بُكْمٌ
لا ينطقون عُمْيٌ
فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ عن كفرهم ﴿18﴾
أَوْ
كَصَيِّبٍ مطر
شديد
مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ
غيوم سوداء
وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ
حَذَرَ
مخافة
الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ لا مهرب من قدرهم ﴿19﴾
يَكَادُ
الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ يعمي عيونهم كُلَّمَا
أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وقفوا حائرين وَلَوْ
شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿20﴾
يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكُمْ
الأمم السابقة لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿21﴾
الَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا
مكانا للسكن والعيش
وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
سقفا حاميا (من انعدام
الجاذبية) وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ
مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ للطعام والتجارة فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا أمثالا وشركاء وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ ﴿22﴾
وَإِنْ
كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ
شك
مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا
القران
فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ الهتكم التي تعبدونها مِنْ دُونِ
اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿23﴾
فَإِنْ
لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا احذروا وخافوا النَّارَ
الَّتِي وَقُودُهَا حطبها النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ جاهزة لإحراقهم لِلْكَافِرِينَ ﴿24﴾
وَبَشِّرِ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ
قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ هذا
الثمر كان في الحياة الدنيا وَأُتُوا بِهِ
مُتَشَابِهًا
ظنّوا انه يُشبه ثمر الدنيا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ زوجات عذارى وَهُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ ﴿25﴾
إِنَّ
اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا أكبر منها او احقر فَأَمَّا
الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا
الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ
يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا
الْفَاسِقِينَ ﴿26﴾
الَّذِينَ
يَنْقُضُونَ ينكثون
عَهْدَ اللَّهِ ما
عاهدوا الله عليه أن يكونوا مؤمنين مِنْ بَعْدِ
مِيثَاقِهِ
بعد توكيده
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ قطع الارحام والكفر بعد
الايمان
وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿27﴾
كَيْفَ
تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ
ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿28﴾
هُوَ
الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا كل مخلوقات الارض ثُمَّ اسْتَوَىٰ عمد إِلَى السَّمَاءِ الفضاء فَسَوَّاهُنَّ
سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿29﴾
وَإِذْ
قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ خالق فِي الْأَرْضِ
خَلِيفَةً آدم
وذريته
قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ يعبث فِيهَا
وَيَسْفِكُ يسفح الدِّمَاءَ
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ ننزّهك بِحَمْدِكَ ونشكرك وَنُقَدِّسُ
لَكَ نُمجّد قدسيتك وعظمتك قَالَ
إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿30﴾
وَعَلَّمَ
آدَمَ الْأَسْمَاءَ
كُلَّهَا خزّن في عقله جميع العلوم
ثُمَّ عَرَضَهُمْ
أظهر العلوم
عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ أخبروني عن تلك العلوم إِنْ
كُنْتُمْ صَادِقِينَ
عالمين مؤمنين بما تدّعون ﴿31﴾
قَالُوا
سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿32﴾
قَالَ
يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ علّمهم ما لا يعلمون فَلَمَّا
أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ أسرار السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ تُخفون ﴿33﴾
وَإِذْ
قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ
وَاسْتَكْبَرَ
رفض واستعلى وتكبّر وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿34﴾
وَقُلْنَا
يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا ما طاب لكما
حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ
الظَّالِمِينَ ﴿35﴾
فَأَزَلَّهُمَا
الشَّيْطَانُ عَنْهَا
أغواهما ليأكلا من الشجرة
فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ تسبّب أن أزال
الله نعمته عنهما وَقُلْنَا اهْبِطُوا الى الارض بَعْضُكُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إشارة الى العداء الأبدي بين الانسان والشيطان وَلَكُمْ
فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ
سكن
وَمَتَاعٌ
رزق
إِلَىٰ حِينٍ
الى موعد محدد ﴿36﴾
فَتَلَقَّىٰ
آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات علّمه الله دعوة يدعوه بها فَتَابَ
عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿37﴾
قُلْنَا
اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا
فسوف
يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى بمعنى ان الله سيرسل من يهدي البشر الى الصراط المستقيم
فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فمن آمن بما سيرسله الله واتبع صراطه فَلَا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿38﴾
وَالَّذِينَ
كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ ﴿39﴾
يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ يوم انجيتكم من فرعون
وأنزلت التوراة لكم وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ لا تنكثوا ما عاهدتم الله عليه فلا ينكث الله عهده معكم وَإِيَّايَ
فَارْهَبُونِ
خافوني ﴿40﴾
وَآمِنُوا
بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا القران لِمَا مَعَكُمْ التوراة وَلَا تَكُونُوا
أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا لا تكفروا بالقران من اجل مصلحة خاصة
وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ خافوا غضبي عليكم ﴿41﴾
وَلَا
تَلْبِسُوا
لا تخلطوا
الْحَقَّ قول الله
بِالْبَاطِلِ
مع الكذب والافتراء وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ لا تخفوا ما علمتم من
التوراة عن القران ومحمد وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ
متأكّدون منه ﴿42﴾
وَأَقِيمُوا ثابروا على الصَّلَاةَ
وَآتُوا ادفعوا صدقة فريضة
الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴿43﴾
أَتَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبِرِّ
التقوى
وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
﴿44﴾
وَاسْتَعِينُوا
بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ مشقّة إِلَّا عَلَى
الْخَاشِعِينَ
المؤمنين المتعبّدين بإخلاص
لله
﴿45﴾
الَّذِينَ
يَظُنُّونَ
يعلمون
أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿46﴾
يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي
فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
على فرعون
وقومه ﴿47﴾
وَاتَّقُوا
خافوا
يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا لا تتحمل نفس
ذنب نفس أخرى وَلَا يُقْبَلُ
مِنْهَا شَفَاعَةٌ وساطة للعفو وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ فدية عن جُرم الكفر وَلَا هُمْ
يُنْصَرُونَ
لا ناصر لهم ﴿48﴾
وَإِذْ
نَجَّيْنَاكُمْ
يذكّرهم الله أن أنجاهم مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ يذيقونكم
سُوءَ أبشع الْعَذَابِ
يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ يغتصبون ويُذلّون نِسَاءَكُمْ ۚ
وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ اختبار ايمان مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴿49﴾
وَإِذْ
فَرَقْنَا بِكُمُ
الْبَحْرَ قسمناه نصفين فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ
فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ترون بأعينكم ما حلّ بهم ﴿50﴾
وَإِذْ
وَاعَدْنَا
اجتمعنا وفق ميعاد بـ مُوسَىٰ
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ عبدّتم الْعِجْلَ مِنْ
بَعْدِهِ بعد أن غاب ليجتمع بربه وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ﴿51﴾
ثُمَّ
عَفَوْنَا صفحنا عَنْكُمْ
مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿52﴾
وَإِذْ
آتَيْنَا أعطينا
مُوسَى الْكِتَابَ التوراة وَالْفُرْقَانَ الالواح لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ ﴿53﴾
وَإِذْ
قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ بعبادتكم الْعِجْلَ
فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ خالقكم فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ
خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ
فَتَابَ
عَلَيْكُمْ عفا
عنكم
إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الذي يقبل التوبة الرَّحِيمُ ﴿54﴾
وَإِذْ
قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً وجهاً لوجه بأعيننا فَأَخَذَتْكُمُ
أهلكتكم
الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ترون بأعينكم ماذا يحلّ بكم ﴿55﴾
ثُمَّ
بَعَثْنَاكُمْ
أحييناكم واخرجناكم من القبور مِنْ
بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿56﴾
وَظَلَّلْنَا
عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ الغيوم تقيكم من حرّ الشمس وَأَنْزَلْنَا
عَلَيْكُمُ الْمَنَّ نوع طعام وَالسَّلْوَىٰ نوع طيور
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا بمعنى ان الكفار لا
يستطيعون ظلم الله وردّ إرادته وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ
يَظْلِمُونَ ﴿57﴾
وَإِذْ
قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا ما طاب لكم من الطعام وَادْخُلُوا
الْبَابَ سُجَّدًا ساجدين لله وَقُولُوا حِطَّةٌ أي ادعوا الله أن يحط(يزيل) عنكم ذنوبكم وأعلنوا الطاعة
لله
نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿58﴾
فَبَدَّلَ
الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ بمعنى انّهم خالفوا امر
الله ولم يُقرّوا بطاعته فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
رِجْزًا
كارثة عظيمة مِنَ
السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
بسبب كفرهم وعصيانهم ﴿59﴾
وَإِذِ
اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ بحث في الارض داعيا ربه يطلب الماء لِقَوْمِهِ
فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ
عَيْنًا بمعنى عيون ماء انفجرت من
الصخر
قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ اشاره الى ان الله قسّم بني إسرائيل الذين مع موسى
الى اثنتا عشرة فرقة وقد علمت كل فرقة وظيفتها كُلُوا
وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا تعبثوا
فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿60﴾
وَإِذْ
قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ
يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا
وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ
أَدْنَىٰ أقلّ نفعاً بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ أكثر نفعاً إشارة الى ان
المنّ والسلوى من بركة السماء اهْبِطُوا مِصْرًا قيل ان المعنى انزلوا الى أحد
الامصار أي القرى. غير انّي أرى ان المعنى هو ارجعوا الى مصر التي جئتم منها إنّ
الله يؤكّد على ذكر مصر بالاسم وهي مشهورة بزرع تلك النباتات
فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ تجدون طلبكم وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ المهانة وَالْمَسْكَنَةُ
وَبَاءُوا حلّ
عليهم وباتوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا
يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ
ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿61﴾
إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ هم جماعة الصابئة وهم من المؤمنين بالله لكنهم لا يتّبعون دين او ملّة وما زال عدد منهم الى
الآن يقيمون في نواحي من بلاد العراق ولهم كتبهم وطقوسهم مَنْ
آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ
عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ يوم القيامة وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ
إشارة انهم لا يدخلون جهنم ﴿62﴾
وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ عهدكم وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ رفع جبل سيناء فوق رؤوسهم
خُذُوا اعملوا بـ مَا آتَيْنَاكُمْ في التوراة بِقُوَّةٍ بإيمان شديد وَاذْكُرُوا
مَا فِيهِ لا تُخفوا شيء منه لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ
تُصيبكم خشية من الله ﴿63﴾
ثُمَّ
تَوَلَّيْتُمْ
كفرتم
مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۖ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ أن تاب عليكم لَكُنْتُمْ مِنَ
الْخَاسِرِينَ ﴿64﴾
وَلَقَدْ
عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ خالفوا شريعة يوم السبت المنصوصة في التوراة فَقُلْنَا
لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ أي ان الله مسخهم قردة ﴿65﴾
فَجَعَلْنَاهَا القرية
نَكَالًا
شاهدة على عقاب الله لها
لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا حاضرا وَمَا خَلْفَهَا ومستقبلا وَمَوْعِظَةً
لِلْمُتَّقِينَ
عبرة للذين يخشون الله ﴿66﴾
وَإِذْ
قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ
قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا أتسخر منّا ۖ
قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿67﴾
قَالُوا
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ طلبوا ان يصفها لنا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ هي ليست كبيرة في السن
وَلَا بِكْرٌ لم
تُنكح بعد عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ بين هذا وذاك أي متوسّطة العمر لكن ليست في سنّ
التزاوج والحمل فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ﴿68﴾
قَالُوا
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ
إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ بهيج لَوْنُهَا
تَسُرُّ النَّاظِرِينَ يُفرح وجودها الناظر اليها ﴿69﴾
قَالُوا
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ
عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ﴿70﴾
قَالَ
إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ ليست مُسخّرة تُثِيرُ
الْأَرْضَ لفلاحة
الارض
وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ
ولا تُستعمل لسقاية الزرع مُسَلَّمَةٌ
سليمة من الامراض لَا
شِيَةَ فِيهَا ۚ
لا عيب فيها قَالُوا الْآنَ
جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴿71﴾
وَإِذْ
قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا أخفيتم الجريمة وَاللَّهُ
مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿72﴾
فَقُلْنَا
اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا امسحوا جثة القتيل بعظام البقرة كَذَٰلِكَ هكذا
يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿73﴾
ثُمَّ
قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ
قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا
لَمَا يَهْبِطُ
يتساقط مِنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿74﴾
أَفَتَطْمَعُونَ
أَنْ يُؤْمِنُوا
لَكُمْ أن يتبعوا دينكم
وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ يزوّرونه مِنْ
بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ استوعبوه وَهُمْ يَعْلَمُونَ أنه الحقيقة ﴿75﴾
وَإِذَا
لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا اجتمعوا خفية
بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ
عَلَيْكُمْ
إشارة الى التوراة لِيُحَاجُّوكُمْ يجادلوكم بِهِ عِنْدَ
رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿76﴾
أَوَلَا
يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿77﴾
وَمِنْهُمْ
أُمِّيُّونَ
غير متعلمين لا يعرفون
القراءة والكتابة لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ لا يقرئون التوراة إِلَّا
أَمَانِيَّ الّا
وفق ما يتمنون وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ يُخمّنون ﴿78﴾
فَوَيْلٌ
لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا من اجل منفعة بسيطة فَوَيْلٌ لَهُمْ
مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ من سيئات ﴿79﴾
وَقَالُوا
لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ
عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا
هل وعدكم الله بهذا
فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ فيلتزم به أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا
تَعْلَمُونَ تفترون عليه بقول من عندكم ليس له حقيقة
تعلمونها ﴿80﴾
بَلَىٰ
مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً اقترف معصية وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ لبسه الذنب الذي اقترفه
فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿81﴾
وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ ﴿82﴾
وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَ
عهد
بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا لاطفوا الناس بالكلام معهم
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ واطبوا على الصلاة وَآتُوا وحافظوا على صدقة
الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ
نكثتم العهد إِلَّا قَلِيلًا
مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ
عاصون ﴿83﴾
وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ لا تقاتلوا بعضكم وَلَا
تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ ولا تهاجروا مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ تعهّدهم بذلك
وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ
وشهدتم على ذلك ﴿84﴾
ثُمَّ
أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ
مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ تتآمرون عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ظلماً وعدواناً
وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ
إِخْرَاجُهُمْ تحرير
الاسرى بفدية مالية أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ
وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا
خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ
أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿85﴾
أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا فضّلوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ على الآخرة فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ
وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ لن ينصرهم أحد ﴿86﴾
وَلَقَدْ
آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ التوراة وَقَفَّيْنَا اتْبعنا مِنْ
بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ المعجزات
وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ جبريل وقيل نفحة من روح الله المقدّسة والله أعلم
أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ
فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴿87﴾
وَقَالُوا
قُلُوبُنَا غُلْفٌ مُقفلة عن سماع الحق بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ
بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ﴿88﴾
وَلَمَّا
جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إشارة الى القرآن مُصَدِّقٌ لِمَا
مَعَهُمْ مُقرٌ بالإنجيل والتوراة وَكَانُوا
مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا بمعنى ان اليهود كانوا
يبشّرون الكفار بمجيء محمد نبيا لهذه الامة ويقولون انهم سيؤمنون به عندما يبعثه
الله رسولا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا من أمر محمد
كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿89﴾
بِئْسَمَا قبّحهم الله بما اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ
يَكْفُرُوا
أي باعوا أنفسهم بكفرهم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا عداء وبُغضاً ولوْماً أَنْ
يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ الوحي عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ
فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ أي حلّ عليهم غضب جديد
من الله فوق غضبه عليهم لمّا عبدوا العجل وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ
مُهِينٌ ﴿90﴾
وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ الوحي بالقران على محمد
قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا التوراة وَيَكْفُرُونَ
بِمَا وَرَاءَهُ
القران الذي أنزله الله بعد التوراة والانجيل وَهُوَ الْحَقُّ
مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ يُقرّ بصدقية التوراة قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ
أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إشارة الى قتل اليهود للرسل الذين جاءوهم تباعا إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿91﴾
وَلَقَدْ
جَاءَكُمْ مُوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ المعجزات ثُمَّ
اتَّخَذْتُمُ عبدتم الْعِجْلَ
مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ كافرون ﴿92﴾
وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ عهدكم وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ جبل سيناء خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ التزموا بالتوراة التزاماً تاماً وَاسْمَعُوا قول النبي قَالُوا
سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ حُبّب إليهم عبادة العجل بسبب ضعف ايمانهم قُلْ بِئْسَمَا
يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إن كان هذا ايمانكم فقبحاً لهذا الايمان الذي يأمركم بعبادة العجل ﴿93﴾
قُلْ
إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ
النَّاسِ إن ظننتم ان الجنة لكم وحدكم فَتَمَنَّوُا
الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿94﴾
وَلَنْ
يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ بسبب معاصيهم وَاللَّهُ
عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿95﴾
وَلَتَجِدَنَّهُمْ
أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ
أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ يعيش أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ
مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ سيدخل جهنم ولو عاش ألف سنة وَاللَّهُ
بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿96﴾
قُلْ
مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ
اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ أنزل عليك
القران مقرّا بالتوراة والانجيل والصحف وَهُدًى
وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿97﴾
مَنْ
كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ
فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴿98﴾
وَلَقَدْ
أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ شديدة الوضوح وَمَا
يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ الفاسدون الكافرون ﴿99﴾
أَوَكُلَّمَا
عَاهَدُوا عَهْدًا أقسموا على الالتزام باتفاق نَبَذَهُ نقضه
فَرِيقٌ مِنْهُمْ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿100﴾
وَلَمَّا
جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ مؤيّد للتوراة
نَبَذَ تجاهل
فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ اليهود كِتَابَ اللَّهِ
وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ أهملوه بمعنى لم يلتزموا بما جاء فيه كَأَنَّهُمْ لَا
يَعْلَمُونَ ﴿101﴾
وَاتَّبَعُوا
مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ من طلاسم سحر وشعوذة عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ
النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ مدينة عراقية قديمة كانت
هي العاصمة هَارُوتَ وَمَارُوتَ أسماء الملكين وَمَا
يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ محرّضين على الفسق والكفر فَلَا
تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا السحر مَا
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ
مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا
يَنْفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ من عمل بالسحر مَا
لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ليس له قيمة ووزن وَلَبِئْسَ ما أقبح مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ما باعوا به انفسهم لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ ﴿102﴾
وَلَوْ
أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ فضل مِنْ عِنْدِ اللَّهِ المعنى ان الرجوع الى الله خَيْرٌ
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿103﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا من الرعونة وقد كان اليهود يصفون الرسول بانه رجل
أرعن يطلبون منه التروّي والهدوء وَقُولُوا انْظُرْنَا بمعنى أصبر علينا كي نفهم
ما تقول
وَاسْمَعُوا استمعوا
وافهموا
وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿104﴾
مَا
يَوَدُّ لا يريدوا الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ
مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿105﴾
مَا
نَنْسَخْ نأتي بآية مشابهة او نبدّل في حكم آية مِنْ
آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا لا نُنزل بها الوحي أو نؤخّر نزول
وحيها نَأْتِ
بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿106﴾
أَلَمْ
تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُمْ
مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿107﴾
أَمْ
تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِنْ قَبْلُ إشارة الى ان بني إسرائيل
كانوا يطلبون من موسى تبديل آيات التوراة وبعض الشرائع والاحكام الواردة فيها وَمَنْ
يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿108﴾
وَدَّ رغب كَثِيرٌ
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ اليهود لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ
إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا
تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ
بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿109﴾
وَأَقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ
عِنْدَ اللَّهِ بمعنى
ان عملكم الصالح تجدون ثوابه عند الله إِنَّ اللَّهَ
بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿110﴾
وَقَالُوا
لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ
أَمَانِيُّهُمْ ما
يتمنّون قُلْ هَاتُوا
بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿111﴾
بَلَىٰ
مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ مُخلص بإيمانه
وفعل الخير فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ
وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿112﴾
وَقَالَتِ
الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ دينهم غير
صحيح وَقَالَتِ
النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ مع ان اليهود والنصارى لهم
التوراة والانجيل ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا
يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿113﴾
وَمَنْ
أَظْلَمُ من أشدّ كفرا مِمَّنْ
مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا عمل على هدمها أُولَٰئِكَ
مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ كاللصوص الذين يخافون ان يكشفهم أحد لَهُمْ فِي
الدُّنْيَا خِزْيٌ هوان وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
﴿114﴾
وَلِلَّهِ
الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا تتوجّهوا فَثَمَّ وَجْهُ
اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿115﴾
وَقَالُوا
اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ تنزّه وتسامى
عن هذا الافتراء بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ خاضعون ﴿116﴾
بَدِيعُ
أبدع الله في خلق السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ
وَإِذَا
قَضَىٰ أَمْرًا
أراد شيئا فَإِنَّمَا
يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿117﴾
وَقَالَ
الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ معجزة ۗ
كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ
قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ اظهرنا الإعجاز
في آيات القران لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ يعقلون ﴿118﴾
إِنَّا
أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا بالجنة
وَنَذِيرًا
من النار وَلَا تُسْأَلُ لست مسؤولا عَنْ
أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ﴿119﴾
وَلَنْ
تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ دينهم قُلْ
إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ
الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ كفيل
وَلَا نَصِيرٍ ﴿120﴾
الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ
بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿121﴾
يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ يوم تحريركم من فرعون وظلمه وَأَنِّي
فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ على فرعون وقومه وجنده ﴿122﴾
وَاتَّقُوا احذروا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ
شَيْئًا لا يحمل أحد ذنب أحد
وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ فدية وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ
يُنْصَرُونَ ﴿123﴾
وَإِذِ
ابْتَلَىٰ اختبر
إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ بمهمات فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ
لِلنَّاسِ إِمَامًا مرجعاً وقدوة قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا
يَنَالُ عَهْدِي
لا يشمل عهدي الظَّالِمِينَ الناكثين بالعهد
﴿124﴾
وَإِذْ
جَعَلْنَا الْبَيْتَ الكعبة مَثَابَةً قبلة لِلنَّاسِ
وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ موقع حجر الأساس عند بناء الكعبة مُصَلًّى ۖ
وَعَهِدْنَا
أصدرنا الامر إِلَىٰ
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ موقع من
الدنس والشوائب لِلطَّائِفِينَ المتعبّدين غير المقيمين وَالْعَاكِفِينَ المتعبّدين المقيمين وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وكل الراكعين والساجدين لله ﴿125﴾
وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ
الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ
كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ
وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿126﴾
وَإِذْ
يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ الاساسات مِنَ الْبَيْتِ
وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
﴿127﴾
رَبَّنَا
وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ
وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا علّمنا الشرائع التي فرضتها علينا وَتُبْ
عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿128﴾
رَبَّنَا
وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ يُطهّر أنفسهم
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿129﴾
وَمَنْ
يَرْغَبُ ومن يُعرض عَنْ
مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ ظلم نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ
اخترناه فِي
الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿130﴾
إِذْ
قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿131﴾
وَوَصَّىٰ
بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ بمعنى ان إبراهيم أوصى أولاده ان يكونوا مسلمين لله
وحده لا شريك له وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ
اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿132﴾
أَمْ
كُنْتُمْ شُهَدَاءَ حاضرين إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ حان أجله إِذْ
قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ
وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿133﴾
تِلْكَ
أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ سبقت لَهَا مَا كَسَبَتْ عملت
وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿134﴾
وَقَالُوا
كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ
حَنِيفًا مُتقرّبا الى الله وَمَا كَانَ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ ﴿135﴾
قُولُوا
آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ
وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ
أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿136﴾
فَإِنْ
آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا أعرضوا عن الايمان فَإِنَّمَا هُمْ
فِي شِقَاقٍ عداء فَسَيَكْفِيكَهُمُ
اللَّهُ يكفّ عنكم شرّهم وَهُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿137﴾
صِبْغَةَ
اللَّهِ شُرعة الله وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ
وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴿138﴾
قُلْ
أَتُحَاجُّونَنَا أتُجادلونا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ
وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ في عبادته والايمان به ﴿139﴾
أَمْ
تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
وَالْأَسْبَاطَ أبناء يعقوب كَانُوا
هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ
مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا
تَعْمَلُونَ ﴿140﴾
تِلْكَ
أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ مضت لَهَا مَا
كَسَبَتْ من ذنوب وحسنات وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا
كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿141﴾
سَيَقُولُ
السُّفَهَاءُ إشارة الى جهل الكفار ونفاقهم
مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ ما منع المسلمون عن قبلة المسجد الاقصى
الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ
يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿142﴾
وَكَذَٰلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا معتدلة
لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ
وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ
يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ يرتدّ عن ايمانه وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً شاقّة إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ
رَحِيمٌ ﴿143﴾
قَدْ
نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ حيرتك في
قبلة تعتمدها فَلَنُوَلِّيَنَّكَ فسنفرض عليك قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وجّه وَجْهَكَ شَطْرَ قِبلَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا
كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا
يَعْمَلُونَ ﴿144﴾
وَلَئِنْ
أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ اليهود
بِكُلِّ آيَةٍ معجزة مَا تَبِعُوا
قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ
قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ
مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿145﴾
الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ اليهود الْكِتَابَ التوراة يَعْرِفُونَهُ القرآن كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ
وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ يُخفون
الْحَقَّ حقيقة ما جاء به التوراة عن القرآن وَهُمْ
يَعْلَمُونَ ﴿146﴾
الْحَقُّ
مِنْ رَبِّكَ الحقيقة هي فيما اوحاه الله اليك في
القرآن الكريم فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ المشكّكين ﴿147﴾
وَلِكُلٍّ
وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا يلتزمها
فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ تنافسوا في عمل الخير أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ
إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿148﴾
وَمِنْ
حَيْثُ خَرَجْتَ بمعنى أينما كنت فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ
نحو الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ۗ
وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿149﴾
وَمِنْ
حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا
كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ
حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي
وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿150﴾
كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا يقرأ عليكم القرآن وَيُزَكِّيكُمْ
يُطهّر نفوسكم وَيُعَلِّمُكُمُ
الْكِتَابَ
الحقائق المذكورة في القرآن وَالْحِكْمَةَ كيفية استعمال العقل لعمل الصواب وَيُعَلِّمُكُمْ
مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿151﴾
فَاذْكُرُونِي اعبدوني أَذْكُرْكُمْ أغفر لكم وَاشْكُرُوا
لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴿152﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ
اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿153﴾
وَلَا
تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ
وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿154﴾
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
نختبركم بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ
وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ ﴿155﴾
الَّذِينَ
إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ ﴿156﴾
أُولَٰئِكَ
عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ
الْمُهْتَدُونَ ﴿157﴾
إِنَّ
الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ
اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَنْ تَطَوَّعَ
خَيْرًا عمل أكثر من المطلوب منه فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴿158﴾
إِنَّ
الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ
بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ
اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿159﴾
إِلَّا
الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا أظهروا
ايمانهم فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ
عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿160﴾
إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ
اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿161﴾
خَالِدِينَ
فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ لا يُنظر بأمرهم ﴿162﴾
وَإِلَٰهُكُمْ
إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ﴿163﴾
إِنَّ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَالْفُلْكِ السفن الَّتِي تَجْرِي فِي
الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ
مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ خلق فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ مخلوق حيّ وَتَصْرِيفِ تقلّب الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ المليء بالمطر بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿164﴾
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا آلهة غير الله يُحِبُّونَهُمْ
كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى
الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا
وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿165﴾
إِذْ
تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ
وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴿166﴾
وَقَالَ
الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فرصة
أخرى فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ
يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ
مِنَ النَّارِ ﴿167﴾
يَا
أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا
تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿168﴾
إِنَّمَا
يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ الشرّ
وَالْفَحْشَاءِ المعاصي الكبرى وَأَنْ
تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿169﴾
وَإِذَا
قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا
أَلْفَيْنَا لقينا عَلَيْهِ آبَاءَنَا
ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿170﴾
وَمَثَلُ
الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ يُصدر
صوتا كصوت الغراب بِمَا لَا يَسْمَعُ
إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً لا يُسمع الا صوته المزعج ولا
يُفهم منه شيئا صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ
فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ لا يفهمون ﴿171﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا
لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴿172﴾
إِنَّمَا
حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ الدم
المختلط باللحم وَلَحْمَ
الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ما
ذُبح على غير اسم الله فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ عاصي وَلَا عَادٍ معتدي
فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿173﴾
إِنَّ
الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ
ثَمَنًا قَلِيلًا لمنفعة رخيصة أُولَٰئِكَ
مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ يشفع بهم
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿174﴾
أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فضّلوا
الكفر على الإيمان وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ وفضّلوا عذاب الله على رحمته وعفوه فَمَا أَصْبَرَهُمْ كيف سيصبرون عَلَى النَّارِ ﴿175﴾
ذَٰلِكَ
بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا
فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ اختلاف بَعِيدٍ ﴿176﴾
لَيْسَ
الْبِرَّ التقوى والاحسان أَنْ
تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ
آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ
وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ رغم
حاجته اليه ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ
وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ عابر السبيل
وَالسَّائِلِينَ طالبين الاعانة وَفِي
الرِّقَابِ الكتبة القائمين على الصدقات وَأَقَامَ الصَّلَاةَ حافظ
عليها وَآتَى دفع
الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ لا ينكثون
العهود إِذَا عَاهَدُوا
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ الشدّة
وَالضَّرَّاءِ المرض وَحِينَ الْبَأْسِ
أوقات الحروب أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿177﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ
بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَىٰ بِالْأُنْثَىٰ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ
أَخِيهِ شَيْءٌ صفح عنه صاحب الحق
فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ التعامل بالحسنى وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ الترفّق بالمعاملة ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ
رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ
﴿178﴾
وَلَكُمْ
فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ بمعنى إذا عرف المجرم عقابه
امتنع عن ارتكاب جريمته يَا أُولِي الْأَلْبَابِ أصحاب العقول النيّرة لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ ﴿179﴾
كُتِبَ
عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ
لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ
﴿180﴾
فَمَنْ
بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ
ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿181﴾
فَمَنْ
خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا فاذا خاف أحد
من صاحب الوصية أن يظلم في الوصية (الجنف هو الظلم) أَوْ إِثْمًا خروج عن شرع الله فَأَصْلَحَ
بَيْنَهُمْ إذا أصلح الخطأ فَلَا
إِثْمَ لا ذنب عَلَيْهِ ۚ إِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿182﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بمعنى ان الصيام ركن من
اركان الايمان كتبه الله على المؤمنين في كل زمان لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ ﴿183﴾
أَيَّامًا
مَعْدُودَاتٍ وأيام الصيام معدودة حدّدها الله بأيام
شهر رمضان فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ
فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ من كان له عذر يمنعه
من الصيام كالمرض او السفر بلا بأس ان يصوم ما فاته من الصيام في أيام اخرى
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ الذين لا يستطيعون الصيام
أبدا فعليهم فِدْيَةٌ بدل الصيام
طَعَامُ مِسْكِينٍ إطعام فقير محتاج فَمَنْ
تَطَوَّعَ خَيْرًا من أطعم أكثر من مسكين فَهُوَ
خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿184﴾
شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ حُجج وبراهين مِنَ الْهُدَىٰ الايمان وَالْفُرْقَانِ يُظهر الفرق بين
الحق والباطل فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ
الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ
مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ
الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ إتمام صيام
الشهر وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ
تشكروا الله وتُعظّموه عَلَىٰ مَا
هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿185﴾
وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ان الله يدعوهم الى
الايمان فليستجيبوا لدعوته حتى يستجيب لدعواتهم وَلْيُؤْمِنُوا بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ من الرشاد بمعنى الصلاح
﴿186﴾
أُحِلَّ
لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ مجامعة
نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ بمعنى ستر الخصوصيّة وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ
ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ تُفكّرون بالجماع مع نسائكم فَتَابَ عَلَيْكُمْ
وَعَفَا عَنْكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ
ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ
الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ بمعنى حتى
ينبلج فجر النهار ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا
تُبَاشِرُوهُنَّ تجامعوهن وَأَنْتُمْ
عَاكِفُونَ قائمون للصلاة فِي
الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ أحكامه
وشرائعه فَلَا تَقْرَبُوهَا بمعنى لا تُفسّروها
وفق ميولكم وأهواءكم كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿187﴾
وَلَا
تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ لا
تكسبوا كسبا حراما بالسرقة والاحتيال وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى وترشوا الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا لتسرقوا جزءا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ
بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أن هذه جريمة
﴿188﴾
يَسْأَلُونَكَ
عَنِ الْأَهِلَّةِ جمع هلال قُلْ هِيَ
مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ الصلاح
بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا كان من
عادة العرب ان يدخلوا بيوتهم من المداخل الخلفية وهي عادة جاهلية وَلَٰكِنَّ
الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ بمعنى ان العبرة في الايمان
وتقوى القلوب وَأْتُوا الْبُيُوتَ
مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿189﴾
وَقَاتِلُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ
لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿190﴾
وَاقْتُلُوهُمْ
حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ واجهتوهم في المعارك وَأَخْرِجُوهُمْ
مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا
تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ
فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿191﴾
فَإِنِ
انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿192﴾
وَقَاتِلُوهُمْ
حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ حتى لا يُمعنوا في
فتنهم وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ وليعلو
دين الاسلام فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى
الظَّالِمِينَ ﴿193﴾
الشَّهْرُ
الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ بمعنى العبرة ان يبدأ الكفّار الحرب في الأشهر الحرم ظنّا ان
المؤمنين سيمتنعون عن قتالهم فَمَنِ
اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ بمعنى لو بالأشهر الحرم وَاتَّقُوا اللَّهَ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿194﴾
وَأَنْفِقُوا تصدّقوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا
بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ لا تجنوا على أنفسكم
بامتناعكم عن الصدقة وَأَحْسِنُوا
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿195﴾
وَأَتِمُّوا
الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ بسبب ضيق ذات اليد فَمَا اسْتَيْسَرَ توفّر مِنَ الْهَدْيِ من لحم الذبائح
وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ حتى تحضر الذبائح مكان النحر فَمَنْ كَانَ
مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ لا
يستطيع حلق رأسه من مرض أو ما شابه فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ
صَدَقَةٍ الى مسكين أَوْ نُسُكٍ ذبيحة للمحتاجين فَإِذَا أَمِنْتُمْ اذا زالت الموانع للوصول الى الحج فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ بمعنى من اعتمر ليدرك موعد الحج فَمَا
اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ما توفّر له من الذبائح
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فمن ليس معه مالا ليذبح ذبائحا
في الحج فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا
رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ
حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بمعنى ان المستفيد من الذبيحة هو الحاضر في المسجد الحرام اذا
لم يكن اهل المعتمر حاضرين وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿196﴾
الْحَجُّ
أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ شوّال ذي القعدة وذي الحجة
فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ مجامعة
وَلَا فُسُوقَ عصيان وَلَا جِدَالَ عراك فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ
وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ أصحاب العقول
والبصيرة ﴿197﴾
لَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ بمعنى ان الله أجاز للحاج التكسّب اثناء تأدية الفريضة من البيع
والشراء سعيا الى الرزق فَإِذَا أَفَضْتُمْ انتهيتم ونزلتم مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا
اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ما يُعرف بالمزدلفة
وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ
﴿198﴾
ثُمَّ
أَفِيضُوا انزلوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ
النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿199﴾
فَإِذَا
قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ انتهيتم من الشعائر فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ
أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا
وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ نصيب أو مرتبة
حسنة ﴿200﴾
وَمِنْهُمْ
مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً
وَقِنَا جنّبنا عَذَابَ النَّارِ ﴿201﴾
أُولَٰئِكَ
لَهُمْ نَصِيبٌ الفوز بالجنة في الاخرة
مِمَّا كَسَبُوا في الدنيا من حسنات وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿202﴾
وَاذْكُرُوا
اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا
إِثْمَ ذنب عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ
فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا
أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿203﴾
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ
عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ اشدّ
الاعداء ﴿204﴾
وَإِذَا
تَوَلَّىٰ ابتعد سَعَىٰ عمل جاهدا فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا
وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ الزرع
وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿205﴾
وَإِذَا
قِيلَ لَهُ اتَّقِ احذر غضب اللَّهَ
أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ استكبر وتمسّك
بذنبه فَحَسْبُهُ مصيره جَهَنَّمُ
وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ أقبح سكن ﴿206﴾
وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ يبيع دنياه ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ
وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ رحيم بعباده ﴿207﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً انّ الله يدعو المؤمنين أن ينبذوا العداء وأن يكون منهجهم السلم
مع كافة الناس وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ وساوس الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ
مُبِينٌ ﴿208﴾
فَإِنْ
زَلَلْتُمْ وقعتم في المعصية مِنْ
بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ بمعنى قادر أن يحكم عدلاً في الأمور ويعرف حقيقة نواياكم
﴿209﴾
هَلْ
يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ بمعنى
غيوم وسُحُب سميكة في تصوير لمشهد يوم القيامة وَالْمَلَائِكَةُ بمعنى أن الملائكة تظهر في ذلك اليوم وَقُضِيَ انتهى الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ
الْأُمُورُ ﴿210﴾
سَلْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ظاهرة جلية وَمَنْ
يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ إشارة ان الله أنجاهم من فرعون وقومه ففضّلوا عبادة العجل على
الايمان بالله فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿211﴾
زُيِّنَ
لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا أيّ
اغترّوا بترفهم في الحياة الدنيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ
آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا آمنوا فَوْقَهُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أرفع درجة وأعلى في المقام
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿212﴾
كَانَ
النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ بالجنة وَمُنْذِرِينَ محذّرين من النار وَأَنْزَلَ
مَعَهُمُ الْكِتَابَ السُنن والشرائع
بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا
اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ
الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ اختلفوا فيما
بينهم فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي
مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿213﴾
أَمْ
حَسِبْتُمْ ام ظننهم أَنْ تَدْخُلُوا
الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ الأمم السابقة مَسَّتْهُمُ
الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ الفقر والمرض وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ
آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴿214﴾
يَسْأَلُونَكَ
مَاذَا يُنْفِقُونَ من صدقة قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ
وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ المسافر عابر السبيل وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿215﴾
كُتِبَ فُرض عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ
لا تُحبّذونه وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا
شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ فيه منفعة لَكُمْ
وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿216﴾
يَسْأَلُونَكَ
عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ إثم كَبِيرٌ
وَصَدٌّ منع وردع عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ
الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ
إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ
كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿217﴾
إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ يأملون ويتمنّون رَحْمَتَ
اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿218﴾
يَسْأَلُونَكَ
عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ معصية عظيمة وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا
أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ يتصدّقون قُلِ الْعَفْوَ بمعنى ان العفو والتسامح هو الصدقة الحقيقية كَذَٰلِكَ
يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿219﴾
فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۗ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ
لَهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ تشاركتم معهم
في العيش فَإِخْوَانُكُمْ عاملوهم كما
تُعاملون إخوانكم وَاللَّهُ يَعْلَمُ
الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ أرهقكم وضيّق عليكم السبل إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ ﴿220﴾
وَلَا
تَنْكِحُوا لا
تتزوّجوا من الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ جارية مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ جارية مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا
تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ لا تتزوجوهم
حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ
أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى
الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿221﴾
وَيَسْأَلُونَكَ
عَنِ الْمَحِيضِ الدورة الدموية للنساء
قُلْ هُوَ أَذًى بمعنى ان الدم عند الدورة هو فاسد ويُسبّب
ضرراً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ لا تُجامعوهم اثناء المحيض وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ لا تُجامعوهنّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ تنتهي الدورة الدموية وتغتسل المرأة من النجس فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ جامعوهنّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴿222﴾
نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَكُمْ بمعنى تضعون في ارحامهن زرعكم للذرية
فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ بمعنى جامعوهن
متى اردتم وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ اعملوا
الصالحات وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ أيقنوا انه سيجازيكم على ثوابكم وَبَشِّرِ
الْمُؤْمِنِينَ ﴿223﴾
وَلَا
تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً شاهداً
لِأَيْمَانِكُمْ قسمكم أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا
وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ بمعنى إذا أقسمتم
بالله فاحرصوا على الاحسان والتقوى وعمل الخير وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿224﴾
لَا
يُؤَاخِذُكُمُ لا يُحاسبكم اللَّهُ
بِاللَّغْوِ التسرّع (على جري العادة)
فِي أَيْمَانِكُمْ حلفانكم وَلَٰكِنْ
يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ على
نواياكم وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿225﴾
لِلَّذِينَ
يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ الذين يقسمون ان لا
يُجامعوا زوجاتهم تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ أعطاهم الله مهلة أربعة أشهر فَإِنْ فَاءُوا إن جامعها خلال المهلة وعادوا الى ما كانوا عليه
فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ يغفر له الله نكثه
بقسمه ﴿226﴾
وَإِنْ
عَزَمُوا إذا اتخذوا قرار الطَّلَاقَ
فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿227﴾
وَالْمُطَلَّقَاتُ
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ينتظرن ويترقّبن
الحيض ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ دورات او أشهر
وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ لا يجوز إخفاء الحمل عن الزوج إِنْ كُنَّ
يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أزواجهن أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ
أَرَادُوا إِصْلَاحًا وفاقاً وعودة عن الطلاق
ۚوَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ يتساوون بالمعاملة الحسنة وَلِلرِّجَالِ
عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ في المعاملة وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿228﴾
الطَّلَاقُ
مَرَّتَانِ يُسمح للرجل ان يطلّق زوجته مرتين ويردّها
في كل مرة دون قيد عليه او عليها فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ يُبقي على الزواج بالمعاملة الحسنة أَوْ
تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ أو يُسرّحها ويُحسن اليها
وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا المطالبة بإعادة المهر او جزء منه إِلَّا أَنْ
يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ بشرط ان لا يُخالفان
شرع اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ
فَلَا جُنَاحَ لا ذنب عَلَيْهِمَا
فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ إن تنازلت عن حقها
تِلْكَ حُدُودُ أحكام اللَّهِ فَلَا
تَعْتَدُوهَا لا تتجاوزوها وَمَنْ
يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿229﴾
فَإِنْ
طَلَّقَهَا مرة ثالثة فَلَا تَحِلُّ لَهُ لا
يجوز ان يردّها اليه مِنْ بَعْدُ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ الّا بعد ان تتزوّج من رجل غيره فَإِنْ طَلَّقَهَا
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا فإذا
طلّقها هذا الرجل فيحلّ لزوجها السابق ان يتزوجها بعد ذلك إِنْ
ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ بمعنى العمل
بشريعة الله وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ ﴿230﴾
وَإِذَا
طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ عدّة
الطلاق(الفترة الزمنية بعد الطلاق) فَأَمْسِكُوهُنَّ
بِمَعْرُوفٍ ردّوهن باللطف أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ
ضِرَارًا افتراء كي تتسببوا لهن بأذى
لِتَعْتَدُوا ظلما وعدوانا وَمَنْ
يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ عيانه الله
وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا باستخفاف
وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ
الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿231﴾
وَإِذَا
طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لا تصعّبوا عليهن الامر أَنْ يَنْكِحْنَ
أَزْوَاجَهُنَّ إذا اراد الزوجان أن يرجعا الى بعضهما
إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ
مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ أفضل لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿232﴾
وَالْوَالِدَاتُ
يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ عاميْن
كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ
لَهُ الاب رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ تأمين المأوى والملبس والغذاء بِالْمَعْرُوفِ حسب القدرة لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا
وُسْعَهَا حسب قدرتها لَا تُضَارَّ لا تُعاقب وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ
لَهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ بمعنى اذا مات الزوج ثم تزوجت الارملة بعد ذلك فعلى زوج الام ان
يرث ما كان الاب المتوفي متوجبا عليه من الكسوة والطعام والإيواء وما نحو ذلك
كمصاريف الرضاعة فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا
وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا تؤجّروا مُرضعات يُرضعن أَوْلَادَكُمْ فَلَا
جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ اذا أوفى المُرضعة حقّها وَاتَّقُوا اللَّهَ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿233﴾
وَالَّذِينَ
يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يتركون
ورائهم ارامل يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ينتظرن أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا عشرة أيام فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ إذا انتهت مدة العدة فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ
فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ بمعنى
لا حرج على أهلها ان تفعل ما اباح الله لها ان تفعل بقصد الزواج مرة اخرى
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿234﴾
وَلَا
جُنَاحَ ذنب وحرَج عَلَيْكُمْ فِيمَا
عَرَّضْتُمْ أشهرتم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ
النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ كتمتم
فِي أَنْفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِنْ لَا
تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا الالتزام بالأدب والاخلاق وَلَا تَعْزِمُوا
عُقْدَةَ النِّكَاحِ لا تجب المجامعة
حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ حتى يتم عقد
القران وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ
فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿235﴾
لَا
جُنَاحَ حرج عَلَيْكُمْ إِنْ
طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ قبل
المُجامعة أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً أن تُخصّصوا لها معاشا او قيمة نقدية تُدفع لها وَمَتِّعُوهُنَّ
انعموا عليهن عَلَى الْمُوسِعِ
قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قليل الرزق
قَدَرُهُ حسب قدرته مَتَاعًا
بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ﴿236﴾
وَإِنْ
طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ
فَرِيضَةً مهر عند الزواج فَنِصْفُ مَا
فَرَضْتُمْ فيحق لها نصف المهر إِلَّا
أَنْ يَعْفُونَ يسامحن أَوْ يَعْفُوَ
الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وليّ الامر او
الموكل وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنْسَوُا
الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ لا تنسوا العشرة إِنَّ
اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿237﴾
حَافِظُوا داوموا عَلَى الصَّلَوَاتِ
وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ الله اعلم بها
وَقُومُوا صلّوا لِلَّهِ قَانِتِينَ خاشعين ﴿238﴾
فَإِنْ
خِفْتُمْ من عدوان فصلّوا فَرِجَالًا راجلين أَوْ رُكْبَانًا أو على ظهور الجياد ۖ فَإِذَا أَمِنْتُمْ
فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿239﴾
وَالَّذِينَ
يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ
مَتَاعًا نفقة إِلَى الْحَوْلِ مدة عام غَيْرَ إِخْرَاجٍ على ان لا تخرج المرأة من بيتها ۚ فَإِنْ خَرَجْنَ
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ بالاستغناء عن نفقتها وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
﴿240﴾
وَلِلْمُطَلَّقَاتِ
مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ نفقة غير مرهقة حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴿241﴾
كَذَٰلِكَ
يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿242﴾
أَلَمْ
تَرَ إِلَى ألم تسمع عن الَّذِينَ خَرَجُوا فرّوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ
الْمَوْتِ خوفا من الهلاك من الطاعون ويقال انهم من
بني إسرائيل فاجأهم الطاعون والله أعلم فَقَالَ
لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى
النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴿243﴾
وَقَاتِلُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿244﴾
مَنْ
ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا بالإحسان
والانفاق في سبيل الله فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ
وَاللَّهُ يَقْبِضُ يقطع العطاء
وَيَبْسُطُ يوفر في العطاء وَإِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ ﴿245﴾
أَلَمْ
تَرَ إِلَى الْمَلَإِ القوم مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا
مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ
فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا
هربوا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ
﴿246﴾
وَقَالَ
لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا
أَنَّىٰ كيف يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ
عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً وفرة مِنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ
اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً قوة
فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿247﴾
وَقَالَ
لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ دليل
مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ يُردّ اليكم
التَّابُوتُ ما يُسمّى بصندوق العهد عند اليهود
فِيهِ سَكِينَةٌ قيل انها رحمة او طمأنينة او سر إلهي مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ أثر أو تركة مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ
هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿248﴾
فَلَمَّا
فَصَلَ سار طَالُوتُ بِالْجُنُودِ
قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ مختبركم
بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ أي لم يشرب منه فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ
اغْتَرَفَ غُرْفَةً غرف قليلا من الماء بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ
ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا
الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ
مُلَاقُو اللَّهِ المؤمنون بالله وعلى استعداد للموت
في سبيله كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً
بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿249﴾
وَلَمَّا
بَرَزُوا تواجهوا في المعركة لِجَالُوتَ
وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ أسبغ
عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا قوّي عزيمتنا
وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿250﴾
فَهَزَمُوهُمْ
بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ
وَالْحِكْمَةَ النبوة وَعَلَّمَهُ
مِمَّا يَشَاءُ من العلوم مثل صناعة الدروع
وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لولا محاربة المفسدين في الارض لَفَسَدَتِ اختلّ نظام
الأمان في الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى
الْعَالَمِينَ ﴿251﴾
تِلْكَ
آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
﴿252﴾
تِلْكَ
الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ مثل موسى وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ مثل ادريس وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ
الْبَيِّنَاتِ المعجزات وَأَيَّدْنَاهُ
بِرُوحِ الْقُدُسِ جبريل او نفحة من روح الله
المقدّسة أو الانجيل والله أعلم وَلَوْ
شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ
وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ
اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴿253﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا تصدّقوا
مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ تجارة فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ صُحبة وَلَا شَفَاعَةٌ وساطة وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿254﴾
اللَّهُ
لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ نعاس او سهوة وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا
بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ يعلم حاضرهم ومستقبلهم وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ
مِنْ عِلْمِهِ لا يبلغون مبلغ علمه إِلَّا
بِمَا شَاءَ الّا ما شاء لهم أن يعلموه
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ بمعنى شمل حكمه تعالى
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ لا
يُتعبه حِفْظُهُمَا الحفاظ على نظامهما
وهنا جعل السماوات كلها كينونة والارض كينونة وَهُوَ الْعَلِيُّ
الْعَظِيمُ ﴿255﴾
لَا
إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ الضلال ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ
وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ عقدة الايمان لَا انْفِصَامَ انفصال لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿256﴾
اللَّهُ
وَلِيُّ كفيل الَّذِينَ آمَنُوا
يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا
أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ الشياطين
يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ
النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿257﴾
أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ جادل إِبْرَاهِيمَ
فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ مُغترّاً
بنفسه انه ملك إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي
وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ
يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ تفاجأ وانبهر وأُحرج الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ
لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿258﴾
أَوْ
كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا زرعها محروق قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ
اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ
قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَلْ
لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ لم يفسد وَانْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ
وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ ۖ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا نجمعها ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا
تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿259﴾
وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ
تُؤْمِنْ ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ
أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ اجمعهن للذبح
والتقطيع إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ
جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا بسرعة
ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿260﴾
مَثَلُ
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ
أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ
يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ كثير الخير
والعطاء عَلِيمٌ ﴿261﴾
الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا
أَنْفَقُوا مَنًّا تفضّلا وَلَا أَذًى للربا او للإفادة ۙ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ
رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿262﴾
قَوْلٌ
مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ
غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴿263﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ أي تمنّنونهم أن تصدّقتم عليهم وَالْأَذَىٰ أي تتصدّقوا ثم تأذوا الناس كَالَّذِي يُنْفِقُ
مَالَهُ رِئَاءَ لخداع النَّاسِ وَلَا
يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ مُرتفع من صخر عَلَيْهِ
تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ مطر
فَتَرَكَهُ صَلْدًا أملس لَا
يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ۗ لا
يثبت عليه شيء وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿264﴾
وَمَثَلُ
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا
مِنْ أَنْفُسِهِمْ تثبيت ايمانهم
كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ حديقة على هضبة أَصَابَهَا وَابِلٌ مطر
فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ اثمرت ثمارها مرتين فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ ندى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿265﴾
أَيَوَدُّ
أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ بستان
مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ
كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ اقعده كبر
سنه وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ أولاد
صغار فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ ريح عاصف
فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ
لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿266﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ من مال او ذهب وغيره
وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ من زرع
ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ لا تنتقوا الرديء مِنْهُ تُنْفِقُونَ
تتصدّقون وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ تنتقصوا من حقكم فيه وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ
غَنِيٌّ بغنى عن الناس حَمِيدٌ ﴿267﴾
الشَّيْطَانُ
يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ بمعنى لا يقدر ان يعطيكم رزقا وَيَأْمُرُكُمْ
بِالْفَحْشَاءِ الكفر والمعصية وَاللَّهُ
يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا رزق ونعمة
وَاللَّهُ وَاسِعٌ الكرم عَلِيمٌ ﴿268﴾
يُؤْتِي
الْحِكْمَةَ بمعنى النبوة او العلم مَنْ
يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا
يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿269﴾
وَمَا
أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ صدقة أَوْ
نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ التزمتم طاعة محددة
فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ الكافرين
مِنْ أَنْصَارٍ ﴿270﴾
إِنْ
تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ تعلنوا عنها
فَنِعِمَّا هِيَ بمعنى هذا جيد وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ
خَيْرٌ لَكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿271﴾
لَيْسَ
عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنْفِقُوا
مِنْ خَيْرٍ صدقة فَلِأَنْفُسِكُمْ ۚ
وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ
خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿272﴾
لِلْفُقَرَاءِ
الَّذِينَ أُحْصِرُوا ضاقت ذات يدهم فِي سَبِيلِ اللَّهِ عن
المشاركة في الجهاد لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ لا يجدون عملا او رزقا يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ
أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ عفّة أنفسهم عن
السؤال تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ من ملامح وجوههم لَا
يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ اصرارا
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿273﴾
الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ ﴿274﴾
الَّذِينَ
يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ
الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ
مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَنْ
جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ يحفظ ما ربح من الربى قبل نزول الآية وَأَمْرُهُ
إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ ﴿275﴾
يَمْحَقُ يُبطل اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي يزيد مال الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ
كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿276﴾
إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا
الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا
هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿277﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا اتركوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ ﴿278﴾
فَإِنْ
لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِنْ تُبْتُمْ
فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ تستعيدون أصل المال
دون حساب الربا لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿279﴾
وَإِنْ
كَانَ ذُو عُسْرَةٍ ضيقة مالية فَنَظِرَةٌ
إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ فانتظروا فرجا بمعنى انتظروا حتى ييسّر الله الامر وَأَنْ تَصَدَّقُوا
تُسامحوا بالدين خَيْرٌ يكون صدقة
لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿280﴾
وَاتَّقُوا
يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا
كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿281﴾
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى
فَاكْتُبُوهُ ۚوَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ المُوَثّق القانوني ۚ وَلَا يَأْبَ يرفض كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ الاّ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ وفق الشرع فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ ينطق ببنود العقد الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ المدين وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا
يَبْخَسْ يُنقص مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ
كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا الرجل
الذي لا يستطيع التصرف أَوْ ضَعِيفًا الذي
ليس له قدرة على ابداء الرأي كالطفل أو المُسنّ أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ
أَنْ يُمِلَّ هُوَ بمعنى اذا كان أخرساً لا ينطق
فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وكيله الشرعي
وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ شاهدين
مِنْ رِجَالِكُمْ ۖ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ
مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ
تنسى إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا
يَأْبَ الشُّهَدَاءُ لا يرفضون ان يشهدوا إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ
صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ المعنى
كتابة التفاصيل والحرص على ذكر مدة العقد ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ أعدل عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ أصلح لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أقرب الى الله من أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ تشكّوا في الاّمر إِلَّا
أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ
كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ عصيان منكم وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ
اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿282﴾
وَإِنْ
كُنْتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ رهن نقدي او مُلكية مَقْبُوضَةٌ مدفوعة للدائن فَإِنْ أَمِنَ استأمن على مال او عقار او رزق بَعْضُكُمْ
بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ۗ
وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ لا تمتنعوا عن الشهادة بالحق ۚ وَمَنْ
يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
﴿283﴾
لِلَّهِ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِنْ تُبْدُوا تُظهروا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ
يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ
ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿284﴾
آمَنَ
الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ
بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ
مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا
وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿285﴾
لَا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا
اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ
رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا عذابا
مهلكا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا
وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا
وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
﴿286﴾