14‏/02‏/2016

سورة آل عمران - 3

3 *سورة آل عمران *  (200 آية)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الم (الله أعلم بها) ﴿1﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ (الخالد الذي لا يموت) الْقَيُّومُ (إسم من أسماء الله وصفاته ويعني المُتيقظ دائم الحركة) ﴿2﴾ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ (القرآن) بِالْحَقِّ (بالقول الصائب) مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ (فيه التأكيد على صدقية أنباء الرسل والصحف الأولى) وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ﴿3﴾ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ (الآيات التي تفرق بين الحق والباطل) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ (قوي لا يعجزه شيء) ذُو انْتِقَامٍ ﴿4﴾ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴿5﴾ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ (يُشكّل هيئاتكم) فِي الْأَرْحَامِ (جمع رحم وهو موضع تكوين الجنين عند المرأة) كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿6﴾ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ (القرآن) مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ (مُتقنات في مبناها ومعناها) هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ (أصل القرآن) وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ (في المبنى والمعنى) فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ (مكر أو شكّ) فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ (يطعنون بالآيات المتشابهات) ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ (سعياً الى تحريفه) وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ (الضالعون) فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ (لا يعتبر) إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (أصحاب الحكمة والعقل ... وقد عرّفهم الله في سورة الرعد الآية 20 والآية 21 أنهم "الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق" _ "والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة") ﴿7﴾ رَبَّنَا لَا تُزِغْ (لا تُضلّ) قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ  لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴿8﴾ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ (تجمعهم وتحشرهم) لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (لا ينكث وعده) ﴿9﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ (لن تفيدهم) أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا (ولو قليلا) وَأُولَٰئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ ﴿10﴾ كَدَأْبِ (كمثَل) آلِ (أهل وحاشية) فِرْعَوْنَ (اختلف المفسرون اذا كان "فرعون" إسم أو لقب خصوصا انه في قصة يوسف ذُكر الحاكم بلقبه "الملك" ولم يُطلق عليه لقب فرعون) وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ (قضى عليهم) اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ (بسبب كفرهم وإجرامهم) وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿11﴾ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ(اسم مشتق من البؤس بمعنى الحزن والمشقّة والشدّة) الْمِهَادُ (المرقد) ﴿12﴾ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ (عبرة) فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا (تواجهتا للقتال) فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ (ضعف عددهم) رَأْيَ الْعَيْنِ (رؤية واضحة) وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي (أصحاب) الْأَبْصَارِ (العقول النوابغ) ﴿13﴾ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ (الأوزان الثقيلة) مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ (عليها علامة مُلكية) وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ (الأراضي الزراعية) ذَٰلِكَ مَتَاعُ (ترف) الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (المُنقلَب الأمثل والأفضل) ﴿14﴾ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ (لا يحضن) وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ (خبير) بِالْعِبَادِ ﴿15﴾ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا (جنّبنا) عَذَابَ النَّارِ ﴿16﴾ الصَّابِرِينَ (على البلاء) وَالصَّادِقِينَ (في إيمانهم) وَالْقَانِتِينَ (الخاشعين الى الله) وَالْمُنْفِقِينَ (المتصدّقين) وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (أواخر الليل) ﴿17﴾ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا (حاكما) بِالْقِسْطِ (بالعدل) لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ (القدير) الْحَكِيمُ (صاحب الحكمة المتناهية) ﴿18﴾ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (اليهود والكتاب هو التوراة) إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ (أظهر لهم التوراة حقيقة محمد والإسلام) بَغْيًا بَيْنَهُمْ (عدوانا منهم على بعضهم البعض) وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿19﴾ فَإِنْ حَاجُّوكَ (جادلوك) فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ (سلّمت أمري) لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ (من المؤمنين) وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (اليهود والتوراة) وَالْأُمِّيِّينَ (أعراب البادية) أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا (رفضوا الإيمان) فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ (تبليغ الرسالة) وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿20﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ (يحكمون بالعدل) مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿21﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴿22﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ (إشارة الى ذكر بني إسرائيل في القرآن) يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ (التوراة) لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ (يرفض) فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (مُعترضون) ﴿23﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (أوهمهم معتقدهم أنّ تكذيبهم محمد هو واجب ديني) ﴿24﴾ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ (سُدّد حساب) كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ (من حسنات وسيئات) وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿25﴾ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿26﴾ تُولِجُ (تُدخل) اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ (تُخرج المخلوق الحي من النطفة المعدومة) وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ (وتُخرج النطفة المعدومة من المخلوق الحيّ) وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿27﴾ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ (جمع ولي وهو الذي يتولّى شؤون القوم) مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً (اتقاء شرّهم) وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ (يُنبّهكم من غضبه) وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴿28﴾ قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ (تكتموا نواياكم) أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿29﴾ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا (أمامها) وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ (ترغب) لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا (تتمنّى النفس لو كان عملها السيء ليس حاضراً أمامها وبعيد كل البعد عنها) وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ (عطوف) بِالْعِبَادِ ﴿30﴾ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿31﴾ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا (إن عارضوا) فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴿32﴾ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ (إشارة الى عائلة عمران والد السيدة مريم أمّ السيّد المسيح) عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿33﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ (التناسل والانتساب الى آدم) وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿34﴾ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا (خادماً لله في المعبد دون أجر) فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿35﴾ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ (إشارة الى أنّ خدمة المعبد مقتصرة على الذكور) وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا (أحميها) بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا (نسلها) مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (المحكوم عليه بالرجم) ﴿36﴾ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ (قبل الله مريم لتكون خالصة له وهيّأ لها حسن الرعاية) وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا (أنشأها نشأة كريمة) وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا (جعله يتولّى تربيتها) كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا (طعاما) قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ (من أين) لَكِ هَٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿37﴾ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ (بقدرتك) ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴿38﴾ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ (المسيح) وَسَيِّدًا وَحَصُورًا (مُمتنع عن شهوات النفس) وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿39﴾ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ (كيف) يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ (لا تُنجب) قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴿40﴾ قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً (أعطني إشارة أنني لا أحلم) قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ (الإشارة هي أنّ لسانك سيعجز عن النطق) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا (الا إيحاءً) وَاذْكُرْ رَبَّكَ (ادعوه) كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (ليلاً ونهاراً) ﴿41﴾ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ (منع عنك الحيض) وَاصْطَفَاكِ (اختارك) عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴿42﴾ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي (اخشعي) لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴿43﴾ ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ (قصص الماضي المجهول) نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ (عيدان القرعة) أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ (من يتولّى رعايتها) وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ يتجادلون ﴿44﴾ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ (كلمة كن فيكون قالها الله لخلق عيسى) اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا (له منزلة عالية) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿45﴾ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ (سرير المولود) وَكَهْلًا (رجلا ناضجا) وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿46﴾ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ (كيف) يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي (لم يُجامعني) بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا (إذا حكم بأمر) فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿47﴾ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ (العلوم) وَالْحِكْمَةَ (المعرفة) وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ﴿48﴾ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ (دليل وبرهان) مِنْ رَبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ (أشفي) الْأَكْمَهَ (الأعمى أو الذي عنده مرض في عينيه) وَالْأَبْرَصَ (المُصاب بداء البرص) وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ (تُخزّنون) فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً (دليل على قدرة الله) لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿49﴾ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ (من طعام وخلافه) وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ (تفويض) مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿50﴾ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ (نهج) مُسْتَقِيمٌ ﴿51﴾ فَلَمَّا أَحَسَّ عيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ (هم أول من آمن بعيسى ورسالته وقد اشتُق لقبهم من كلمة يحور الثوب أي يغسله ويُبيّضه فيكون "ناقياً صافياً" وقد ثبت وصفهم أصفياء المسيح أو تلامذته) نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿52﴾ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ (الإنجيل) وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (بوحدانية الله وبرسله وكتبه) ﴿53﴾ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ (أفشل مكرهم) وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴿54﴾ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿55﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴿56﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ (يُعطيهم ثوابهم كاملا) وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿57﴾ ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْر الْحَكِيمِ (القرآن المُحكمة آياته) ﴿58﴾ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (الاثنين وُلدوا بقدرة الله من دون أن يكون أيّ منهما نتيجة ولادة طبيعية) ﴿59﴾ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (المشكّكين) ﴿60﴾ فَمَنْ حَاجَّكَ (جادلك) فِيهِ (بالقران) مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ (نتضرّع الى الله) فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿61﴾ إِنَّ هَٰذَا (القرآن) لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿62﴾ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ ﴿63﴾ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ (اليهود والنصارى) تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ (أمر جامع) بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا (لا نعبد آلهة) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا (إن أعرضوا) فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿64﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ (لم تُجادلون فيه وتنسبونه اليكم) وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿65﴾ هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ (جادلتم) فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ (بما تعرفونه من التوراة والإنجيل) فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿66﴾ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا (مستقيماً مخلصاً مائلاً الى طاعة الله وعبادته وحده) مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿67﴾ إِنَّ أَوْلَى (أحقّ) النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ( بالإنتماء إليه)  لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ (الذين ساروا على مبدأ إيمانه ودينه) وَهَٰذَا النَّبِيُّ (محمد) وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (يرعى شؤونهم) ﴿68﴾ وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ (يُضيّعوكم عن دينكم) وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿69﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (إنها من عند الله) ﴿70﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ (تخلطون) الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ (تُخفون) الْحَقَّ (ما جاء في التوراة والإنجيل عن محمد) وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (حقيقة هذا الأمر) ﴿71﴾ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا (اليهود) بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا (المسلمين) وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (ربما يرجع المسلمون عن إيمانهم) ﴿72﴾ وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ (بعض اليهود ينصحون أتباعهم أن لا يؤمنوا بدين غير دينهم) قُلْ (يا محمد) إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ (هو يهدي من يشاء) أَنْ يُؤْتَىٰ (ينال) أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ (يُجادلوكم) عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ (النعمة) بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ (وفير العطاء) عَلِيمٌ ﴿73﴾ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ (يُلقي وحيه على) مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿74﴾ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ (وزن ثقيل من الذهب أو النقود يعادل الطن) يُؤَدِّهِ (يوفيه) إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا (الّا إذا ألححت في طلبه) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ (أعراب البادية) سَبِيلٌ (بمعنى لا نُلام باضطهادهم) وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿75﴾ بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ أبرّ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (الخاشعين لله) ﴿76﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا (ألذين ينكثون عهودهم مع الله لمنفعة بسيطة) أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ (لا مصداقية) لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ (لا يُطهّر نفوسهم) وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿77﴾ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ (يتلون قولاً محرّفاً على وزن آيات القران) لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿78﴾ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ (دعاة الى الله) بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (علّموا الناس ما علمتم من دينكم) ﴿79﴾ وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿80﴾ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ (أخذ الله من الأنبياء والرسل عهد التزام أن يؤمنوا بمحمد وينصروه كما صدّق بهم وبما انزل الله عليهم من كتب) قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ (هل وافقتم والتزمتم) وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي (والتزمتم بالعهد معي ... الإصر هو العهد الذي يصعب الالتزام به) قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿81﴾ فَمَنْ تَوَلَّىٰ (نكث العهد) بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (الفاسدون) ﴿82﴾ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿83﴾ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ (أبناء وأحفاد يعقوب) وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿84﴾ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿85﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ (الأدلّة الدامغة) وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿86﴾ أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿87﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (لا يُنظر بأمرهم) ﴿88﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا (أحسنوا إيمانهم) فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿89﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (عن الإيمان) ﴿90﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴿91﴾ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ (الثواب) حَتَّىٰ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (تتصدّقوا بالعزيز عليكم من أموال ونفائس) وَمَا تُنْفِقُوا تصدّقوا) مِنْ شَيْءٍ ( إن كان قليلا أو كثيرا) فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿92﴾ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (يقول الله لنبيّه من باب العلم ان كلّ الطعام كان حلالا لبني إسرائيل الا ما حرّم يعقوب على نفسه من أطعمة يحبّها تقرّباً الى الله وذلك قبل نزول التوراة ثم يأمر الله نبيّه أن يتحدّى اليهود لكي يأتوا بالتوراة ويتلوا آياته أمام الناس لكي يتبيّن من على حقّ) ﴿93﴾ فَمَنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ (الذي يقول كذبا ويُرجع قوله الى الله) مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿94﴾ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا (الحنيف هو من يميل عن العقيدة الباطلة ويُخلص في طاعة الله ووحدانيته .. وأصل الكلمة من الانحناء والتقوّس ... الحنف هو الميل عن الخط أو الطريق المتّبع) وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿95﴾ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ (لله) وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ (مكّة) مُبَارَكًا (من الله) وَهُدًى (قبلة ونور) لِلْعَالَمِينَ ﴿96﴾ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ (علامات واضحة جليّة على بركة هذا البيت) مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ (المكان الذي رفع عنده إبراهيم أساسات الكعبة ودعا ربه أن يجعله آمنا ويحج الناس اليه) وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا (الله يفرض الحج على من يستطيع ماديا ومعنويا تأدية فريضة الحج) وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (ليس بحاجة للناس جميعهم) ﴿97﴾ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ (اليهود والنصارى) لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ (شاهد) عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ ﴿98﴾ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا (تريدون العبث في الدنيا) وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ (عالمين بنصوص التوراة) وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿99﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (بعض أحبار اليهود وأصحاب السلطة منهم) يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿100﴾ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَنْ يَعْتَصِمْ (يتمسّك) بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (الإيمان الصحيح) ﴿101﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿102﴾ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ (تمسّكوا بإيمانكم بالله) جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا (لا تتفرّقوا جماعات) وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا (تآخيتم مع بعضكم في المحبة لله) وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ (مسافة قريبة جدا) مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ (هكذا يُظهر ويُفصّل) اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿103﴾ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (يمنعون القبائح والمعاصي) وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الفائزون بالجنة) ﴿104﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا (مذاهبا وشيَعا) وَاخْتَلَفُوا (في تفسير شرائع الله) مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ (آيات الله) وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿105﴾ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ (تنشرح وتسعد) وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ (تعبس وتنقبض) فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ (انقبضت) وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿106﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ (ينعمون برضا الله في جنّته) هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿107﴾ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ﴿108﴾ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿109﴾ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (يُكلّم الله أمّة الإسلام يوم القيامة ويُعلمهم بأنّهم كانوا من أفضل الأمم في الدنيا) تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (تمنعون الفواحش والمعاصي) وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ (اليهود والنصارى) لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿110﴾ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى (الشتم والسبّ) وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ (يفرّون من المعركة) ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴿111﴾ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ (تصيبهم المهانة) أَيْنَ مَا ثُقِفُوا (في أيّ زمان ومكان هم فيه) إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ (يعيشون تحت حماية الناس) وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ (حلّ عليهم غضب الله الدائم) وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ (لزمتهم) الْمَسْكَنَةُ (الإحتياج الى الغير) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿112﴾ لَيْسُوا سَوَاءً (لا يتساوى هؤلاء الكفار مع المؤمنين) مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ (فيهم فريق مُتعبّد) يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ (خلال) اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴿113﴾ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (يمنعون الفاحشة) وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿114﴾ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ (لن يضيع سُدى) وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴿115﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ (لن تنفعهم) أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۚ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿116﴾ مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ (من أموال على المكائد لصدّ رسالة محمد) فِي هَٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ (برد قارص) أَصَابَتْ حَرْثَ (أتت على زرع) قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ (كفروا بنعمة الله) فَأَهْلَكَتْهُ (أحرقته) وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿117﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا (لا تصاحبوا) بِطَانَةً (فئة) مِنْ دُونِكُمْ (ليسوا مؤمنين مثلكم) لَا يَأْلُونَكُمْ (لا يُقصّرون) خَبَالًا (في إحباط عزيمتكم) وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ (يتمنون لكم العناء والشقاء) قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ (ما يضمرونه) أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿118﴾ هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا (اختلوا بأنفسهم) عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿119﴾ إِنْ تَمْسَسْكُمْ (تُصبكم) حَسَنَةٌ (نصر) تَسُؤْهُمْ (تُؤذيهم) وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ (هزيمة) يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ (مكرهم) شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿120﴾ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿121﴾ إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿122﴾ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ (معركة بدر) وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ (ضعفاء قليلين العدد والعدّة) فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿123﴾ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ (يُرسل الدعم والإمدادات العسكرية) رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (من السماء) ﴿124﴾ بَلَىٰ ۚ إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَٰذَا (على الفور) يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (بجهوزية عالية رافعين رايات القتال) ﴿125﴾ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ (الوعد بالإمدادات والدعم بتنزيل الملائكة) إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿126﴾ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا (يشلّ قدرتهم على القتال) أَوْ يَكْبِتَهُمْ (يُحبط عزيمتهم) فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (يرجعوا الى ديارهم مهزومين) ﴿127﴾ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ (لا شأن لك يا محمد بما سيصيبهم) أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴿128﴾ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿129﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً (لا تفرضوا فائدة على أصل الديْن بنِسب كبيرة أو بما يُعرف بالفائدة المركّبة) وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿130﴾ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴿131﴾ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (أملاً بأن تنالوا الفوز بالجنة) ﴿132﴾ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ (إشارة الى وسعها) أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (المطيعين المخلصين لله) ﴿133﴾ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ (يتصدّقون) فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ (أوقات اليسر والعسر) وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ (المسيطرين على غضبهم) وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ (المتسامحين مع الناس) وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿134﴾ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً (معصية) أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا (ندموا) عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿135﴾ أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚوَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (ما أحسن ثواب الذين يعملون الصالحات) ﴿136﴾ قَدْ خَلَتْ (صارت من الماضي) مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ (مناهج وعقائد أمم) فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ(ادرسوا التاريخ) فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ (جزاء) الْمُكَذِّبِينَ ﴿137﴾ هَٰذَا (القرآن) بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴿138﴾ وَلَا تَهِنُوا (لا تضعفوا) وَلَا تَحْزَنُوا (لا تيأسوا) وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ (أقوى وأرفع درجة) إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿139﴾ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ (هزيمة ... القرح هو ألم من جرح أو إصابة) فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ (لا شيء ثابت في الحروب كما في الحياة) وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿140﴾ وَلِيُمَحِّصَ (يختبر) اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ (يهزم) الْكَافِرِينَ ﴿141﴾ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴿142﴾ وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (إشارة الى معركة أُحد) ﴿143﴾ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ (هو مثل من سبقه من الرسل أدّوا رسالتهم وتوفاهم الله) أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ (رجعتم الى كفركم) وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ (العقب هو مؤخّرة القدم) فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴿144﴾ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا (الموت له أوان) وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴿145﴾  وَكَأَيِّنْ (كم) مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ أنصار كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا (لم يتأثّروا) لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا (لم يتوقّفوا عن القتال حتى انتصروا) وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴿146﴾ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا (إفراطنا في المعاصي) وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا (قوّي عزيمتنا) وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿147﴾ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿148﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ (يُرجعونكم عن إيمانكم بالله ويُضعفوا ثباتكم) فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (ترجعون منهزمين) ﴿149﴾ بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ (هو الذي يتولّى أمركم) وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ﴿150﴾ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا (إشارة الى ما كانوا يعبدون من أصنام ليس لها صفة الألوهية ولا إذن من الله) وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى (دار) الظَّالِمِينَ ﴿151﴾ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ (تُقاتلوهم) بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ (انهزمتم) وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ (ألقيتم الملامة على بعضكم البعض) وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ (من بعد أن نصركم على الكفّار) مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ (شغلكم بالغنائم عن القتال) لِيَبْتَلِيَكُمْ (يختبر إيمانكم) وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿152﴾ إِذْ تُصْعِدُونَ (تهربون من المعركة) وَلَا تَلْوُونَ (لا تردّون) عَلَىٰ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ (يناديكم من آخر الصفوف) فَأَثَابَكُمْ (جزاكم) غَمًّا بِغَمٍّ (غمّ الهزيمة وغمّ إشاعة موت الرسول) لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ (على ما خسروا من غنائم بعد أن تأكّدوا من عدم موت الرسول) وَلَا مَا أَصَابَكُمْ (كما أنساهم الهزيمة) وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿153﴾ ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ (الشدّة) أَمَنَةً (أمناً) نُعَاسًا (طُمأنينة) يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ (إشارة الى المنافقين الذين يدّعون الإيمان) يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ (هؤلاء إيمانهم بالله كما كانوا يؤمنون به في الجاهلية أي يُشركون بعبادته مع الأصنام) يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ (لم يكن قرار القتال بأيدينا) قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ (لو كان قرار القتال يرجع لنا) مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿154﴾ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا (هربوا من المعركة) مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ (تواجه المؤمنون والكفار) إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ (أزلّهم) الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا (من ذنوب ... إشارة الى ترددهم في القتال) وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿155﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ (الضرب في الأرض هو السفر من اجل الرزق) أَوْ كَانُوا غُزًّى (السفر للجهاد) لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً (غصّة وندم) فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿156﴾ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (من أموال وذرّية) ﴿157﴾ وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (مرجعكم يوم الحشر أمام الله) ﴿158﴾ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ (رأفت بهم) وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا (جلفاً) غَلِيظَ (قاسي) الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (لتركوك) فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴿159﴾ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ (إذا يتخلّى عنكم) فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿160﴾ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ (يبخل عن العطاء وتوزيع الغنائم) وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ (يُحاسب الناس بالعدل والإنصاف) وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿161﴾ أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ (ابتلي) بِسَخَطٍ (غضب) مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿162﴾ هُمْ دَرَجَاتٌ (لهم تراتبية في الثواب والعقاب) عِنْدَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿163﴾ لَقَدْ مَنَّ (تفضّل) اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ (يُطهّر قلوبهم) وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ (بيان الشرائع والمناسك والسُنن) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (مُطبق) ﴿164﴾ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ (إذا انهزمتم مرّة) قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا (فقد انتصرتم مرتين) قُلْتُمْ أَنَّىٰ (كيف) هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ (بسبب أعمالكم) إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿165﴾ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ (نكسة المسلمين في معركة أحد) فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿166﴾ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا (خادعوا الرسول) وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا (شاركوا بأموالكم) قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴿167﴾ الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا (امتنعوا عن القتال) لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا (امنعوا) عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿168﴾ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿169﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (بالجنة) وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ (يفرحون بإخوانهم الذين ما زالوا يقاتلون) أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿170﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ (يفرحون بما انعم الله وتفضّل عليهم) وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿171﴾ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ (بعد أن ذاقوا مرارة الهزيمة) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿172﴾ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ (حشدوا الجنود للقتال) فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿173﴾ فَانْقَلَبُوا (انتصروا ورجعوا الى ديارهم) بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ (لم يصبهم أي ضرر) وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴿174﴾ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿175﴾ وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ۚ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا (نصيبا في الجنة) فِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿176﴾ إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ (الذين باعوا أنفسهم للكفّار) لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿177﴾ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ (ما نزيدهم من مال وسلطان) خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا (معصية) وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴿178﴾ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ (يترك) الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ (يفرق) الْخَبِيثَ (المنافق) مِنَ الطَّيِّبِ (المؤمن) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ (المستقبل) وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي (يستخلص) مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿179﴾ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (من مال وجاه) هُوَ خَيْرًا لَهُمْ ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (سيكون مالهم طوق نار حول أعناقهم) وَلِلَّهِ مِيرَاثُ (مُلك) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿180﴾ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿181﴾ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ (جنت أنفسكم) وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴿182﴾ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا (أخذ منّا عهداً) أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ (المعجزات) وَبِالَّذِي قُلْتُمْ (ما قالوه عن القرابين) فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿183﴾ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ (الصحف الأولى) وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (التوراة) ﴿184﴾ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ (تُجازوْن على أعمالكم من دون نقص لحقوقكم) يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (ترف للمُغترّ بالدنيا وهو ترف زائل) ﴿185﴾ لَتُبْلَوُنَّ (سيختبركم الله) فِي أَمْوَالِكُمْ (الفقر) وَأَنْفُسِكُمْ (مصيبة الموت) وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا (إن تثبتوا على طاعة الله) فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (دليل على الجلد وقوة الإيمان) ﴿186﴾ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (التوراة) لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ (لا تخفوا أجزاء منه) فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ (أهملوه) وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا (باعوا عهد الله ليشتروا ترف الدنيا) فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (قبحا لهذه التجارة) ﴿187﴾ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا (بكثرة مالهم) وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا (أن يمدحهم الناس) بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ (ناجين) مِنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿188﴾ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿189﴾ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ (تعاقب) اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ (دلائل على إبداع الله في الخلق) لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿190﴾ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ (في كل أحوالهم) وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿191﴾ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ (خيّبته) وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴿192﴾ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا (تجاوز عن) سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (المؤمنين الصالحين) ﴿193﴾ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا (الوعد بالجنة) عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا )لا تُذلّنا( يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (الله لا يُخلف وعده) ﴿194﴾ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴿195﴾ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ (لا تكترث بثرائهم وترفهم) الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ﴿196﴾ مَتَاعٌ قَلِيلٌ (نعيم زائل) ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (قُبّح السكن والمأوى) ﴿197﴾ لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا (أماكن تأهيل وترحيب) مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۗ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴿198﴾ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا (لا يكفرون من أجل مصالح رخيصة) أُولَٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿199﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا (كونوا على أهبّة الاستعداد) وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿200﴾

ليست هناك تعليقات: