14‏/02‏/2016

سورة الأنفال - 8

8 *سورة الأنفال* (75 آية) 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ (الغنائم) قُلِ الْأَنْفَالُ (قرار توزيعها) لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ (ارضوا بقسمتكم) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿1﴾ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ (رجفت وخشعت) قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (يتصدّقون) ﴿3﴾ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَهُمْ دَرَجَاتٌ (مقامات عالية) عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (الفوز بالجنّة) ﴿4﴾ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ (إشارة الى الهجرة من مكة الى المدينة) بِالْحَقِّ (قرار الله الصائب) وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ﴿5﴾ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ (يُناقشونك في امر الجهاد في سبيل الله) بَعْدَمَا تَبَيَّنَ (بعد ان صدر قرار الجهاد) كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (يتباطؤون في الذهاب الى القتال وكأنّهم يشاهدون الموت بأعينهم من شدّة خوفهم) ﴿6﴾ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ (النصر أو الشهادة) أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ )تتمنّون( أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ (وكأنكم تحبّون ان تكونوا أتباعاً وليس أحرارا)ً وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ (ينصركم كما وعدكم) وَيَقْطَعَ دَابِرَ (يُبيد قوّة) الْكَافِرِينَ ﴿7﴾ لِيُحِقَّ الْحَقَّ (يعزّز الإيمان بنصر المسلمين) وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ (يهزم الكفر) وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴿8﴾ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ (تدعون الله بشدّة وإصرار طالبين النجدة والنجاة) فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ )مؤيّدكم( بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (يتبع بعضهم بعضا) ﴿9﴾ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ (إنزال الملائكة للدعم) إِلَّا بُشْرَىٰ (بشارة النصر) وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿10﴾ إِذْ يُغَشِّيكُمُ (يُغلّب عليكم) النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ (لتطمئنّوا) وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ (يُذهب عنكم عناء السفر) وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ (كيد) الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ (يُشجّعكم) وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (يثبّتكم في المعركة) ﴿11﴾ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا (ساندوا وانصروا) الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ (يجوز ان يكون المعنى هو تشتيت الكفار إذ لم يثبت أن الملائكة شاركوا فعلا بالقتال بالسيوف) وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (يجوز ان يكون المعنى هو شلّ أنامل وأصابع الكفّار لإسقاط رايات الكفار فيقع الفزع في قلوبهم .. وقد ثبُت علميّاً أن كل عُقلة من أصابع اليد مُرتبطة بجهاز عضوي من أجهزة الجسم كالقلب والكبد والطحال وغيرها من الأعضاء فيجوز ان يكون قطع البنان يعني إيقاف تلك الأجهزة العضوية عن عملها) ﴿12﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا (قاتلوا وحاربوا) اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿13﴾ ذَٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ (إشارة الى هزيمة الكفار في بدر) وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ ﴿14﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا (زاحفين لقتالكم) فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (لا تهربوا منهم) ﴿15﴾ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ (ظهره .. بمعنى الفرار من المعركة) إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ (الّا متهيئاً آخذاً وضعية المدافع) أَوْ مُتَحَيِّزًا (متحالفاً) إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ (بات) بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿16﴾ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ (يُخبر الله رسوله ان كل رمية رمح أو ضربة سيف كانت بفضل الله فصار المسلمون يرمون الرمح فتكون في الرمية بركة من الله فتصيب الكافر وتقضي عليه) وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا نصرهم الله) إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿17﴾ ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ (مُضعف) كَيْدِ (مكر وقوة) الْكَافِرِينَ ﴿18﴾ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا (تستبشروا أيها الكفار بالنصر... إشارة الى ان الكفار دعوا بالنصر لأقوى الفريقين وبظنّهم انهم الأقوى) فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ (فقد استجاب الله ونصر المؤمنين عليهم لأنهم الأقوى) وَإِنْ تَنْتَهُوا (تكفّوا عن محاربة الرسول والمؤمنين) فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَإِنْ تَعُودُوا (الى القتال) نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا (لن تنفعكم قوتكم) وَلَوْ كَثُرَتْ (ولو زاد عددها وعديدها) وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿19﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ (لا ترحلوا عن الرسول) وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (آيات الله) ﴿20﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (إشارة الى بني إسرائيل الذين كانوا يرفضون الاعتراف بالقرآن ورسالة محمد) ﴿21﴾ إِنَّ شَرَّ (أسوأ) الدَّوَابِّ (البهائم) عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ (الطرشان والخرسان) الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿22﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ (لهداهم) وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا (نفروا وابتعدوا) وَهُمْ مُعْرِضُونَ (رافضون الإيمان) ﴿23﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ (لما يرفع من شأنكم) وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ (يضع حاجزاً) بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿24﴾ وَاتَّقُوا (تجنّبوا)  فِتْنَةً (مكيدة) لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (لأنّ تلك الفتنة لن يقع فيها الكافرون فقط) وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿25﴾ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ (مغلوبون على أمركم) تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ (يقهركم الكفار ويسلبونكم أموالكم) فَآوَاكُمْ (إشارة ان جعل الله المدينة مأوى للمؤمنين) وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿26﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ (الذين أفشوا خطط الرسول العسكرية للكفار وقد استأمنهم عليها) وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (ان هذا يمكن أن يتسبب بهزيمة المؤمنين) ﴿27﴾ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ (اختبار من الله ليعلم كيف ستتصرفون في حال كثر مالكم ونسلكم) وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿28﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا (تُخلصوا لله) اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا (قلباً مؤمناً) وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ (يمحو) سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿29﴾ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ (يخدعك) الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ (يهزموك) أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ (يطردوك) وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ (هم يتآمروا والله يُفشل مؤامراتهم) وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (مكر الله هو لخير الناس وليس لأذاهم) ﴿30﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۙ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (خرافات عن الأمم السابقة) ﴿31﴾ وَإِذْ قَالُوا (الكافرون) اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَٰذَا (القرآن) هُوَ الْحَقَّ (تنزيل الله) مِنْ عِنْدِكَ (اليك حسب قولك) فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (مصيبة موجعة) ﴿32﴾ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ (يا محمد) فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿33﴾ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ (ولماذا لا يعذبهم الله) وَهُمْ يَصُدُّونَ (يمنعون المؤمنين) عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ (هم ليسوا الموكلين به) إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ (القائمون عليه) إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿34﴾ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً (صفيرا) وَتَصْدِيَةً (تصفيقا) فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿35﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ (يُهزمون) وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴿36﴾ لِيَمِيزَ (يفرّق) اللَّهُ الْخَبِيثَ (الكافر) مِنَ الطَّيِّبِ (من المؤمن) وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿37﴾ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا (يتوقّفوا عن الكفر وقتال الرسول والمؤمنين) يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ (يعفو الله عنهم ما مضى من ذنوبهم) وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (سيكون مصيرهم كمصير من سبقهم من كفار الأمم السابقة) ﴿38﴾ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ (حرَض) وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا (توقّفوا عن قتال المسلمين) فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الله اعلم بنواياهم) ﴿39﴾ وَإِنْ تَوَلَّوْا (إن لم يسمعوا النصيحة واصرّوا على قتال المسلمين) فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ (كفيل بكم) نِعْمَ الْمَوْلَىٰ (الكفيل) وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴿40﴾ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ (الأقرباء) وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ (عابر السبيل الذي انقطع عنه ماله) إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ (إشارة الى ما شرع الله في الغنائم يوم بدر ويُسمّى يوم الفرقان لأنّ الله نصر الحق على الباطل وفرقه عنه) وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿41﴾ إِذْ أَنْتُمْ (المسلمون) بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا (جانب الوادي من ناحية المدينة) وَهُمْ (الكفار) بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ (جانب الوادي من ناحية مكة) وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ (قافلة قريش في مكان قريب منكم) وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ (لو كان بينكم موعدا لما التقيتم في الموعد المحدّد) وَلَٰكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا (ليستوفي الله قضاءه بالكفّار) لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ (ينهزم الكفار على عقيدتهم) وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ (ينتصر المؤمنون على عقيدتهم) وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿42﴾ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا (أرى الله الرسول في منامه ان عدد الكفار قليل ليُطمئن قلبه ولا تهبط عزيمته وعزيمة المؤمنين) وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ (تردّدتم عن القتال) وَلَٰكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ ۗ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿43﴾ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا (يرفع معنوياتهم) وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ (يستخفون بهم) لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا (نصر المسلمين) وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿44﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً (إذا واجهتم عدوا في القتال) فَاثْبُتُوا (لا تتراجعوا) وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿45﴾ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا (لا تختلفوا مع بعضكم في امر القتال) فَتَفْشَلُوا (تضعفوا) وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ (تفقدوا سيطرتكم في المعركة) وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿46﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا (طمعاً بغنيمة) وَرِئَاءَ النَّاسِ (الاستعلاء على المؤمنين) وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (يحاربون الله ورسوله) وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (عالم بنواياهم ومكرهم) ﴿47﴾ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ (أوهمهم بالنصر) وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ (ناصركم) فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ (تواجه الجمعان) نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ (تملّص من وعده) وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿48﴾ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ (ضعاف الإيمان) غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ (يقول المنافقون ان دين المؤمنين أوهمهم بالنصر) وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿49﴾ وَلَوْ تَرَىٰ (يا محمد) إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (ظهورهم) وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿50﴾ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ (بسبب كفركم) وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴿51﴾ كَدَأْبِ (مثل) آلِ فِرْعَوْنَ ۙ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (الأمم قبل آل فرعون) كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ (قضى عليهم) اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿52﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ (الله لا يُبدّل حال الناس الذين أنعم عليهم الّا إذا اصرّوا على الكفر فيأخذ منهم كل ما جمعوه من مال وجاه وسلطان) وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿53﴾ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ۙ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ (أبدناهم بسبب كفرهم) وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ ۚ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ ﴿54﴾ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿55﴾ الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ (أخذت منهم عهدا) ثُمَّ يَنْقُضُونَ (يُخالفون وينكثون) عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ ﴿56﴾ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ (إذا واجهتهم) فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ (شتّت فرقهم العسكرية وزعزع خطوط دفاعهم) لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (عسى أن يعتبروا ويوقفوا القتال) ﴿57﴾ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ (افسخ العهد معهم كما خانوك) إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴿58﴾ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا (فرّوا من قضاء الله بهم) إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ﴿59﴾ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ (كونوا دائما على جهوزية عالية للقتال .. رباط الخيل تعني ربط عدة القتال على ظهور الخيل) تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ (إشارة الى المنافقين واليهود الذين كانوا يدعمون الكفار سرّاً) وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ (سيعوّض الله عليكم كل ما تُنفقونه في الجهاد في سبيله) وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿60﴾ وَإِنْ جَنَحُوا (مالوا) لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿61﴾ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ﴿62﴾ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ (جمعهم على المحبة والإلفة) لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿63﴾ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿64﴾ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ (حمِّس) الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (لا يستوعبون) ﴿65﴾ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ (أخذ الله عنكم زمام المعركة) وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا (قلّة في العتاد والعدد) فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ (إشارة الى أنّ الله ألقى في قلوبهم الشجاعة والثبات) وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿66﴾ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ (يُسرِف في القوة والظلم) تُرِيدُونَ عَرَضَ (ترف) الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ (منع الله الأنبياء و المؤمنين من مبادلة الأسرى بالمال من أجل الكسب وزيادة الثروة) وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿67﴾ لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ (إشارة الى أن الله أجاز لهم الانتفاع من الغنائم) لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ (لأصابكم فيما غنمتم) عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿68﴾ فَكُلُوا (انعموا) مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿69﴾ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَىٰ (انصحهم) إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ (بشّرهم بأنّ الله سيعوض عليهم أكثر مما خسروه في المعارك ان اهتدوا وآمنوا) وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿70﴾ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ (إشارة الى المنافقين الذين ادّعوا انهم أسلموا) فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ (هؤلاء اعتادوا على الخيانة وهم خانوا الله من قبل) فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ (نصر رسوله عليهم) وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿71﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا (استقبلوا المهاجرين) وَنَصَرُوا أُولَٰئِكَ (الأنصار والمهاجرين) بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (ينصرون بعضهم بعضاً) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ (لستم مسؤولين عنهم) حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ (إن طلبوا منكم إعانتهم لأنهم مسلمين) فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ (حِلف) وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿72﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (ينصرون بعضهم بعضاً) إِلَّا تَفْعَلُوهُ (إذا لم تقضوا على الكفار) تَكُنْ فِتْنَةٌ (فوضى) فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴿73﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴿74﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنْكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿75﴾

ليست هناك تعليقات: