4 *سورة النساء* (176 آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ (التزموا بطاعته) الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ (من آدم) وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ (أخرج) مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ (تسألوه حاجاتكم) وَالْأَرْحَامَ
(جمع رحم وهو المكان الذي يحفظ الجنين .. بمعنى حافظوا
على صِلات الرحم من الأقارب ولا تقطعوها لأنّها منابع للرحمة والعطف والإلفة بين
البشر) إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (مراقباً لما تعملون في الدنيا) ﴿1﴾ وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ (ادفعوا لهم ميراثهم) وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ
بِالطَّيِّبِ (إذا خسرتم أموالكم فلا تجعلوا الخسارة
من أموال اليتامى التي أنتم مؤتمنين عليها) وَلَا تَأْكُلُوا
أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ (لا تخلطوا أموالكم
مع أموالهم وتنفقون منها كأنها أموالكم) إِنَّهُ كَانَ حُوبًا (خطأ وذنباً) كَبِيرًا ﴿2﴾ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا (أن
لا تعدلوا) فِي الْيَتَامَىٰ فَانْكِحُوا (تزوّجوا)
مَا طَابَ لَكُمْ (ما
رغبتم) مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ (أحلّ الله للرجل جمع أربع زوجات شرط العدل بينهن بما في ذلك المساواة
في الملبس والمسكن والمعاملة الطيبة والجنس) فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا
تَعْدِلُوا (بينهن) فَوَاحِدَةً (اكتفوا بزوجة واحدة) أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ (من إمائكم لأن الأمة لا ينطبق عليها
شروط المساواة كالزوجة كما جرت العادة في تلك الأيام والتي لم تعد موجودة في يومنا
هذا بعد أن انتهى زمن الرقيق) ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ (أقوَم) أَلَّا تَعُولُوا (كي لا تظلموا زوجاتكم) ﴿3﴾ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ (ادفعوا
مهورهن) نِحْلَةً (فريضة) فَإِنْ طِبْنَ
لَكُمْ (تنازلن لكم) عَنْ شَيْءٍ (عن جزء) مِنْهُ (من
المهر) نَفْسًا (عن طيب خاطر) فَكُلُوهُ (اقبلوا به) هَنِيئًا مَرِيئًا (حلالا عليكم) ﴿4﴾ وَلَا تُؤْتُوا (لا تُعطوا) السُّفَهَاءَ (اليتامى القاصرين) أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ
اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا (أوصياء عليهم) وَارْزُقُوهُمْ
فِيهَا (أطعموهم منها) وَاكْسُوهُمْ (ألبسوهم منها) وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (لاطفوهم بالحديث) ﴿5﴾ وَابْتَلُوا (اختبروا) الْيَتَامَىٰ
حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ (سنّ الزواج)
فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا (رجاحة عقول) فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا (لا تصرفوها) إِسْرَافًا (بذخاً) وَبِدَارًا (تبذيراً)
أَنْ يَكْبَرُوا (فسوف يكبرون ويحتاجون الى
هذه الأموال) وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ (على الغني أن يعفّ عن الإنفاق من مال اليتيم) وَمَنْ
كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ (فلينفق
منه على نفسه بشرط ان لا يُسرف) فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ
أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴿6﴾ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ (حصّة) مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ (من إرث) وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ
الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ (إن كان هذا الإرث قليلا أو
كثيرا) نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴿7﴾ وَإِذَا
حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ
وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ
(اعطوهم شيئا يسيرا من الإرث) وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (لاطفوهم بالكلام) ﴿8﴾ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ (الوالدين) ذُرِّيَّةً ضِعَافًا (أطفالا صغارا) خَافُوا عَلَيْهِمْ (خافوا على مصيرهم من بعدهم) فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (صائباً) ﴿9﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ (يسرقون) أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا (تعدّيا) إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا
وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴿10﴾ يُوصِيكُمُ اللَّهُ
فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (نصيب الأخ ضعف نصيب الأخت وفي تشريع آخر أن نصيب الأخ مثل نصيب
كل أخت فيتساوون في الإرث) فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ (اكثر من ابنتين) فَلَهُنَّ ثُلُثَا
مَا تَرَكَ ۖ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً (ابنة ليس لها أخ) فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ (والديْ الأب المتوفّي) لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا
السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ
وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ
فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ
وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا (أكثر حرصاً عليكم) فَرِيضَةً (قانوناً مُلزِماً) مِنَ
اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿11﴾ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ
أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ ۚ
فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ ۚ مِنْ بَعْدِ
وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۚ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ
إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ
مِمَّا تَرَكْتُمْ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ وَإِنْ
كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً (ليس له أو لها
ذرية ولا أباء ولا أجداد) أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ
أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ۚ فَإِنْ كَانُوا
أَكْثَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ
يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ (غير
معتدي على شرع الله) وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ
﴿12﴾ تِلْكَ حُدُودُ (أحكام) اللَّهِ ۚ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿13﴾ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ (يُخالف أحكامه) يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا
وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴿14﴾ وَاللَّاتِي
يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ (المتّهمات بالزنا) مِنْ
نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا (أشهدوا) عَلَيْهِنَّ
أَرْبَعَةً مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ شَهِدُوا (أنهنّ ارتكبن فعل الزنا) فَأَمْسِكُوهُنَّ (إحبسوهن) فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ
يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (مخرجاً) ﴿15﴾ وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا (فاحشة الزنا) مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا (عاقبوهما عقوبة تؤذيهم كالجلد مثلاً أو التوبيخ أو الفضيحة
وما غير ذلك من عقوبة تتسبب له ولها ضررا في النفس وفي المجتمع) فَإِنْ
تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا (أخلوا
سبيلهن) إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴿16﴾ إِنَّمَا التَّوْبَةُ
عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ (الذين يرتكبون معصية عن غير قصد أو دراية) ثُمَّ
يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ (ثم يندمون بسرعة) فَأُولَٰئِكَ
يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ (يعفو الله عنهم) وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا (يعلم ما في قلوب البشر) حَكِيمًا (وله الحكمة في قبول التوبة) ﴿17﴾ وَلَيْسَتِ
التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ
إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ (لا تُقبل التوبة من كافر يقرّر التوبة ساعة احتضاره) وَلَا
الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا (جهّزنا) لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿18﴾ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا
تَعْضُلُوهُنَّ (لا تُصعّبوا عليهنّ الأمور) لِتَذْهَبُوا (لتستردّوا) بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ (ما أنفقتم عليهن) إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ (الزِنا)
مُبَيِّنَةٍ (مثبتة) وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ (تعاملوا
معهن باللطف) فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا
وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴿19﴾ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ
زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا (دفعتم مهراً قيمته كبيرة) فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ
شَيْئًا (لا تُطالبوا باسترداده) أَتَأْخُذُونَهُ
بُهْتَانًا (أتستردّونه بغير حق) وَإِثْمًا
مُبِينًا (فتكسبون بذلك ذنبا عظيماً) ﴿20﴾
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ (إشارة الى التعايش وتبادل الأسرار والخصوصيات) وَأَخَذْنَ
مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (عهدا يتعهد به الزوج
عند عقد القرآن أن لا يخالف في زواجه شرع الله ومنه ما يتعلّق بمقدّم ومؤخّر المهر)
﴿21﴾ وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ (لا تتزوّجوا من زوجة أب سابقة) إِلَّا مَا قَدْ
سَلَفَ (من تزوّج من زوجة أبيه السابقة قبل الإسلام لا ضرر من أن يبقيها على ذمّته) إِنَّهُ
كَانَ فَاحِشَةً (معصية) وَمَقْتًا (مكروهاً) وَسَاءَ سَبِيلًا (عواقبه وخيمة) ﴿22﴾ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ
أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ
وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ
وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ (بنات الزوجات من زوج سابق) اللَّاتِي فِي
حُجُورِكُمْ (تحت
رعايتكم) مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ (بنات زوجاتكم اللاتي عاشرتموهن جنسياً وتقومون على تربية
بناتهن ورعايتهن) فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا
جُنَاحَ عَلَيْكُمْ (لا ذنب عليكم ان تتزوّجوا من
ابنة امرأة أردتم زواجها لكن عدلتم قبل الجماع جنسيا) وَحَلَائِلُ (ولا يحلّ لكم الزواج من زوجات وبنات) أَبْنَائِكُمُ
الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ (من نسلكم) وَأَنْ
تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ (حرّم الله زواج
الرجل من اختين معاً) إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ (الا ما حصل قبل الإسلام فلا ضرر من الإبقاء على الزواج) إِنَّ
اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿23﴾ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ (جمع محصنة وهي المرأة الحرّة وهنا تعني المرأة الحرّة
المتزوّجة) حُرّم عليكم الزواج من امرأة متزوجة) إِلَّا مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ (الا السبايا في المعارك .. الله أحلّ
للمؤمن الزواج من امرأة كافر سباها في معركة إذا أسلمت) كِتَابَ (حُكم) اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا
وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ (ما عدا ذلك) أَنْ تَبْتَغُوا تدفعوا بِأَمْوَالِكُمْ
(مهر للزوجة) مُحْصِنِينَ (متصرفين بعفّة)
غَيْرَ مُسَافِحِينَ (غير مرتكبين فاحشة الزنا)
فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ (ادفعوا لهن مهورهن طالما أنكم تتمتعون بالزواج) فَرِيضَةً (دفع المهر فرض واجب دفعه) وَلَا جُنَاحَ (لا حرج) عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ (يتوافق الزوجان على تعديل قيمة المهر بعد دفعه فيزيدان المهر أو
ينقصان منه أو يُلغيانه كلّيا) إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿24﴾
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا (الطول
هو القدرة المالية والماديّة) أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ
الْمُؤْمِنَاتِ (النساء الحرائر) فَمِنْ مَا
مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ
الْمُؤْمِنَاتِ (فليتزوجوا من الجواري أو الفتيات
الفقيرات) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ ۚ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ
(الجميع يتساوون أمام الله) فَانْكِحُوهُنَّ تزوّجوهنّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ (شرط موافقة الأهل) وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ (ادفعوا مهورهنّ) بِالْمَعْرُوفِ (حسب القدرة المالية) مُحْصَنَاتٍ (عفيفات) غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ (غير مرتكبات فاحشة الزنا) وَلَا مُتَّخِذَاتِ
أَخْدَانٍ (ليس لهن عشّاق في السر) فَإِذَا
أُحْصِنَّ (بالزواج) فَإِنْ أَتَيْنَ
بِفَاحِشَةٍ (اذا الإماء ارتكبن فعل الزنا بعد الزواج)
فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ (لها
نصف عقوبة الزوجات الحرائر) مِنَ الْعَذَابِ (العقوبة) ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ (المشقّة والإرهاق) مِنْكُمْ وَأَنْ
تَصْبِرُوا (حتى تتمكّنوا من الزواج من حرّة) خَيْرٌ
لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿25﴾ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ (تقاليد) الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ
عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿26﴾ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ
عَلَيْكُمْ (يغفر لكم) وَيُرِيدُ الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ (الكفار المنغمسون في
شهواتهم) أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (تنحرفوا
عن الإيمان) ﴿27﴾ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ (إشارة الى إباحة الزواج من الإماء بشروط ذكرها لهم في الآيات
السابقة) وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (أمام
الشهوات) ﴿28﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا
أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ (لا تسرقوا
بعضكم بعضا) إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ (حلّل الله الربح والخسارة في التجارة) وَلَا
تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ (حرّم الله الانتحار)
إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿29﴾ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ (من يسرق ومن ينتحر) عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى
اللَّهِ يَسِيرًا ﴿30﴾ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ (أعظم الفواحش) مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ (التي حرّمها الله) نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (تكريم أهل الجنة وهم يدخلون من أبوابها) ﴿31﴾ وَلَا
تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ (من النعم)
بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا ۖ
وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ (للرجال
والنساء جزاء أعمالهم ثواباً أو عقاباً) وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ
فَضْلِهِ (إذا أردتم نعمة فاسألوا الله أن يعطيها لكم)
إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿32﴾ وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ (ورثة) مِمَّا تَرَكَ (من
ميراث) الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ
أَيْمَانُكُمْ (عاهدتم أن تورثوهم) فَآتُوهُمْ
نَصِيبَهُمْ (من الإرث) إِنَّ اللَّهَ
كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا ﴿33﴾ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ (قوّامون جمع قوّام وهو المسؤول عن الرعاية) عَلَى النِّسَاءِ بِمَا
فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا
أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ (وبسبب انهم يعملون
ليأتوا بأجر يكفي مصاريف البيت من طعام وكسوة وخلافه) فَالصَّالِحَاتُ
قَانِتَاتٌ (يجب على الزوجات ان يكنّ بارّات طائعات) حَافِظَاتٌ
لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ (لا يفعلن الفاحشة بغياب أزواجهن ويحفظن ما يستأمنهم أزواجهن عليهن
أي فروجهن وشرف أزواجهن وأسرار بيوتهن) وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ (عدم طاعتهن لأزواجهن) فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ (امتنعوا عن معاشرتهن) وَاضْرِبُوهُنَّ (الضرب هنا بمعنى التقويم حيث ان الزوجة في ذلك الزمن كانت
كالطفل الذي يعيش في كنف أبيه الذي يقوم على تربيته وتقويمه بالضرب الخفيف أحيانا
وهذا لا يُطبّق في عصرنا اليوم فالمرأة بمساواة الرجل) فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ
فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا (لا ترهقوهن) إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴿34﴾ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ (خلاف) بَيْنِهِمَا
فَابْعَثُوا حَكَمًا (مُصلحاً) مِنْ
أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا
يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴿35﴾
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَانًا (معاملتهما باللطف والرأفة) وَبِذِي
الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ
وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ (من نفس العائلة)
وَالْجَارِ الْجُنُبِ (البعيد) وَالصَّاحِبِ
بِالْجَنْبِ (قيل الزوجة أو الصاحب المُقّرب أو رفيق
السفر) وَابْنِ السَّبِيلِ (المسافر الذي
انقطع ماله) وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ
كَانَ مُخْتَالًا (مغرورا) فَخُورًا (مُغترّاً متباهياً بنفسه) ﴿36﴾ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ
وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا
آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (أموالهم) وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴿37﴾ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ (لينافقوا) النَّاسِ وَلَا
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ
لَهُ قَرِينًا (رفيقاً ملازماً) فَسَاءَ
قَرِينًا (أوقعه هذا القرين في النار) ﴿38﴾ وَمَاذَا
عَلَيْهِمْ (ماذا يخسرون) لَوْ آمَنُوا
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا (تصدّقوا)
مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا ﴿39﴾ إِنَّ اللَّهَ
لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ (ولو وزن حبة تراب) وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا (يحسب ثواب الحسنة ضعفين) وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ (يعطي من عنده) أَجْرًا عَظِيمًا ﴿40﴾ فَكَيْفَ إِذَا
جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا
بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا (يُبشّر الله نبيّه محمد أنه سيكون في الآخرة أرفع رتبة من
جميع الأنبياء) ﴿41﴾ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا
الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ (تبلعهم
الأرض) وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا
(ولا يخالفون ما أمر به الله) ﴿42﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ
تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا (أو إذا كان عليكم نجاسة) إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ (الّا اذا كنتم على سفر) حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِنْ
كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ
الْغَائِطِ (خروج البراز أو البول) أَوْ
لَامَسْتُمُ (أو إذا ضاجعتم) النِّسَاءَ
فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ( نظيفاُ ... التيمّم هو البحث عن الشيء ... بمعنى ابحثوا عن تراب
نظيف) فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَفُوًّا غَفُورًا ﴿43﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ (أحبار اليهود الذين يتلون جزءاً
مُجتزأً من التوراة) يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ (ينشرون الأكاذيب) وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا
السَّبِيلَ (يريدون ان تنتهوا عن دعوة الإسلام والإيمان
بالله وتعودوا الى الشرك والكفر) ﴿44﴾ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ
ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا (كفيلاً) وَكَفَىٰ
بِاللَّهِ نَصِيرًا ﴿45﴾ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ
الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ (في غير معناه) وَيَقُولُونَ
سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ
مُسْمَعٍ (مهما قلت لن نسمع) وَرَاعِنَا (هي كلمة سخرية واستهزاء أي اعرنا أذنك بدل ان تسمعنا صوتك)
لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ (اللّيّ باللسان هو النطق
بكلام يُفهم بغير معناه) وَطَعْنًا (ذمّاً)
فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا (اسمع ما نقول
واصبر علينا لنستوعب ما تقول) لَكَانَ خَيْرًا (أفضل) لَهُمْ وَأَقْوَمَ (وأصلح) وَلَٰكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ
فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿46﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا (القرآن الكريم) مُصَدِّقًا
لِمَا مَعَكُمْ (مُقرّا بمصداقية التوراة والإنجيل) مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ (ندفن في التراب) وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ
أَدْبَارِهَا (يُرجعها الله ترابا) أَوْ
نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ (قصة
شريعة السبت في التوراة ذكرها الله في سورة البقرة) وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ
مَفْعُولًا (نافذاً) ﴿47﴾ إِنَّ اللَّهَ
لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ (ارتكب)
إِثْمًا عَظِيمًا ﴿48﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ (ألم تسمع بالذين) يُزَكُّونَ (يُكرّمون) أَنْفُسَهُمْ (يقولون عن أنفسهم انهم المفضّلين عند الله) بَلِ
اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا
يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (الفتيل هو الخيط الرفيع في شقّ
نواة البلحة ... بمعنى لا يُظلمون ولو جزءا يسيرا) ﴿49﴾ انْظُرْ كَيْفَ
يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ (بالافتراء على الله) إِثْمًا مُبِينًا (كبيرا) ﴿50﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ (بني إسرائيل وقد ذُكروا في مواضع كثيرة من القرآن) يُؤْمِنُونَ
بِالْجِبْتِ (الأصنام) وَالطَّاغُوتِ (هنا تعني كهنة المعابد) وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ
مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (عبادتهم أفضل من
عبادة الله) ﴿51﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَمَنْ
يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ﴿52﴾ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ (حظّ) مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ
نَقِيرًا (النقير هو نقرة الطائر بحثاً عن طعام إشارة
الى صغر حجمها ... إذا حكموا لا يعدلوا ولا ينفعوا الناس ولو شيئاً قليلاً بحجم
نقرة طائر) ﴿53﴾ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ (المسلمين) عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ
فَضْلِهِ (نعمة الإسلام) فَقَدْ آتَيْنَا
آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ (التوراة نزلت على ذرية إبراهيم)
وَالْحِكْمَةَ (النبوة) وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴿54﴾
فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ (بمحمد ورسالته)
وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ (الصدّ هو المنع
والامتناع ... امتنع عن الإيمان بما جاء به) وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (ناراً حارقة) ﴿55﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿56﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ (لم يمسّهن أحد من قبل "مطهّرة" أي لا تحيض) وَنُدْخِلُهُمْ
ظِلًّا ظَلِيلًا (الجنة وما فيها من أشجار وارفة)
﴿57﴾ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ
أَهْلِهَا (أمرنا الله أن نوفي الدين ونرد الأمانة
الى صاحبها) وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا
بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ (نصيحة الله هي نعمة من نعمه على الإنسان) إِنَّ
اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴿58﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (أولياء أموركم) فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ (احتكموا به) إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (تفسيراً)
﴿59﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ
آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ (القرآن) وَمَا
أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ (الكتب والصحف السماوية الأخرى)
يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ (يريدون
أن يحتكموا وفق قانون كهنة المعابد) وَقَدْ
أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا
بَعِيدًا ﴿60﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى
الرَّسُولِ (وأن يحتكموا الى الرسول) رَأَيْتَ
الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (يعصون
الرسول ويخالفونه بكل ما يقوله ويمنعون الناس من الإيمان) ﴿61﴾ فَكَيْفَ
إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ (كارثة أو هزيمة) بِمَا
قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ (بسبب كفرهم) ثُمَّ
جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (ثم جاءوك يا محمد يزعمون إنما أرادوا التوفيق بين القرآن
والتوراة) ﴿62﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ (تجاهل
الجدال معهم) وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ
فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (قولاً مُؤثّراً) ﴿63﴾
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ
أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ (لو انهم عندما
احسّوا بالخطر) جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا
اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا
﴿64﴾ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ
بَيْنَهُمْ (يُقسم الله بنفسه لرسوله أن المنافقين لن
يؤمنوا حتى يحكّموك في أسباب الخلاف بينهم) ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ (وسيقبلون
بحكمك دون حرج) وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿65﴾ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا
عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ (ولو انّ
الله فرض عليهم أن يقتلوا أنفسهم أو ينزحوا من ديارهم لن يلتزموا بذلك)
إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ
خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (أشدّ إيمانا)
﴿66﴾ وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا
﴿67﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴿68﴾
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ (هم
أصحاب مراتب قدسية عند الله جمع صدّيق) وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ
أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (طابت رفقة هؤلاء) ﴿69﴾
ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴿70﴾ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا
ثُبَاتٍ (اهجموا هجمات متفرقة على دفعات) أَوِ
انْفِرُوا جَمِيعًا (أو اهجموا هجمة واحدة) ﴿71﴾ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ
لَيُبَطِّئَنَّ (يتباطأ في مشيته الى المعركة فيتأخر
عنها ولا يحضرها ويشارك فيها) فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ (وقعت بكم هزيمة) قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيَّ (أيّ ان الله يُحبّني) إِذْ لَمْ
أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (لأنّي لم أكن معهم في
المعركة) ﴿72﴾ وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ
(نصر) مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ
مَوَدَّةٌ (كأن لم يعاهد الله معكم على الجهاد)
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (من الغنائم) ﴿73﴾ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ
يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ (الذين
يدفعون حياتهم في سبيل الله) وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ
أَجْرًا عَظِيمًا ﴿74﴾ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ (مكّة قرية قريش) الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ
لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (وأقم علينا من يتولّى
أمورنا) وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴿75﴾ الَّذِينَ آمَنُوا
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي
سَبِيلِ الطَّاغُوتِ (الشيطان) فَقَاتِلُوا
أَوْلِيَاءَ (أتباع) الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ
كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴿76﴾ أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ (ألقوا سلاحكم وكفّوا أذاكم) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ (الصدقة والإحسان وعمل الخير) فَلَمَّا كُتِبَ
عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ (يخافون العدو) كَخَشْيَةِ اللَّهِ
أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً (كخوفهم من الله أو ربما اكثر) وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ
كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا (لو أجّلت القتال) إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ (الى موعد لاحق) قُلْ مَتَاعُ (ترف) الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ
اتَّقَىٰ (أمّا خير الآخرة أكبر لمن آمن وأطاع الله
بإخلاص) وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (لا
ينقص من حقوقكم في الآخرة ولو قليلا ... والفتيل هو الخيط الرفيع في شق النواة)
﴿77﴾ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ
وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ (مُحصّنة) وَإِنْ
تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ (نصر وخير وازدهار)
يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ (هزيمة) يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِكَ (بمعنى يُرجعون ما حلّ بهم الى محمّد وما جاء به من دين وما أمر
به من قتال) قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ
الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (لا
يفهمون قولاً) ﴿78﴾ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ (نصر) فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ
سَيِّئَةٍ (هزيمة) فَمِنْ نَفْسِكَ (بسبب سوء تصرّف منك) وَأَرْسَلْنَاكَ (يا محمد) لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ
شَهِيدًا ﴿79﴾ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ
أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّىٰ (من عصى) فَمَا
أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (مسؤولا) ﴿80﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ (سنطيعك يا محمد) فَإِذَا بَرَزُوا (إذا خرجوا) مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ (أضمر) طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ
(ليعملوا بعكس ما
قلته لهم) وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ (ما يمكرون) فَأَعْرِضْ
عَنْهُمْ (تجاهلهم)
وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿81﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ )يتمعنّون
في آيات( الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ
اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿82﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ
الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ (إذا عرفوا خبرا امنيا نشروا الخبر(أذاعوه) أفشوه وأذاعوه دون
ان يتحققوا منه) وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي
الْأَمْرِ مِنْهُمْ (الراعين لشؤونهم) لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (يفسرّونه على هواهم لعلموا
حقيقة الخبر قبل ان ينشروه) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿83﴾ فَقَاتِلْ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ (لا يكلفك الله ورسوله الا ما تقدر على عمله) وَحَرِّضِ (حمّس) الْمُؤْمِنِينَ (على
القتال) عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ
كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا (أكثر قوة)
وَأَشَدُّ (وأوجع) تَنْكِيلًا (تعذيبا) ﴿84﴾ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً (من يُبشّر بخبر مفرح) يَكُنْ
لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا (له نصيب من نتيجته) وَمَنْ
يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً(من ينشر الأخبار
الكاذبة( يَكُنْ لَهُ (يُصيبه) كِفْلٌ (نصيب) مِنْهَا وَكَانَ
اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (مسيطراً) ﴿85﴾
وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا (حيّوا بمثلها) إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ
شَيْءٍ حَسِيبًا (يحاسب على الصغيرة والكبيرة)
﴿86﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ (لا شك انه قادم) وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا
﴿87﴾ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ
(فئة مخادعة وفئة متآمرة) وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ (أذلّهم) بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا
مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ۖ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿88﴾
وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ
سَوَاءً (متساوين) فَلَا تَتَّخِذُوا
مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ (حاربوهم) حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ۖ وَلَا تَتَّخِذُوا
مِنْهُمْ وَلِيًّا (راعياً) وَلَا نَصِيرًا ﴿89﴾ إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ (معاهدة سلام) أَوْ
جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ (يكشفون صدورهم
تأكيدا على ندمهم) أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ (مؤكّدين
انهم لن يقاتلوكم) أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ
شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ ۚ فَإِنِ
اعْتَزَلُوكُمْ (انسحبوا من المعركة) فَلَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ (وعرضوا
عليكم السلام) فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (لن يأمركم الله بقتالهم) ﴿90﴾ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ(من الكفّار) يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ (يعرضون عليكم السلم ولا يقاتلوكم) وَيَأْمَنُوا (يوفّروا الأمان الى) قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا
إِلَى الْفِتْنَةِ (كلما انجرفوا الى فتنة) أُرْكِسُوا
فِيهَا (انغمسوا في الفتنة وانقلبوا عن عهدهم الذي
عاهدوا به الله ورسوله) فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ (إذا لم ينتهوا عن قتالكم) وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ
السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ (يمتنعون
عن قتالكم) فَخُذُوهُمْ (واجهوهم) وَاقْتُلُوهُمْ (حاربوهم) حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ (في المعركة) وَأُولَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ
عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (اعطى الله الإذن بقتال
هؤلاء) ﴿91﴾ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا
خَطَأ (الّا عن غير قصد) وَمَنْ قَتَلَ
مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ (تحرير
عبد مؤمن من العبودية) وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ (ودفع فدية تُسلّم) إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا
(الّا ان يتصدّقوا في الفدية ويردّوها الى صاحبها صدقة)
فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ
مُؤْمِنَةٍ ۖ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ (معاهدة سلام) فَدِيَةٌ
(تعويض مالي) مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ (يتسلّمها
ذوو القتيل) وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ (تحرير عبداً أو أمة من العبودية) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ
فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ
عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿92﴾ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا (عن سابق إصرار وترصّد) فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا
فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
﴿93﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ (إذا توجّهتم للجهاد) فَتَبَيَّنُوا (ميّزوا دائما بين الكافر والمؤمن) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ
أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ (لمن أراد السلام
معكم) لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (تسعون وراء الغنائم) فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ
كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ (إشارة
الى غزو الأعراب بعضهم بعضا في الجاهلية) فَمَنَّ )تفضّل( اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا (استطلعوا الحقيقة) إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿94﴾ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
(لا يتساوى المؤمنون المتخلّفون عن القتال) غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ (الا الذين ليس عندهم إعاقة أو مرض فهم ليسوا في هذه المعادلة)
وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ
(مع الذين يجاهدون في سبيل الله فعلياً في المعركة أو
بواسطة إسهامهم في نفقات المعركة من أموالهم) فَضَّلَ اللَّهُ
الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ
وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ (الجنّة)
وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿95﴾ دَرَجَاتٍ
مِنْهُ (الله يُقدّر أعمال العباد فيكون عمل حسن أفضل
من عمل حسن آخر) وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا
رَحِيمًا ﴿96﴾ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي
أَنْفُسِهِمْ (وهم على كفرهم) قَالُوا فِيمَ
كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ (مغلوب على أمرنا) قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ
اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ
وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿97﴾ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ
وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً (لا
يملكون قدرة على الجهاد) وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (ولا يجدوا وسيلة للمشاركة في الجهاد) ﴿98﴾
فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا
غَفُورًا ﴿99﴾ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا (أماكن آمنة يصلح الهجرة اليها) كَثِيرًا وَسَعَةً (رزق واسع) وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا
إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ
عَلَى اللَّهِ (ثبت أجره عند الله) وَكَانَ
اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿100﴾ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ (إذا سافرتم في جهاد) فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ (حرج) أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ
أَنْ يَفْتِنَكُمُ (يغدر بكم) الَّذِينَ
كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا ﴿101﴾ وَإِذَا
كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ
مَعَكَ (فلتصلّي فرقة معك) وَلْيَأْخُذُوا
أَسْلِحَتَهُمْ (وليحمي من لا يشارك بالصلاة أسلحة
الذين يُصلّون) فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ (للحماية) وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ
يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ (يتمنّون لو تُشغلكم الصلاة وتتركون أسلحتكم وعتادكم) فَيَمِيلُونَ (يهجمون) عَلَيْكُمْ مَيْلَةً (هجمة) وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَنْ تَضَعُوا
أَسْلِحَتَكُمْ (تستريحوا
وتسترخوا) وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ
عَذَابًا مُهِينًا ﴿102﴾ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ
فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ
جُنُوبِكُمْ (وأنتم مُستلقين) فَإِذَا
اطْمَأْنَنْتُمْ (إذا انتهت الحرب أو زال خوفكم من
غدر العدو) فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (فريضة له
أوقات محددة) ﴿103﴾ وَلَا تَهِنُوا (لا
تتهاونوا) فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ (في قتال
الكفار) إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا
تَأْلَمُونَ (ما تشعرون به من خوف وألم فإنّ أعداءكم
لهم نفس الشعور) وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ (ولكن
أنتم ترجون الجنة لذلك لا تخافون الموت) مَا لَا يَرْجُونَ (وهم لا يؤمنون بالجنة ويخافون الموت) وَكَانَ اللَّهُ
عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿104﴾ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ (القرآن) بِالْحَقِّ (فيه
أحكام الله) لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ (بما علّمك الله) وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (مدافعا عنهم)
﴿105﴾ وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿106﴾ وَلَا
تُجَادِلْ (لا تدافع) عَنِ الَّذِينَ
يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ (عن الخونة الذين يبيعون أوطانهم
وعقائدهم من اجل منفعة خاصة) إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ
خَوَّانًا أَثِيمًا ﴿107﴾ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ (يخافوا ان يكشف الناس خيانتهم) وَلَا يَسْتَخْفُونَ
مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا
لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (عالما بضمائرهم) ﴿108﴾ هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ
اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا
(من يحامي ويدافع عنهم يوم القيامة) ﴿109﴾ وَمَنْ
يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ (بالكفر) ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ
غَفُورًا رَحِيمًا ﴿110﴾ وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا
يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ (إنما يزيد من سيئاته)
وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿111﴾ وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ
إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا (من يرتكب جريمة وينسبها
أو يوقع بها بريء) فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا (افتراء) وَإِثْمًا عظيما
﴿112﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ
مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ (لكادت جماعة منهم ان
ينجحوا في استمالتك الى الضلال) وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ ۖ
وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ ۚ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ (القرآن) وَالْحِكْمَةَ
(الإيمان) وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ
عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴿113﴾ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ (اجتماعاتهم السرّية) إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ
أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ
ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿114﴾ وَمَنْ يُشَاقِقِ (يُعادي) الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ
الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ
مَا تَوَلَّىٰ (ندعه يعبد ما يشاء) وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿115﴾ إِنَّ اللَّهَ
لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ
ضَلَالًا بَعِيدًا (كفر كفراً لا توبة له)
﴿116﴾ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا (أصناما
يسمّونهم تسميات النساء) وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا
(متمرّداً) ﴿117﴾ لَعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ (الشيطان) لَأَتَّخِذَنَّ (سأستميل وأغوي وأضلّ) مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا (عدداً غير قليل) مَفْرُوضًا (ضلالة حاصلة) ﴿118﴾ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ (أجعلهم يُضيّعون الصراط المستقيم) وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ (أعدهم بالسلطة والمال) وَلَآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُبَتِّكُنَّ (يُقطّعن) آذَانَ
الْأَنْعَامِ (الشيطان يغويهم لقطع آذان الأنعام
ويجعلونها نُسكا في العبادة فيحرّمون ويحلّلون من الأنعام على هواهم) وَلَآمُرَنَّهُمْ (أتسلّط على فكرهم) فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ (بمعنى أنّ
الشيطان يريد أن يُجرّد الإنسان من إنسانيته التي فطره الله عليها) وَمَنْ
يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا
مُبِينًا ﴿119﴾ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ (يؤمّلهم
أملاً زائفاً) وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (أوهاماً) ﴿120﴾ أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (ملجأ) ﴿121﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا (نافذ لا محالة) وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (حديثاً) ﴿122﴾ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ (ليس حسب رغباتكم) وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ
الْكِتَابِ (ولا رغبات اليهود أهل التوراة) مَنْ
يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا
نَصِيرًا ﴿123﴾ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ
نَقِيرًا (النقير هو الثقب الصغير الذي يُخلّفه
الطائر عندما ينقر بحثاً عن طعام والمعنى لا يُظلمون حتى ولا قليلا) ﴿124﴾
وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا (الحنيف هو المؤمن الميّال الى عبادة الله) وَاتَّخَذَ
اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (صديقاً) ﴿125﴾
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ
شَيْءٍ مُحِيطًا (عليماً) ﴿126﴾ وَيَسْتَفْتُونَكَ (يسألونك) فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ
فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي
الْكِتَابِ (ويفتي أيضا في آيات القرآن مما جاء)
فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ (لا تدفعون لهن فريضة المهر) وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ (تتزوّجوهن) وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ (صغار اليتامى) وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ
بِالْقِسْطِ (إن تعاملوا اليتامى بالعدل والود والرحمة)
وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا ﴿127﴾ وَإِنِ
امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا (امتناعا
عن تأدية الواجب الزوجي) أَوْ إِعْرَاضًا (نفورا)
فَلَا جُنَاحَ (لا حرج) عَلَيْهِمَا أَنْ
يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ
الْأَنْفُسُ الشُّحَّ (بمعنى مصارحة بعضهما بالعيوب وما
يراه كل واحد منهما نقصا لديه أو لديها) وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا
فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿128﴾ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا
أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ (استحالة الوفاق
بين الزوجات) وَلَوْ حَرَصْتُمْ (لو جهدتم
لذلك) فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ
(لا تُهملوا زوجة وتهتموا بزوجة أخرى فتكون كالمعلقة لا
تدري ان هي زوجة أم على اقتراب من طلاق) وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا
فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿129﴾ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا (أذا تم الطلاق بينهما) يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ
سَعَتِهِ (الله يعوّض على كل من الزوج والزوجة بعد
الطلاق بنعمة أو رزق أو مكانة أفضل إن يستأهلا ذلك) وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا (وافر العطاء) حَكِيمًا ﴿130﴾ وَلِلَّهِ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ
لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ (له
غيركم من يعبده في السماوات والأرض) وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا (بغنى عنكم وعن إيمانكم) حَمِيدًا (محمودا دائما لأنه هو الذي يسبغ النعم على الخلق)
﴿131﴾ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿132﴾ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ
وَيَأْتِ بِآخَرِينَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ قَدِيرًا ﴿133﴾ مَنْ كَانَ
يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ
ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴿134﴾ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ (عادلين بحكمكم) شُهَدَاءَ لِلَّهِ (اشهدوا بما يرضي الله) وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ
الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ (ولو تأذيّتم من هذه
الشهادة أنتم أو والديْكم أو أحد من أقربائكم وجب قول الحقيقية) إِنْ
يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا (لا تُراعوا الغني من أجل ماله فتشهدوا لصالحه زوراً ولا تشفقوا
على الفقير من أجل فقره فتشهدوا لصالحه زوراً الله وحده يتكفّل بهما) فَلَا
تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا (فلا تميلوا
عن الحق وتشهدوا زوراً) وَإِنْ تَلْوُوا (إن
تشهدوا زوراً ... تلووا من الليّ عن الحق وتعني أيضا المماطلة) أَوْ
تُعْرِضُوا (أو تكتموا الحقيقة) فَإِنَّ
اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿135﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ (القرآن الكريم) وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ
قَبْلُ (التوراة والإنجيل) وَمَنْ يَكْفُرْ
بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ
ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿136﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ
آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا (المتأرجحين
بين الكفر والإيمان) لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا
لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ﴿137﴾ بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا
أَلِيمًا ﴿138﴾ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ (جمع وليّ وهو الذي يتولّ شؤون الناس) مِنْ دُونِ (عوضا عن) الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ
الْعِزَّةَ (أيريدون من جراء مصاحبة الكافرين ان يكون
لهم سلطة وجاه) فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴿139﴾ وَقَدْ نَزَّلَ
عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا
وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ
غَيْرِهِ (حتى يُغيّروا
حديثهم وينتقلوا لحديث آخر) إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ
جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴿140﴾ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ
بِكُمْ (يراقبوكم ويترصّدوكم) فَإِنْ كَانَ
لَكُمْ فَتْحٌ (نصر) مِنَ اللَّهِ قَالُوا
أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ (نُحذّركم) وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (ساعدناكم على هزيمتهم)
فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ
لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (لن
ينتصروا عليهم أبدا) ﴿141﴾ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ
وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ (يخدعون وينافقون) النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ
إِلَّا قَلِيلًا ﴿142﴾ مُذَبْذَبِينَ (متردّدين لا
قرار لهم) بَيْنَ ذَٰلِكَ (بين الإيمان
والكفر) لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ
اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿143﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ (لا تجعلوا
منهم أصدقاء ومناصرين لكم) مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَتُرِيدُونَ أَنْ
تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ﴿144﴾ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
فِي الدَّرْكِ (القعر) الْأَسْفَلِ مِنَ
النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴿145﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا
وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ (اثبتوا على
إيمانكم) وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿146﴾ مَا يَفْعَلُ
اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ
وَآمَنْتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴿147﴾ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ
بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ (السبّ والشتم بصوت مرتفع)
إِلَّا مَنْ ظُلِمَ (إلّا الذي فقد أعصابه من ظلم ولم
يعد يعي ما يقول) وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴿148﴾ إِنْ
تُبْدُوا خَيْرًا (إن تُجاهروا بعمل الخير)
أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ (الصفح
عن خطأ ارتكبه أحد معكم) فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴿149﴾
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا
بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ
أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (حلّا
وسطاً) ﴿150﴾ أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا (أعددنا) لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴿151﴾
وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ
مِنْهُمْ أُولَٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ
اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿152﴾ يَسْأَلُكَ أَهْلُ
الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا
مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ
مِنْ ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً (بأعيننا)
فَأَخَذَتْهُمُ (أهلكتهم) الصَّاعِقَةُ
بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا (عبدوا) الْعِجْلَ
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ (بعدما
رأوا قدرات الله على يد موسى وهارون) فَعَفَوْنَا عَنْ ذَٰلِكَ وَآتَيْنَا
مُوسَىٰ سُلْطَانًا )سلطة( مُبِينًا قوية ﴿153﴾ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ
الطُّورَ (الطور هو اسم جبل سيناء ... رفعه جبريل فوق
رؤوس بني إسرائيل وكاد من شدة غضبه منهم أن يرميه عليهم) بِمِيثَاقِهِمْ (بسبب نكثهم العهد مع الله) وَقُلْنَا لَهُمُ
ادْخُلُوا الْبَابَ (باب التوبة) سُجَّدًا (أي اسجدوا لله تعبيرا عن توبتكم وقيل ان الباب هو أحد أبواب
القدس) وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ (لا تعتدوا على شريعة السبت) وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ
مِيثَاقًا غَلِيظًا (عهداً لا رجوع عنه) ﴿154﴾
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ (بسبب نكثهم العهد مع الله)
وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ (ظلما وعدوانا) وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ (يقولون إن آذانهم وعقولهم مقفولة بإحكام .. غُلف من فعل غلّف)
بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ (بل الله هو الذي أقفل آذانهم وعقولهم بإحكام) فَلَا
يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿155﴾ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ
مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (بسبب هول افترائهم على
مريم) ﴿156﴾ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ
لَهُمْ (وضع الله شبيها له مكانه) وَإِنَّ
الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ (ليس لديهم برهان على قتله وصلبه) إِلَّا اتِّبَاعَ
الظَّنِّ (تصديق الشائعات) وَمَا قَتَلُوهُ
يَقِينًا (ليس لديهم دليلا بذلك) ﴿157﴾ بَلْ
رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا قديراً حَكِيمًا (يزن
الأمور بحكمة بالغة) ﴿158﴾ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا
لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ (إشارة الى من
آمن بالمسيح ورسالته قبل موته) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ
شَهِيدًا ﴿159﴾ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا
(بسبب كفر اليهود) حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ
وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا
﴿160﴾ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا (التعامل بالفائدة
الحرام) وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ
أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ (سرقة الناس)
وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿161﴾ لَٰكِنِ
الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ (كبار علماء اليهود) وَالْمُؤْمِنُونَ
يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا
أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ (كتب وصُحف سماوية) وَالْمُقِيمِينَ
الصَّلَاةَ (قد تكون كلمة "المقيمين" هي أصلا "المقيمون"
أي فاعل على وزن الراسخون والمؤمنون وقد نُقل عن السيدة عائشة أن الخطأ هو خطأ
الكاتب الذي كتب النص) وَالْمُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ
(الذين
يقومون بعمل صالح ويؤدّون الصدقة) وَالْمُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿162﴾
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ
بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
وَالْأَسْبَاطِ (أبناء وأحفاد يعقوب) وَعِيسَىٰ
وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا
(كتاب انزله الله على داود) ﴿163﴾ وَرُسُلًا قَدْ
قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا
لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ (لم يرد ذكرهم في القرآن)
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ﴿164﴾ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ (بالجنة) وَمُنْذِرِينَ
(محذّرين من نار جهنم) لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ
حُجَّةٌ (عُذر)
بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿165﴾ لَٰكِنِ اللَّهُ
يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ
يَشْهَدُونَ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴿166﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا (منعوا الناس) عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (عن الإيمان) قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (لا رجوع عنه ولا توبة منه)
﴿167﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ
وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴿168﴾ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَدًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴿169﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ (الدين
القويم) مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ ۚ وَإِنْ تَكْفُرُوا
فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا
حَكِيمًا ﴿170﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ
(لا تتجاوزوا حدود
دينكم) وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا
الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ (قوله تعالى كُن فيكون) أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ
وَرُوحٌ مِنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ
(لا تقولوا أب وابن وروح القدس اله واحد) انْتَهُوا
خَيْرًا لَكُمْ (امتنعوا عن هذا القول لصالحكم
ومنفعتكم) إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ
لَهُ وَلَدٌ ۘ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ
بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿171﴾ لَنْ يَسْتَنْكِفَ (لن
يتكبّر ويأنف) الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا
الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ (من العرش) وَمَنْ
يَسْتَنْكِفْ (من يمتنع) عَنْ عِبَادَتِهِ
وَيَسْتَكْبِرْ (يتكبّر) فَسَيَحْشُرُهُمْ
إِلَيْهِ جَمِيعًا ﴿172﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ
فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ
عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا
نَصِيرًا ﴿173﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴿174﴾
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ (اتبعوا أحكامه) فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ
وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴿175﴾ يَسْتَفْتُونَكَ
قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ (الرجل أو المرأة إذا لم يكن له أو لها أباء وأجداد ولا أولاد)
إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ (مات) لَيْسَ لَهُ
وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ ۚ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ
يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ ۚ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ (أختين) فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ ۚ وَإِنْ كَانُوا
إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ۗ
يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
﴿176﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق