سورة يونس – 10
109 آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الر الله أعلم برمزها تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ
﴿1﴾
أَكَانَ
لِلنَّاسِ عَجَبًا أيعجب
الناس أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ
الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ أجراً حسناً عِنْدَ رَبِّهِمْ ۗ قَالَ الْكَافِرُونَ
إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ عظيم ﴿2﴾
إِنَّ
رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ بسط سلطانه يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يدير شؤون الكون مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ
إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ تعتبرون ﴿3﴾
إِلَيْهِ
مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا بمعنى انّ مصيركم جميعا اليه وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ
يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ يكافئ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
بِالْقِسْطِ بالعدل وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ
مِنْ حَمِيمٍ ماء شديد الغليان وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا
يَكْفُرُونَ ﴿4﴾
هُوَ
الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ جعله يمرّ بمراحل دقيقة يتفاعل بها مع الوقت والزمن لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ
وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ الّا عن قدرة الهية وعلم لا يعلمه أحد الّا
ربّ العالمين يُفَصِّلُ الْآيَاتِ يشرح
وظائف خلقه لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ يستوعبون ﴿5﴾
إِنَّ
فِي اخْتِلَافِ تعاقب اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ
اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ براهين على قدرة الله لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ يعبدون ويطيعون الله ويخشون غضبه ﴿6﴾
إِنَّ
الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لا يؤمنون باليوم الاخر وَرَضُوا اكتفوا بالاستمتاع بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا
بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ساهون ﴿7﴾
أُولَٰئِكَ
مَأْوَاهُمُ مصيرهم ومقرّهم النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ من سيئات ﴿8﴾
إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ
ينير
طريقهم بهدى ايمانهم تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
﴿9﴾
دَعْوَاهُمْ
فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ تنزّهت يا رب وتعاليت عن كل شيء وعن كل ما يفتري به
الكفّار وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿10﴾
وَلَوْ
يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لو استجاب الله لدعاء الناس جميعهم شرّا أو
خيرا لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فتنتهي الحياة على الارض فَنَذَرُ ندع الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا الكافرين فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ يغوصون في كفرهم وعدوانهم ﴿11﴾
وَإِذَا
مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ إذا
أصابه مكروه دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا دعا ربه ان يكشف ما أصابه كيفما كان وضعه عند
الدعاء فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ لمّا شفاه الله من الأذى مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ
ضُرٍّ مَسَّهُ نسي
انه دعا الله ليشفيه مما اصابه كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ هكذا يزيّن الشيطان للمفرطين في الكفر مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يُزيّن لهم سيئاتهم ﴿12﴾
وَلَقَدْ
أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الامم مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا
لمّا كفروا وَجَاءَتْهُمْ
رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ
الْمُجْرِمِينَ ﴿13﴾
ثُمَّ
جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ اجيالا
متعاقبة فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴿14﴾
وَإِذَا
تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ يُنكرون لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ
هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي
ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي
عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿15﴾
قُلْ
لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ مكثتُ فِيكُمْ عُمُرًا فترة طويلة مِنْ قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
﴿16﴾
فَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا قال قولا نسبه الى الله كذبا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ كفر بآياته إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ
﴿17﴾
وَيَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ
شُفَعَاؤُنَا الذين سيتوسطون لنا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ
اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ
عَمَّا يُشْرِكُونَ نزّه
الله نفسه عن اصنامكم التي تعبدونها ﴿18﴾
وَمَا
كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا تفرّقوا امما متنازعة وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ
رَبِّكَ لولا اجل حدّده الله لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ لانتهت حياتهم على الارض فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ بسبب نزاعاتهم ﴿19﴾
وَيَقُولُونَ
لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ معجزة مِنْ رَبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ بمعنى ان الله وحده يعلم ما سيكون فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ
الْمُنْتَظِرِينَ ﴿20﴾
وَإِذَا
أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ مصيبة اصابتهم إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ شك وخداع فِي آيَاتِنَا ۚ قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ
مَكْرًا ۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ﴿21﴾
هُوَ
الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ يؤمّن
لكم الطرقات فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ السفُن وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ والسفُن تجري ببحر هادئ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ
عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ
تحققوا
من موتهم غرقا دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ
لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿22﴾
فَلَمَّا
أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ يفسدون فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ظلما وعدوانا يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا
بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ ظلمكم يرتدّ عليكم مَتَاعَ أي انه فقط ترف الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا
مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿23﴾
إِنَّمَا
مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ
نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ
الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ حتى اذا نبت الزرع وظهرت الوانه وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ
عَلَيْهَا بمعنى انهم قادرون على حماية زرعهم من الهلاك أَتَاهَا أَمْرُنَا مشيئة الله لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا
حَصِيدًا زرعا تالفا يابسا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ كأن الزرع لم يكن يانعا مبهجا بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ
الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ مغزى الآية ان الانسان مهما تقدّم وتطور وقوي شأنه في
الدنيا وطن انه مسيطر على الأرض سيطرة كاملة سيأتي امر الله فجأة لإزالة الأرض ومن
عليها ولن يستطيع الانسان ان يفعل شيئا ﴿24﴾
وَاللَّهُ
يَدْعُو يريد الناس ان يدخلوا إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ الجنّة وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ ﴿25﴾
لِلَّذِينَ
أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ الجنّة وَزِيَادَةٌ رؤية وجه الله وَلَا يَرْهَقُ لا يُشوّه وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ سواد أو تشويه وَلَا ذِلَّةٌ مذلّة وهوان أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ
ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿26﴾
وَالَّذِينَ
كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا بمعنى ان الله لا يعاقب الا بها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ تحلّ عليهم مشقّة واذلال مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ
مُدافع
ومانع كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ غطّت وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ
مُظْلِمًا أغطية سوداء كسواد الليل أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ
ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿27﴾
وَيَوْمَ
نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ اثبتوا مكانكم أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا
بَيْنَهُمْ فرّقناهم
عن بعضهم وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿28﴾
فَكَفَىٰ
بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ بمعنى لم نكن على علم انكم كنتم تعبدوننا ﴿29﴾
هُنَالِكَ
تَبْلُو تلقى نتيجة افعالها كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ ما عملت في الدنيا وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ
الْحَقِّ وقفوا
امام الله القاضي بالعدل وَضَلَّ عَنْهُمْ تخلّى عنهم مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ الذين كانوا يدّعون انهم شركاء الله في
الالوهية والعبودية ﴿30﴾
قُلْ
مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ
وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ من يدير شؤون الكون فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ أفلا تخشونه ﴿31﴾
فَذَٰلِكُمُ
اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ صاحب الهدى والنور فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ
تُصْرَفُونَ كيف تنقلبون الى الشرك بالله ﴿32﴾
كَذَٰلِكَ
حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ وقع
قضائه عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا كفروا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿33﴾
قُلْ
هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ
الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ كيف تفترون ﴿34﴾
قُلْ
هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ
ۗ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا
أَنْ يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿35﴾
وَمَا
يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا وهما غير حقيقي إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ
الْحَقِّ شَيْئًا لا
يمكن ان يحل الوهم محل الواقع إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿36﴾
وَمَا
كَانَ هَٰذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَىٰ ان يكتبه أحد تزويرا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ
الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وقد
تحدث عنه التوراة والانجيل
ايمانا به وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا
رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿37﴾
أَمْ
يَقُولُونَ افْتَرَاهُ أي ان محمد كتبه قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ استعينوا بمن اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿38﴾
بَلْ
كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ كفروا بالقران الذي لا يعلمون منه شيئا وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ
لم
يهدهم الله الى فهمه كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَانْظُرْ
كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ عقاب الظَّالِمِينَ الكافرين الذين يظلمون أنفسهم ﴿39﴾
وَمِنْهُمْ
مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ ۚ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ الذين يشيعون الضلالة ﴿40﴾
وَإِنْ
كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي بمعنى أحاسب على ايماني وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ وتُحاسبون على كفركم أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ
وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴿41﴾
وَمِنْهُمْ
مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ المعنى انهم يسمعون ما تتلو عليهم من قرآن لكن
ختم على قلوبهم فكأنهم لا يسمعوه فهل تظن يا محمد إنك
قادر على اسماع الطرش حتى ولو لا يفقهون شيئا ﴿42﴾
وَمِنْهُمْ
مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ ولكن أبصارهم فارغة أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ
﴿43﴾
إِنَّ
اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
﴿44﴾
وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا في الموت إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ
يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا
كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿45﴾
وَإِمَّا
نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ لو أريناك ما نعدهم من عذاب او توفّيناك قبل ذلك فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ امرهم عائد الى الله في كل الاحوال ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ يشهد بشهادته عَلَىٰ مَا كانوا يَفْعَلُونَ ﴿46﴾
وَلِكُلِّ
أُمَّةٍ رَسُولٌ يشهد عليهم يوم القيامة فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ
بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ صدرت
الاحكام عليهم بالعدل وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿47﴾
وَيَقُولُونَ
مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ متى
ميعاد يوم البعث إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿48﴾
قُلْ
لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ
أَجَلٌ زمن
محدّد إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ
﴿49﴾
قُلْ
أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا ليلا وأنتم نائمين أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ
مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ يستعجلون
ان يجنوا على أنفسهم بعذاب يوم القيامة ﴿50﴾
أَثُمَّ
إِذَا مَا وَقَعَ جاء
يوم البعث آمَنْتُمْ بِهِ ۚ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿51﴾
ثُمَّ
قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ العذاب الدائم هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ
تَكْسِبُونَ لا تُعاقبون الا على ذنوبكم ﴿52﴾
وَيَسْتَنْبِئُونَكَ
أَحَقٌّ هُوَ يستحلفونك
إذا كان عذاب يوم الاخرة واقع قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ۖ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ لستم قادرين على منعه ﴿53﴾
وَلَوْ
أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ملكت مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ لدفعته فدية لردّ العذاب وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ ندموا في قرارة نفسهم لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ۖ وَقُضِيَ
بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ۚ حوكموا
بالعدل وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿54﴾
أَلَا
إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿55﴾
هُوَ
يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿56﴾
يَا أَيُّهَا
النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ بمعنى ان الايمان والقران يشرح الصدور وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ
﴿57﴾
قُلْ
بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ أفضل من المال الذي يجمعونه ﴿58﴾
قُلْ
أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ من أنواع الطعام ما ينبت من الأرض فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا
قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ﴿59﴾
وَمَا
ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ما يظن هؤلاء ان الله فاعل بهم يوم القيامة إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى
النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴿60﴾
وَمَا
تَكُونُ فِي شَأْنٍ كيفما
يكون حالكم ومنزلتكم في الدنيا وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ
عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ تكذبون به وَمَا يَعْزُبُ لا يغيب عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ
فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا
فِي كِتَابٍ مُبِينٍ المعنى
ان كل اعمالكم في سجل مفصّل ﴿61﴾
أَلَا
إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ الذين
يؤمنون بالله هم أتباعه لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿62﴾
الَّذِينَ
آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿63﴾
لَهُمُ
الْبُشْرَىٰ بشارة الجنة فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي
الْآخِرَةِ يدخلونها لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ بمعنى لن يُغيّر الله ما وعد به ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
﴿64﴾
وَلَا
يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ لا تجعل ما يفترون يؤثّر عليك إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا
الله يقدر عليهم جميعهم هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿65﴾
أَلَا
إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ۗ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ
يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ آلهة يشاركون الله بزعمهم إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ
وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ يكذبون
﴿66﴾
هُوَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ
للراحة والنوم وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا للعمل
والبحث عن رزقهم إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
﴿67﴾
قَالُوا
اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ بغنى عن ذلك لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي
الْأَرْضِ ۚ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَٰذَا الديكم برهان على ذلك أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا
لَا تَعْلَمُونَ ﴿68﴾
قُلْ
إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ يتقوّلون على الله الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ لا ينجح مكرهم ومسعاهم ﴿69﴾
مَتَاعٌ قليل من الترف فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ
ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿70﴾
وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ
مَقَامِي عزّ عليكم أنّى رسول الله وَتَذْكِيرِي
بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ فاجتمعوا على معاداتي وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ
أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ولا تكبتوا نواياكم
ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ أصدروا حكمكم عليّ
وَلَا تُنْظِرُونِ لا تُمهلوني ﴿71﴾
فَإِنْ
تَوَلَّيْتُمْ إذا قررتم الكفر بما جئت به
فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ
أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿72﴾
فَكَذَّبُوهُ
فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ اجيالا متتابعة وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ﴿73﴾
ثُمَّ
بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ آيات الله فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا
بِهِ مِنْ قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ نطمس
عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ﴿74﴾
ثُمَّ
بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ واتباعه بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا تكبّروا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ﴿75﴾
فَلَمَّا
جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَٰذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ ﴿76﴾
قَالَ
مُوسَىٰ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ۖ أَسِحْرٌ هَٰذَا وَلَا يُفْلِحُ
السَّاحِرُونَ ﴿77﴾
قَالُوا
أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا لتبدّلنا عَمَّا
وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ السلطة فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ
﴿78﴾
وَقَالَ
فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ﴿79﴾
فَلَمَّا
جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ﴿80﴾
فَلَمَّا
أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ سيزيل أثره عن عقول الناس وعيونهم إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ
الْمُفْسِدِينَ ﴿81﴾
وَيُحِقُّ
اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ يفي الله وعده
وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴿82﴾
فَمَا
آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ عدد قليل
مِنْ قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ ومن عامة الناس أَنْ يَفْتِنَهُمْ يقتلهم وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ ظالم وطاغي فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ
﴿83﴾
وَقَالَ
مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ
كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ﴿84﴾
فَقَالُوا
عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً فريسة لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿85﴾
وَنَجِّنَا
بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿86﴾
وَأَوْحَيْنَا
إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ اختاروا
لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وجهة مقصودة وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
﴿87﴾
وَقَالَ
مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً سلطانا وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا
لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ليكفروا بك
رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أخفي أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ لا تنير بصيرتهم فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا
الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿88﴾
قَالَ
قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا اثبتا
على ايمانكم وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ
﴿89﴾
وَجَاوَزْنَا
بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ظلما وعدوانا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ
قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ
وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿90﴾
آلْآنَ
وَقَدْ عَصَيْتَ كفرت واستعصيت قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
﴿91﴾
فَالْيَوْمَ
نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً عبرة لمن بعدك وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ
آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ساهون لا يُدركون معناها ولا
يعتبرون بها ﴿92﴾
وَلَقَدْ
بَوَّأْنَا اخترنا لهم مكانة بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ أعلينا من شأنهم وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ
فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْعِلْمُ حتى
ظهر القرآن إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي يحكم بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا
فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿93﴾
فَإِنْ
كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ
مِنْ قَبْلِكَ اسأل اليهود الذين انزل عليهم التوراة
لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ المشكّكين ﴿94﴾
وَلَا
تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ
﴿95﴾
إِنَّ
الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ حقّ
عليهم العذاب لَا يُؤْمِنُونَ ﴿96﴾
وَلَوْ
جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ لو
انزل الله لهم معجزات وبراهين كثيرة لن يؤمنوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ
﴿97﴾
فَلَوْلَا
كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا بمعنى
لم ينفع ايمان قوم عندما جاءهم عذاب الله إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا
آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ خلّصناهم
من العذاب المهين فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ
حِينٍ ﴿98﴾
وَلَوْ
شَاءَ أراد رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ
كُلُّهُمْ جَمِيعًا مؤمنين أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ تُجبر النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ
﴿99﴾
وَمَا
كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ العذاب والنجاسة عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
لا يفقهون ﴿100﴾
قُلِ
انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ لن يمنع العذاب عنهم مهما جاء به الرسل عَنْ قَوْمٍ
لَا يُؤْمِنُونَ ﴿101﴾
فَهَلْ
يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ أيريدون عذابا كما عذبنا من قبلهم قُلْ فَانْتَظِرُوا
إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ﴿102﴾
ثُمَّ
نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ
﴿103﴾
قُلْ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ
تَعْبُدُونَ آلهة مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ
أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
﴿104﴾
وَأَنْ
أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا أخلص في ايمانك
وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿105﴾
وَلَا
تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ
إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿106﴾
وَإِنْ
يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ لا
مُخلّص منه إِلَّا هُوَ ۖ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ
ۚ يُصِيبُ بِهِ يُعطيه مَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿107﴾
قُلْ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ
فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا
أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ﴿108﴾
وَاتَّبِعْ
مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ
﴿109﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق