11‏/02‏/2016

سورة الإنسان- 76

سورة الإنسان – 76

31 آية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا يُذكّر الله الانسان انه لم يكن شيئا قبل أن يخلقه ﴿1﴾

إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ خليط قليل من ماء من ماء الرجل وماء المرأة نَبْتَلِيهِ ليختبره الله في الحياة الدنيا فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا لذلك جعله يُدرك ويُبصر ﴿2﴾

إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ ان الله جعله يرى طريق الصواب والايمان إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا أي ترك القرار للإنسان إذا أراد شكر الله والايمان به او أراد الكفر والضلال ﴿3﴾

إِنَّا أَعْتَدْنَا جهّزنا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا قيودا وَسَعِيرًا نار جهنم ﴿4﴾

إِنَّ الْأَبْرَارَ المؤمنين الصادقين الخلصين في طاعة الله يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا يشربون شرابا طعمه له نكهة الكافور والكافور شجر له نبت برائحة زكية ﴿5﴾

عَيْنًا هذا الشراب من عين ماء يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا يضخّوا ماءها من أرض الجنة متى شاءوا ﴿6﴾

يُوفُونَ بِالنَّذْرِ هؤلاء الابرار كانوا لا ينكثون العهد وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ويهابون يوما شديدا عظيما يتسلّط شرّه على الين يغضب الله عليهم ﴿7﴾

وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا وكانوا رغم حاجتهم الى الطعام كانوا يتصدّقون به على الايتام والأسرى ﴿8﴾

إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا وكانوا يتصدّقون بالطعام لوجه الله لا يريد من الايتام ولا من الاسرى أي شكر أو أجر على احسانهم ﴿9﴾

إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا ويقولون انهم يخشون ان يُسلّط عليهم عذاب يوما شديد الغضب قَمْطَرِيرًا مليئاً بالحقد (على الكفار) ﴿10﴾

فَوَقَاهُمُ حماهم اللَّهُ من شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ ألقى عليهم وأصبغ على وجوههم نَضْرَةً بهجة وَسُرُورًا ﴿11﴾

وَجَزَاهُمْ أثابهم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴿12﴾

مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ جالسين براحة وسعادة على مقاعد لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا لا يتأثرون بحرّ أو صقيع ﴿13﴾

وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا أي أن ورق شجر الجنة قريب منهم كي يُؤمّن لهم الظل وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا بمعنى ان الله سهّل لهم عملية قطاف الثمر من على الشجر ﴿14﴾

وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ يتناوب عليهم غلمان لخدمتهم بِآنِيَةٍ معهم أطباق وحلل مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كؤوس كَانَتْ قَوَارِيرَا شفّافة كالزجاج ﴿15﴾

قَوَارِيرَ لكن هذه الكؤوس ليست من زجاج بل مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا بمعنى ان تركيبتها كانت كاملة بمنتهى الدقّة ﴿16﴾

وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا أي يسقونهم خمراً ممزوجة بنكهة الزنجبيل ﴿17﴾

عَيْنًا فِيهَا والخمر من عين جارية في الجنة تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا ﴿18﴾

وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ يخدمهم غلمان مُخَلَّدُونَ في الجنّة إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا حسبتهم من حسن منظرهم لؤلؤا متناثرا ﴿19﴾

وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا بمعنى كيف ادرت وجهك في الجنة ونظرت لا ترى الى وفرة في المأكل والشراب وملك الله العظيم الذي تعجز عن وصفه ﴿20﴾

عَالِيَهُمْ يلبسون عليهم ثِيَابُ سُنْدُسٍ أثواب من حرير خُضْرٌ باللون الأخضر وَإِسْتَبْرَقٌ وأثواب من ديباج وهو الحرير السميك وَحُلُّوا وتزيّنوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا شرابا نقيّا صافياً ﴿21﴾

إِنَّ هَٰذَا كل هذا النعيم كَانَ لَكُمْ جَزَاءً هو مكافئة للأبرار وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا بمعنى ان الله يعطيهم كل هذا النعيم تعبيرا عن شكره لهم لحسن ايمانهم في الدنيا سعياً لكسب رضاه ﴿22﴾

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا لقد أوحينا عليك هذا القرآن وانزلناه على فترات ﴿23﴾

فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ اصبر على ما امرك الله به وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ولا تميل الى طاعة اي مجرم او كافر من قومك ﴿24﴾

وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا وادعو يا محمد ربّك عند الشروق وعند الغروب ﴿25﴾

وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا وعند الليل اسجد للصلاة له وداوم على تسبيحه فترة طويلة من الليل ﴿26﴾

إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ان الكفار يحبون هذه الحياة في الدنيا الفانية وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ ويُهملون ما سيأتي بعد الموت يَوْمًا ثَقِيلًا إشارة الى يوم القيامة الذي سيكون ثقيلا عليهم ﴿27﴾

نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ قوّينا بنيتهم إشارة الى تطوّر الانسان من النطفة الى البنيان والهيئة الكاملة المتكاملة وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا ولو أراد الله لأبدلهم ببشر أمثالهم يُطيعونه ويعبدونه ﴿28﴾

إِنَّ هَٰذِهِ إشارة الى وصف الله لما سيكون في الآخرة تَذْكِرَةٌ عبرة فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ترك الله القرار للإنسان نفسه اذا شاء ان يدخل في الايمان وفي رحمة الله ﴿29﴾

وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ يعود الله ليذكّر البشر ان مشيئتهم مرتبطة بمشيئته إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا مؤكّداً انه هو الله العليم الحكيم ﴿30﴾

يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ يهدي من يشاء ويقبل ايمان من يشاء وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿31﴾



ليست هناك تعليقات: