18 *سورة الكهف* (110 آية)
بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ
يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (لا أخطاء فيه) ﴿1﴾ قَيِّمًا (مقوّماً مُصلحاً) لِيُنْذِرَ بَأْسًا (عذاباً) شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ (من عنده) وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ
يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (الفوز بالجنة) ﴿2﴾ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (خالدين في الجنة) ﴿3﴾ وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ (أنجب) اللَّهُ وَلَدًا ﴿4﴾ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ
عِلْمٍ (لا دليل لديهم فيما يدّعون) وَلَا
لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ (تعاظم كفرهم بقولهم انّ الله قد أنجب ولداً) إِنْ
يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿5﴾ فَلَعَلَّكَ
بَاخِعٌ )تلوم( نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ (مصيرهم) إِنْ
لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿6﴾
إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً (فتنة)
لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ (لنختبرهم) أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿7﴾ وَإِنَّا
لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا (أرضاً) جُرُزًا (جرداء) ﴿8﴾ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ (صحيفة عليها أسماء أصحاب الكهف) كَانُوا مِنْ
آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿9﴾ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ
إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ
لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (أرشدنا الى ما هو خير
لنا) ﴿10﴾ فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ (حجبنا
الأصوات على سمعهم فناموا) فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴿11﴾ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ (أيقظناهم) لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ (الفريقين) أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (سيعلم الفترة الزمنية التي مكثوا في الكهف نياما) ﴿12﴾
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ
إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
﴿13﴾
وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ (ثبّتنا إيمانهم)
إِذْ قَامُوا (دعوا ربهم) فَقَالُوا
رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ
لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (قولاً باطلا) ﴿14﴾
هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا (عبدوا) مِنْ
دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ (لو لديهم دليل واضح على ألوهيتهم) فَمَنْ أَظْلَمُ
مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴿15﴾ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ (فارقتموهم) وَمَا يَعْبُدُونَ (وآلهتهم) إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا (الجأوا) إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ (يعمّ عليكم) رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (يأتي بحَلّ من عنده) ﴿16﴾ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا
طَلَعَتْ تَزَاوَرُ (تميل) عَنْ كَهْفِهِمْ
ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ (تحبس نورها) ذَاتَ
الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ (في عمق
الكهف) ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ
الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴿17﴾
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ (نائمين)
وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ
الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ (مادد) ذِرَاعَيْهِ
بِالْوَصِيدِ (مدخل الكهف) لَوِ اطَّلَعْتَ
عَلَيْهِمْ (لو نظرت اليهم) لَوَلَّيْتَ
مِنْهُمْ فِرَارًا (ابتعدت عنهم هاربا) وَلَمُلِئْتَ
مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿18﴾ وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ (أيقظناهم) لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ (ليسأل بعضهم بعضاً) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ
لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ
أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ (بما تملكون من مال ... ربما هذه إشارة الى ان العملة
المتداولة في ذلك الزمان هي عملة ورقية والله أعلم) إِلَى الْمَدِينَةِ
فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ (أطيب) طَعَامًا
فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ (قوت) مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ (لا يثير الشبهات) وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا
﴿19﴾ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ (إذا
رأوكم) يَرْجُمُوكُمْ (يقذفونكم بالحجارة)
أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ (يُجبروكم أن
تتّبعوا دينهم) وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿20﴾ وَكَذَٰلِكَ
أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ
اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ
بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ (يختلفون في شأنهم) فَقَالُوا
ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ
غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ (تبع الناس رأيهم)
لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا﴿21﴾ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ
كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ
(ظنّاً وتخميناً) وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ
وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ (عددهم) مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ
فِيهِمْ (لا تجادلهم) إِلَّا مِرَاءً
ظَاهِرًا (الّا جدالا مبنيّا على الحجج) وَلَا
تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (لا تسأل أحدا عن حقيقة خبرهم) ﴿22﴾ وَلَا
تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (لا
تعِد بعمل شيء في الغد) ﴿23﴾ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ (الاّ أن تقول بمشيئة الله) وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا
نَسِيتَ (استغفر ربك إذا نسيت ان تقول ان شاء الله)
وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا (عسى ان يُرشدني الله الى الصواب) ﴿24﴾ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا
تِسْعًا (ثبت ان زيادة تسع سنين ما هي الا لتتوافق
السنين الميلادية مع السنين الهجرية "300 سنة ميلادية تساوي 309 سنة هجرية) ﴿25﴾
قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ (أسرار) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ (خذ من الله العلم) وَأَسْمِعْ (خبّر عنه ما يوحى اليك) مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ
مِنْ وَلِيٍّ (ليس لهم الّا الله كفيلاً بهم) وَلَا
يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (لا يجب لأحد الإشراك
به) ﴿26﴾ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ (لن يستطيع أحد تبديلها أو تحويرها) وَلَنْ تَجِدَ مِنْ
دُونِهِ مُلْتَحَدًا (ملجأ ومأوى) ﴿27﴾ وَاصْبِرْ
نَفْسَكَ (تحمّل بصبر) مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ (المؤمنين الذين يذكرون ربهم) بِٱلۡغَدَوٰةِ (صباحا) وَالْعَشِيِّ (مساء)
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (يسألونه رضاه) وَلَا
تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ (لا يغيب نظرك عنهم بمعنى
لا تنشغل عن الاهتمام بهم) تُرِيدُ زِينَةَ (ترف) الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا
تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا (أقفلنا) قَلْبَهُ
عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ (تبع شهوات نفسه) وَكَانَ أَمْرُهُ (النعيم الذي هو فيه) فُرُطًا (زائل) ﴿28﴾ وَقُلِ الْحَقُّ (الصواب) مِنْ رَبِّكُمْ (هو ما يقوله الله) فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ
فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا (جهّزنا)
لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا (أسوار جهنم أي أنّ لهيب النار حاوطهم من كل الجهات) وَإِنْ
يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ (شديد الغليان) يَشْوِي الْوُجُوهَ
ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (قبّح
الله تلك صحبة (مرتفقا) الشياطين في جهنم) ﴿29﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (لا نحرم المحسنين أجرهم) ﴿30﴾ أُولَٰئِكَ لَهُمْ
جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ (يُزيّنون) فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ
وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ (حرير
ناعم) وَإِسْتَبْرَقٍ (حرير سميك) مُتَّكِئِينَ
فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ (المقاعد والفّرش)
نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (صحبة
الجنة) ﴿31﴾ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ (بستانين) مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا (أحطناهما) بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ﴿32﴾ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا (أوفت محاصيلها) وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا (ليس فيها محصول فاسد) وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا
نَهَرًا ﴿33﴾ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ (ثروة من ما
تجنيه بساتينه من ثمار) فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ (أكثر) نَفَرًا (عشيرة وأولاد
والنفر هو المجموعة من ثلاثة الى عشرة ... تُسمى العشيرة نفرا لأنهم ينفرون
ويهبّون لنصرة أصحابهم) ﴿34﴾ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ )مغرور( قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ (تزول)
هَٰذِهِ أَبَدًا ﴿35﴾ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً (لا أؤمن بالآخرة والبعث) وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ
رَبِّي (إذا بعثني ربي) لَأَجِدَنَّ
خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (سأجد في الآخرة أفضل
منها) ﴿36﴾ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ
مِنْ نُطْفَةٍ (نقطة من ماء الرجل) ثُمَّ
سَوَّاكَ رَجُلًا ﴿37﴾ لَٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي
أَحَدًا ﴿38﴾ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا
قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِنْ تَرَنِ (إذا كنت
تراني) أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴿39﴾ فَعَسَىٰ رَبِّي أَنْ
يُؤْتِيَنِ خَيْرًا (أحسن) مِنْ جَنَّتِكَ
وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا (رياح شديدة
فيها نار أو حجارة ... حسبان جمع حسبانة وهي وسيلة عذاب) مِنَ
السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا (تتحوّل صخراً)
زَلَقًا (أملساً لا يثبت عليه شيء) ﴿40﴾ أَوْ
يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا (غائرا في الأرض)
فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (لا تستطيع إخراجه)
﴿41﴾ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ (أصابه التلف)
فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ (حركة الأسف
لفقدان الشيء) عَلَىٰ مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ
خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا (خالية من الثمر) وَيَقُولُ
يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا ﴿42﴾ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ
يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ
مُنْتَصِرًا ﴿43﴾ هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ (الحُكم) لِلَّهِ الْحَقِّ ۚ هُوَ خَيْرٌ
ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (عاقبة) ﴿44﴾
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ
السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا (مسحوقاً) تَذْرُوهُ (تنثره)
الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ﴿45﴾ الْمَالُ
وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ (الأعمال الصالحة وقيل هي كلمات سبحان الله والحمد لله ولا إله
الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله والله أكبر) خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا (جزاءً) وَخَيْرٌ أَمَلًا (بالجنة) ﴿46﴾ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ (نُزيل) الجِبَالَ وَتَرَى
الْأَرْضَ بَارِزَةً (أخرجت ما بجوفها) وَحَشَرْنَاهُمْ (جمعناهم) فَلَمْ نُغَادِرْ (لم نترك على الأرض) مِنْهُمْ أَحَدًا ﴿47﴾ وَعُرِضُوا
عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا
كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ
مَوْعِدًا ﴿48﴾ وَوُضِعَ الْكِتَابُ (سجلّ الأعمال)
فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ (قلقين)
مِمَّا (مُدوّن) فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا
وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ (لا يترك) صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا
أَحْصَاهَا (إلاّ سجّلها) وَوَجَدُوا مَا
عَمِلُوا حَاضِرًا (أمامهم) وَلَا يَظْلِمُ
رَبُّكَ أَحَدًا ﴿49﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ
فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ (خالف بفجور) أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ (هو
ونسله) أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (ما أقبح هذا البديل عن الله) ﴿50﴾ مَا
أَشْهَدْتُهُمْ (لم أُطلع الشياطين) خَلْقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ (ولا على خلقهم) وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (أعوانا)
﴿51﴾ وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ
فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (سدّا أو حاجزا) ﴿52﴾ وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا (داخلين فيها حتماً) وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (مهربا) ﴿53﴾ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا (فصّلنا) فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ
مَثَلٍ (حجة وبرهان) وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ
شَيْءٍ جَدَلًا (يُحبّ الجدال والنقاش) ﴿54﴾
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا
رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (يُصيبهم ما أصاب الأمم قبلهم) أَوْ يَأْتِيَهُمُ
الْعَذَابُ قُبُلًا (فوْراً) ﴿55﴾ وَمَا
نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ (بالجنة)
وَمُنْذِرِينَ (من جهنم) وَيُجَادِلُ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا
بِهِ الْحَقَّ (يُخفوا الحقيقة) وَاتَّخَذُوا
آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا (ما حذّرهم منه الرسل)
هُزُوًا (سخرية) ﴿56﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ
ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا (رفضها)
وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ (جنت) يَدَاهُ إِنَّا
جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً (أغلفة)
أَنْ يَفْقَهُوهُ (حتى لا يفهموه ولا يستوعبوه)
وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا (صمم وطرش) وَإِنْ
تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿57﴾ وَرَبُّكَ
الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا (يُصدر حكمه عليهم بما اقترفوا من ذنوب) لَعَجَّلَ
لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا )مردّا( ﴿58﴾ وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا
لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ﴿59﴾ وَإِذْ قَالَ
مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ (لن أتوقف عن
السير) حَتَّىٰ أَبْلُغَ (أصل) مَجْمَعَ (مُلتقى) الْبَحْرَيْنِ
(النهر والبحر) أَوْ أَمْضِيَ (أستمر
بالسير) حُقُبًا (مدّة طويلة) ﴿60﴾
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا (ملتقى
الماء) نَسِيَا حُوتَهُمَا (السمكة التي
معهم للطعام) فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (وجدت السمكة طريقها الى الماء) ﴿61﴾ فَلَمَّا
جَاوَزَا (ملتقى الماء) قَالَ لِفَتَاهُ (قيل هو يوشع بن نون بن افايم بن يوسف بن يعقوب وكان رفيقا
مُفضلا عند موسى وقيل هو نبي من أنبياء الله وقائد عظيم من قادة بني إسرائيل) آتِنَا
غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (تعب وإرهاق) ﴿62﴾ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا
إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا
الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (وجدت السمكة طريقها الى الماء بأعجوبة) ﴿63﴾ قَالَ ذَٰلِكَ
مَا كُنَّا نَبْغِ (هذا ما كنّا نسعى لنجده) فَارْتَدَّا
عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا (رجعا وصارا يستدلان على
الطريق من أثار أقدامهما) ﴿64﴾ فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا
آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ
مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (قيل انه الخضر وقيل عبد صالح فاق
علمه علم الأنبياء والله أعلم) ﴿65﴾ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ
عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا
(ما علّمك الله (رشدا) من علم صالح) ﴿66﴾ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ
مَعِيَ صَبْرًا ﴿67﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (لا تعلم خفاياه) ﴿68﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ
اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿69﴾ قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي
فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ﴿70﴾ فَانْطَلَقَا
حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ
أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (بشعاً) ﴿71﴾
قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿72﴾ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي
بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (لا تقسو عليّ) ﴿73﴾ فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا
لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً (بريئة) بِغَيْرِ نَفْسٍ
(ظلماً وعدواناً) لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (فعلا إجراميّاً) ﴿74﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ
إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿75﴾ قَالَ
إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ
مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (استوفيت مني الأعذار) ﴿76﴾
فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا
(طلبا طعاما من أهل القرية) فَأَبَوْا (رفضوا) أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا (إطعامهما) فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ
يَنْقَضَّ (يكاد ان يقع) فَأَقَامَهُ (أصلحه) قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ
أَجْرًا ﴿77﴾ قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ (تفسير) مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿78﴾
أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ
فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ
وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ (كان ينتظرهم قرصان) يَأْخُذُ
كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (يستولي على السفن بالقوة)
﴿79﴾ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿80﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا
خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً (أخلاقا) وَأَقْرَبَ (أفضل) رُحْمًا (رحمة
وعطف) ﴿81﴾ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي
الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا (يبلغان
سن الرشد) وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا
فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي (لم افعل شيئا من تلقاء نفسي)
ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿82﴾ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ (قيل هو سليمان وقيل إنه ملك من ملوك الزمان وصل ملكه شرقا
وغربا لذلك أطلق الله عليه لقب ذو القرنين) قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ
مِنْهُ ذِكْرًا ﴿83﴾ إِنَّا مَكَّنَّا
لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (وهبناه الوسائل للقيام
بما يريد ان يقوم به) ﴿84﴾ فَأَتْبَعَ سَبَبًا (سار في الأرض يستكشف معتمدا على ما وهبه الله من وسائل)
﴿85﴾ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ (غرب
الأرض) وَجَدَهَا (الشمس) تَغْرُبُ
فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ (بحر موحل أو ماء ساخنة) وَوَجَدَ
عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (تترفّق بهم) ﴿86﴾ قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ
نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا )شديدا( ﴿87﴾ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ
(ثواب الجنة) وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا
يُسْرًا (نعامله معاملة لطيفة وحسنة) ﴿88﴾ ثُمَّ
أَتْبَعَ سَبَبًا (تابع طريقه للاستكشاف) ﴿89﴾
حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ (مشرق) الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ
قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (قيل انه مكان على الأرض لا تغيب الشمس فيه لفترة طويلة) ﴿90﴾ كَذَٰلِكَ
وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (يعلم الله
ما لدى ذو القرنين من وسائل وخبرة على معالجة الأمور لأنه أصلا قد وهبها جميعها
اليه) ﴿91﴾ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (تابع
سيره) ﴿92﴾ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ (قيل انهما هضبتين بينهما وادي) وَجَدَ مِنْ
دُونِهِمَا (وجد عندهما) قَوْمًا لَا
يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (بالكاد يفهمون اللغة
والحديث) ﴿93﴾ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ
وَمَأْجُوجَ (ورد ذكر يأجوج ومأجوج في التوراة وفي
سفر حزقايل وفي سفر التكوين كما ورد ذكرهما في الأساطير عن إسكندر المقدوني. وقيل قد
يكونون من قبائل الفايكينغ أو الهون وهم مجموعة قبائل أصلها أوروبي آسيوي، احتلوا
أوروبا بالكامل) أو الخزر وهم من شعوب من الأتراك الرُحّل، أسسوا في أواخر القرن
السادس الميلادي إمبراطورية تجارية كبرى تغطي القسم الجنوبي الشرقي من روسيا
الأوروبية الحديثة وجنوب أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وكازاخستان. وفي تفسير آخر أن
يأجوج ومأجوج يعنيان الحريق والغريق .. يأجوج من فعل أجّ أي أضرم (النار) ومأجوج
من فعل مجّ أي طاف (الماء) بيكون الله يشير بذلك الى العواصف الحارقة والأمواج
المغرقة والله أعلم) مُفْسِدُونَ فِي (يُهلكون)
الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا (أجرا)
عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (حاجزا منيعا) ﴿94﴾ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي
خَيْرٌ (ما أنعم الله عليّ هو أفضل من الأجر الذي تعدونني به)
فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ (ساعدوني بنشاط) أَجْعَلْ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (حاجزاً حصيناً)
﴿95﴾ آتُونِي زُبَرَ (فتات) الْحَدِيدِ ۖ
حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ (جعل الهضبتين
سطحاً واحداً) قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا
جَعَلَهُ نَارًا (أوقد ناراً على الحديد)
قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ (أصبّ) عَلَيْهِ
قِطْرًا (سائل النحاس ... قيل هذا دليل على ان سليمان
هو المقصود بدليل الآية 12 في سورة سبأ وفيها أنه أسال له عين القطر) ﴿96﴾ فَمَا
اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ (يعتلوه) وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (ثقبا) ﴿97﴾ قَالَ هَٰذَا (السد)
رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا
جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ (حُطاماً) وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿98﴾ وَتَرَكْنَا
بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ (إشارة الى
ان يوم القيامة يخرج الناس مضطربين متداخلين مع بعضهم البعض) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ (البوق) فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (حشرناهم جميعاً) ﴿99﴾ وَعَرَضْنَا (أظهرنا) جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (واضحة جليّة للجميع) ﴿100﴾ الَّذِينَ كَانَتْ
أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ (غشاوة) عَنْ
ذِكْرِي (وحي القرآن) وَكَانُوا لَا
يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (كانوا لا يفقهون شيئا مما يُقرأ
عليهم من آيات القرآن) ﴿101﴾ أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ
يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ
لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (مقاما ومكانا للسكن ... نُزل
في اللغة فندق أو مضافة) ﴿102﴾ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ
أَعْمَالًا (وقع عليهم الخسارة الكبرى) ﴿103﴾ الَّذِينَ
ضَلَّ سَعْيُهُمْ (نشروا الفساد بدل العمل الصالح)
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (يظنّون انهم يقومون بعمل حسن) ﴿104﴾ أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا
نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (يحتقرهم
الله ولا ينظر إليهم ولا يعتبرهم) ﴿105﴾ ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا
كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴿106﴾
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ
الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (النُزل في اللغة هو الفندق
أو قاعة الاستقبال) ﴿107﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا
حِوَلًا (لا يريدون الرحيل عنها أو بدلا منها)
﴿108﴾ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا (حبراً)
لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ (خلص) الْبَحْرُ
قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ
جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (ولو استعنّا بمداد مثله)
﴿109﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا
إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ
عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴿110﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق