سورة النّور – 24
64 آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سُورَةٌ
أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا فرضنا أحكامها
وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ تهتدون ﴿1﴾
الزَّانِيَةُ التي ترتكب الفاحشة الجنسية وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا
كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ شفقة ورحمة فِي دِينِ اللَّهِ في تنفيذ حكم الله إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ جماعة مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿2﴾
الزَّانِي
لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا
زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بمعنى ان الله حرّم ارتكاب فاحشة الزنا ﴿3﴾
وَالَّذِينَ
يَرْمُونَ يتّهمون الْمُحْصَنَاتِ العفيفات ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ
فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا امنعوهم من الادلاء بأي شهادة وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ الذين يرتكبون الفحش والمعاصي ﴿4﴾
إِلَّا
الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا
رجعوا الى الايمان وامتنعوا عن ارتكاب الفاحشة فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
رَحِيمٌ ﴿5﴾
وَالَّذِينَ
يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ يتهمون زوجاتهم وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ دون ان يُشهد أحد عليهم بذلك إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ
أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إذا لم
يكن لديه شهداء شهدوا واقعة الزنا الا نفسه فيجب ان يحلف بالله ارع مرات انه صادق
إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿6﴾
وَالْخَامِسَةُ
أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ وشهادة خامسة يلعن
بها نفسه إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿7﴾
وَيَدْرَأُ
عَنْهَا الْعَذَابَ يُوقف تنفيذ الحكم عليها
أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ تحلف
ارع أيمانات إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿8﴾
وَالْخَامِسَةَ
أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا وتدعو أن غضب الله
عليها إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿9﴾
وَلَوْلَا
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿10﴾
إِنَّ
الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ حديث الافتراء
عُصْبَةٌ جماعة مِنْكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ
شَرًّا لَكُمْ ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ
مِنَ الْإِثْمِ عليه ما ارتكب من ذنب وَالَّذِي
تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ الذي كان يشيع الإفك وينشره
مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿11﴾
لَوْلَا
إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ عرفوا الْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا انه كفر
وبهتان وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُبِينٌ افتراء عظيم ﴿12﴾
لَوْلَا
جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ
عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿13﴾
وَلَوْلَا
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ حلّ عليكم فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ فيما خضتم فيه من افتراء
عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿14﴾
إِذْ
تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ بمعنى تنقلوا الحديث
وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ وترمون التهم جزافا
وافتراء مَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ لا
دليل لكم على وقوعه وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ
﴿15﴾
وَلَوْلَا
إِذْ سَمِعْتُمُوهُ كان من الأفضل عندما سمعتم هذا
الافتراء ان قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ
هَٰذَا بُهْتَانٌ افتراء عَظِيمٌ ﴿16﴾
يَعِظُكُمُ
اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿17﴾
وَيُبَيِّنُ
اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿18﴾
إِنَّ
الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ تنتشر
الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿19﴾
وَلَوْلَا
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿20﴾
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا تُصدّقوا خُطُوَاتِ ما يعدكم به الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ
الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ بالفسق والمعصية
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ ما نجا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ
يُزَكِّي يبرئ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿21﴾
وَلَا
يَأْتَلِ لا يحلف أُولُو الْفَضْلِ الوجهاء مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ الاغنياء أَنْ يُؤْتُوا يتصدّقوا أُولِي الْقُرْبَىٰ الأقارب وَالْمَسَاكِينَ المحتاجين وَالْمُهَاجِرِينَ المجاهدين فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا
ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
﴿22﴾
إِنَّ
الَّذِينَ يَرْمُونَ يلقون التهم جزافا على
الْمُحْصَنَاتِ العفيفات الْغَافِلَاتِ البريئات الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿23﴾
يَوْمَ
تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
﴿24﴾
يَوْمَئِذٍ
يُوَفِّيهِمُ يحاسبهم حسابا وافيا اللَّهُ
دِينَهُمُ الْحَقَّ حسابهم بالعدل وَيَعْلَمُونَ
أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ﴿25﴾
الْخَبِيثَاتُ
لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ
لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ بمعنى ان العفيفات والعفيفين يبرئّهم الله من التهم المنسوبة إليهم
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴿26﴾
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا حتى تأخذوا الاذن بالدخول وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا
ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
تتّعظون ﴿27﴾
فَإِنْ
لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ وَإِنْ
قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ
أفضل لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿28﴾
لَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ذنب أَنْ تَدْخُلُوا
بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ غير أهلة فِيهَا
مَتَاعٌ لَكُمْ بمعنى ان هذه البيوت هي لاستقبال
الزائرين وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴿29﴾
قُلْ
لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ لا
ينظرون نظرة شهوة وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ يمنعوا أنفسهم من ارتكاب الفاحشة ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ أطهر لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
﴿30﴾
وَقُلْ
لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ لا يُظهرن محاسنهن إِلَّا
مَا ظَهَرَ مِنْهَا الّا بالقدر المتعارف عليه وفق
المجتمع العام في العصر والمكان وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ يغطّون بالخمار اكتافهن وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ محاسنهن إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أزواجهن أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ
أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ الاتباع الذين يملكونهن أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ
أُولِي الْإِرْبَةِ الذين ليس لديهم شهوة الى النساء
مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ
الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ الذين ليس لهم معرفة بغاوية النساء وَلَا يَضْرِبْنَ
بِأَرْجُلِهِنَّ لا يفتعلنّ حركة بأرجلهنّ
لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ بقصد
اظهار المحاسن وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿31﴾
وَأَنْكِحُوا
الْأَيَامَىٰ زوّجوا العازبين مِنْكُمْ من رجالكم ونسائكم وَالصَّالِحِينَ المؤمنين مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ العبيد والجواري إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿32﴾
وَلْيَسْتَعْفِفِ ليمتنع عن الزواج الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا الذين لا يملكون مالا للزواج حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ حتى يرزقهم الله
وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا
مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ من العبيد والجواري
الذين يريدون الزواج فَكَاتِبُوهُمْ فزوّجوهم إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ان كانوا صادقين في ما يريدون وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ
اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ساعدوهم واعطوهم مما
اعطاكم الله وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ لا تُجبروا نسائكم وبناتكم على الفاحشة إِنْ أَرَدْنَ
تَحَصُّنًا ان فضّلن العفة لِتَبْتَغُوا
عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا طمعاً بجني المال من
وراء ذلك وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ
غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿33﴾
وَلَقَدْ
أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ
قَبْلِكُمْ من الأمم السابقة وَمَوْعِظَةً
لِلْمُتَّقِينَ ﴿34﴾
اللَّهُ
نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فتحة في جدار المنزل فِيهَا
مِصْبَاحٌ قنديل الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ
الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ مضيء
يُوقَدُ يشعل زيتها مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ
زَيْتُونَةٍ بمعنى ان شجر الزيتون نباته اخضر دائما لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ بمعنى لا تتأثر بعوامل الطبيعة ولا بنور الشمس او بدفء الظل
يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ يضيء حتى ولو لم تُشعله نار نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي
اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿35﴾
فِي بُيُوتٍ بمعنى مساجد أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ تُبنى وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا
بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ صباحا ومساء ﴿36﴾
رِجَالٌ
لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ
وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ بمعنى العمل الصالح ودفع
الصدقات يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ
فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ من شدة الرعب تفزع
القلوب وتزوغ الابصار ﴿37﴾
لِيَجْزِيَهُمُ
اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا من الصالحات
وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ يُدخلهم الجنة
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ بمعنى
بفائق العطاء والكرم ﴿38﴾
وَالَّذِينَ
كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ما
يتخيّله المرء انه ماء في الصحراء يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ
إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا يتأكّد انه ليس
ماء وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ القصد من هذا المثل ان الكافر يعبد وهماً حتى إذا جاء يوم
القيامة لم يجد الا الله يحاسبه على كفره وَاللَّهُ
سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿39﴾
أَوْ
كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ هائج يَغْشَاهُ
مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ بمعنى أحاط به الكفر من كل جانب إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ
لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا لا يجد ما يهديه الى الخلاص
وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴿40﴾
أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ
صَافَّاتٍ محلّقات في السماء كُلٌّ قَدْ
عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿41﴾
وَلِلَّهِ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴿42﴾
أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي يسوق سَحَابًا
ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ يجمعه على بعضه
ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا يراكمه فَتَرَى
الْوَدْقَ المطر يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ حبيبات ثلج او حصى فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ
عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا لمعان
بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴿43﴾
يُقَلِّبُ
اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ بمعنى دورة اليوم
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴿44﴾
وَاللَّهُ
خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ كل ما يمشي ويزحف على الارض مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ
مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ
اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿45﴾
لَقَدْ
أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ أدلّة قاطعة
وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿46﴾
وَيَقُولُونَ
آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ يكفر فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا
أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿47﴾
وَإِذَا
دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ
﴿48﴾
وَإِنْ
يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ أي إذا كان الحكم لصالحهم
يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ طائعين ﴿49﴾
أَفِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ضعف الايمان أَمِ ارْتَابُوا ام ان الشك عندهم كبير أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ يجور اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ
هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿50﴾
إِنَّمَا
كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ
أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿51﴾
وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ يتجنّب غضبه فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ
﴿52﴾
وَأَقْسَمُوا
بِاللَّهِ جَهْدَ أعظم أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ
أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ۖ قُلْ لَا تُقْسِمُوا ۖ طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ بمعنى ان الجهاد فرض على المؤمنين وليس امراً من الرسول
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿53﴾
قُلْ
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا أصرّوا على الكفر فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ بمعنى لا يتحمّل الّا مسؤولية الرسالة وَعَلَيْكُمْ
مَا حُمِّلْتُمْ ويتحمّل الكفّار مسؤولية كفرهم وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ
إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿54﴾
وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ ينصرهم ويمكّنهم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ يُعلي
شأن دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ اختاره
وفضّله لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا بمعنى يقلب حالهم من ضعف الى قوة يَعْبُدُونَنِي لَا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
﴿55﴾
وَأَقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
﴿56﴾
لَا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ قادرين على التغلب
على إرادة الله فِي الْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَاهُمُ مصيرهم الى النَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ ما أقبح هذا الْمَصِيرُ ﴿57﴾
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ما عندكم من جواري وعبيد وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا
الْحُلُمَ مِنْكُمْ أطفالكم الذين لم يبلغوا بعد ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِنْ
قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ تُبدلون
ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ
صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ المعنى
ان هؤلاء يستأذنوا قبل الدخول في أوقات ثلاث وهي قبل الاستيقاظ من النوم وعند
الاسترخاء بعد الظهر وقبل الاستعداد للنوم لان في هذه الأوقات يمكن للعورة ان تظهر
لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ أي لا مشكلة في غير تلك الاوقات طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ
بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ان يتخالط بعضهم مع بعض
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ الشرائع
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿58﴾
وَإِذَا
بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ بمعنى نزل
منهم ماء البلوغ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ بمعنى انه يجب عليهم ان يستأذنوا في أي
الاوقات كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ ﴿59﴾
وَالْقَوَاعِدُ
مِنَ النِّسَاءِ العوانس اللَّاتِي لَا
يَرْجُونَ نِكَاحًا يئسن من الزواج فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ ذنب أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ بمعنى يلبسن ما لا يستر الجسد كاملا غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ
بِزِينَةٍ بمعنى لا يضعن عليهم ما يظهر محاسنهن
وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ يسترن أنفسهن خَيْرٌ أفضل لَهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿60﴾
لَيْسَ
عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ
وَلَا عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ البيوت التي استؤمنتم عليها اثناء غياب اصحابها أَوْ
صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا
ۚ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ ﴿61﴾
إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ
أَمْرٍ جَامِعٍ بمعنى مجتمعون معه لمناقشة امر من
الامور لَمْ يَذْهَبُوا لا يغادرون الاجتماع
حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ للاهتمام لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ بشأن خاص بهم فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُمُ اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿62﴾
لَا تَجْعَلُوا
دُعَاءَ مناداة الرَّسُولِ بَيْنَكُم
كَدُعَاءِ كمناداة بَعْضِكُمْ بَعْضًا
ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ الذين
يغادرون الاجتماع مع الرسول مِنْكُمْ لِوَاذًا خفية دون ان ينتبه إليهم أحد فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ
يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ مصيبة أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ تقع عليهم كارثة ﴿63﴾
أَلَا
إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ
وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿64﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق