13‏/02‏/2016

سورة النّمل - 27

سورة النّمل – 27

93 آية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

طس الله اعلم بها تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ شديد الوضوح ﴿1﴾

هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿2﴾

الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ يؤمنون ﴿3﴾

إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ بمعنى ان الله جعلهم يفتخرون باعمالهم فَهُمْ يَعْمَهُونَ ينغمسون في ترفهم ﴿4﴾

أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ أسوأ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ﴿5﴾

وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى يُتلى عليك بالوحي الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ من عند حَكِيمٍ عَلِيمٍ رب العلم والحكمة ﴿6﴾

إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لمحت جماعة يوقدون النار سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ استدل من أصحاب النار على الطريق أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ جذوة حطب مشتعلة لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ تدفّئون بها ﴿7﴾

فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا تبارك من في النار وتبارك من حولها وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿8﴾

يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿9﴾

وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ ترجف كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا أمعن في الفرار وَلَمْ يُعَقِّبْ لم يلتفت وراءه يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿10﴾

إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ بعد معصية إشارة الى قتل موسى للرجل فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿11﴾

وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تحت إبطك تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ بمعنى ليس فيها مرض البرص فِي تِسْعِ آيَاتٍ معجزات او براهين داعمة إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ كافرين ﴿12﴾

فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً واضحة قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿13﴾

وَجَحَدُوا بِهَا كفروا بها واستنكروها وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ بمعنى لم يقبلوا الخضوع واستكبروا ظُلْمًا وَعُلُوًّا استكبارا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴿14﴾

وَلَقَدْ آتَيْنَا وهبنا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا رجاحة عقل مميّزة وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿15﴾

وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ لغة الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الله علّمه كل العلوم إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ﴿16﴾

وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ استُدعي امامه جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ تُوزّع عليهم مهامهم ﴿17﴾

حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ يدوس عليكم فيهلككم سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿18﴾

فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أعنّي على أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ بحق اسمك الرحيم فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴿19﴾

وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ لم يُلبّوا نداء الوقوف امامه ﴿20﴾

لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ عذر مقبول ﴿21﴾

فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ وقف الهدهد على مسافة قريبة فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ علمت ما لم تعلمه وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ مدينة سبأ في اليمن بِنَبَإٍ يَقِينٍ بخبر موثوق ﴿22﴾

إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ من نعيم الدنيا وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿23﴾

وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿24﴾

أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ بمعنى يرزق الرزق فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿25﴾

اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿26﴾

قَالَ سَنَنْظُرُ سنتحقّق من كلامك أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿27﴾

اذْهَبْ بِكِتَابِي رسالتي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ ابتعد قليلا عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ردّة فعلهم ﴿28﴾

قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ الحاشية إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ﴿29﴾

إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿30﴾

أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ لا تتحدّوني وتُخالفوا أمري وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ بمعنى استسلموا لي ﴿31﴾

قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي أشيروا عليّ فِي أَمْرِي ماذا عليّ أن أفعل مَا كُنْتُ قَاطِعَةً مُتّخذة أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ حتى توافقون عليه ﴿32﴾

قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ نملك جيشاً عظيماً وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴿33﴾

قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ كرام أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿34﴾

وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ وسأنتظر لأرى بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴿35﴾

فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ أتعرضون عليّ مالاً فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴿36﴾

ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا من مملكة سبأ أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ مقهورون ﴿37﴾

قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿38﴾

قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ بمعنى قبل ان ينفضّ هذا المجلس وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴿39﴾

قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ بمعنى ان الله وهبه دعوة خاصة إذا دعاها تُستجاب على الفور أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ بمجرد ان ترفّ عينك فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا حاضرا عِنْدَهُ قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ بغنى عن الشكر كَرِيمٌ ﴿40﴾

قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا أخفوا معالمه نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿41﴾

فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا بمعنى عرفنا قدرة الله قبل هذه المعجزة بنقل العرش وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴿42﴾

وَصَدَّهَا منعها مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿43﴾

قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ وهو غرفة العرش في القصر او أبدعوا ببنيانه فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً ظنّت ان ارضه ماء وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا رفعت ثوبها فبانت ساقاها قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ مصنوع من زجاج قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿44﴾

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ﴿45﴾

قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ كانوا يتحدّون صالح ان يأتيهم بما وعدهم من عذاب لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿46﴾

قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ تشاءمنا منك وَبِمَنْ مَعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بمعنى ان شؤمكم يعود عليكم بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ بمعنى يبتليكم الله ليختبر ايمانكم ﴿47﴾

وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ مجموعة أشخاص يُشكّلون عصابة يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿48﴾

قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لنقسم لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ نقتله هو وعائلته ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ كبير قومه مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ لا ندري من قتلهم وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿49﴾

وَمَكَرُوا مَكْرًا دبّروا امرا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿50﴾

فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ نتيجة خبثهم أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿51﴾

فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً غير مسكونة بِمَا ظَلَمُوا بسبب كفرهم إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً دليل لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿52﴾

وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿53﴾

وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ ترتكبون معصية عظيمة وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ بمعنى تتفرّجون على بعضكم البعض اثناء ارتكابها ﴿54﴾

أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً تجامعون الذكور بقصد اللذة مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴿55﴾

فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴿56﴾

فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ قدّر الله هلاكهم ﴿57﴾

وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ تحوّل المطر الى هلاك الْمُنْذَرِينَ الذين أنذرهم الرسول ولم يُصدّقوه ﴿58﴾

قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿59﴾

أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ تُسرّ النظر مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ يكفرون ﴿60﴾

أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا سكناً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ جبال وهضاب وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ البحر والنهر حَاجِزًا لا يتعدّى أحدهم على الآخر أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿61﴾

أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ يزيل الضرر وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ تتوارثون جيلا بعد جيل أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ تعتبرون ﴿62﴾

أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ تُبشّر بالمطر رحمة الله في عباده أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿63﴾

أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿64﴾

قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ موعد البعث إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿65﴾

بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ أيقنوا بالآخرة بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا ومنهم من شك فيها بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ ومنهم من انكرها كلّيا ﴿66﴾

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ من الأرض احياء ﴿67﴾

لَقَدْ وُعِدْنَا هَٰذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿68﴾

قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿69﴾

وَلَا تَحْزَنْ لا تأسف عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ لا تغتمّ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴿70﴾

وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿71﴾

قُلْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ أصابكم بَعْضُ من العذاب الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ حدوثه ﴿72﴾

وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴿73﴾

وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ ما تُخفي صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿74﴾

وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ حدث يفاجئ الناس فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿75﴾

إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿76﴾

وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿77﴾

إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي يحكم بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿78﴾

فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿79﴾

إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الطرشان الدُّعَاءَ النداء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ابتعدوا عن سماعك او رفضوا الاستماع اليك ﴿80﴾

وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ عن عميهم إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ﴿81﴾

وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ حلّ العذاب عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً حيوان مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ لا يؤمنون ﴿82﴾

وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا جماعة مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ يُوزّع عليهم العذاب ﴿83﴾

حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا الم يرشدكم الرسل أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿84﴾

وَوَقَعَ الْقَوْلُ حقّ العذاب عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا بسبب كفرهم فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ ﴿85﴾

أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ للنوم والسكينة وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا للعمل والنشاط إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿86﴾

وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ البوق فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ خاضعين ﴿87﴾

الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ تمشي كما تمشي الغيوم في السماء صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ المُبدع بكل ما يصنع إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴿88﴾

مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ أتى يوم القيامة ومعه حسنة فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ بمعنى ان الله لا يلقي رعب البعث في قلوب المؤمنين ﴿89﴾

وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ ارتكب معصية وبيّنها الله له يوم القيامة فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ القوا فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿90﴾

إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ مكة الَّذِي حَرَّمَهَا خصّها بالحماية وحرّم القتال فيها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ بمعنى يملك وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿91﴾

وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴿92﴾

وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ براهينه فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ بمعنى لا يعلم او ليس له دراية عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿93﴾



ليست هناك تعليقات: