13‏/02‏/2016

سورة يوسف - 12

12 *سورة يوسف* (111 آية)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الر (الله اعلم بها) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (القرآن الكريم العظيم) ﴿1﴾ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (ترجعون الى رشدكم) ﴿2﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ (يا محمد) أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (من الجاهلين عن المعرفة فلم تكن تعلم شيئاً عن هذه القصص) ﴿3﴾ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ (في المنام) أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴿4﴾ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ (منامك) عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا (يتآمرون عليك بالشر) إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿5﴾ وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ (يختارك) رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ (تفسير الأحلام) وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ (بالنبوة والرسالة والسُلطة) وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿6﴾ لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ (عِبَر) لِلسَّائِلِينَ (لمن يريد ان يعتبر) ﴿7﴾ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ (جماعة متماسكة) إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ (ضياع) مُبِينٍ (عميق) ﴿8﴾ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا (انفوه من البلد) يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ (تنالوا اهتمام أبيكم بكم) وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (ثمّ تتوبوا بعد ذلك) ﴿9﴾ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ (قعر) الْجُبِّ (البئر) يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ (القوافل المارّة) إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (إذا نويتم على الخلاص منه) ﴿10﴾ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (راعون) ﴿11﴾ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ (يلهو) وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿12﴾ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ﴿13﴾ قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ (جماعة متلاحمة) إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ ﴿14﴾ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا (قرّروا بالإجماع) أَنْ يَجْعَلُوهُ (يرموه) فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿15﴾ وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ ﴿16﴾ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ (نتسابق) وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا (أغراضنا) فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا (لن تُصدّقنا) وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴿17﴾ وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ (ادّعوا انه دم يوسف) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا (زيّنت أنفسكم لكم شيئا مشينا) فَصَبْرٌ جَمِيلٌ (هو الصبر الذي يُنعمه الله على الأنبياء ليُذهب عنهم الانفعال) وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ ﴿18﴾ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ (قافلة) فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ (الذي يتولّى السقاية) فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ (أنزل دلو الماء ليملئه من البئر) قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً (إخوة يوسف كتموا انه اخوهم وباعوه الى القافلة) وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿19﴾ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ (باعوه إخوته بسعر رخيص) دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ (قليلة) وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (لا يريدون الكسب المادي من بيعه بل يريدون الخلاص منه) ﴿20﴾ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ (أحسني رعايته) عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا (في خدمة أو عمل) أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا (بمعنى التبنّي) وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا (عزّزنا مكانته) لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ (تفسير الأحلام) وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ (يحصل على ما يريد) وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿21﴾ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ (كبر واشتدّ ساعده) آتَيْنَاهُ (وهبناه) حُكْمًا (عقلا رشيدا) وَعِلْمًا (معرفة خاصة بالعلوم) وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿22﴾ وَرَاوَدَتْهُ (أغوته بلطف) الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ (امرأة العزيز) وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ (اقبل أنا لك) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي (العزيز هو ولي امري) أَحْسَنَ مَثْوَايَ (أكرَمني في بيته) إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿23﴾ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا (كادا ان يسقطا في الفاحشة) لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ (قيل ان الله أرسل له ملاكا يعصمه من ارتكاب الفاحشة والله اعلم) كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ (نعصمه من العمل السيء ... خيانة الرجل الذي رعاه) وَالْفَحْشَاءَ (الزنا) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (الذين استخلصهم الله لنفسه) ﴿24﴾ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ (تسابقا نحو الباب) وَقَدَّتْ (مزّقت) قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ (ظهْر القميص) وَأَلْفَيَا (وجدا) سَيِّدَهَا (زوجها) لَدَى الْبَابِ ۚ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا (من أراد ارتكاب الفاحشة مع زوجتك) إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿25﴾ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي (أغرتني) وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا (قيل انه طفل أنطقه الله) إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ (مُزّق من الأمام) فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿26﴾ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ (مُزّق ظهر القميص) فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿27﴾ فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ (ممزق) مِنْ دُبُرٍ (من الظهر) قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ (مكركنّ) إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴿28﴾ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا (لا تُخبر أحدا عن هذه الحادثة) وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (من المذنبين) ﴿29﴾ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ (تغويه) قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا (هامت بحبّه) إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (جهل عظيم) ﴿30﴾ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ (جهّزت) لَهُنَّ مُتَّكَأً (مجلس مريح) وَآتَتْ (أعطت) كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا (قيل لتقشير الفاكهة والله اعلم) وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ (استعظمن حسنه ووسامته) وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ (جرحن أيديهن دون انتباه) وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ (ملاك) كَرِيمٌ ﴿31﴾ قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ (هذا هو الذي تلوموني به) وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ (طلبت منه المعاشرة) فَاسْتَعْصَمَ (رفض) وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (الأذلّاء المهانين) ﴿32﴾ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ (أميل) إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿33﴾ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿34﴾ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ (قرّر العزيز وأهله) مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ (دليل براءته) لَيَسْجُنُنَّهُ (لدفن الحقيقة) حَتَّىٰ حِينٍ ﴿35﴾ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي (في المنام) أَعْصِرُ (أسكب) خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ (فسّر لنا الحلم) إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (الخيّرين) ﴿36﴾ قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ (أعلمتكما بقدومه) قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿37﴾ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَٰلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴿38﴾ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿39﴾ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ (لم يعطها الله صفة الألوهية) إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ (الصحيح) وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿40﴾ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا (سيكون ساقي الملك) وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ (بمعنى أنه سيُصلب ويموت على الصليب فتأكل الطيور من رأسه) قُضِيَ الْأَمْرُ (هذا تفسير حلم كلّ منهما) الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (الذي تسألان عن تفسيره) ﴿41﴾ وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ (اروي قصتي للملك) فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ (مكث) فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ﴿42﴾ وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ (سمينات) يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ (نحيلات) وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ (ناضجة) وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ (فسّروا حلمي) إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (إذا كنتم عارفين بتفسير الأحلام) ﴿43﴾ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ (كوابيس) وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ (بتفسير) الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ﴿44﴾ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا (من السجن) وَادَّكَرَ (تذكّر) بَعْدَ أُمَّةٍ (بعد فترة طويلة) أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (الى السجن) ﴿45﴾ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ (الصادق في القول والفعل) أَفْتِنَا (فسّر لنا) فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿46﴾ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا (دون انقطاع) فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ (أبقوا المحصول في قشره) إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (إلاّ القليل لغذائكم) ﴿47﴾ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ (سبع سنين قحط فيها ينحبس المطر وييبس الزرع) يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ (يحرقن زرعكم) إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (إلّا البذور التي تدّخرونها) ﴿48﴾ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ (يُسعفُ) النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (يجنون حصاد زرعهم) ﴿49﴾ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ (ما قصة) النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ﴿50﴾ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ (وضح وبان) الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿51﴾ ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ (إشارة الى حبّها له في قرارة نفسها) وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ (الله يُفشل مكر) الْخَائِنِينَ ﴿52﴾ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ (تدفع صاحبها لارتكاب المعاصي) إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي (إلّا من شاء الله ان يعصمه من نفسه) إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿53﴾ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي (أجعله في خدمتي) فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ (له مكانة خاصّة) أَمِينٌ ﴿54﴾ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ (دعني أدير شؤون المال والتجارة) إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (أحفظ الأمانة واعلم بإدارة شؤون الدولة) ﴿55﴾ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ (عزّزنا مركزه ومكانته) فِي الْأَرْضِ (في مصر) يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ (يفرض سلطته في أنحاء الدولة) نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا (نُنعم على) مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿56﴾ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ (ثواب الآخرة أفضل من نعيم الدنيا) لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿57﴾ وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (لم يعرفوه) ﴿58﴾ وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ (أعطاهم بضاعتهم) قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ ۚ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (أفضل المضيفين) ﴿59﴾ فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (لا ترجعوا الى هنا) ﴿60﴾ قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ (سنعمل على إقناع أبيه) وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ﴿61﴾ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا (ضعوا) بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ (في جيوب بعيرهم) لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا (عندما يرجعوا) إِلَىٰ أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿62﴾ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ (رفضوا تزويدنا بالمؤونة) فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿63﴾ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ (أتريدونني أن أستأمنكم) إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ ۖ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا (خير من يحفظ الناس) وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿64﴾ وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي (ما العمل) هَٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا (نمير من الميرة وهي الطعام) وَنَحْفَظُ أَخَانَا (نحميه) وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ (نكسب بضاعة إضافية) ذَٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (هذا مقدور عليه) ﴿65﴾ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ (تتعهّدوا أمام الله) لَتَأْتُنَّنِي بِهِ (تُرجعون أخاكم اليّ) إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ (إلّا ان يحصل معكم امر شديد) فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴿66﴾ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ (لا أستطيع أن أمنع عنكم قضاء الله) إِنِ الْحُكْمُ (الأمر والمشيئة) إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿67﴾ وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ (لم يكن في نيّة يعقوب ان يمنع قضاء الله) إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا (قيل انه كان يريد ان يحميهم من الحسد) وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ (يحظى بعلم خاص من الله) وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿68﴾ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ (انفرد به) قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ (لا تحزن) بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿69﴾ فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ (حمّلهم بضاعتهم) جَعَلَ السِّقَايَةَ (أخفى أداة الكيل) فِي رَحْلِ أَخِيهِ (في جيب بعير أخيه) ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ (نادى منادي في أصحاب القافلة) إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ﴿70﴾ قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ ﴿71﴾ قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ (مكيال) الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ )حمولة( بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (كفيل ... أي ان المنادي تكفّل لهم كامل الجائزة وهي حمولة بعير) ﴿72﴾ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ﴿73﴾ قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ ﴿74﴾ قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ (يسري عليه حكم السرقة) كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴿75﴾ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ (ألهمناه تلك الخطّة) مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ (كانت شريعة المملكة ان يبقى السارق عبدا لمن سرق منه) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ (يُعلي الله من شأن من يريد) وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (الله هو العالم المطلق) ﴿76﴾ قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ۚ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ (لم يُظهر لهم انزعاجه من قولهم) قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا (أنتم اشدّ إجراما) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (تدّعون) ﴿77﴾ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿78﴾ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ ﴿79﴾ فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ (فقدوا الأمل بإقناع يوسف) خَلَصُوا نَجِيًّا (تشاوروا مع بعضهم) قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ (أجرمتم بما فعلتم) فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ (لن اترك البلد) حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي (أتبلّغ حكم الله) وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴿80﴾ ارْجِعُوا إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (لم يكن لنا علم أن أخانا سيسرق) ﴿81﴾ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ (القافلة) الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿82﴾ قَالَ (يعقوب) بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿83﴾ وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ (عميت) عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (يكتم حزنه في نفسه) ﴿84﴾ قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ (تظل) تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا )فتنة( أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ﴿85﴾ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي (همّي) وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿86﴾ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ (فرج الله ورحمته ... الروْح هو سعة الأمل) إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴿87﴾ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ (أصابنا الفقر والعِوَز) وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ (قليلة رديئة لا نملك غيرها) فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴿88﴾ قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (لا تعلمون مغبّة فعلكم) ﴿89﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿90﴾ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ (فضّلك) اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴿91﴾ قَالَ لَا تَثْرِيبَ (لا ملامة) عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿92﴾ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿93﴾ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ (أقبلت القافلة) قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ )أشتمّ( رِيحَ يُوسُفَ ۖ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (لو تُخبروني أخبار القافلة) ﴿94﴾ قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ (هوسك) الْقَدِيمِ ﴿95﴾ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ (حامل قميص يوسف) أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿96﴾ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴿97﴾ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿98﴾ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ﴿99﴾ وَرَفَعَ (أجلس) أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ (تفسير الحلم) مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا (حقيقة) وَقَدْ أَحْسَنَ بِي (تفضّل الله عليّ) إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ (من الصحراء) مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ (فتَنَ) الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿100﴾ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ (تفسير الأحلام) فَاطِرَ (خالق من العدم) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي (وكيلي) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿101﴾ ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ (أخبار الأمم السابقة) نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ (قرّروا التخلّص منه) وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴿102﴾ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ (ولو عملت جاهدا) بِمُؤْمِنِينَ ﴿103﴾ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ (القرآن) إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴿104﴾ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ (وكم من دليل وبرهان) فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا (يرونها جليّة أمامهم) وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (لكن لا يعلمون شيئا عنها) ﴿105﴾ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴿106﴾ أَفَأَمِنُوا )هل يأمنوا( أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ (تُصيبهم كارثة) مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ (أو تقوم القيامة) بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿107﴾ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ (على إيمان ويقين بالله) أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿108﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا (رسلاً من البشر) نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ (ألم يعتبروا من للأمم السابقة) فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿109﴾ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿110﴾ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ (هذه القصة ليست رواية من ضرب الخيال) وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (هي تأكيد لقصة يوسف في التوراة والإنجيل) وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ (فيها شرح وافي للأحداث) وَهُدًى وَرَحْمَةً (منفعة وعظة) لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿111﴾

ليست هناك تعليقات: