13‏/02‏/2016

سورة المؤمنون - 23

23 *سورة المؤمنون* (118 آية)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قَدْ أَفْلَحَ (فازوا بالجنة) الْمُؤْمِنُونَ ﴿1﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (خاضعون لله) ﴿2﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ (أحاديث الباطل) مُعْرِضُونَ (ممتنعون) ﴿3﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ (العمل الصالح) فَاعِلُونَ ﴿4﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ (عوراتهم) حَافِظُونَ (صائنون ... لا يزنون) ﴿5﴾ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ (لا يجامعون الا أزواجهم) أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ (ما يحقّ لهم من جواري) فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (لا يُلامون) ﴿6﴾ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ (من خالف الله متعمداً) فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (المعتدون) ﴿7﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (موفون) ﴿8﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (يُداومون) ﴿9﴾ أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (الجنة) ﴿10﴾ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ (المكان الأعلى والأوسع في الجنة) هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿11﴾ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ (تركيبة) مِنْ طِينٍ ﴿12﴾ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً (بذرة خلية تناسلية) فِي قَرَارٍ (قاع) مَكِينٍ (مُحصّن ... رحم المرأة) ﴿13﴾ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً (كتلة دم صغيرة متجمدة) فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً (قطعة لحم بحجم اللقمة أو بويضة مخصّبة) فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ (يصبح على هيئة إنسان) فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴿14﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ (جعل الله سُنّة الموت بعد الخلق والحياة) ﴿15﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (تخرجون أحياء من القبور) ﴿16﴾ وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ (فوق بعضها البعض) وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ ﴿17﴾ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً(مطراً) بِقَدَرٍ (نِسب محدّدة) فَأَسْكَنَّاهُ  فِي الْأَرْضِ(ليستقر في الأرض ويرويها) وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ (منع نزول المطر) لَقَادِرُونَ ﴿18﴾ فَأَنْشَأْنَا (أنبتنا) لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ (بساتين وحقول) مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴿19﴾ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ (جبل سيناء) تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ (الزيتون) وَصِبْغٍ (منها الزيت) لِلْآكِلِينَ (الذين يأكلون الطعام وهم البشر والحيوانات) ﴿20﴾ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا لبناً نقيّاً (حليباً صافياً) وَلَكُمْ فِيهَا (الأنعام) مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا (من لحومها) تَأْكُلُونَ ﴿21﴾ وَعَلَيْهَا (ظهور الأنعام) وَعَلَى الْفُلْكِ (السفًن) تُحْمَلُونَ (تُسافرون) ﴿22﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ أَفَلَا تَتَّقُونَ (الا تخشون مغبّة كفركم وشرككم) ﴿23﴾ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴿24﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ (جنون) فَتَرَبَّصُوا بِهِ (راقبوه) حَتَّىٰ حِينٍ (الى أن يصحو من جنونه أو يموت) ﴿25﴾ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ﴿26﴾ فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا (بعنايتنا) وَوَحْيِنَا (حسب ما نوحيه من إرشادات صنع) فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا (الطوفان) وَفَارَ التَّنُّورُ (انفجر الماء من الأرض وغمرها) فَاسْلُكْ فِيهَا (أدخل في السفينة) مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ (من كل نوع من الحيوانات والطيور زوجين) وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ (الا الذين قضى الله بهلاكهم) وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا (لا تتوسّلني كي أنجي من كفر) إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ﴿27﴾ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ (استقرّيت) أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿28﴾ وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا (أوصلني الى البر بسلام وبركات منك) وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (أنت أفضل من يوصل الى بر الأمان) ﴿29﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (مُختبرين) ﴿30﴾ ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا (قوماً) آخَرِينَ ﴿31﴾ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿32﴾ وَقَالَ الْمَلَأُ (الناس) مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ (أنعمنا عليهم) فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (إشارة انه ليس ملاكاً) ﴿33﴾ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ ﴿34﴾ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (من القبور) ﴿35﴾ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (هذه الوعود هي أوهام لا تتحقّق) ﴿36﴾ إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴿37﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَىٰ (يدّعي) عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ﴿38﴾ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ﴿39﴾ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴿40﴾ فَأَخَذَتْهُمُ )اهلكتهم) الصَّيْحَةُ (الصوت الصارخ) بِالْحَقِّ (بما يستحقّون) فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً (أجسادا باليه) فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (انقطعت رحمة الله عليهم الى الأبد) ﴿41﴾ ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا (أمماً) آخَرِينَ ﴿42﴾ مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (يعيشون لوقت محدد بدقّة) ﴿43﴾ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ (تِباعا) كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ ۚ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ (حكايات) فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿44﴾ ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا (معجزاتنا) وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (حجة دامغة) ﴿45﴾ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ (حاشيته وأهله) فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (مُتكبّرين) ﴿46﴾ فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ﴿47﴾ فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ ﴿48﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ (التوراة) لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴿49﴾ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً (معجزة في الخلق) وَآوَيْنَاهُمَا (أوصلناهما) إِلَىٰ رَبْوَةٍ (هضبة ... إشارة الى أن المكان بعيد عن أعين اليهود والروم في تلك الحقبة) ذَاتِ قَرَارٍ (أرض صالحة لتستقرّ عليها ... قيل هي مصر وقيل الشام) وَمَعِينٍ (عين ماء .. قيل النيل وقيل الفرات) ﴿50﴾ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿51﴾ وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً (كلّكم على دين واحد) وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴿52﴾ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ(تفرّقوا) بَيْنَهُمْ زُبُرًا (جماعات ... اختلفوا مذاهب واديانا وأحزابا) كُلُّ حِزْبٍ (كل فرقة) بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (تظن انهم على صواب) ﴿53﴾ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ (اتركهم في ضلالهم) حَتَّىٰ حِينٍ (الى وقت معيّن) ﴿54﴾ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ (ما ننعم عليهم) مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ ﴿55﴾ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ (أيحسبون ذلك النعيم هو خير لهم) بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿56﴾ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ (غضب) رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (خائفون) ﴿57﴾ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴿58﴾ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ ﴿59﴾ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا (يعملون الصالحات) وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ (خائفة) أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (سيقابلون الله في الآخرة) ﴿60﴾ أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (يتسابقون على عمل الخير) ﴿61﴾ وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا (لا يُحمّل الله الإنسان فوق قدرته) وَلَدَيْنَا كِتَابٌ (سجلّ أعمال) يَنْطِقُ بِالْحَقِّ (فيه تُسجّل الأعمال بكل دقة) وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿62﴾ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ (حيرة وفزع) مِنْ هَٰذَا (السجلّ) وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَٰلِكَ (مُدوّن فيه معاصيهم وذنوبهم) هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (كانوا يرتكبونها) ﴿63﴾ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذْنَا (أهلكنا) مُتْرَفِيهِمْ (أغنيائهم) بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (يستغيثون) ﴿64﴾ لَا تَجْأَرُوا (لا تستغيثوا) الْيَوْمَ ۖ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (لن يحميكم أحد من الله) ﴿65﴾ قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (تفرّون) ﴿66﴾ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ (متعالين عن قبول محمد) سَامِرًا تَهْجُرُونَ (تتآمرون عليه سرّاً في جنح الظلام) ﴿67﴾ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ (ألم يتفكّروا بآيات القران) أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (أم ان هذا القرآن على غير شريعة من سبقهم) ﴿68﴾ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (أم ينكرون الرسول وقد ترعرع بينهم) ﴿69﴾ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ (جنون) بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿70﴾ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ (لو جاء هذا القرآن وِفق ميولهم) لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ (سيختل نظام الكون كله) وَمَنْ فِيهِنَّ (وسيختل نظام المخلوقات في الكون) بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ (بما يعزّز مركزهم وشرف مكانتهم) فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (مُنكرون لهذا الشرف والمكانة) ﴿71﴾ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا (غرامة) فَخَرَاجُ (عطاء) رَبِّكَ خَيْرٌ (أفضل) وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿72﴾ وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿73﴾ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (مُنحرفون) ﴿74﴾ وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ (أزلنا عنهم الأذى والضرر) لَلَجُّوا (تمادوا) فِي طُغْيَانِهِمْ (جبروتهم) يَعْمَهُونَ (يجورون) ﴿75﴾ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ (أهلكناهم) بِالْعَذَابِ (الكوارث) فَمَا اسْتَكَانُوا (لم يلجؤوا) لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (لم يستغيثوا به) ﴿76﴾ حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ (أنزلنا عليهم كارثة لا خلاص منها) إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (يائسون من نجاتهم ... لا حيلة لهم) ﴿77﴾ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴿78﴾ وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ (خلقكم) فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (ترجعون بعد موتكم) ﴿79﴾ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ (تقلّب) اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿80﴾ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ ﴿81﴾ قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿82﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَٰذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ (خرافات) الْأَوَّلِينَ ﴿83﴾ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿84﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (الا تعتبرون) ﴿85﴾ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴿86﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿87﴾ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ (يحمي) وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ (لا يتطلّب حماية) إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿88﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ (كيف يغويكم الشيطان) ﴿89﴾ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿90﴾ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ (لكان انفرد كل إله بخلقه) وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ (وحاربت الآلهة المزيّفة بعضها بعضاً) سُبْحَانَ اللَّهِ (تنزّه الله) عَمَّا يَصِفُونَ (يفترون) ﴿91﴾ عَالِمِ الْغَيْبِ (المصير) وَالشَّهَادَةِ (لا يغيب عن عينه شيئاً) فَتَعَالَىٰ (هو أسمى وأعلى وأكبر) عَمَّا يُشْرِكُونَ (من الآلهة والأصنام التي يشركونها الكافرون بعبادتهم) ﴿92﴾ قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (ما تعدهم به من عذاب) ﴿93﴾ رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿94﴾ وَإِنَّا عَلَىٰ أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿95﴾ ادْفَعْ (قابِل) بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (اللطف) السَّيِّئَةَ (الأذى) نَحْنُ أعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (ما يفترون من أكاذيب) ﴿96﴾ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ (أقي وأحمي نفسي بك) مِنْ هَمَزَاتِ (وساوس) الشَّيَاطِينِ ﴿97﴾ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (أحمي نفسي بك كي لا يسيطروا عليّ) ﴿98﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (أرجعني الى الحياة) ﴿99﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ (علي اعمل صالحا في ما فاتني عمله في حياتي) كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا (عابرة) وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ (مكان انتظار بين الدنيا والآخرة والبرزخ في اللغة هو الحاجز الذي لا يكون مرئيا فيمنع شيئين من الالتحام أو تعدّي أحدهما على الآخر كالبرزخ الذين يمنع ماء النهر العذب بالاندماج مع ماء البحر المالح) إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿100﴾ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ (لا تنفعهم أنسابهم وأعراقهم) يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ﴿101﴾ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (كثرت حسناته) فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿102﴾ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿103﴾ تَلْفَحُ (تُلهب) وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (متجهّمون) ﴿104﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿105﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا (انغمست نفوسنا في الملذات والترف) وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿106﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿107﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا (امكثوا في جهنّم اذلّاء) وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿108﴾ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴿109﴾ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا (كنتم تسخرون منهم) حَتَّىٰ أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴿110﴾ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿111﴾ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ﴿112﴾ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (الذين يحسبون الزمن) ﴿113﴾ قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿114﴾ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا (من دون غاية) وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴿115﴾ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴿116﴾ وَمَنْ يَدْعُ )يعبد( مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ (لا دليل على ألوهيته) فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴿117﴾ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴿118﴾ 

ليست هناك تعليقات: