سورة مريم – 19
98 آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
كهيعص الله أعلم بها ﴿1﴾
ذِكْرُ
رَحْمَتِ رَبِّكَ يذكر الله رحمته على عَبْدَهُ
زَكَرِيَّا ﴿2﴾
إِذْ
نَادَىٰ دعا رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا دعاء بصوت خافت ﴿3﴾
قَالَ
رَبِّ إِنِّي وَهَنَ ضعف الْعَظْمُ مِنِّي
وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ابيضّ شعري
وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا لا يخيب
رجائي من دعائي لك لأنني لم اكن أستغل الدعاء لأسباب لا ترضاها ﴿4﴾
وَإِنِّي
خِفْتُ الْمَوَالِيَ بمعنى انه خاف ان لا يكون له
وريث ويُضيّع اقاربه ارثه مِنْ وَرَائِي بعد موتي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا لا تُنجب فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وريثا ﴿5﴾
يَرِثُنِي
وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا اجعله ولدا صالحا ترضى عنه ويرضي عبادك ﴿6﴾
يَا زَكَرِيَّا
إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ ولد ذكر اسْمُهُ
يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا لم
يسمّى أحد بهذا الاسم من قبل ﴿7﴾
قَالَ
رَبِّ أَنَّىٰ كيف يَكُونُ لِي غُلَامٌ
وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا لا تُنجب
وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا بمعنى كبرت
وهرمت ﴿8﴾
قَالَ
كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ سهل
وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ﴿9﴾
قَالَ
رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً مَنسكاً أتبعه
قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا متتالية ﴿10﴾
فَخَرَجَ
عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً
وَعَشِيًّا صباحا ومساء ﴿11﴾
يَا يَحْيَىٰ
خُذِ الْكِتَابَ اعمل بما يوصيك به الله وحيا اليك
بِقُوَّةٍ وتمسّك بإيمانك وَآتَيْنَاهُ
الْحُكْمَ النبوة والعقل الرشيد صَبِيًّا
وهو غلام
صغير ﴿12﴾
وَحَنَانًا
مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً عطفاً وتزكية من الله وَكَانَ
تَقِيًّا ورِعاً يخاف الله ﴿13﴾
وَبَرًّا حنوناً عطوفاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا لم يكن قاسياً عليهما عَصِيًّا لا يعصي امرهما ﴿14﴾
وَسَلَامٌ
عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴿15﴾
وَاذْكُرْ
فِي الْكِتَابِ القرآن مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ
مِنْ أَهْلِهَا ابتعدت عن أهلها ولجأت مَكَانًا
شَرْقِيًّا شرقي القرية ﴿16﴾
فَاتَّخَذَتْ
مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا توارت عن انظار أهلها فَأَرْسَلْنَا
إِلَيْهَا رُوحَنَا فيل جبريل والله اعلم
فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا رأته في هيئة انسان
﴿17﴾
قَالَتْ
إِنِّي أَعُوذُ احتمي بِالرَّحْمَٰنِ مِنْكَ
إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ان كنت تخاف الله
﴿18﴾
قَالَ
إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ لأجعلك
تلدين غُلَامًا زَكِيًّا ولدا صالحا
﴿19﴾
قَالَتْ
أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ كيف ألد وَلَمْ
يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ولم أجامع رجلا وَلَمْ
أَكُ بَغِيًّا ولست فتاة عاهرة ﴿20﴾
قَالَ
كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ معجزة
وعبرة ودلالة للناس على قدرة الله وَرَحْمَةً مِنَّا بمعنى ان المسيح ارسله الله لهداية الناس رحمة بهم
وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ناجزاً حاصلاُ
﴿21﴾
فَحَمَلَتْهُ صارت حاملا به فَانْتَبَذَتْ بِهِ ذهبت به
مَكَانًا قَصِيًّا الى مكان بعيد ﴿22﴾
فَأَجَاءَهَا
الْمَخَاضُ شعرت بآلام الوضع إِلَىٰ جِذْعِ
النَّخْلَةِ تحت جذع النخلة قَالَتْ يَا
لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا قبل هذه الفضيحة
وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا اختفى ذكري عن الناس
﴿23﴾
فَنَادَاهَا كلّمها الغلام مِنْ تَحْتِهَا من بين رجليها أَلَّا تَحْزَنِي قال لا تتألّمي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ماء جارياً يساعدك على الام الوضع ﴿24﴾
وَهُزِّي
إِلَيْكِ حرّكي بيديكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ
تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا يسقط منها تمر
مستوي ناضج ﴿25﴾
فَكُلِي
وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا إطمإنّي فستسهل ولادتي
ولن تتألمي (وقد ثبت ان في ثمر النخيل "الرطب" مادة تساعد على توسع
الفرج أثناء الولادة وتخفف من الاك الوضع) فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ
أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ
إِنْسِيًّا ﴿26﴾
فَأَتَتْ
بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا معيبا ﴿27﴾
يَا أُخْتَ
هَارُونَ هو رجل صالح وهو غير هارون شقيق النبي موسى
كما يريد ان يوحي أصحاب الفتنة وقد قال رسول الله عندما سألوه في هذه المسألة انهم
أي بني إسرائيل يُسمّون أبنائهم بأسماء انبيائهم وأوليائهم خصوصا وان السيدة مريم
تنحدر من سلالة هارون شقيق موسى مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ رجلاً فاسدا وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا عاهرة ﴿28﴾
فَأَشَارَتْ
إِلَيْهِ ليُوجّهوا حديثهم إليه قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ السرير صَبِيًّا طفلا
صغيرا ﴿29﴾
قَالَ
إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ الحكمة والعلم
وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿30﴾
وَجَعَلَنِي
مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ والعمل الطيب مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿31﴾
وَبَرًّا
بِوَالِدَتِي رؤوفٌ بها وَلَمْ يَجْعَلْنِي
جَبَّارًا شَقِيًّا مجرما ظالما ﴿32﴾
وَالسَّلَامُ
عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿33﴾
ذَٰلِكَ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ بمعنى
حقيقة قصة عيسى الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ يختلفون في رواية قصته ﴿34﴾
مَا كَانَ
لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا
يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿35﴾
وَإِنَّ
اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴿36﴾
فَاخْتَلَفَ
الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ
عَظِيمٍ ﴿37﴾
أَسْمِعْ
بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا أي سنجعلك
شاهدا عليهم يوم القيامة تراهم وتسمع قولهم لَٰكِنِ الظَّالِمُونَ الكافرون الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ متاهة كبيرة ﴿38﴾
وَأَنْذِرْهُمْ
يَوْمَ الْحَسْرَةِ يوم الندم إِذْ قُضِيَ
الْأَمْرُ صدرت الاحكام وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ متفاجئين وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿39﴾
إِنَّا
نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ نمتلكها وَمَنْ
عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴿40﴾
وَاذْكُرْ
فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا لا يخالف الله في كل ما يأمره به والصدّيق أيضا مرتبة قدسية
قيل انها اعلى المراتب بعد النبوة نَبِيًّا ﴿41﴾
إِذْ
قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي
عَنْكَ شَيْئًا لا ينفعك بشيء ﴿42﴾
يَا أَبَتِ
إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا
سَوِيًّا نهجاَ صحيحاَ ﴿43﴾
يَا أَبَتِ
لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا مخالف لطاعة الله ﴿44﴾
يَا أَبَتِ
إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ
وَلِيًّا تابعاً ﴿45﴾
قَالَ
أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي أترغب بترك عبادة الهتي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِنْ
لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ اقتلك رمياً بالحجارة
وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ارحل ولا تريني وجهك
﴿46﴾
قَالَ
سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا عطوفا ﴿47﴾
وَأَعْتَزِلُكُمْ أرحل عنكم وَمَا تَدْعُونَ وعمّا تعبدون مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي
عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ظالما
لكم ﴿48﴾
فَلَمَّا
اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ﴿49﴾
وَوَهَبْنَا
لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا طاعة القوم لهم فيما يقولون لصدق كلامهم ولُطفه ﴿50﴾
وَاذْكُرْ
فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا استخلصه
الله لنفسه وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴿51﴾
وَنَادَيْنَاهُ
مِنْ جَانِبِ الطُّورِ جبل سيناء الْأَيْمَنِ
وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا صار على مسافة قريبة من
الله ليجتمع به ويكلّمه ﴿52﴾
وَوَهَبْنَا
لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا رأفتنا عليه أَخَاهُ
هَارُونَ نَبِيًّا ﴿53﴾
وَاذْكُرْ
فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ لا يُخلف وعدا أو عهداً وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا
﴿54﴾
وَكَانَ
يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ العمل
الصالح وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴿55﴾
وَاذْكُرْ
فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا
طائع لأوامر الله وله مرتبة قدسية (الصدّيق) وأيضاً نَبِيًّا ﴿56﴾
وَرَفَعْنَاهُ
مَكَانًا عَلِيًّا أعطيناه مرتبة رفيعة
﴿57﴾
أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ
حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ في السفينة وَمِنْ
ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ يعقوب
وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا اخترنا
إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا وقعوا على ركبهم سُجَّدًا وَبُكِيًّا سجدوا خشوعا لله
﴿58﴾
فَخَلَفَ جاء مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ ذرية أَضَاعُوا الصَّلَاةَ التهوا عنها وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ارتكبوا المعاصي فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا عذابا شديدا ﴿59﴾
إِلَّا
مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ
شَيْئًا ﴿60﴾
جَنَّاتِ
عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ أي بالأمور الحاصلة التي لا يطلّع عليها أحد إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا حاصلا ﴿61﴾
لَا يَسْمَعُونَ
فِيهَا لَغْوًا أحاديث باطلة إِلَّا سَلَامًا
ۖ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ طعامهم فِيهَا بُكْرَةً
وَعَشِيًّا صباحا ومساء ﴿62﴾
تِلْكَ
الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ نهبها لمن اصطفينا
مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا مؤمنا ورِعاً
﴿63﴾
وَمَا
نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ قيل ان سبب نزول
هذه الآية هو تأخر الوحي عن الرسول مما تسبب في احراجه اذ قال الكفار ان الله تركه
ونسيه فلما جاء جبريل بالآيات السابقة سأله الرسول ان يشرح سبب تأخره بإنزال الوحي
فأخبره ان الملائكة لا تتنزّل الى بأمر الله ولا تسأله ابدا متى سيكون هذا الأمر لَهُ
مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا له أمر
الدنيا والآخرة وَمَا بَيْنَ ذَٰلِكَ وله
ما ظهر لنا وما خفي عنّا وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا والله لا ينسى أي شيء فكيف ينساك يا محمد ﴿64﴾
رَبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ
ليكن لك قوة الصبر والاحتمال على عبادة الله
هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا هل تعلم أحد غيره اسمه
الله ﴿65﴾
وَيَقُولُ
الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا أُبعث من جديد ﴿66﴾
أَوَلَا
يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا ﴿67﴾
فَوَرَبِّكَ
لَنَحْشُرَنَّهُمْ نجمعهم في جهنم وَالشَّيَاطِينَ
ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا راكعين
على ركبهم ﴿68﴾
ثُمَّ
لَنَنْزِعَنَّ نسلخ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ
أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا اكثرهم
كفرا وعصيانا ﴿69﴾
ثُمَّ
لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا أحقّ من يصطلي بنار جهنم ﴿70﴾
وَإِنْ
مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا داخل الى جهنم
كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا أمرا
محسوما واقعا ﴿71﴾
ثُمَّ
نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا آمنوا وَنَذَرُ نترك الظَّالِمِينَ
الكافرين فِيهَا جِثِيًّا راكعين على
ركبهم ﴿72﴾
وَإِذَا
تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ كاملات
المعنى قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أي من أهل النار وأهل الجنة خَيْرٌ مَقَامًا أفضل مأوى وَأَحْسَنُ نَدِيًّا وأفضل منزلة ﴿73﴾
وَكَمْ
أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ أمم
هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا أفضل حالاً وَرِئْيًا ومكانة
﴿74﴾
قُلْ
مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَٰنُ مَدًّا يمدّ في ضلالته حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ
إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ أقبح مَكَانًا مرتبة
وَأَضْعَفُ جُنْدًا ﴿75﴾
وَيَزِيدُ
اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى إيماناً
وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ الأعمال الصالحة
خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا مرجوعاً
﴿76﴾
أَفَرَأَيْتَ
الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ثروة وعزوة ﴿77﴾
أَطَّلَعَ
الْغَيْبَ هل كان له علم بما سيكون أَمِ
اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا أم حصل على وعد
من الله ﴿78﴾
كَلَّا
ۚ سَنَكْتُبُ سندوّن في السجلّ مَا يَقُولُ
وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا نُطيل فترة
عذابه ﴿79﴾
وَنَرِثُهُ
مَا يَقُولُ نُلزمه بما كفر وَيَأْتِينَا
فَرْدًا وحيدا دون اهل ولا خلان ﴿80﴾
وَاتَّخَذُوا
مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ناصرين ﴿81﴾
كَلَّا
ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ ستُنكرهم آلهتهم وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا سينقلبون ضدّهم ﴿82﴾
أَلَمْ
تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا تُحرّضهم تحريضا على الكفر ﴿83﴾
فَلَا
تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ لا تُصرّ على هداهم
إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا نُحضّر لعذابهم
﴿84﴾
يَوْمَ
نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا وفودا
وجماعات ﴿85﴾
وَنَسُوقُ
الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا عُطاش ﴿86﴾
لَا يَمْلِكُونَ
الشَّفَاعَةَ ليس لهم ما يشفع لهم إِلَّا
مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا الذين
عاهدوا الله على الايمان ﴿87﴾
وَقَالُوا
اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ﴿88﴾
لَقَدْ
جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا قلتم شيئا شنيعا لا يُغتفر
﴿89﴾
تَكَادُ
السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ تتشقّق من هذا
القول وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا تقع الجبال وتتفتّت ﴿90﴾
أَنْ
دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا ﴿91﴾
وَمَا
يَنْبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿92﴾
إِنْ
كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا خاضاً ﴿93﴾
لَقَدْ
أَحْصَاهُمْ جمعهم وَعَدَّهُمْ عَدًّا
﴿94﴾
وَكُلُّهُمْ
آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿95﴾
إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا رحمة منه ﴿96﴾
فَإِنَّمَا
يَسَّرْنَاهُ القرآن بِلِسَانِكَ تقرأه عليهم لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ
بِهِ قَوْمًا لُدًّا أعداء ﴿97﴾
وَكَمْ
أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ أمّة
هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ هل ترى آثار أحد منهم أَوْ
تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ذكرى ﴿98﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق