13‏/02‏/2016

سورة محمد - 47

سورة محمد – 47

38 آية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا منعوا الناس عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أحبط أَعْمَالَهُمْ ﴿1﴾

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ الصدق مِنْ رَبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ غفر لهم سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ طمأن قلبهم ﴿2﴾

ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ عبدوا الأصنام والآلهة المزيّفة وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ بمعنى الصراط المستقيم مِنْ رَبِّهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ إشارة الى الأمم السابقة التي أهلكها الله ﴿3﴾

فَإِذَا لَقِيتُمُ واجهتم في المعركة الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ بمعنى قاتلوهم بشدة وثبات حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ هزمتموهم فَشُدُّوا الْوَثَاقَ خذوا ما تبقّى منهم أسرى فَإِمَّا مَنًّا أو تُطلقوا سراحهم لوجه الله بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً أو تُبادلوهم بأسرى المؤمنين حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا الى ان تنتهي المعركة ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ أبادهم وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ليختبركم جميعا وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ بمعنى سيكافئهم الله على جهادهم واستشهادهم في سبيل الله ﴿4﴾

سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ بمعنى سيكون لهم من يوصلهم الى الجنة ويطمئن قلوبهم ﴿5﴾

وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ كما وعدهم ووصفها لهم ﴿6﴾

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ يجعلكم المصيطرين ﴿7﴾

وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا الشقاء لَهُمْ وَأَضَلَّ أحبط أَعْمَالَهُمْ ﴿8﴾

ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ هزمهم وازال مكرهم ﴿9﴾

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ألم يدرسوا تاريخ الارض فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ عقاب الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ الأمم السابقة دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ابادهم تحت أنقاض ما بنوه وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا وسيحصل للكفار ما حصل لهم ﴿10﴾

ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى نصير الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لا ناصر لَهُمْ ﴿11﴾

إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ في الدنيا وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ بمعنى يأكلون بهم وحدّ التخمة كما تأكل الحيوانات وَالنَّارُ مَثْوًى مكان إقامة ومستقر لَهُمْ ﴿12﴾

وَكَأَيِّنْ وكم مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ كانت اقوى وأغنى من قرية قريش الَّتِي أَخْرَجَتْكَ هجّرتك أَهْلَكْنَاهُمْ أبدناهم فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ لم يجدوا من يحميهم ﴿13﴾

أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ هدى مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ بمعنى كمن اغتر بما يقترفه من سوء وظن انه من حسن المظهر والجاه وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ مشوا وراء ميولهم واستسلموا لشهواتهم ﴿14﴾

مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ وعدها الله للمؤمنين فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ بمعنى صالح للشرب وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ بمعنى لا يفسد وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ بمعنى تُنشيهم وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى صافي وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ كَمَنْ أيمكن أن يُقارن بمن هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا شديد الغليان فَقَطَّعَ مزّق أَمْعَاءَهُمْ ﴿15﴾

وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا إشارة الى ان الله اقفل بصيرتهم ومنع عنهم الفهم والادراك فلا يهتدوا ابدا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أقفل عقولهم عن الفهم وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ استسلموا لميولهم وشهواتهم ﴿16﴾

وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ بمعنى أثابهم بسبب تقواهم وايمانهم ﴿17﴾

فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فجأة فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فقد ظهرت علامات مجيئها فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ بمعنى إذا جاءت اين سيجدون ما كانوا يتمتعون به في الدنيا ﴿18﴾

فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ بمعنى اذا كنتم مؤمنين أو كافرين وَمَثْوَاكُمْ بمعنى ان الله يعلم مُستقرّكم ان كان في الجنة ام في النار ﴿19﴾

وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ ۖ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ ۙ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ الذين ايمانهم ضعيف يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ بمعنى انه في حالة شديدة من الخوف ان يُقتل في المعركة فَأَوْلَىٰ فالأصلح لَهُمْ ﴿20﴾

طَاعَةٌ أن يطيعوا الله فيما أمرهم به وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ وأن يتأدّبوا في مخاطبة الرسول فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ إذا حان وقت القتال فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لو أوفوا بما عاهدوا الله عليه لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴿21﴾

فَهَلْ عَسَيْتُمْ بمعنى ربّما إِنْ تَوَلَّيْتُمْ لو انتصرتم أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ تحاربوا اقاربكم وأصدقائكم وتقطعوا صلات الرحم بينكم ﴿22﴾

أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ جعلهم طرشان وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ حرمهم من نعمة الايمان ﴿23﴾

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ يتفكّرون بكلام الله في الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا أم انّ عقولهم مُقفلة ﴿24﴾

إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ عادوا الى الكفر بعد الايمان مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ۙ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وسوس لهم وأغراهم وَأَمْلَىٰ لَهُمْ أمّلهم بوعود ﴿25﴾

ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ إشارة الى المنافقين الذين اضمروا كرها للرسول ورسالته سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ سنؤمن ببعض ما يؤمن به المؤمنون وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ نواياهم ﴿26﴾

فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ بمعنى تخيّل يا محمد كيف يكون حالهم عندما يحين اجلهم وتنزل الملائكة لتقبض ارواحهم بغلظة وهم يصفعونهم على وجوههم ويجلدونهم على ظهورهم ﴿27﴾

ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ أي اتبعوا الشيطان الذي أغضب الله وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ وكرهوا رضا الله عنهم فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ أفشل كل خططهم ومؤامراتهم ﴿28﴾

أَمْ حَسِبَ هل ظنّ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ضعاف الايمان أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ أظنّوا ان لن يكشف الله مكرهم (الضغن هو الحقد) ﴿29﴾

وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ لكشفناهم لك فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ لكنك سوف ملامح وجوههم وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وستميّزهم من نبرة صوتهم وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ما تخفون وما تمكرون ﴿30﴾

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ نفتنكم ونختبركم حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ نظهركم على حقيقتم ﴿31﴾

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا عادوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ سيُفشل مسعاهم لهزيمة الرسول والمؤمنين ﴿32﴾

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ بمعنى لا تفعلوا شيئا يُغضب الله فيبطل ايمانكم واعمالكم الصالحة ﴿33﴾

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ﴿34﴾

فَلَا تَهِنُوا لا تضعفوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وقف المعركة والمصالحة وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ أنتم الأقوى وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ لن ينقصكم شيئا من الثواب على أَعْمَالَكُمْ ﴿35﴾

إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ترف زائل وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا الله يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ يوفّيكم ثوابكم وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ﴿36﴾

إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ يعلم انكم تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ ويكشف عن أحقادكم ﴿37﴾

هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ المساهمة في الجهاد فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ ۖ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا تتركوا الرسول والجهاد في سبيل الله يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴿38﴾



ليست هناك تعليقات: