11‏/02‏/2016

سورة المعارج - 70

سورة المعارج – 70

44 آية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ إشارة الى ما طلبه كافر من الكفار من الرسول باستعجال يوم عذابه متحديا الله ورسوله وهو عذاب واقع لا محالة عاجلا أم آجلا ﴿1﴾

لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ وهذا العذاب واقع على الكافرين لا مانع ولا مُردّ له ﴿2﴾

مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ وسوف يأتي به الله الذي يملك السماوات التي تعرج (تصعد) اليها الارواح ﴿3﴾

تَعْرُجُ تصعد الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ يُقدّر الله المدة الزمنية التي يستغرقها الملائكة بالصعود بالأرواح بخمسين ألف سنة من حسابنا الزمني ولكنه يوم واحد في حساب الله ﴿4﴾

فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا يعظ الله رسوله ان يتجمّل بالصبر ﴿5﴾

إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا إن الكافرين يرون هذا اليوم بعيد المنال او الوقوع ﴿6﴾

وَنَرَاهُ قَرِيبًا لكن الله يراه واقعا في مدّة وجيزة ﴿7﴾

يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ يوم تكون السماء لزجة كلزوجة سوائل المعادن ﴿8﴾

وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ تكون الجبال متجمعة فوق بعضها كالصوف المنفوش ﴿9﴾

وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا لا يُدافع صديق عن صديق ﴿10﴾

يُبَصَّرُونَهُمْ يتعرّفون عليهم يَوَدُّ الْمُجْرِمُ الكافر لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ لو يفتدي نفسه بأولاده ليسطلوا مكانه في نار جهنم ﴿11﴾

وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ويفدي نفسه أيضا بزوجته وبأخيه ﴿12﴾

وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وكلّ عشيرته التي آوته في الدنيا ﴿13﴾

وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ ولو أمكنه ان يفتدي نفسه يكل ما هو في الأرض لينقذ نفسه من النار لفعل ﴿14﴾

كَلَّا ۖ إِنَّهَا لَظَىٰ بمعنى لن يقبل الله منه فدية ويؤكد انها نار مشتعلة ملتهبة ﴿15﴾

نَزَّاعَةً لِلشَّوَىٰ تسلخ الجلود وتشوي الأطراف ﴿16﴾

تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ نفر وَتَوَلَّىٰ تستقبل من أدار ظهره للرسل وفضّل الكفر بالله ﴿17﴾

وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ وحصر همّه في الدنيا بجمع المال وكنزه ﴿18﴾

إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا شديد الاضطراب والخوف ﴿19﴾

إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا إذا أصابه مكروه فهو قليل الصبر ﴿20﴾

وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إذا أنعم الله عليه فهو شديد البخل ﴿21﴾

إِلَّا الْمُصَلِّينَ باستثناء المصلّين فهم ليسوا على تلك الصفات أي الخوف وقلة الصبر والبخل ﴿22﴾

الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ لكن المصلّون الين يثابرون على صلواتهم ﴿23﴾

وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ الذين يتصدّقون من أموالهم صدقة يفرضها عليهم دينهم ﴿24﴾

لِلسَّائِلِ هذه الصدقة هي للمحتاج الذي يطلب مساعدة وَالْمَحْرُومِ الذي قلّل عليه ربه رزقه لكنه لا يسأل ولا يستعطي ﴿25﴾

وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ يؤمنون بالبعث يوم القيامة ﴿26﴾

وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ خائفون ﴿27﴾

إِنَّ عَذَابَ غضب رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ لا يجب أن يُستهان به ﴿28﴾

وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ الين يحافظون على الطهارة والعفاف ويبتعدون عن فاحشة الزنا ﴿29﴾

إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ بمعنى انه لا حرج على المؤمنين والمؤمنات مجامعة ازواجهم وما ملكت أيديهم من عبيد وجواري على سنن الله ورسله ﴿30﴾

فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ من أراد ان يجامع غير حلاله فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ المعتدون المخالفون لأمر الله ﴿31﴾

وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ الذين يحفظون الأمانات ويردّوها الى أصحابها ويحافظون على العهود ولا ينقضوها ﴿32﴾

وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ يشهدون بالحق ﴿33﴾

وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ يراعون المحافظة على الصلاة ﴿34﴾

أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ يُغدق الله عليهم كرمه ﴿35﴾

فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا ما شأن هؤلاء الكفار قِبَلَكَ مقبلين نحوك مُهْطِعِينَ مسرعين ﴿36﴾

عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ متجمّعين جماعات متفرّقة على يمينك ويسارك  ﴿37﴾

أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ المعنى ان الكفار كانوا يسخرون من الرسول لأنه كان يتحدث عن عذاب يوم القيامة ويدّعون انهم على حق ولهم جنات الفردوس ﴿38﴾

كَلَّا ۖ إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ إشارة الى ان الله خلقهم من نطفة ﴿39﴾

فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ يقسم الله بمشارق الأرض ومغاربها انه قادر قدير ﴿40﴾

عَلَىٰ أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ أي هو قادر قدير على ان يذهب بالبشر الذين على الأرض ويبدلهم ببشر خيرا منهم وهو وليس عاجزا عن فعل ذلك إذا أراد ﴿41﴾

فَذَرْهُمْ دعهم يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا ويُمعنوا بالاستهزاء والسخرية حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ الى ان يجدوا ـنفسهم أمام الأمر الواقع يوم البعث ﴿42﴾

يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ من القبور سِرَاعًا مسرعين كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ أصنام يُوفِضُونَ يهرولون ﴿43﴾

خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ متطأطئين الرؤوس تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مُرهقين من المهانة والعذاب ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴿44﴾



ليست هناك تعليقات: