13‏/02‏/2016

سورة طه - 20

سورة طه – 20

135 آية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

طه الله أعلم بها ﴿1﴾

مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ أوحينا اليك الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ لنحمّلك عبئاَ لا تُطيقه ﴿2﴾

إِلَّا تَذْكِرَةً بل عبرة وموعظة لِمَنْ يَخْشَىٰ لمن قلبه مجبول بالخير ﴿3﴾

تَنْزِيلًا أي ان الله أُنزل القرآن عبى رسوله بالوحي مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ﴿4﴾

الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ بسط ملكه على الكون وأدار شؤون خلقه ﴿5﴾

لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ التراب ﴿6﴾

وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى بمعنى يسمع ما تُفكّر فيه ﴿7﴾

اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ﴿8﴾

وَهَلْ أَتَاكَ علمت حَدِيثُ قصة مُوسَىٰ ﴿9﴾

إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا انتظروا هنا إِنِّي آنَسْتُ لمحت نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ جذوة حطب للتدفئة أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى أجد أحداً يدلّني على الطريق ﴿10﴾

فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ ﴿11﴾

إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ انزع حذائك إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى اسم الوادي ﴿12﴾

وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ ما أوحيه لك ﴿13﴾

إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي لتذكرني وتعبدني ﴿14﴾

إِنَّ السَّاعَةَ يوم القيامة آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا بمعنى قرب وقتها لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ يحاسب كل انسان على عمله ﴿15﴾

فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا لا يمنعك من الايمان باليوم الاخر مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ شيطانه فَتَرْدَىٰ تهلك ﴿16﴾

وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ ﴿17﴾

قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ أرعى بها (أهشّ اضرب ضربا خفيفا جدا) غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ استعملها لغايات أُخْرَىٰ ﴿18﴾

قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ ﴿19﴾

فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ تزحف ﴿20﴾

قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ الى ما كانت عليه ﴿21﴾

وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ ضع يدك تحت ابطك تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ لكن ليس بها مرض آيَةً أُخْرَىٰ وهذه معجزة ثانية ﴿22﴾

لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا بمعنى ان هذا تمهيد وسوف نريك أيضا معجزاتنا الْكُبْرَى ﴿23﴾

اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ظلم وتجبّر ﴿24﴾

قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ﴿25﴾

وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ﴿26﴾

وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي أطلق لساني ﴿27﴾

يَفْقَهُوا قَوْلِي ليفهموا ما أقول ﴿28﴾

وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ﴿29﴾

هَارُونَ أَخِي ﴿30﴾

اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي يعينني ويقوّي عزيمتي ﴿31﴾

وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي يكون ايضا شريكا في المهمة ﴿32﴾

كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ﴿33﴾

وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ﴿34﴾

إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا شاهدا على معاناتنا ﴿35﴾

قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ أي استجاب الله له ﴿36﴾

وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ ﴿37﴾

إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ ﴿38﴾

أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ ضعي الطفل في صندوق فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ النهر فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يوصله النهر الى الشاطئ يَأْخُذْهُ يتلقّفه فرعون الذي هو عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي بمعنى ان من رآك احبّك وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي تربى عند فرعون تحت رعايتي ﴿39﴾

إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَنْ يَكْفُلُهُ يرضعه ويهتم به فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا تطمئن وَلَا تَحْزَنَ على غيابك عنها وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ أنقذناك من المحاكمة وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ابتليناك واختبرناك اختبارا عظيما فَلَبِثْتَ مكثت سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ اسم المدينة ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ موعد مقدّر لك يَا مُوسَىٰ ﴿40﴾

وَاصْطَنَعْتُكَ استخلصتك لِنَفْسِي ﴿41﴾

اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي المعجزات وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي لا تملّا من ذكري على لسانكما والصلاة لي ﴿42﴾

اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ظلم وتجبّر ﴿43﴾

فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا كلّموه باللطف لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ يتّعظ أَوْ يَخْشَىٰ يخاف الله ﴿44﴾

قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا يقتلنا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ يبطش بنا ﴿45﴾

قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ ﴿46﴾

فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ۖ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ رسالة مِنْ رَبِّكَ ۖ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ ﴿47﴾

إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ عصى وكفر ﴿48﴾

قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ ﴿49﴾

قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ خلق الخلق على اشكالها وانواعها ثُمَّ هَدَىٰ وهبهم العقل للهداية ﴿50﴾

قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ الأمم السابقة ﴿51﴾

قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ بمعنى لها موعد مُحدّد لَا يَضِلُّ لا يضيع رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴿52﴾

الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا مكانا صالحا للعيش وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا فتح لكم طُرقا للسير والملاحة وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مطرا فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا انبتنا به اصنافا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّىٰ متنوعة ﴿53﴾

كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَىٰ العقلاء ﴿54﴾

مِنْهَا من تراب الأرض خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا تحتها نُعِيدُكُمْ بعد موتكم وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ نُحييكم ونبعثكم تَارَةً مرّة أُخْرَىٰ ﴿55﴾

وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ رفض طلب موسى ﴿56﴾

قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَىٰ ﴿57﴾

فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى مُحايد ﴿58﴾

قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ العيد وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى يجتمع الناس في الصباح الباكر ﴿59﴾

فَتَوَلَّىٰ ذهب فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ جمع أتباعه ليحبك مؤامرته على موسى وقومه ثُمَّ أَتَىٰ ﴿60﴾

قَالَ لَهُمْ مُوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ يبيدكم بكارثة وَقَدْ خَابَ خسر مَنِ افْتَرَىٰ ظلم ﴿61﴾

فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ اختلفوا فيما بينهم وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ تآمروا ﴿62﴾

قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ دينكم الذي تُدينون به ﴿63﴾

فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ قِواكم وسِحركم ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا أقدِموا يدا واحدة وَقَدْ أَفْلَحَ انتصر وفاز الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ الذي اظهر سحرا اكبر ﴿64﴾

قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ ﴿65﴾

قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ تزحف ﴿66﴾

فَأَوْجَسَ شعر فِي نَفْسِهِ خِيفَةً خوف مُوسَىٰ ﴿67﴾

قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَىٰ الاقوى ﴿68﴾

وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ تبلع مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ خدعة ماكرة من سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ مهما فعل ﴿69﴾

فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا خرّوا ساجدين قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿70﴾

قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ ﴿71﴾

قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ لن نفضّلك عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ بعدما ظهر لنا من قوة الله وَالَّذِي فَطَرَنَا ومن الذي خلقنا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ افعل بنا ما تشاء إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بمعنى ان حكمك فقط في هذه الحياة ولا اسف عليها ﴿72﴾

إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا أجبرتنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ هو الأفضل للعبادة وهو الحي القيوم الأول والأخر الدائم ابدا ﴿73﴾

إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ﴿74﴾

وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ جنات الفردوس ﴿75﴾

جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّىٰ عمل صالحا ﴿76﴾

وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ شقّ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا طريقاً برّياً يمشون عليها لَا تَخَافُ دَرَكًا غرقا وَلَا تَخْشَىٰ لا تفزع مما سيحدث ﴿77﴾

فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ طاف عليهم ماء البحر مَا غَشِيَهُمْ ﴿78﴾

وَأَضَلَّ اضاع فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ لم يستدلّ عليهم ﴿79﴾

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ سفح جبل سيناء الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ صنف طعام وَالسَّلْوَىٰ نوع من الطيور مثل البطّ ﴿80﴾

كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ لا ترفضوا النعمة فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ سقط وانتهى ﴿81﴾

وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ﴿82﴾

وَمَا أَعْجَلَكَ لماذا استعجلت واتيت قبل قومك عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ ﴿83﴾

قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي ورائي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ ﴿84﴾

قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا اختبرنا ايمان قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ بعد ان رحلت عنهم وَأَضَلَّهُمُ اغواهم السَّامِرِيُّ اسم شخص من بني إسرائيل قيل انه وُلد يوم وُلد موسى وله ايضاً نفس الاسم وكان قد مرّ بنفس ظروف موسى عندما كان طفلاً رضيعاً لكن الملائكة أنقذته من يد فرعون وقامت بتربيته لذلك فقد كان له القدرة على رؤية الملائكة والله أعلم ﴿85﴾

فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا حزيناً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا ۚ أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ طالت مدة الانتظار أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي نكثتم عهدكم معي ﴿86﴾

قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا احمالا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ من حُلى ونفائس قوم فرعون فَقَذَفْنَاهَا رميناها لنتخلّص منها فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى قال السَّامِرِيُّ ﴿87﴾

فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ صوت العجل فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ ذكر الله ﴿88﴾

أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا لا يسمعهم وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ﴿89﴾

وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ بمعنى ان الشيطان عمل على اغوائكم لتعبدوا العجل وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ﴿90﴾

قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ سنستمر بعبادته حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ ﴿91﴾

قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ﴿92﴾

أَلَّا تَتَّبِعَنِ ۖ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ﴿93﴾

قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي لا تشدّني من لحيتي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي لم تُنفّذ امري ﴿94﴾

قَالَ فَمَا خَطْبُكَ ما ورائك يَا سَامِرِيُّ ﴿95﴾

قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ لأنّ السامري كان له قدرة على أن يرى الملائكة والله أعلم فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ حصلت على أثر من الملاك قيل انه حافر حصان جبريل او ريشة من ريشه والله أعلم فَنَبَذْتُهَا القيتها داخل العجل وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ألهمني عقلي على عمله ﴿96﴾

قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ بمعنى انه لا يستطيع لمس شيء ولا ان يلمسه احد وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا الذي اردت ان تعبده لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ نقذفه فِي الْيَمِّ البحر نَسْفًا قذفاً ﴿97﴾

إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا لا حدود لعلمه ﴿98﴾

كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا قرآنا ﴿99﴾

مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ من كفر به واستكبر فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا ذنبا ﴿100﴾

خَالِدِينَ فِيهِ ۖ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا بئس ما يحملون من اوزار يوم القيامة  ﴿101﴾

يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ البوق وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا وجوههم كاحله ﴿102﴾

يَتَخَافَتُونَ يتهامسون بَيْنَهُمْ مع بعضهم إِنْ لَبِثْتُمْ مكثتم إِلَّا عَشْرًا عشر أيام ﴿103﴾

نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً اعقلهم إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا ﴿104﴾

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا يفتّتها ﴿105﴾

فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا يسوّيها بالأرض ﴿106﴾

لَا تَرَىٰ تجد فِيهَا عِوَجًا أي ملساء تماما وَلَا أَمْتًا مرتفعا ﴿107﴾

يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ لا يخالفون اوامره وَخَشَعَتِ خفتت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ خشية الله فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴿108﴾

يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا قبِل شفاعته ﴿109﴾

يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ يعرف حاضرهم ومستقبلهم وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا لا يعلمون بمكنونات الله ﴿110﴾

وَعَنَتِ خضعت الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا خسر من ارتكب معصية ﴿111﴾

وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا نقص من حقوقه ﴿112﴾

وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ فصّلنا فيه التحذيرات لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا يعتبرون منه ﴿113﴾

فَتَعَالَى ترفّع اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ لا تستعجل بقراءة الآية قبل ان ينتهي وحيها وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴿114﴾

وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ إشارة الى ما أمر الله آدم ان لا يأكل من الشجرة فنسي امر الله وأكل منها وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا صبرا على الطاعة ﴿115﴾

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ رفض ﴿116﴾

فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ يصيبك العناء ﴿117﴾

إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿118﴾

وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ لا تعطش فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ولا تجوع ﴿119﴾

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ اغواه الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ لا ينفذ ﴿120﴾

فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا ظهرت عورتاهما وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ يرميان عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ اشجار الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ وقع في الغواية ﴿121﴾

ثُمَّ اجْتَبَاهُ غفر له رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ﴿122﴾

قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا فسوف يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ﴿123﴾

وَمَنْ أَعْرَضَ امتنع عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا صعبة وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿124﴾

قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ﴿125﴾

قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ ﴿126﴾

وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ أفرط في كفره وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ لا ينتهي ﴿127﴾

أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ ألم يعلموا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ من الامم يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ يسكنون اراضيهم إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَىٰ العقلاء ﴿128﴾

وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ وعد سابق مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا لأحلَّ الله هلاكهم على الفور وَأَجَلٌ مُسَمًّى ولكن اجّل الله ذلك لوقت محدد عنده كان قد حدّده سابقاً ﴿129﴾

فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ فترات من اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ اول النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿130﴾

وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ لا تستهويك إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ ما أنعمنا أَزْوَاجًا مِنْهُمْ على بعض الناس زَهْرَةَ نعمة وترف الْحَيَاةِ الدُّنْيَا بمعنى ان الله وهبهم الثروة والذرية لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ليختبرهم وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ بمعنى ان جنة ربك هي الرزق الدائم ﴿131﴾

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا دوام عليها لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ الجزاء الاوفر للمتقين ﴿132﴾

وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ علم مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ ﴿133﴾

وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ بكارثة مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَىٰ نُهان ونخيب ﴿134﴾

قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ منتظرا فَتَرَبَّصُوا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ المستقيم وَمَنِ اهْتَدَىٰ ﴿135﴾



ليست هناك تعليقات: