13‏/02‏/2016

سورة النحل - 16

16 *سورة النحل* (128 آية)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ (اقتربت الساعة) فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ (الكفار كانوا يتحدّون الرسول ان يستعجل قدوم الساعة) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ (الله مُنزّه عن كلّ ما لا يليق به) عَمَّا يُشْرِكُونَ (عن كل ما يُشرك به الكفّار) ﴿1﴾ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ (بالوحي) مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (اخضعوا لله) ﴿2﴾ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ (خلق الله الكون بقدرته وألوهيته) تَعَالَىٰ (سما وعلا) عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿3﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ (ماء الذكر) فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ (مُجادل) مُبِينٌ ﴿4﴾ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ (من جلودها) وَمَنَافِعُ (من التجارة بها والتنقل بواسطتها) وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (من لبنها ولحومها) ﴿5﴾ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ (زينة وبهجة) حِينَ تُرِيحُونَ (تحطّون رحالكم للراحة) وَحِينَ تَسْرَحُونَ (تتنقّلون) ﴿6﴾ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ (متاعكم) إِلَىٰ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ (لم يكن باستطاعتكم الوصول اليه) إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ (الّا بعد عناء السير) إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ (عطوف) رَحِيمٌ ﴿7﴾ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً (دليل غنى ورخاء) وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (ربّما هذه العبارة إشارة الى ما سوف يتوصّل الإنسان في المستقبل الى اختراع ما يُلهمه الله من وسائل للتنقل) ﴿8﴾ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ (استقامة الطريق وتمهيدها) وَمِنْهَا جَائِرٌ (واعر) وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿9﴾ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً (مطر الخير) لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (ترعون أنعامكم) ﴿10﴾ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ (بواسطة الماء) الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً (عبرة) لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿11﴾ وَسَخَّرَ (طوّع) لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ (طوّعهم الله فكان لكل منهم وظيفة) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ (براهين) لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿12﴾ وَمَا ذَرَأَ (أوجد من نبات) لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ (أنواعه) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (يعتبرون) ﴿13﴾ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ )طوّع) الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا (أحلّ لكم أسماك البحر) وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً (زينة ونفائس ثمينة) تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ (تمخر عبابه) وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ (قاصدين الرزق) وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿14﴾ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ (جبال ... دعائم تثبيت) أَنْ تَمِيدَ (كي لا تهتز) بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا (طرقاً) لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿15﴾ وَعَلَامَاتٍ (معالم على الطرقات كأبنية ومصانع ومواقع وإشارات وغير ذلك من علامات تمييزية) وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (يستدلون بالنجوم لمعرفة الطريق) ﴿16﴾ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (ألا تعقلون) ﴿17﴾ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا (لا تستطيعون حصرها) إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿18﴾ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ (ما تُخفون) وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿19﴾ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (الذين يعبدون غير الله من آلهة) لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿20﴾ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ (ليس فيهم حياة) وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ (متى) يُبْعَثُونَ ﴿21﴾ إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ (لا يتقبّلون حقيقة الآخرة) وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (رافضون) ﴿22﴾ لَا جَرَمَ (لا شك) أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ (ما يُخفون) وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴿23﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿24﴾ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ (ذنوبهم) كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ (ويحملوا أيضا أوزار الذين يغوونهم بلا دليل) أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴿25﴾ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى (هدّ) اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ (وقع) عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ (لم يجدوا من يحميهم) وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ (الموت) مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴿26﴾ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ (يذلّهم) وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ (تحتمون) فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ (الذلّ) الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿27﴾ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ (طلبوا العفو) مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ (يكذبون انهم لم يتركبوا أي ذنب) بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿28﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿29﴾ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا (أنزل الخير) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَة ِ(الجنة) خَيْرٌ (أفضل) وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴿30﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَٰلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ﴿31﴾ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ (مُؤمنين) يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿32﴾ هَلْ يَنْظُرُونَ (ينتظرون) إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ (تقوم القيامة) كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿33﴾ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا (أُهلكوا بما جنت أيديهم) وَحَاقَ (حلّ) بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿34﴾ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿35﴾ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ (تجنّبوا الشيطان) فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ (استحقّ) الضَّلَالَةُ ْفَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (استّكشفوا ما حلّ بالكافرين) ﴿36﴾ إِنْ تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴿37﴾ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ (أوثق العهود) لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿38﴾ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ﴿39﴾ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿40﴾ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ (نُعطيهم) فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً (مكانة رفيعة) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿41﴾ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿42﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ (أهل التوراة والإنجيل) إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿43﴾ بِالْبَيِّنَاتِ (المعجزات الإلهية والأدلّة والبراهين) وَالزُّبُرِ (الكتب السماوية) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ (القرآن الكريم) لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (يهتدون) ﴿44﴾ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ (دبّروا المكائد) أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴿45﴾ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ (يميتهم أثناء نومهم) فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴿46﴾ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ (يهلكهم بالكوارث الطبيعية) فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿47﴾ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ (إشارة الى دورة الأرض والليل والنهار فيكون نهارا في مكان على الأرض ويكون ليلا في مكان آخر) وَهُمْ دَاخِرُونَ (أذلّاء) ﴿48﴾ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿49﴾ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ  ﴿50﴾ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴿51﴾ وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا (ثابتا) أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ ﴿52﴾ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ (السوء) فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (تلحّون بالدعاء) ﴿53﴾ ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ (أنجاكم) إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ﴿54﴾ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ (بما أنعمنا عليهم) فَتَمَتَّعُوا (بكفركم) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿55﴾ وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ (أصنامهم التي لا تفقه شيئا) نَصِيبًا (جزءا) مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ ﴿56﴾ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ (ينسبون الله خلفة البنات) سُبْحَانَهُ (تنزّه عن ذلك) وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (من ذرية) ﴿57﴾ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَىٰ (إذا وُلد له بنتاً) ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا (عابسا) وَهُوَ كَظِيمٌ (يكتم غضبه) ﴿58﴾ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ (لا يواجه الناس) مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ (خجلا من خلفة البنت) أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ (أيقوم بتربية البنت) أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ (أم يدفنها حية في التراب) أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (قبحاً لهذه الأعمال) ﴿59﴾ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ (لهم الصفات الخبيثة) وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ (ولله الصفات الحميدة) وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿60﴾ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ (لو يحاسب الناس فوراً على أعمالهم في الدنيا) مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ (ما ترك مخلوقا حيا على الأرض) وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى (يؤخّر حسابهم الى وقت معلوم عنده) فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (لن يستطيعوا تعجيله أو تأجيله) ﴿61﴾ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ(ينسبون لله خلفة البنات التي يكرهون إنجابهن) وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَىٰ (الجنة) لَا جَرَمَ (لا شكّ) أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (منسيون في جهنم) ﴿62﴾ تَاللَّهِ (يُقسم الله بنفسه) لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ (حبّب) لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ (اليوم يفعل ما فعل سابقاً) وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿63﴾ وَمَا أَنْزَلْنَا (أوحينا) عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿64﴾ وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا (بعد جفافها) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً (عبرة) لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (يعتبرون) ﴿65﴾ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً (دليل على قدرة الله) نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ (فضلات) وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا (صافيا) سَائِغًا (صالحا) لِلشَّارِبِينَ ﴿66﴾ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا (خمرا) وَرِزْقًا حَسَنًا (تجارة رابحة) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً (عبرة) لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿67﴾ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ (إبني بيوتك في الجبال وعلى غصون الشجر) وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (عرائش للعنب والورود والزهور وما شابه) ﴿68﴾ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ (امتصّي رحيق الثمر) فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا (سهّل الله للنحل تلقيح الزهر وامتصاص الرحيق) يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ (عسل) مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ (تختلف ألوان العسل باختلاف مراعيها) فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ (يشفي شراب العسل من بعض الأمراض وقد توصّل العلماء الى صنع أدوية منه) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿69﴾ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ (يهرم) لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا (يخرف) إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴿70﴾ وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ (أغنى ناس وأفقر ناس) فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ (لا يُعطون بعض أموالهم الى عبيدهم وإمائهم) فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ (لكي يتساووا معهم بالرزق) أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴿71﴾ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ (بآلهة مزيّفة) يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴿72﴾ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿73﴾ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ (لا تُقدّموا الحجج) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿74﴾ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا (رجل أوفر الله في رزقه وماله) فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا (يتصدّق بماله سرّا وعلناً) هَلْ يَسْتَوُونَ (هل يتساوون) الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿75﴾ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ (أخرس) لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ (لا يفهم شيئا) وَهُوَ كَلٌّ (عبء) عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ (لا يُفلح بأي عمل يأمره به) هَلْ يَسْتَوِي (هل يتساوى) هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿76﴾ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (أسرار الكون) وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ (وقوع الأخرة) إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿77﴾ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ (العقول والحواس) لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿78﴾ أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ (قدّرها الله على الطيران) فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ (لا يمنعهن من الوقوع) إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿79﴾ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا (تحملونها معكم كالخيم والشوادر) يَوْمَ ظَعْنِكُمْ (سفركم) وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ (سكنكم) وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا (فرشاً للمنازل) وَمَتَاعًا (لوازم المنازل) إِلَىٰ حِينٍ ﴿80﴾ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا (أشجارا تقي من لهيب الشمس) وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا (مساكن) وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ (ثياب) تَقِيكُمُ (تحميكم) الْحَرَّ (من لهيب الشمس) وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ (دروعاً تحميكم من الموت في الحروب) كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴿81﴾ فَإِنْ تَوَلَّوْا (إن أصرّوا على الكفر) فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿82﴾ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ﴿83﴾ وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (لا يُقبل منهم أعذارا) ﴿84﴾ وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (يُمهلون) ﴿85﴾ وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (أنكرت آلهتهم وأصنامهم ما يدّعي الكفّار واتّهموهم بالكذب) ﴿86﴾ وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ (سألوا الله ان يعفو عنهم) وَضَلَّ عَنْهُمْ (أنكرهم) مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (آلهتهم وأصنامهم) ﴿87﴾ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (وضعوا العراقيل والموانع أمام المؤمنين) زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ﴿88﴾ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا (رسولاً يشهد عليهم في الآخرة) عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا (إيضاحاً) لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴿89﴾ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ (المعاملة الحسنة) وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ (إعطاء حقوق الأقرباء) وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ (الفجور) وَالْمُنْكَر ِلعمل المكروه) وَالْبَغْيِ (الظلم) يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (تعتبرون) ﴿90﴾ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴿91﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ (مزّقت) غَزْلَهَا (نسيجها) مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ (بعد ان أحكمت النسيج) أَنْكَاثًا (أنقاضاً) تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ (تجعلون قسَمكم وحلفانكم (دخلاً) وسيلة للكذب والخداع والنفاق) أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ (اغنى واقوى) مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿92﴾ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً (على دين واحد) وَلَٰكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿93﴾ وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ (وسيلة للنصب والاحتيال والخداع) فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا (بمعنى الكفر بعد الإيمان) وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ (امتنعتم) عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (بمعنى تجنون شرّ أعمالكم) وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿94﴾ وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا (لا تبيعوا إيمانكم من اجل منفعة زائلة) إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿95﴾ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ (يخلص) وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿96﴾ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ (في الآخرة) بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿97﴾ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ (استعين واحتمي) بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿98﴾ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿99﴾ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ (يتبعونه) وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴿100﴾ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ (مُخادع) بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿101﴾ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ (جبريل والله أعلم) مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ (حقّا من عند الله) لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (بالجنة) ﴿102﴾ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ (إشارة الى سلمان الفارسي الذي يشيع الكفار انّه من يُعلّم محمد القرآن) أَعْجَمِيٌّ (غير عربي) وَهَٰذَا (القرآن) لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (لغته عربية فصيحة) ﴿103﴾ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿104﴾ِ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿105﴾ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا (من أعلن كفره) فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿106﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿107﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ (عطّل) اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿108﴾ لَا جَرَمَ (لا شكّ) أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿109﴾ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا (من مكّة) مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا (قُهروا) ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿110﴾ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ (تُدافع) عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿111﴾ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا (وفيرا) مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴿112﴾ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴿113﴾ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴿114﴾ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ (البهيمة النافقة) وَالدَّمَ (المقتولة سفحاً) وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ (ما ذُبح على غير اسم الله) فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ (جائر) وَلَا عَادٍ (معتدي) فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿115﴾ َلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ (لا تفتوا كذباً) هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿116﴾ مَتَاعٌ (ربح ونعيم) قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿117﴾ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا (اليهود) حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ (ما أبلغناك) مِنْ قَبْلُ ۖ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿118﴾ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ (من غير قصد) ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿119﴾ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً (وَلدَ ذرّية حكمت في الأرض) قَانِتًا (خاشعا مطيعا) لِلَّهِ حَنِيفًا (الحنيف هو المائل عن الشيء بالإقبال على شيء آخر) وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿120﴾ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ (ما أنعم الله عليه) اجْتَبَاهُ (اختاره) وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿121﴾ وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً (مركز رفيع) وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿122﴾ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿123﴾ إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ (شريعة السبت) عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿124﴾ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ (بتروّي وذكاء) وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ (النصيحة الجيّدة كي يتقبّلها الناس) وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (تحدّث إليهم وناقشهم بلطف) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿125﴾ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ (العين بالعين) وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴿126﴾ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (لا تجعل مكائدهم تؤثّر بك) ﴿127﴾ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴿128﴾

ليست هناك تعليقات: