سورة النحل – 16
128 آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَتَىٰ
أَمْرُ اللَّهِ بات قضاء الله بمجيء الساعة قريبا فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ
المعنى ان الكفار كانوا يتحدّون الرسول ان يستعجل
قدوم الساعة سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿1﴾
يُنَزِّلُ
الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ
مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ يبعث الله الملائكة
بالوحي على من شاء من عباده أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا
أَنَا فَاتَّقُونِ اخضعوا لله تعالى ﴿2﴾
خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ بحقيقة قدرته
والوهيته تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
سما وعلا عن مَن يزعمون انهم شركاء له في الخلق ﴿3﴾
خَلَقَ
الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ ماء الذكر فَإِذَا
هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ مجادل عنيد ﴿4﴾
وَالْأَنْعَامَ
خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ من اجلكم فِيهَا دِفْءٌ من جلودها وَمَنَافِعُ من التجارة بها والتنقل بواسطتها وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ من لبنها ولحومها ﴿5﴾
وَلَكُمْ
فِيهَا جَمَالٌ زينة وبهجة حِينَ تُرِيحُونَ حين تحطّون رحالكم للراحة وَحِينَ تَسْرَحُونَ وحين تتنقّلون ﴿6﴾
وَتَحْمِلُ
أَثْقَالَكُمْ متاعكم إِلَىٰ بَلَدٍ لَمْ
تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ عناء
السير مشيا على الاقدام إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ عطوف رَحِيمٌ ﴿7﴾
وَالْخَيْلَ
وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ثروة وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿8﴾
وَعَلَى
اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ استقامة الطريق وتمهيدها
وَمِنْهَا جَائِرٌ ومن الطرق ما هو واعر
وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿9﴾
هُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مطر الخير
لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ترعون به انعامكم ﴿10﴾
يُنْبِتُ
لَكُمْ بِهِ بواسطة الماء ينبت ويروي الزَّرْعَ
وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي
ذَٰلِكَ لَآيَةً عبرة لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿11﴾
وَسَخَّرَ
لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ منحكم الليل للراحة والنهار
للعمل وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وظّفهما لتبيان الليل والنهار وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ
بِأَمْرِهِ لكل منهم وظيفة امره الله بها
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿12﴾
وَمَا
ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ وأيضا ما أوجد على الأرض من نبات وشجر مُخْتَلِفًا
أَلْوَانُهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ يعتبرون ﴿13﴾
وَهُوَ
الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ أوجد في الأرض أسماكاً وحيوانات بحرية لِتَأْكُلُوا
مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ من
نفائس البحر حِلْيَةً حُلى وزينة
تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ والسفن
تمخر عبابه وتطوف عليه وَلِتَبْتَغُوا تطلبوا
الرزق وتبحثوا عنه مِنْ فَضْلِهِ والرزق
سخّره لكم تفضّلا منه عليكم وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿14﴾
وَأَلْقَىٰ
فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ جبال أَنْ تَمِيدَ
بِكُمْ كي لا تهتز من تحتكم وَأَنْهَارًا
وَسُبُلًا طرق سير وملاحة لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
﴿15﴾
وَعَلَامَاتٍ إشارات في السماء وَبِالنَّجْمِ
هُمْ يَهْتَدُونَ ﴿16﴾
أَفَمَنْ
يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ تعقلون ﴿17﴾
وَإِنْ
تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا لا
تستطيعون حصرها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿18﴾
وَاللَّهُ
يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ تُخفون وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿19﴾
وَالَّذِينَ
يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ الذين يعبدون غير الله
من آلهة لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿20﴾
أَمْوَاتٌ
غَيْرُ أَحْيَاءٍ يشبّه الله آلهة الكفار واصنامهم
بالجماد الذي ليس فيه حياة ولا يعقل ولا يبصر ولا يشعر وَمَا يَشْعُرُونَ
أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ولا هم شاعرون ولا لهم اية
دراية بالبعث بعد الموت ﴿21﴾
إِلَٰهُكُمْ
إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ لا يتقبّلون حقيقتها وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ رافضون ﴿22﴾
لَا جَرَمَ لا شك أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ ما يُخفون وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ
الْمُسْتَكْبِرِينَ المتعالين ﴿23﴾
وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿24﴾
لِيَحْمِلُوا
أَوْزَارَهُمْ ذنوبهم كَامِلَةً يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ يغوونهم على الكفر بلا دليل أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ قبّح الله كفرهم ﴿25﴾
قَدْ
مَكَرَ كفر بالله واعتدى على الرسل الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ هدّ وجودهم وكفرهم ودكّهم مِنَ الْقَوَاعِدِ من أساسه فَخَرَّ وقع
عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ أُهلكوا بشرّ
أعمالهم وبطُل ما كفروا به بمعنى وقع عليهم الهلاك وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ الموت مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴿26﴾
ثُمَّ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ يذلّهم
وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ تروّجون لعبادتهم قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
إِنَّ الْخِزْيَ الذلّ والمهانة الْيَوْمَ
وَالسُّوءَ وعذاب جهنّم عَلَى الْكَافِرِينَ
﴿27﴾
الَّذِينَ
تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ بمعنى انهم يعملون عند الموت انهم أجرموا بحق أنفسهم
فَأَلْقَوُا السَّلَمَ فيطلبوا العفو مَا
كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ ويكذبون في قولهم انهم
لم يتركبوا أي ذنب بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
﴿28﴾
فَادْخُلُوا
أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى قبّح الله مكان اقامة الْمُتَكَبِّرِينَ المغرورين ﴿29﴾
وَقِيلَ
لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا انزل الخير والرحمة والهدى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا
فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ مقام الجنة خَيْرٌ أفضل
من نعيم الدنيا وَلَنِعْمَ دَارُ مقام
الْمُتَّقِينَ ﴿30﴾
جَنَّاتُ
عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ
ما يطلبون وما يشتهون كَذَٰلِكَ يَجْزِي يكافئ ويُنعم اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ﴿31﴾
الَّذِينَ
تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ مؤمنين
يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
﴿32﴾
هَلْ
يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ إشارة الى قرب القيامة أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ تقوم القيامة كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ هكذا اصر الكفار من الأمم السابقة على كفرهم وَمَا
ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿33﴾
فَأَصَابَهُمْ أهلكهم سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا أُهلكوا بما جنت أيديهم عليهم وَحَاقَ حلّ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ما كاوا يسخرون منه ﴿34﴾
وَقَالَ
الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ
وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿35﴾
وَلَقَدْ
بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ جماعة رَسُولًا
أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ تجنّبوا
السماع الى الشيطان فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ
عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ استحقّ ان لا يهتدي
فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ادرسوا آثار الارض
فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ استّكشفوا ما حلّ بالكافرين ﴿36﴾
إِنْ
تَحْرِصْ تجهد عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ
اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴿37﴾
وَأَقْسَمُوا
بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ أوثق العهود
لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿38﴾
لِيُبَيِّنَ
لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ يبيّن لهم الحق
من الباطل وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا ليفضح الكفار ويعلمون أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ
﴿39﴾
إِنَّمَا
قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿40﴾
وَالَّذِينَ
هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ نُعطيهم فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً مكانة رفيعة وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ
كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿41﴾
الَّذِينَ
صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿42﴾
وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ
الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿43﴾
بِالْبَيِّنَاتِ المعجزات الإلهية والأدلّة وَالزُّبُرِ الكتب السماوية وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ القرآن الكريم لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ
إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ يهتدون
﴿44﴾
أَفَأَمِنَ
الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ دبّروا المكائد
أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ
لَا يَشْعُرُونَ ﴿45﴾
أَوْ
يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ يميتهم اثناء نومهم
فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ لا يُعجزون الله ﴿46﴾
أَوْ
يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ بمعنى يهلكهم بأن
يُرسل عليهم الكوارث فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿47﴾
أَوَلَمْ
يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ
وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ المعنى ألم ينظروا
الى دورة الأرض والليل والنهار فيكون نهارا في مكان على الأرض ويكون ليلا في مكان
آخر فما مِن شيء يعمل الا بأمر الله مثل الشمس والقمر وغير ذلك من اعمال الكون
والطبيعة وَهُمْ دَاخِرُونَ وكلهم يطيعون
الله طاعة عمياء ﴿48﴾
وَلِلَّهِ
يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ مخلوق يمشي على الارض وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا
يَسْتَكْبِرُونَ لا يتعالون على طاعة الله ﴿49﴾
يَخَافُونَ
رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ۩ ﴿50﴾
وَقَالَ
اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا لا تعبدوا إِلَٰهَيْنِ
اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ خافوا من غضبي ﴿51﴾
وَلَهُ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أي ان واجب العبادة لله وحده (واصب تعني دائم) أَفَغَيْرَ
اللَّهِ تَتَّقُونَ ﴿52﴾
وَمَا
بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ اصابكم سوء فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ تلحّون بالدعاء ﴿53﴾
ثُمَّ
إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ أنجاهم
إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ﴿54﴾
لِيَكْفُرُوا
بِمَا آتَيْنَاهُمْ بما أنعمنا عليهم فَتَمَتَّعُوا
بكفركم وشرككم فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
﴿55﴾
وَيَجْعَلُونَ
لِمَا لَا يَعْلَمُونَ لأصنامهم التي لا تفقه شيئا
نَصِيبًا جزءا والمعنى انهم يُشركون اصنامهم بأن
كشفوا الضر عنهم مع الله مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
من نعمة الشفاء او النجاة تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ
عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ تكذبون ﴿56﴾
وَيَجْعَلُونَ
لِلَّهِ الْبَنَاتِ ينسبون اليه خلفة البنات
سُبْحَانَهُ تنزّه عن ذلك وَلَهُمْ مَا
يَشْتَهُونَ ما يريدون ﴿57﴾
وَإِذَا
بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَىٰ أي ولد له بنت
ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا عابسا وَهُوَ
كَظِيمٌ غاضب ﴿58﴾
يَتَوَارَىٰ
مِنَ الْقَوْمِ لا يواجه الناس مِنْ سُوءِ
مَا بُشِّرَ بِهِ خجلا من خلفة البنت أَيُمْسِكُهُ
عَلَىٰ هُونٍ أيقوم بتربية البنت أَمْ يَدُسُّهُ
فِي التُّرَابِ أم يدفنها حية في التراب
أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ قبحاً لهذه الاعمال
﴿59﴾
لِلَّذِينَ
لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ لهم
الصفات الخبيثة وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ وله الصفات الحميدة وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
﴿60﴾
وَلَوْ
يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ لو يحاسبهم
على أعمالهم في الدنيا مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ ما ترك مخلوقا حيا على الأرض وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ
إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى يؤخّر حسابهم الى وقت معلوم
عنده فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ فاذا حان الوقت لا يستطيعون تعجيله او تأجيله ﴿61﴾
وَيَجْعَلُونَ
لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ خلفة البنات التي يكرهون انجابهن وَتَصِفُ
أَلْسِنَتُهُمُ يتقوّلون على الله الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَىٰ الجنة لَا جَرَمَ لا
شكّ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ منسيون ليزداد عذابهم في النار ﴿62﴾
تَاللَّهِ يُقسم الله بنفسه لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ
مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ بمعنى أنّ الشيطان يفعل مع قومك كما فعل مع الأمم السابقة
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿63﴾
وَمَا
أَنْزَلْنَا أوحينا عَلَيْكَ الْكِتَابَ
إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ أي الخطأ والصواب وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
﴿64﴾
وَاللَّهُ
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا بعد جفافها إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً عبرة لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ يعتبرون ﴿65﴾
وَإِنَّ
لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً أمر تُفكّرون
فيه نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ فضلات وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا صافيا سَائِغًا صالحا
لِلشَّارِبِينَ ﴿66﴾
وَمِنْ
ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا تصنعون خمرا وَرِزْقًا حَسَنًا تجارة رابحة إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
﴿67﴾
وَأَوْحَىٰ
رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ ابني في الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وعلى غصون الشجر وَمِمَّا يَعْرِشُونَ يزرعون من عرائش للعنب والورود والزهور وما شابه ﴿68﴾
ثُمَّ
كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ بمعنى امتصاص رحيقها
فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا أي ذلّل الزهر
للنحل بمعنى ان الله سهّل للنحل تلقيح
الزهر يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ عسل مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي
ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿69﴾
وَاللَّهُ
خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ يهرم لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا يخرف إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴿70﴾
وَاللَّهُ
فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ بمعنى
اغنى ناس وأفقر ناس فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ
مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أي
انهم لا يعطون عبيدهم من الرزق الذي جاءهم حتى لا يتساوون معهم أَفَبِنِعْمَةِ
اللَّهِ يَجْحَدُونَ يكفرون ﴿71﴾
وَاللَّهُ
جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ
وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ بآلهة باطلة يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ
يَكْفُرُونَ ﴿72﴾
وَيَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿73﴾
فَلَا
تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
﴿74﴾
ضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ لا يستطيع عمل شيء وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا يقارن الله بين ذلك العبد وبين رجل رزقه الله رِزْقًا
حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ هل يتساوون الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ
لَا يَعْلَمُونَ ﴿75﴾
وَضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ أخرس
لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ والمعنى
انه لا يفهم شيئا وَهُوَ كَلٌّ عبء
عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ أي عمل
يأمره القيام به لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ لا
يُفلح به هَلْ يَسْتَوِي يتساوى
هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿76﴾
وَلِلَّهِ
غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أسرار الكون وَمَا أَمْرُ وقوع
السَّاعَةِ الاخرة إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ
أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿77﴾
وَاللَّهُ
أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ
السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿78﴾
أَلَمْ
يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ قدّرها الله
على الطيران فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ لا يمنعهن من الوقوع إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ
لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿79﴾
وَاللَّهُ
جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ
بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا تحملونها معكم
يَوْمَ ظَعْنِكُمْ يوم سفركم وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ سكنكم وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا
أَثَاثًا فرش للمنازل وَمَتَاعًا تنعمون به إِلَىٰ حِينٍ نهاية الاجل ﴿80﴾
وَاللَّهُ
جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا أشجارا تقي من
لهيب الشمس وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا مساكن وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ ثياب تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ
أي دروعاً تحميكم من الموت في الحروب كَذَٰلِكَ
يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴿81﴾
فَإِنْ
تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿82﴾
يَعْرِفُونَ
نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ﴿83﴾
وَيَوْمَ
نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا
هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ لا يُقبل منهم اعذارا
﴿84﴾
وَإِذَا
رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ يؤجّل عذابهم ﴿85﴾
وَإِذَا
رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قابلوا ما
كانوا يعبدون من أصنام قَالُوا رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ
كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ أي كذّبوهم بما قالوا عنهم ﴿86﴾
وَأَلْقَوْا
إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ سألوا الله ان
يعفو عنهم وَضَلَّ عَنْهُمْ تهرّب منهم
مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ آلهتهم التي كانوا يعبدونها
افتراء على الله ﴿87﴾
الَّذِينَ
كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا
كَانُوا يُفْسِدُونَ ﴿88﴾
وَيَوْمَ
نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ
شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا إيضاحاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ
لِلْمُسْلِمِينَ ﴿89﴾
إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ الأحكام العادلة
وَالْإِحْسَانِ المعاملة الحسنة وَإِيتَاءِ إعطاء حقوق ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ يردع عَنِ الْفَحْشَاءِ المعصية وَالْمُنْكَرِ العمل المكروه وَالْبَغْيِ الكفر والظلم يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ تتّعظون ﴿90﴾
وَأَوْفُوا
بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ لا تنكثوا إذا حلفتم بالله بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ
جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ
﴿91﴾
وَلَا
تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا إشارة الى المرأة التي كانت تغزل ثم تمزّق نسيجها
مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ بعد ان احكمت النسيج
أَنْكَاثًا إشارة الى الذين نقضوا ما عاهدوا الله
عليه بعد ان وثّقوه وابرموه تَتَّخِذُونَ
أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا وسيلة للكذب والخداع والنفاق
بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ اغنى
واقوى مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ
لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿92﴾
وَلَوْ
شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً على
دين واحد وَلَٰكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ
عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿93﴾
وَلَا
تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ وسيلة
للنصب والاحتيال فَتَزِلَّ تقع
قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا على الارض بمعنى الكفر بعد
الايمان وَتَذُوقُوا السُّوءَ يحلّ
عليكم العذاب بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بسبب كفركم وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿94﴾
وَلَا
تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا لا
تبيعوا ايمانكم من اجل منفعة زائلة إِنَّمَا
عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿95﴾
مَا عِنْدَكُمْ
يَنْفَدُ ۖ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ
بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿96﴾
مَنْ
عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً
طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
﴿97﴾
فَإِذَا
قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿98﴾
إِنَّهُ
لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
﴿99﴾
إِنَّمَا
سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ يتبعونه
وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴿100﴾
وَإِذَا
بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ بمعنى ان الكفار
كانوا يدّعون ان الله يُنزل آيات متشابهات لخلل في الوحي وَاللَّهُ أَعْلَمُ
بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بمعنى
ان الكفار اتّهموا الرسول انه يأتي بالآيات من عنده وينسبها الى الله
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿101﴾
قُلْ
نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ جبريل مِنْ رَبِّكَ
بِالْحَقِّ حقّا من عند الله لِيُثَبِّتَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ بالجنة ﴿102﴾
وَلَقَدْ
نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ بمعنى ان احد الأشخاص قيل أنّه سلمان الفارسي هو من يدرّس القرآن
للرسول لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ أي ان سلمان الذي يدّعون انه يكتب القرآن هو فارسي ويتكلم
الفارسية وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ
مُبِينٌ وهذا القرآن لغته عربية فصيحة ﴿103﴾
إِنَّ
الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ ﴿104﴾
إِنَّمَا
يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ
الْكَاذِبُونَ ﴿105﴾
مَنْ
كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ أُجبر على الكفر وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ مليء بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ
صَدْرًا من دخل الكفر قلبه فَعَلَيْهِمْ
غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿106﴾
ذَٰلِكَ
بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ
لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿107﴾
أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ أغشى وعطّل قُلُوبِهِمْ
وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿108﴾
لَا جَرَمَ
أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿109﴾
ثُمَّ
إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا من مكّة
مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا بعد ان ضيّق عليهم الكفار
وآذوهم ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ
رَحِيمٌ ﴿110﴾
يَوْمَ
تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ تُدافع عَنْ
نَفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ تُحاسب
حسب ما عملت في الدنيا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿111﴾
وَضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا وفيرا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ
فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
﴿112﴾
وَلَقَدْ
جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ
﴿113﴾
فَكُلُوا
مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ
إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴿114﴾
إِنَّمَا
حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ البهيمة
المقتولة المسفوح دمها وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ
اللَّهِ بِهِ وما ذُبح على غير اسم الله بل على اسم
الاصنام فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ ظالم
وَلَا عَادٍ معتدي على شرع الله فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿115﴾
وَلَا
تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ لا
تفتوا كذباً هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ
الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ
﴿116﴾
مَتَاعٌ ربح ونعيم قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
﴿117﴾
وَعَلَى
الَّذِينَ هَادُوا اليهود حَرَّمْنَا مَا
قَصَصْنَا عَلَيْكَ ما ابلغناك مِنْ قَبْلُ
ۖ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿118﴾
ثُمَّ
إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ارتكبوا معصية من غير قصد ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ
ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿119﴾
إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً بمعنى أنّه وَلدَ ذرّية
أصبحت امّة كبيرة حكمت في الأرض قَانِتًا خاشعا لِلَّهِ حَنِيفًا مُخلصا لله مُطيعاً له وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
﴿120﴾
شَاكِرًا
لِأَنْعُمِهِ دائم الشكر لنعم الله عليه
اجْتَبَاهُ اختاره الله لنفسه وَهَدَاهُ
إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿121﴾
وَآتَيْنَاهُ
فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وجاهة ومركز رفيع وَإِنَّهُ
فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿122﴾
ثُمَّ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ نهج إِبْرَاهِيمَ
مخلصا لله وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
﴿123﴾
إِنَّمَا
جُعِلَ السَّبْتُ شريعة السبت عَلَى الَّذِينَ
اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا
كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿124﴾
ادْعُ
إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ بتروّي وذكاء
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ والنصيحة المقبولة وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ تحدّث إليهم وناقشهم بلطف إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ
بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿125﴾
وَإِنْ
عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ بمعنى العين بالعين وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ
لِلصَّابِرِينَ ﴿126﴾
وَاصْبِرْ
وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ
مِمَّا يَمْكُرُونَ لا تجعل مكائدهم تؤثّر بك ﴿127﴾
إِنَّ
اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴿128﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق