28 *سورة القصص* (88 آية)
بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
طسم (الله أعلم بها) ﴿1﴾ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ
الْمُبِينِ ﴿2﴾ نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ (حقيقة ما جرى) لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿3﴾ إِنَّ
فِرْعَوْنَ عَلَا (طغى) فِي الْأَرْضِ
وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا (طوائف) يَسْتَضْعِفُ
طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي (يغتصب) نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ
الْمُفْسِدِينَ ﴿4﴾ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ )نتفضّل( عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ (إشارة الى بني إسرائيل) وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً (نُعلي من شأنهم) وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (للملك والنبوة) ﴿5﴾ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ (اسم وزيره الأوّل ... ربّما هذه إشارة الى أن فرعون هو اسم
الملك وليس لقبه إذ أورده الله مع اسم هامان) وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا
كَانُوا يَحْذَرُونَ (كأنّ الله يريد أن يُعلمنا أنّ
فرعون وهامان كانوا على دراية ان هلاكهم سيكون على يد رجل من بني إسرائيل تأكيداً
لما ورد في القرآن ان فرعون كان يقتل كل مولود جديد لبني إسرائيل) ﴿6﴾
وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ
فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ (النهر) وَلَا تَخَافِي
وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
﴿7﴾ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا (غمّاً) إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا
خَاطِئِينَ (لم يدركوا نتيجة رعايتهم لموسى) ﴿8﴾
وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ (قرّة
العين هي سرور النفس) لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ
لَا يَشْعُرُونَ (أنّ هذا الغلام قدرهم) ﴿9﴾ وَأَصْبَحَ
فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا (حزن قلبها على فراق
ابنها) إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ (كادت
تكشف أمره) لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا (ألهمناها الصبر) لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿10﴾
وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ (اتبعيه) فَبَصُرَتْ
بِهِ (راقبته) عَنْ جُنُبٍ (من مكان خفي تراهم ولا يرونها) وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
﴿11﴾ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ (الرضاعة)
مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ (الأخت) هَلْ
أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ (يقومون
برعايته وتربيته) لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (يعلّمونه الأخلاق الحميدة) ﴿12﴾ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ
أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا (كي تفرح وينشرح
صدرها) وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ (لتعلم انّ الله يفي بوعده) وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ
لَا يَعْلَمُونَ ﴿13﴾ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ (شبّ وقوي عضده) آتَيْنَاهُ حُكْمًا (سلطة ونفوذ) وَعِلْمًا (عقلاً راجحاً) وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿14﴾ وَدَخَلَ
الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا (وهم نيام) فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِنْ
شِيعَتِهِ (من بني إسرائيل) وَهَٰذَا مِنْ
عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ (استنجد به) الَّذِي
مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ (ضربه ضربة خفيفة) فَقَضَىٰ عَلَيْهِ (قتله) قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ
عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ﴿15﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي (أجرمت بحقّ نفسي) فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿16﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ (من قوّة بدنية) فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا (نصيرا) لِلْمُجْرِمِينَ ﴿17﴾ فَأَصْبَحَ فِي
الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا
الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ
(يستغيثه) قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ
لَغَوِيٌّ (مُضل بجهلك) مُبِينٌ (كبير) ﴿18﴾ فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ (لمّا همّ) أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ
لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا
بِالْأَمْسِ ۖ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا (طاغية) فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ
الْمُصْلِحِينَ ﴿19﴾ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى (أبعد
مكان) الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ (يُهرول للوصول
الى موسى) قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ (الناس)
يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ (يُخطّطون لقتلك)
فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴿20﴾ فَخَرَجَ مِنْهَا (من المدينة) خَائِفًا يَتَرَقَّبُ (يتلفّت حوله خوفا) قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ ﴿21﴾ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ (اتجاه) مَدْيَنَ (اسم القرية) قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي
سَوَاءَ السَّبِيلِ (يرشدني الى ما فيه صلاح أمري)
﴿22﴾ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ (وصل الى بئر
الماء في مدين) وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً (جمّعاً غفيرا) مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ (غنمهم) وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ (بعيداً عنهم) امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ (تمنعان غنمهما عن السقاية) قَالَ مَا خَطْبُكُمَا
(ما يمنعكما من سقاية الغنم) قَالَتَا لَا
نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ (لا نستطيع سقي
الأغنام حتى ينتهي الرجال من السقاية) وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (إشارة الى أنّ الأب عاجز عن السقاية لكبر سنّه فيرسل بناته
ليقوموا بالسقاية مكانه) ﴿23﴾ فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى
الظِّلِّ (ابتعد الى مكان يقيه من حرارة الشمس)
فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (محتاج أن تُخلّصني من هذا الشقاء) ﴿24﴾ فَجَاءَتْهُ
إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ (خجل)
قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا (ليعطيك أجرا على مساعدتك لنا) فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ
عَلَيْهِ الْقَصَصَ (روى للشيخ حكايته) قَالَ
لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿25﴾ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا
يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ (استخدمه بأجر) إِنَّ
خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (إشارة
الى ان الفتاة وجدت في موسى قوة وشهامة وأمانة) ﴿26﴾ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ
أَنْ أُنْكِحَكَ (أزوّجك) إِحْدَى
ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي (شرط
العمل عندي أجيرا) ثَمَانِيَ حِجَجٍ (مواسم)
فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ (كرماً
منك) وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ (أن
أرهقك) سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿27﴾ قَالَ ذَٰلِكَ
بَيْنِي وَبَيْنَكَ (هذا اتفاق بيننا) أَيَّمَا
الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ (أي مدة اقضيها) فَلَا
عُدْوَانَ عَلَيَّ (لن اخلّ بالاتفاق) وَاللَّهُ
عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴿28﴾ فَلَمَّا
قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ (أكمل مدة الاتفاق) وَسَارَ
بِأَهْلِهِ (سافر بهم من مدين) آنَسَ (لمح مستأنساً) مِنْ جَانِبِ الطُّورِ(ناحية جبل سيناء) نَارًا قَالَ
لِأَهْلِهِ امْكُثُوا (لا تبرحوا مكانكم)
إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ (علي أعثر عندها على دليل) أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ
النَّارِ (أو شعلة حطب) لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (تستعملوها للتدفئة) ﴿29﴾ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ (ناداه ربّه) مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ (السفح الأيمن للجبل) فِي الْبُقْعَةِ
الْمُبَارَكَةِ (تباركت بقعة الأرض التي اختارها الله
لتكليم موسى) مِنَ الشَّجَرَةِ (قيل ان
الشجرة كانت ناحية البقعة وقيل أنّ الله كلّم موسى من الشجرة والله أعلم)
أَنْ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿30﴾ وَأَنْ أَلْقِ
عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ (ترتجف)
كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ (فرّ هاربا ولم يلتفت ورائه) يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ﴿31﴾ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ (تحت
إبطك) تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ (من دون مرض فيها) وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ
(اشبك يديك على صدرك ليزول خوفك) فَذَانِكَ
بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا
قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿32﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ
أَنْ يَقْتُلُونِ ﴿33﴾ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا (له طلاقة في الحديث والتعبير) فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا (عوناً) يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَنْ
يُكَذِّبُونِ ﴿34﴾ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ (سنقوّيك
وندعمك) بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا (سوف يمدّهم الله بالقوة والحماية) فَلَا يَصِلُونَ
إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ﴿35﴾
فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا
سِحْرٌ مُفْتَرًى (من أعمال السحر) وَمَا
سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴿36﴾ وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّي
أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَىٰ مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ
عَاقِبَةُ الدَّارِ (من سيفوز بالجنة) إِنَّهُ
لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿37﴾ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا
عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي
يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي
أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي
لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿38﴾ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ
وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (ظلماً
وعدواناً) وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ ﴿39﴾ فَأَخَذْنَاهُ (أهلكناه) وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ (أغرقناهم) فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴿40﴾ وَجَعَلْنَاهُمْ
أَئِمَّةً يَدْعُونَ (يأمّون قومهم) إِلَى
النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ ﴿41﴾ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي
هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (المشوّهة وجوههم في النار) ﴿42﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا
مُوسَى الْكِتَابَ (التوراة) مِنْ
بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا (أبدنا) الْقُرُونَ
الْأُولَىٰ (الأمم السابقة) بَصَائِرَ (فيها الشرائع) لِلنَّاسِ وَهُدًى
وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿43﴾ وَمَا كُنْتَ (يا محمد) بِجَانِبِ (سفح
الجبل) الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا
إِلَىٰ مُوسَى الْأَمْرَ (حمّلناه الرسالة) وَمَا
كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿44﴾ وَلَٰكِنَّا أَنْشَأْنَا (خلقنا) قُرُونًا (أمماً)
فَتَطَاوَلَ (طال) عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ
(الزمن) وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا (مُقيماً) فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِنَا وَلَٰكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴿45﴾ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ
نَادَيْنَا (عندما نادى الله موسى) وَلَٰكِنْ
رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ
قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿46﴾ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ
مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ (عندما تحلّ
عليهم كارثة عقابا على ما اقترفوه من ذنوب) فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا
أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ ﴿47﴾ فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا (فلمّا ذكر القرآن تاريخهم الحقيقي وما فعلوه بأنبيائهم)
قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ (إشارة الى المعجزات) أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ
مُوسَىٰ مِنْ قَبْلُ ۖ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا (ساحران تعاونا على السحر) وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ (موسى وهارون) كَافِرُونَ ﴿48﴾ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ
مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا (من
التوراة والقرآن) أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿49﴾ فَإِنْ لَمْ
يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا
يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ (مصالحهم) وَمَنْ
أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ
لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿50﴾ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ
الْقَوْلَ (أوصلنا إليهم رسالتنا) لَعَلَّهُمْ
يَتَذَكَّرُونَ (يعتبرون) ﴿51﴾ الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ (التوراة) مِنْ
قَبْلِهِ (قبل القرآن) هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿52﴾
وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا
إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿53﴾ أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ
أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا (لهم ضعف
الثواب بسبب صبرهم) وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ
السَّيِّئَةَ (يقابلون السيئة بالحسنة) وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (يتصدّقون) ﴿54﴾
وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ (الكلام الباطل)
أَعْرَضُوا عَنْهُ (تجنّبوا الخوض فيه) وَقَالُوا
لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي
الْجَاهِلِينَ (لا نريد ان نجادل الجاهلين) ﴿55﴾
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿56﴾ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ
نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا (نُطرد من البلاد)
أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا (إشارة
الى مكة التي فيها الكعبة بيت الله وقد حصّنها وحماها على مدى الأزمان) يُجْبَىٰ
إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ (يصل اليها الرزق من كل ناحية ... إشارة الى الحركة التجارية
بين مكة والمدن الأخرى) رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا (إشارة الى انّ الله هو الذي يؤمّن لهم أرزاقهم)
وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿57﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ
مَعِيشَتَهَا (كفرت بنعمة الله عليها) فَتِلْكَ
مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ (مهجورة) مِنْ
بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ
الْوَارِثِينَ ﴿58﴾ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي
أُمِّهَا (من أصلح أهلها) رَسُولًا يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۚ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا
ظَالِمُونَ ﴿59﴾ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ (مهما
كان عندكم من مال وثروة وسلطان في الدنيا) فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا (هو ترف زائل) وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿60﴾ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا (بالجنة) فَهُوَ لَاقِيهِ (يفوز به) كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (الى جهنم) ﴿61﴾ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ
أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿62﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ
عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ (استحقوا العذاب) رَبَّنَا
هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا
إِلَيْكَ (نتبرأ أمامك منهم) مَا كَانُوا
إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿63﴾ وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ
يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ
﴿64﴾ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ (عندما يسألهم يوم
القيامة) فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ﴿65﴾ فَعَمِيَتْ
عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ (لم يستطيعوا الإجابة)
يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ ﴿66﴾ فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ
صَالِحًا فَعَسَىٰ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ﴿67﴾ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا
يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (بأقدارهم) سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا
يُشْرِكُونَ ﴿68﴾ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ (تُخفي)
صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (يعلم أعمالهم الظاهرة)
﴿69﴾ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ
الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ (في الدنيا) وَالْآخِرَةِ
ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿70﴾ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ
اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا (دائما لا
ينتهي) إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ
يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴿71﴾ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ
اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ
غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ (تستريحون
وتنامون) فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿72﴾ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ
لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ
(تناموا في الليل) وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ (تسعوا الى رزقكم في النهار) وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
﴿73﴾ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ
تَزْعُمُونَ (تدّعون) ﴿74﴾ وَنَزَعْنَا (اخترنا) مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا (شاهداً) فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا
أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿75﴾ إِنَّ قَارُونَ
(أحد أغنياء بني إسرائيل كان وزيرًا لشؤون العبرانيين لدى
فرعون وكان يُفضّل عليهم مصالحه) كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ
(تجبّر على بني إسرائيل) وَآتَيْنَاهُ مِنَ
الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ (حتى ان مفاتيح خزائن كنوزه يعجز عن حملها عدد من الأقوياء
مجتمعين) إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ (لا تغترّ) إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ
(المغرورين) ﴿76﴾ وَابْتَغِ (اشتري) فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ (من ثروة) الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ (حظّك) مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ
اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ (لا تعمل على)
الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿77﴾ قَالَ
إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي (باجتهادي)
أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ
مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ
ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴿78﴾ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ (يمشي متباهيا بماله وجاهه) قَالَ
الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا
أُوتِيَ (ليت لنا مالاً مثل) قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿79﴾
وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ (الذين فتح
الله بصيرتهم) وَيْلَكُمْ ثَوَابُ
اللَّهِ خَيْرٌ (من مال قارون) لِمَنْ آمَنَ
وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا (لا ينال الجنة)
إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴿80﴾ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ
لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ (لم يجد من ينجيه)
مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (لم يُقدّر له النجاة) ﴿81﴾ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ
تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ
الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ (تفضّل) اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا (الأرض)
وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴿82﴾
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ (الجنة) نَجْعَلُهَا
لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا (استكبارا) فِي
الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿83﴾ مَنْ جَاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا (يتضاعف ثوابها)
وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا
السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (يعاقب
الله السيئة على قدرها) ﴿84﴾ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ
إِلَىٰ مَعَادٍ (مُرجعك الى يوم موعود) قُلْ
رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿85﴾ وَمَا
كُنْتَ تَرْجُو (يا محمد) أَنْ يُلْقَىٰ
إِلَيْكَ الْكِتَابُ (القرآن) إِلَّا
رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا (نصيرا) لِلْكَافِرِينَ ﴿86﴾ وَلَا يَصُدُّنَّكَ (لا تمتنع) عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ
إِلَيْكَ ۖ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿87﴾
وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ
شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿88﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق