12‏/02‏/2016

سورة الطلاق - 65

سورة الطلاق – 65

12 آية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ بمعنى راعوا الفترة الزمنية التي يمكن للمرأة بعد الطلاق ان تتزوج وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ احرصوا على ان يكون عدد أيام العدة دقيقاً وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ حتى تنتهي فترة العدّة وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ معصية كبيرة قيل أذى أو زنا وَتِلْكَ حُدُودُ شرائع وأحكام اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ من يعتدي على أحكام الله ويخالفها فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا بمعنى ان الله بيده ان يغيّر حالاً بحال ﴿1﴾

فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ اذا انقضت أيام العدّة فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ابقوهن ولا تُطلقوهنّ شرط التوافق بينكم أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أو طلّقوهن وأنتم على وفاق ووئام معهن لا تنتقصوا من حقوقهن شيئاً وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ شاهدين من العاملين في الشرائع وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ بمعنى اتقّوا الله فيما تشهدون به ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا بمعنى ان الله يهديه الى ما يسرّه ويرضيه ﴿2﴾

وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ بمعنى يأتيه الرزق والمنفعة من حيث لا يتوقّع وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ كفيله ويتولّى امره إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ان امر الله نافذ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا وقتاً والمعنى ان الله حدّد في شرائعه وأحكامه حدود كل شيء بما فيه الفترات الزمنية وتوقيتها وحساب أوقاتها ﴿3﴾

وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ الزوجات اللاتي انقطعت عنهن دورتهن الدموية إِنِ ارْتَبْتُمْ ان كان لديكم شك في حساب فترة العدّة فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ بمعنى أنّ فترة العدة هي ثلاثة أشهر وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ كذلك النساء اللواتي فاتهن موعد الحيض عندهن (إشارة على ان المرأة يُمكن أن تكون حامل) وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ النساء الحوامل أَجَلُهُنَّ يكون وقت انتهاء عدّتهن أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ بعد الولادة مباشرة وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴿4﴾

ذَٰلِكَ أَمْرُ حُكم اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ بيّنه لكم وَمَنْ يَتَّقِ يُطع اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ يمحو له سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ويُكرمه في الثواب ﴿5﴾

أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ بمعنى انه أثناء فترة العدّة أسكنوا نسائكم المطلّقات في بيوت تريحهن كما ترتاحوا في بيوتكم مِنْ وُجْدِكُمْ وذلك حسب قدرتكم المالية وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لا تضغطوا عليهن أو تسبّبوا لهن أذى لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ لتصعبّوا الأمور عليهن وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ بمعنى اذا كانت المطلّقة حامل فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ تكفّلوا بإمور معيشتهن حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ حتى يلدن فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ادفعوا لهن اجرا على الرضاعة وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ تعاملوا مع بعضكم باللطف وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ إذا اشتدّ الخلاف بينكم بشأن كلفة الرضاعة فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ فيمكنكم ان تأتوا بمرضعة أخرى تقدرون على تحمّل أجرها ﴿6﴾

لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ بمعنى فلينفق ميسور الحال بما يتلاءم مع مقدرته المالية وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ولينفق المتعسّر ماليا حسب قدرته لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا بمعنى ان الله لا يُحمّل أحداً فوق قدرته سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ان الله سييّسر له أمره بعد عسره ﴿7﴾

وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ ما من قرية تمرّدت على أحكام الله وعصت رسله فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا الّا وكان عقابها شديداً وعذابها غليظاً مُنكراً لا يحتمله أحد ﴿8﴾

فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا نالت ما تستحق من عذاب وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا وفي النهاية كان نتيجة ما عملته تلك القرية من عصيان ومخالفة لأمر الله انها خسرت كل شيء ﴿9﴾

أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ أطيعوا الله واخشوه أيها العقلاء الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا قرآنا فيه بيان كل شيء ﴿10﴾

رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ يقرأ عليكم آيات الله المُحكمات لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ من الجهل والكفر إِلَى النُّورِ الى الإيمان وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا بمعنى انّ الله يوسع عليه الرزق في الجنة ويُغدق عليه خيراته ونِعمه ﴿11﴾

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ وسبع أرضين يَتَنَزَّلُ يُدبّر الْأَمْرُ النظام بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا وأن الله لا يغفل عنه شيئاً ﴿12﴾



ليست هناك تعليقات: