سورة الزمر – 39
75 آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَنْزِيلُ
الْكِتَابِ
وحياً مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿1﴾
إِنَّا
أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ بالدين القويم فَاعْبُدِ اللَّهَ
مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴿2﴾
أَلَا
لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ بمعنى ان الله يريدون ان يختصّه العباد وحده بالعبادة لا
يُشركون بعبادته أحد وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا عبدوا مِنْ
دُونِهِ أَوْلِيَاءَ غيره آلهة مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ
زُلْفَىٰ بمعنى
انهم يقولون انهم يعبدون آلهة أخرى مع الله فقط ليقربوهم من الله (زلفى هنا تعني
ليكون لهم منزلة مُقرّبة من الله) إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ
فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ
﴿3﴾
لَوْ
أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَىٰ اختار مِمَّا يَخْلُقُ مَا
يَشَاءُ ۚ سُبْحَانَهُ تنزّه عن كل شيء هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
﴿4﴾
خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ بالإبداع والكمال يُكَوِّرُ يُغلب اللَّيْلَ
عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ طوّع الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي كل منهما له مهمة معينة لِأَجَلٍ مُسَمًّى الى وقت محدد أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ
﴿5﴾
خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ بمعنى ان سلالتكم ترجع الى آدم ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا
زَوْجَهَا بمعنى
ان الله خلق من آدم زوجته حواء كي ينجبا الذرية البشرية وَأَنْزَلَ خلق لَكُمْ لمنفعة البشر
مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ أنواع (والمعنى ان الله خلق الأنعام ليستفيد البشر من
لحومها وجلودها ولبنها ولاستعمالها في السفر وشحن الحمولة والمتاع على ظهورها)
يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ تطوّر الجنين من نطفى
الى انسان كامل متكامل فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ في الرحم والبطن وغشاء الجنين ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ
إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ كيف تنصرفون عن
عبادته ﴿6﴾
إِنْ
تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ بغنى
عن عبادتكم وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِنْ تَشْكُرُوا
يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ لا يحمل مذنب ذنب مذنب آخر ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ
مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ خبير بالنوايا والضمائر ﴿7﴾
وَإِذَا
مَسَّ أصاب الْإِنْسَانَ ضُرٌّ ضرر ومكروه دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا متقرّباً اليه إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ أعطاه نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ
مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا صنع أصناما
شبّهها بالله ليعبدها لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ لينحرف عن عبادة الله قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا
ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ﴿8﴾
أَمَّنْ
هُوَ قَانِتٌ طائع آنَاءَ أثناء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا عابداً مُصلّياً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ
رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ
ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ يعتبر أُولُو الْأَلْبَابِ العقلاء ﴿9﴾
قُلْ
يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ
الدُّنْيَا حَسَنَةٌ الجنة في الآخرة وَأَرْضُ
اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ
أَجْرَهُمْ ينالون ثوابهم كاملاً بِغَيْرِ
حِسَابٍ بكرم مُستفيض من الله ﴿10﴾
قُلْ
إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ بمعنى قل لهم يا محمد
اني أمرني الله ان أعبده باخلاص واحدا أحدا لا اشرك بعبادته أحدا
﴿11﴾
وَأُمِرْتُ
لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿12﴾
قُلْ
إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿13﴾
قُلِ
اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي بمعنى اعبد الله بإخلاص وتفاني ﴿14﴾
فَاعْبُدُوا
مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ من آلهة غيره
قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿15﴾
لَهُمْ
مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ سحابات مِنَ النَّارِ
وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ بمعنى ان الأرض صارت نارا ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ
فَاتَّقُونِ ﴿16﴾
وَالَّذِينَ
اجْتَنَبُوا تجنّبوا وساوس الطَّاغُوتَ الشياطين أَنْ يَعْبُدُوهَا ولا يعبدون آلهة غير الله وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ اختاروا عبادة الله وحده – أنابوا أي تقرّبوا لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ
عِبَادِ ﴿17﴾
الَّذِينَ
يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ يسمعون آيات الله
فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ فيعملوا بها على أكمل وجه
أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ العقلاء المهتدين ﴿18﴾
أَفَمَنْ
حَقَّ وجب عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أي استحقّ ما وعد الله به من عذاب أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ
مَنْ فِي النَّارِ ﴿19﴾
لَٰكِنِ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ منازل في الجنة مِنْ فَوْقِهَا
غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ بمعنى منازل مبنية من عدة أدوار والله أعلم تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ ۖ وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ﴿20﴾
أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ جعل منه يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ يُنبت بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ
يَهِيجُ ييبس فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ
يَجْعَلُهُ حُطَامًا فُتاتاً إِنَّ فِي
ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ عبرة لِأُولِي الْأَلْبَابِ العقلاء ﴿21﴾
أَفَمَنْ
شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ
لِلْقَاسِيَةِ الجاحدة قُلُوبُهُمْ مِنْ
ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿22﴾
اللَّهُ
نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا بمعنى
آيات متشابهة في الابداع مَثَانِيَ بمعنى
كلّما تكررت قراءة الآيات – مثاني يعني تكرار القراءة تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ قشعريرة تصيب أبدان الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
ثُمَّ تَلِينُ تهدأ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وترتاح
نفوسهم إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ
يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ يهديه ويرجعه الى صوابه ﴿23﴾
أَفَمَنْ
يَتَّقِي بِوَجْهِهِ بمعنى لا حيلة له في مواجهة
واتّقاء سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ
ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ من ذنوب
﴿24﴾
كَذَّبَ
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ إشارة الى انتقام الله منهم أمثال قوم عاد وقوم ثمود وغيرهم
﴿25﴾
فَأَذَاقَهُمُ
اللَّهُ الْخِزْيَ الذلّ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿26﴾
وَلَقَدْ
ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ يتّعظون ﴿27﴾
قُرْآنًا
عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ صحيحاً لا أخطاء فيه
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿28﴾
ضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ يملكه أكثر
من شخص مُتَشَاكِسُونَ يتنازعون مع بعضهم في إعطاء الأوامر له وَرَجُلًا
سَلَمًا لِرَجُلٍ يطيع امر رجل واحد هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ
لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿29﴾
إِنَّكَ
مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴿30﴾
ثُمَّ
إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿31﴾
فَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ بقرآن الله وكلامه الصادق إِذْ جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ
فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى مقر لِلْكَافِرِينَ
﴿32﴾
وَالَّذِي
جَاءَ بِالصِّدْقِ محمد الذي انزل الله عليه الوحي
الصادق وَصَدَّقَ بِهِ محمد والذين
آمنوا معه أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿33﴾
لَهُمْ
مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿34﴾
لِيُكَفِّرَ
اللَّهُ عَنْهُمْ يغفر لهم أَسْوَأَ الَّذِي
عَمِلُوا أكبر ذنوبهم وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ
بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿35﴾
أَلَيْسَ
اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ بمعنى يوفر له الحماية
وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ يريدون ان
يرعبوك بمقدرة آلهتهم الزائفة وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ
هَادٍ ﴿36﴾
وَمَنْ
يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ
﴿37﴾
وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ
مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ مزيلات ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ
مُمْسِكَاتُ مانعات رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ
اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿38﴾
قُلْ
يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ اعملوا
ما بدا لكم إِنِّي عَامِلٌ ثابت على
الدعوة فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿39﴾
مَنْ
يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ يُذلّه وَيَحِلُّ
عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ دائم لا ينتهي
﴿40﴾
إِنَّا
أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ أي حقيقة من عند الله فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ
يكسب ثواب هدايته وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا
يَضِلُّ عَلَيْهَا يكسب العقاب بسبب كفره وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ أنت لست عليهم بحفيظ
ولا مدافع عنهم ﴿41﴾
اللَّهُ
يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ
الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ بمعنى يُثبت موتها
وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى الى
وقت لاحق إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿42﴾
أَمِ
اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ من ينتصر
لهم يوم القيامة قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا
يَعْقِلُونَ ﴿43﴾
قُلْ
لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا قل يا محمد ان الشفاعة كلها خالصة لله وحده يأذن بها لمن
يشاء (إشارة الى ان أصنامهم ليسوا شفعاء لهم عند الله) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿44﴾
وَإِذَا
ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ اضطربت
قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ
إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿45﴾
قُلِ
اللَّهُمَّ فَاطِرَ خالق السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ اسرار الكون
وَالشَّهَادَةِ الحكم في يوم الفصل أَنْتَ
تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿46﴾
وَلَوْ
أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا
بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ دفعوا كل ما يملكون ليخلصهم
الله من عذاب يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا
لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ما لم يكونوا يتوقّعون
﴿47﴾
وَبَدَا
لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا شهدوا عقاب ذنوبهم
برؤية جهنم وَحَاقَ بِهِمْ أحاط بهم مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ العقاب الذي كانوا يهزئون منه ﴿48﴾
فَإِذَا
مَسَّ أصاب الْإِنْسَانَ ضُرٌّ مكروه دَعَانَا استنجد
بالله ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ أعطيناه
نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ جمعت ذلك بجهد منّي بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ بمعنى ان النعمة التي انعمها الله عليه ما هي الا اختبار له
وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿49﴾
قَدْ
قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ لم ينفعهم مالهم وثروتهم ﴿50﴾
فَأَصَابَهُمْ
سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا حلّ عليهم عقاب ذنوبهم
وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَٰؤُلَاءِ من كفار قريش
سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ليس لهم اية مقدرة على ردّ قدر الله ﴿51﴾
أَوَلَمْ
يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ يوفر في
الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ويقلل من الرزق
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ عِبَر لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ ﴿52﴾
قُلْ
يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ يلومون أنفسهم على كثرة ذنوبهم لَا تَقْنَطُوا تيأسوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿53﴾
وَأَنِيبُوا
إِلَىٰ رَبِّكُمْ تقرّبوا اليه بالدعاء
وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ
﴿54﴾
وَاتَّبِعُوا
أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ
بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿55﴾
أَنْ
تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ في طاعة الله بمعنى الحسرة على ما عصيت الله في حياتي
وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿56﴾
أَوْ
تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿57﴾
أَوْ
تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فرصة أخرى في الحياة فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
﴿58﴾
بَلَىٰ
قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ استعليت وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿59﴾
وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ حالكة من كثرة الذنوب أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى مقر اقامة لِلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿60﴾
وَيُنَجِّي
اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ بسبب
حسناتهم وايمانهم لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
﴿61﴾
اللَّهُ
خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ حفيظ ﴿62﴾
لَهُ
مَقَالِيدُ مفاتيح السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿63﴾
قُلْ
أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴿64﴾
وَلَقَدْ
أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ سوف يفشل عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
﴿65﴾
بَلِ
اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿66﴾
وَمَا
قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ استهانوا بقدرة
الله وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ بمعنى المصيطر عليها وعلى جميع من فيها
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
تحت إمرته سُبْحَانَهُ تنزّه وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿67﴾
وَنُفِخَ
فِي الصُّورِ فَصَعِقَ هالهم الصوت فغشي عليهم
مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ
فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿68﴾
وَأَشْرَقَتِ
الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ سجلّ
الأعمال وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ حكم الله بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ بالعدل وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿69﴾
وَوُفِّيَتْ
كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ نالت ثوابها وعقابها دون
زيادة او نقصان وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿70﴾
وَسِيقَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا أفواجاً
حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ
يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ
لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ حلّ عليهم وعد الله بعذابهم عَلَى الْكَافِرِينَ
﴿71﴾
قِيلَ
ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى مقرّ اقامة الْمُتَكَبِّرِينَ الكافرين المتعالين ﴿72﴾
وَسِيقَ مشى بهم الملائكة كالقطعان الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ
إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا أفواجاً حَتَّىٰ
إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا حرّاسها سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا
خَالِدِينَ ﴿73﴾
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ الجنة نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ نسكن في الجنة أينما نشاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ بمعنى ما احسن هذا الأجر والثواب لعباد الله الصالحين المخلصين بإيمانهم ﴿74﴾
وَتَرَى
الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يطوفون
حول العرش يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ حكم الله على الناس بالعدل وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿75﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق