13‏/02‏/2016

سورة الحشر - 59

59 *سورة الحشر* (24 آية)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سَبَّحَ لِلَّهِ (نزّه الله من كل ما هو غير لائق به) مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ (كل من في هذا الكون) وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿1﴾ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ (إشارة الى إجلاء يهود بني نُضير) مِنْ دِيَارِهِمْ (حصونهم) لِأَوَّلِ الْحَشْرِ (أول ترحيل لهم الى ارض الشام) مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ (ستحميهم) حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا (باغتهم المؤمنون بهدى من الله) وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ (إشارة الى هزيمتهم) بِأَيْدِيهِمْ (بسبب نفاقهم) وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴿2﴾ وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ (الرحيل من المدينة) لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا (لجعل حياتهم في المدينة لا تُطاق) وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ﴿3﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا (عادوا) اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۖ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿4﴾ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ (نخلة) أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً (لم تقطعوها) عَلَىٰ أُصُولِهَا )جذورها( فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ (يُذلّ) الْفَاسِقِينَ (الفاجرين) ﴿5﴾ وَمَا أَفَاءَ (أنعم) اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ (من متروكات بني نضير) فَمَا أَوْجَفْتُمْ (أسرعتم) عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ (ما تركبون عليه غير الخيل كالإبل... بمعنى لم تكن أسلحتكم والجياد والإبل سبباً لهزيمة بني نُضير وكسب غنائمهم) وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(معنى الآية أن الله هو الذي حقّق النصر للمسلمين لذلك فإنّ للرسول حقّ توزيع الغنائم)  ﴿6﴾ مَا أَفَاءَ (ما أنعم) اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ (من غنائم المتروكات التي تركها اليهود بعد إجلائهم من حصونهم وقراهم) فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ (الحقّ في هذه الغنائم) وَلِذِي الْقُرْبَىٰ (أقارب الرسول وأقارب المجاهدين) وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ (عابر السبيل الذي لم يبق معهم مال ليُنفق في سفره) كَيْ لَا يَكُونَ (هذه الغنائم) دُولَةً (تداولاً وحكراً) بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ (اقبلوا ما يخصّص لكم الرسول) وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (لا تفعلوا ما ينهاكم عن فعله) وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿7﴾ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ (الذين هاجروا الى المدينة) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ (من مكة) وَأَمْوَالِهِمْ (نهب الكفّار أموالهم) يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ (يجاهدون في سبيل) اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴿8﴾ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا (سكنوا) الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ (أهل المدينة) يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ (من مكة) وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا (يرضون بما أعطاهم الرسول ولا يضمرون أي امتعاض) وَيُؤْثِرُونَ يُفضّلون (المهاجرين) عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ (ولو كانوا بأشدّ الحاجة الى ما يعطوه) وَمَنْ يُوقَ (يتغلّب على) شُحَّ نَفْسِهِ (البخل أو الحرص) فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الظافرون بالجنة) ﴿9﴾ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا (نقمة وحقد) لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿10﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا (من أهل المدينة) يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ (بني النضير) لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ (طُردتم من دياركم) لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ (بعد رحيلكم) أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿11﴾ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ (جمع دبر وهو ظَهر المرء ... يفرّون من المعركة لا يلتفتون ورائهم) ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (لن يجدوا من ينصرهم) ﴿12﴾ لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ (يخافون منكم أكثر مما يخافون الله) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (أقفل الله عقولهم وبصائرهم) ﴿13﴾ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا (لا يُحاربوكم وجهاً لوجه) إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ (الّا من خلف حصونهم) أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ (أو يقاتلون من خلف أسوار) بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ (عدائهم لبعضهم البعض شديد) تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا (تظنّهم على كلمة واحدة) وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ (لكن قلوبهم وأفكارهم مشتتة متفرّقة) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴿14﴾ كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا (هم كالكفار الذين كانوا قبلهم من فترة وجيزة) ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ (نالوا عاقبة كفرهم) لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿15﴾ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ (يُشبّه الله المنافق بالشيطان) إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿16﴾ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿17﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ (ليتأمّل كل منكم ما عمل لآخرته) وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿18﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ (غفلوا عن ذكر الله وحمده) فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ (ألهاهم الله عن الهدى والثبات على الإيمان) أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (المارقون) ﴿19﴾ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿20﴾ لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ (الجبل يخشع ويتأثّر من هذا القرآن إذا ما أنزله الله عليه) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿21﴾ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ (يعلم ما هو غير متاح للمخلوقات ان يروه ويعلموا به) وَالشَّهَادَةِ (يعلم حقيقة ما هو ظاهر) هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (هو الذي تطغى رحمته على غضبه وهو الذي يوصل رحمته الى من يشاء من عباده) ﴿22﴾ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ (هو الذي يتقدّس ويتمجّد اسمه والذي طهّر نفسه من كل الشوائب) السَّلَامُ (ملأ نفسه سلاماً) الْمُؤْمِنُ (هو الإيمان بحد ذاته جلّ جلاله يُلقي أمنه على من يشاء) الْمُهَيْمِنُ (هو المسيطر على كل شيء) الْعَزِيزُ (هو صاحب العزّة والقدرة الفائقة لا يفوق عزّته وقدرته شيء) الْجَبَّارُ (هو صاحب الجبروت الذي لا يُقاوَم وهو العلي القاهر) الْمُتَكَبِّرُ (هو المستعلي على كلّ شيء) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (تنزّه وعلا عمّا يُشركون به) ﴿23﴾ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ (لا خالق غيره) الْبَارِئُ (موجِد المخلوقات من العدم) الْمُصَوِّرُ (هو الذي يُشكّل هيئات وصور المخلوقات والأشياء) لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ (مباركة خيّرة لطيفة تدلّ على صفاته الكريمة) يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (ينزّهه جميع من في الكون عن كل ما لا يليق به) وَهُوَ الْعَزِيزُ (وهو المنيع الذي لا يعجزه شيء) الْحَكِيمُ (والحاكم صاحب الحكمة والعلم والمعرفة المتناهية) ﴿24﴾

ليست هناك تعليقات: