13‏/02‏/2016

سورة الحج - 22

22 *سورة الحج* (78 آية)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ (الزلزلة هي من فعل زلّ أي هزّ واضطرب وتحرّك من مكانه) السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴿1﴾ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ (تغفل) كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ (المرضعة تنسى الطفل في حضنها) وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا (تُسقط الحامل حملها) وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُمْ بِسُكَارَىٰ (الناس بحال ذهول وكأنهم سُكارى) وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴿2﴾ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ (يُناقش بوجود الله سلباً) بِغَيْرِ عِلْمٍ (دون دليل) وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (عاصي متمرّد على أمر الله) ﴿3﴾ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ (اتّبعه) فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ (يعميه عن الحق) وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ (يقوده الى جهنم) ﴿4﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ (شكّ) مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ (نقطة من الحيوان المنوي لدى الرجل) ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ (كتلة صغيرة من الدم) ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ (لُقمة ... قطعة صغيرة من اللحم بحجم اللقمة) مُخَلَّقَةٍ (كاملة) وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ (غير متكاملة) لِنُبَيِّنَ لَكُمْ (الحَمْل) وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ (نُثبت الحمل في رحم من نشاء) إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى (الى موعد الولادة) ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ (من أرحام أمّهاتكم) طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ (تنموا وتكبروا) وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ (يكبر فيهرَم) لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا (يخرف) وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً (ساكنة) فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ (المطر) اهْتَزَّتْ (تفاعلت مع الماء) وَرَبَتْ (نَمَت بالزرع) وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ (نوع نبات) بَهِيجٍ (يُبهج القلوب) ﴿5﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿6﴾ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا (لا شك بمجيئها) وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (يُقيم الموتى من قبورهم أحياء) ﴿7﴾ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ (بوجود الله) بِغَيْرِ عِلْمٍ (عن جهل) وَلَا هُدًى (من دون مرجع) وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (من دون حجة في كتاب منزل) ﴿8﴾ ثَانِيَ عِطْفِهِ (لاوياً عنقه استهزاءً) لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ (عار) وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿9﴾ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ (بما ارتكبت من معاصي) وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴿10﴾ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ (نفاقاً) فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ (إذا أنعم الله عليه) اطْمَأَنَّ بِهِ (انفرجت أساريره) وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ (شدّة أو مرض أو هزيمة) انْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ (ارتد الى الكفر) خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿11﴾ يَدْعُو (يعبد) مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (الجهل الذي لا شفاء منه) ﴿12﴾ يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَىٰ (هذا المعبود) وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (هذا الصاحب) ﴿13﴾ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴿14﴾ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ (يأتي بوسيلة يصعد بها الى السماء) ثُمَّ لْيَقْطَعْ (ليمنع نصر الرسول والمؤمنين) فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (هل يُزيل هذا الفعل غيظه من الله ورسوله) ﴿15﴾ وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ (القرآن) آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ (مُحكمات) وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ ﴿16﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا (اليهود) وَالصَّابِئِينَ (وهم المؤمنين بالله لكن لم يلتحقوا بالإسلام وهم ليسوا على أيّ دين من الأديان الثلاثة الكبرى) وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ (عُبّاد النار) وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا (الذين جعلوا مع الله شركاء في الألوهية) إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ )يحكم( بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿17﴾ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ (وقع) عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَنْ يُهِنِ (يُذلّه) اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ (لن يجد من يكرّمه) إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴿18﴾ هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ )فُصّلت( لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (ماء شديد الغليان) ﴿19﴾ يُصْهَرُ (يُذيب) بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴿20﴾ وَلَهُمْ مَقَامِعُ (قيود) مِنْ حَدِيدٍ ﴿21﴾ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ (يستريحوا من العذاب) أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿22﴾ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ (يُزيَّنون) فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴿23﴾ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ (هداهم الله لأن يُعاملوا بعضهم بعضاً بالحسنى واللطف وأن لا يكلموا بعضهم باحترام ومحبّة) وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ (كما هداهم الى ملاذه المحمود) ﴿24﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ (المقيم) وَالْبَادِ (الزائر) وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ (من يريد الحرم مكانا للكفر وعبادة الأوثان بقهر المؤمنين وتعذيبهم) نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿25﴾ وَإِذْ بَوَّأْنَا (بيّنا) لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ (الكعبة) أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ (الزائرين الذين يريدون الطواف حول الكعبة) وَالْقَائِمِينَ (المقيمين في مكة وحولها) وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (لكل مؤمن يركع ويسجد لله) ﴿26﴾ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (نادي الناس للحج الى بيت الله) يَأْتُوكَ رِجَالًا (يسعون للمجيء على أقدامهم) وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ (البعير الذي أتعبه السفر الطويل) يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (من جميع أنحاء الأرض) ﴿27﴾ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ (المنافع هنا كسب الثواب من فريضة الحج وأيضا الكسب المادي من تجارة وبيع وشراء) وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ (أيّام الحج) عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )المحتاج المسكين( ﴿28﴾ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ (يغتسلوا ليزيلوا أوساخهم ويُكملوا (تفثهم) مناسك الحج) وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (يطوفوا حول الكعبة المشرّفة) ﴿29﴾ ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ (من يلتزم بما حلّل الله وحرّم) فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ (الا ما حرّم الله) فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ (القذارة) مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (شهادة الزور) ﴿30﴾ حُنَفَاءَ لِلَّهِ (مؤمنين بالله بإخلاص) غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ (آلهة مُزيّفة وأصنام) وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ (وقع) مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ (تفترسه) الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ (تنثره الريح وترميه) فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (وادي عميق) ﴿31﴾ ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ (من يقيم مناسك الحج) فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴿32﴾ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ (في التجارة والغذاء والفرش والملبس) إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى (فترة الحجّ) ثُمَّ مَحِلُّهَا (مكان نحرها) إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (الكعبة) ﴿33﴾ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا (فرضنا) مَنْسَكًا (منهجا) لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (الخاشعين) ﴿34﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ (اهتزّت حبّا بالله) قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ (من بلاء) وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (يتصدّقون) ﴿35﴾ وَالْبُدْنَ (الأنعام) جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ (ثواب) فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ (مُصطفّة) فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا (وُضعت على جنوبها موضع النحر) فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ (المسكين القانع بعيشه) وَالْمُعْتَرَّ (المحتاج) كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ (حلّلنا لكم ذبحها وأكل لحومها) لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿36﴾ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ (حلّل الله أكلها) لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴿37﴾ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (خائن كافر) ﴿38﴾ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴿39﴾ الَّذِينَ أُخْرِجُوا (طُردوا) مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ (قهراً) إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ (لولا أن يقاتل المؤمنون الكفار) لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ (بيوت عبادة) وَبِيَعٌ (كنائس) وَصَلَوَاتٌ (معابد اليهود) وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿40﴾ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ (حكموا بالعدل) وَنَهَوْا (منعوا) عَنِ الْمُنْكَرِ (الفواحش) وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (الحكم النهائي) ﴿41﴾ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ ﴿42﴾ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ ﴿43﴾ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ ۖ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ (أمهلتهم) ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ (أهلكتهم) فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (النكير هو العقاب المؤلم) ﴿44﴾ فَكَأَيِّنْ (كم) مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ (كافرة) فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا (قاحلة) وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ (ليس فيها ماء) وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (خالي من السكان) ﴿45﴾ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ (عقول) يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ (العيون) وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿46﴾ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴿47﴾ وَكَأَيِّنْ (كم) مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا (أمهلتها) وَهِيَ ظَالِمَةٌ (تُصرّ على كفرها) ثُمَّ أَخَذْتُهَا (أهلكتها) وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿48﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ (مُحذّركم من عذاب جهنم) مُبِينٌ ﴿49﴾ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴿50﴾ وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ (لينكروا آيات الله ويصُرّوا على تكذيبها) أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿51﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ (قرأ آية) أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ (عمل الشيطان على تحوير كلام الآية) فَيَنْسَخُ (يمحي) اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ (ما يبدله الشيطان) ثُمَّ يُحْكِمُ (يُثبّت) اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿52﴾ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي (يُحوّره) الشَّيْطَانُ فِتْنَةً (ابتلاء) لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ (ذوي الايمان الضعيف) وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ (كفر) بَعِيدٍ (لا رجوع منه) ﴿53﴾ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ (القرآن) الْحَقُّ (مُنزل) مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ (تخشع) لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿54﴾ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ (شك) مِنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً (فجأة) أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (العقيم في اللغة الذي لا يُنجب لذلك فهذا العذاب كارثة على الناس لا تُبقي أثر من حجر وبشر وتمنعهم من القيام والبناء) ﴿55﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿56﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (مُذلّ) ﴿57﴾ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا (الفوز بالجنة) وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿58﴾ لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ (يُعدّ لهم استقبالا يسرّ قلوبهم) وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴿59﴾ ذَٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ (حكم العين بالعين والسنّ بالسنّ) ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ (اعتّدي عليه) لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴿60﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ (يُدخل) اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴿61﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿62﴾ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً (تنبت الأرض بالزرع الأخضر) إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴿63﴾ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ (بغنى عن مخلوقاته) الْحَمِيدُ (له الحمد والشكر دائما) ﴿64﴾ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ (طوّع) لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ (يمنع) السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿65﴾ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۗ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ﴿66﴾ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا (منهجا) هُمْ نَاسِكُوهُ (يتبعونه) فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ (لا تجادلهم في الدين) وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ (تمسّك بإيمانك) إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُسْتَقِيمٍ ﴿67﴾ وَإِنْ جَادَلُوكَ (ان اصرّوا على مجادلتك) فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿68﴾ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿69﴾ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ (قيل انه اللوح المحفوظ والله أعلم) إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴿70﴾ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ (لم يعطه الله) سُلْطَانًا (إذناً بالألوهية) وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ (ليس لهم دليل عليه) وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴿71﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ (الاستياء) يَكَادُونَ (من غيظهم) يَسْطُونَ (يبطشون) بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿72﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ (لو تعاونوا على ان يخلقوا الذباب) وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ (لا يستطيعون استرداده منه) ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (خابت الآلهة المُزيّفة وخاب أمل الكفّار) ﴿73﴾ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (استخفّوا بقدرة الله وقوّته) إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿74﴾ اللَّهُ يَصْطَفِي (يختار) مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴿75﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ (الحاضر والمستقبل) وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿76﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿77﴾ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ(أوفوا الله حقّه في إيمانكم) هُوَ اجْتَبَاكُمْ (اختاركم) وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَٰذَا (القرآن) لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ (احتموا به) هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴿78﴾ 

ليست هناك تعليقات: