سورة الصافات – 37
182 آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالصَّافَّاتِ
صَفًّا الملائكة
المصطفين صفوفا في طاعة الله وخدمته ﴿1﴾
فَالزَّاجِرَاتِ
زَجْرًا الملائكة
الذين يصرخون على الكفار ليسوقوهم الى جهنم ﴿2﴾
فَالتَّالِيَاتِ
ذِكْرًا الملائكة
الذين لا يتوقفون عن ذكر الله ﴿3﴾
إِنَّ
إِلَٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ ﴿4﴾
رَبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ ﴿5﴾
إِنَّا
زَيَّنَّا أضأنا
السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ بنور الْكَوَاكِبِ ﴿6﴾
وَحِفْظًا ولهم مهمة أخرى وهي
حماية السماء من الشياطين مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ شارد متمرد
﴿7﴾
لَا يَسَّمَّعُونَ ممنوعين من الاستماع
إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ الى الملائكة في السماء العليا وَيُقْذَفُونَ مِنْ
كُلِّ جَانِبٍ يُضربون من كل صوب ﴿8﴾
دُحُورًا
مطرودين
وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ لا ينقطع ﴿9﴾
إِلَّا
مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ من يختلس السمع فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ يتبعه نيزك حارق
﴿10﴾
فَاسْتَفْتِهِمْ خذ رأيهم
أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أصعب للخلق أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إشارة الى ان الله خلق هذا الكون وما فيه من مدارات وكواكب
وكلها لها أنظمة تعمل وفق وظائفها إِنَّا
خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ يلتصق مع بعضه والاشارة هنا ان خلق الانسان اهون من خلق
هذا الكون ﴿11﴾
بَلْ
عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ بمعنى انت تعجب يا محمد من قدرة الله على الخلق وهم يتهكّمون
﴿12﴾
وَإِذَا
ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ لا يتّعظون ﴿13﴾
وَإِذَا
رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ يسخرون منها ﴿14﴾
وَقَالُوا
إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿15﴾
أَإِذَا
مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ هل نحن خارجون احياء
من القبور ﴿16﴾
أَوَآبَاؤُنَا
الْأَوَّلُونَ وكذلك آباؤنا واسلافنا ﴿17﴾
قُلْ
نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ أذلّاء ﴿18﴾
فَإِنَّمَا
هِيَ زَجْرَةٌ صيحة وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ بمعنى أنهم أصبحوا
أحياء ينظرون ما يجري حولهم ﴿19﴾
وَقَالُوا
يَا وَيْلَنَا هَٰذَا يَوْمُ الدِّينِ بمعنى انهم تيقّنوا ان هذا هو يوم الحساب
﴿20﴾
هَٰذَا
يَوْمُ الْفَصْلِ الحساب الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴿21﴾
احْشُرُوا
اجمعوا الَّذِينَ
ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ بمعنى امثالهم أو كفّارا من نوعهم وَمَا كَانُوا
يَعْبُدُونَ وآلهتهم التي كانوا يعبدونها
﴿22﴾
مِنْ
دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ أروهم الطريق الى
جهنم ﴿23﴾
وَقِفُوهُمْ
أوقفوهم
للمحاسبة إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ على أعمالهم ﴿24﴾
مَا لَكُمْ
لَا تَنَاصَرُونَ أين آلهتكم لتنصركم ﴿25﴾
بَلْ
هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ لأمر الله لا يملكون دفاعا عن أنفسهم ﴿26﴾
وَأَقْبَلَ
بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ يلوم بعضهم بعضاً ﴿27﴾
قَالُوا
إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ بمعنى
أنّكم كنتم تؤكّدون لكم انّكم صادقين ﴿28﴾
قَالُوا
بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿29﴾
وَمَا
كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ لم نكن نملك سلطة عليكم بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا
طَاغِينَ ظالمين
﴿30﴾
فَحَقَّ
عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا بمعنى اننا نستحق حكم الله إِنَّا لَذَائِقُونَ نار جهنم
﴿31﴾
فَأَغْوَيْنَاكُمْ زيّنا لكم الكفر
إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ شياطين نلعب بعقول البشر ﴿32﴾
فَإِنَّهُمْ
يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿33﴾
إِنَّا
كَذَٰلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ﴿34﴾
إِنَّهُمْ
كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ يستعلون ويتكبّرون
﴿35﴾
وَيَقُولُونَ
أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ انترك عبادة آلهتنا
ونصدّق شاعر مجنون ﴿36﴾
بَلْ
جَاءَ بِالْحَقِّ جاء مُرسل من الله وان ما يتلوه عليكم هو كلام الله وَصَدَّقَ
الْمُرْسَلِينَ لم يُنكر الرسل من قبله ﴿37﴾
إِنَّكُمْ
لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ سيصيبكم عذابا يؤلمكم ﴿38﴾
وَمَا
تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ لا تعاقبون الا على اعمالكم
﴿39﴾
إِلَّا
عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ الا المؤمنين الذين اصطفاهم الله وأخلصهم لنفسه فأخلصوا
في ايمانهم بالله ﴿40﴾
أُولَٰئِكَ
لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ إشارة الى الفوز بنعيم الجنة ﴿41﴾
فَوَاكِهُ
ۖ وَهُمْ مُكْرَمُونَ يكرمهم الله في العطاء ﴿42﴾
فِي جَنَّاتِ
النَّعِيمِ ﴿43﴾
عَلَىٰ
سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ إشارة الى الطمأنينة والراحة النفسية التي ينعمون بها
﴿44﴾
يُطَافُ عَلَيْهِمْ يتناوب الغلمان على سقايتهم
بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بشراب من خمر الجنة ﴿45﴾
بَيْضَاءَ
لَذَّةٍ صافية
طيّبة المذاق لِلشَّارِبِينَ ﴿46﴾
لَا فِيهَا
غَوْلٌ لا
تضرّ بالجسم والعقل وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ولا يسكرون منها او
تتوه عقولهم ﴿47﴾
وَعِنْدَهُمْ
قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ زوجات جميلات العيون اقتصر نظرهن على رؤية أزواجهن
﴿48﴾
كَأَنَّهُنَّ
بَيْضٌ مَكْنُونٌ مجموع على بعضه محفوظ ومُصان ﴿49﴾
فَأَقْبَلَ
بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿50﴾
قَالَ
قَائِلٌ مِنْهُمْ روى أحد منهم إِنِّي كَانَ
لِي قَرِينٌ
شيطان أو جن وسواس ﴿51﴾
يَقُولُ
أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ﴿52﴾
أَإِذَا
مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ نحاسب على أعمالنا
﴿53﴾
قَالَ
هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ ناظرون ﴿54﴾
فَاطَّلَعَ
فَرَآهُ ذلك
الوسواس فِي سَوَاءِ وسط الْجَحِيمِ ﴿55﴾
قَالَ
تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ تُهلكني ﴿56﴾
وَلَوْلَا
نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ الى جهنم ﴿57﴾
أَفَمَا
نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إشارة الى الخلود في الجنة ﴿58﴾
إِلَّا
مَوْتَتَنَا الْأُولَىٰ إشارة الى الميتة التي بُعث من بعدها وَمَا نَحْنُ
بِمُعَذَّبِينَ بمعنى التيقّن بأن اهل الجنة المؤمنين
قد نجوا فعلا من عذاب جهنم ﴿59﴾
إِنَّ
هَٰذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وهو الفوز بالجنة ﴿60﴾
لِمِثْلِ
هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ بمعنى اذا أراد احد الفوز بالجنة فليعمل كما عمل
المؤمنين من أعمال صالحة ﴿61﴾
أَذَٰلِكَ
خَيْرٌ نُزُلًا أهذا افضل مقاماً وإقامة أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ الشجرة التي تنبت في
قعر جهنم ﴿62﴾
إِنَّا
جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً قصاصاً لِلظَّالِمِينَ ﴿63﴾
إِنَّهَا
شَجَرَةٌ تَخْرُجُ تنبت فِي أَصْلِ من قعر الْجَحِيمِ
﴿64﴾
طَلْعُهَا غصونها كَأَنَّهُ
رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴿65﴾
فَإِنَّهُمْ
لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴿66﴾
ثُمَّ
إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ بمعنى تحمل نباتا من نار ﴿67﴾
ثُمَّ
إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴿68﴾
إِنَّهُمْ
أَلْفَوْا وجدوا
آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ كافرين لم يهدهم الله الى الايمان ﴿69﴾
فَهُمْ
عَلَىٰ آثَارِهِمْ على خطاهم يُهْرَعُونَ يسرعون الى النار ﴿70﴾
وَلَقَدْ
ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ أكثر الأمم السابقة ﴿71﴾
وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ رسلا تحذرهم من مغبة كفرهم عند الله﴿72﴾
فَانْظُرْ
كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ بمعنى ان الله يقص عليه كيف كان عاقبة تلك الامم
﴿73﴾
إِلَّا
عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ الذين أخلصوا ايمانهم لله فقد نجوا من العقاب
﴿74﴾
وَلَقَدْ
نَادَانَا نُوحٌ طلب منا العون
فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ بمعنى ان الله أحسن من يستجيب للدعاء ﴿75﴾
وَنَجَّيْنَاهُ
وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الكارثة الْعَظِيمِ ﴿76﴾
وَجَعَلْنَا
ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ الناجين ﴿77﴾
وَتَرَكْنَا
عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ بمعنى كان لنوح أثر وذكر طيّب في الأمم اللاحقة
﴿78﴾
سَلَامٌ
عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ بمعنى ان الله يُنعم عليه بالطمأنينة والسلام في الدنيا
والآخرة ﴿79﴾
إِنَّا
كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ هكذا نُكرم الذين يُحسنون في ايمانهم ﴿80﴾
إِنَّهُ
مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿81﴾
ثُمَّ
أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴿82﴾
وَإِنَّ
مِنْ شِيعَتِهِ من ذريّته لَإِبْرَاهِيمَ ﴿83﴾
إِذْ
جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ دعا ربه مخلصاً ﴿84﴾
إِذْ
قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ ﴿85﴾
أَئِفْكًا كذباً آلِهَةً
دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ ﴿86﴾
فَمَا
ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ بمعنى هو يسألهم ما ظننتم بالله حتى كفرتم به
﴿87﴾
فَنَظَرَ
نَظْرَةً نظر
نظرة تأمّل فِي النُّجُومِ ﴿88﴾
فَقَالَ
إِنِّي سَقِيمٌ مريض من كفركم ﴿89﴾
فَتَوَلَّوْا ابتعدوا
عَنْهُ مُدْبِرِينَ مبتعدين نافرين ﴿90﴾
فَرَاغَ انطلق إِلَىٰ
آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴿91﴾
مَا لَكُمْ
لَا تَنْطِقُونَ لا تُجيبون ﴿92﴾
فَرَاغَ
عَلَيْهِمْ
نزل بهم ضَرْبًا بِالْيَمِينِ ﴿93﴾
فَأَقْبَلُوا
إِلَيْهِ يَزِفُّونَ يتساءلون ﴿94﴾
قَالَ
أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ما تنحتونه من حجارة وصخور بأيديكم ﴿95﴾
وَاللَّهُ
خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ أي ان الله خلقكم وخلق هذه الحجارة ﴿96﴾
قَالُوا
ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ أي هيّئوا له مكانا نلقيه فيه ونُشعل
النار به ليحترق ﴿97﴾
فَأَرَادُوا
بِهِ كَيْدًا أرادوا ان يقتلوه فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ المغلوبين
﴿98﴾
وَقَالَ
إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴿99﴾
رَبِّ
هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ اعطني ذرية صالحة ﴿100﴾
فَبَشَّرْنَاهُ
بِغُلَامٍ حَلِيمٍ رشيد صبور ﴿101﴾
فَلَمَّا
بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ بمعنى انه لمّا كبر إسماعيل وصار قادرا على السير مسافة طويلة
قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا
تَرَىٰ أشر عليّ برأيك قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي
إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴿102﴾
فَلَمَّا
أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وضعه وضعية الذبح ﴿103﴾
وَنَادَيْنَاهُ
أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿104﴾
قَدْ
صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا بمعنى ان الله يُثني على ابراهيم لانه آمن بما رآه في المنام
بأنه وحي من الله وأراد ان يُنفّذ ما امره الله به إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ أي كما فرّج الله كرب إبراهيم هكذا يجازي المؤمنين ﴿105﴾
إِنَّ
هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الاختبار الْمُبِينُ الهائل ﴿106﴾
وَفَدَيْنَاهُ
بِذِبْحٍ خروف
عَظِيمٍ كبير ﴿107﴾
وَتَرَكْنَا
عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ له أثر في الأمم اللاحقة ﴿108﴾
سَلَامٌ
عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿109﴾
كَذَٰلِكَ
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿110﴾
إِنَّهُ
مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿111﴾
وَبَشَّرْنَاهُ
بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿112﴾
وَبَارَكْنَا
عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ
مُبِينٌ بمعنى
انه سيكون من ذريتهما من هو مؤمن ومن هو كافر منافق ﴿113﴾
وَلَقَدْ
مَنَنَّا تفضّلنا
عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴿114﴾
وَنَجَّيْنَاهُمَا
وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الكارثة الْعَظِيمِ ﴿115﴾
وَنَصَرْنَاهُمْ
فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴿116﴾
وَآتَيْنَاهُمَا
الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ الكتاب المنير وهو التوراة ﴿117﴾
وَهَدَيْنَاهُمَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ الى الايمان الصحيح ﴿118﴾
وَتَرَكْنَا
عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ بمعنى ان الله جعل ذكرهما طيّبا على ألسن الناس على مدى
الاجيال ﴿119﴾
سَلَامٌ
عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴿120﴾
إِنَّا
كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿121﴾
إِنَّهُمَا
مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿122﴾
وَإِنَّ
إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿123﴾
إِذْ
قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿124﴾
أَتَدْعُونَ أتعبدون
بَعْلًا اسم
الصنم وَتَذَرُونَ تتركون عبادة أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ﴿125﴾
اللَّهَ
رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿126﴾
فَكَذَّبُوهُ
فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ الى جهنم ﴿127﴾
إِلَّا
عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴿128﴾
وَتَرَكْنَا
عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ أي ان ذكره الطيب يبقى على مدى الاجيال ﴿129﴾
سَلَامٌ
عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ ﴿130﴾
إِنَّا
كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿131﴾
إِنَّهُ
مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿132﴾
وَإِنَّ
لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿133﴾
إِذْ
نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿134﴾
إِلَّا
عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ زوجة لوط قدّر الله انها من المُهلكين ﴿135﴾
ثُمَّ
دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ﴿136﴾
وَإِنَّكُمْ
لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ ترون من اثارهم في مسيركم عند الصباح ﴿137﴾
وَبِاللَّيْلِ
وأيضا في
الليل أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿138﴾
وَإِنَّ
يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿139﴾
إِذْ
أَبَقَ لجأ
إِلَى الْفُلْكِ السفينة الْمَشْحُونِ ﴿140﴾
فَسَاهَمَ في القرعة
فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ وقعت عليه القرعة ليُرمى في البحر ﴿141﴾
فَالْتَقَمَهُ بلعه الْحُوتُ
وَهُوَ مُلِيمٌ يلوم نفسه ﴿142﴾
فَلَوْلَا
أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ إشارة من الله ان يونس كان يُسبّحه وهو في جوف الحوت
﴿143﴾
لَلَبِثَ
فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿144﴾
فَنَبَذْنَاهُ
بِالْعَرَاءِ بمعنى قذفه الحوت الى اليابسة وَهُوَ سَقِيمٌ عليل يائس من رحمة
الله ﴿145﴾
وَأَنْبَتْنَا
عَلَيْهِ بمعنى
أنبت الله في المكان شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ نبات القرع
﴿146﴾
وَأَرْسَلْنَاهُ
إِلَىٰ مِائَةِ
أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ أرسلناه الى مدينة فيها مائة الف ساكن او اكثر
﴿147﴾
فَآمَنُوا
فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ أي أنعم الله عليهم حتى انتهاء اجلهم ﴿148﴾
فَاسْتَفْتِهِمْ اسألهم أَلِرَبِّكَ
الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ﴿149﴾
أَمْ
خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ ام انهم كانوا شهودا على ذلك
﴿150﴾
أَلَا
إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ افترائهم على الله لَيَقُولُونَ ﴿151﴾
وَلَدَ
اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿152﴾
أَصْطَفَى لنفسه الْبَنَاتِ
عَلَى الْبَنِينَ ﴿153﴾
مَا لَكُمْ
كَيْفَ تَحْكُمُونَ بالباطل﴿154﴾
أَفَلَا
تَذَكَّرُونَ الا تتّعظون ﴿155﴾
أَمْ
لَكُمْ سُلْطَانٌ برهان مُبِينٌ ﴿156﴾
فَأْتُوا
بِكِتَابِكُمْ برهانكم إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿157﴾
وَجَعَلُوا
بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا بمعنى قالوا ان الجن أبناء الله وَلَقَدْ عَلِمَتِ
الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ يوم القيامة مثل باقي المخلوقات ﴿158﴾
سُبْحَانَ
اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ يفترون ﴿159﴾
إِلَّا
عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴿160﴾
فَإِنَّكُمْ
وَمَا تَعْبُدُونَ من أصنام ﴿161﴾
مَا أَنْتُمْ
عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ لن تتغلّبوا على مشيئة الله ﴿162﴾
إِلَّا
مَنْ هُوَ صَالِ داخل الى الْجَحِيمِ والمعنى ان الكفار لن يؤثّروا على ايمان احد الا الذين
قدّر الله له ان يكون من أهل النار ﴿163﴾
وَمَا
مِنَّا أي
الملائكة الذين ذكرهم الله في اول السورة (والصافات صفّا) إِلَّا لَهُ
مَقَامٌ وظيفة
مَعْلُومٌ محدّدة
﴿164﴾
وَإِنَّا
لَنَحْنُ الصَّافُّونَ يصفّون الخلق يوم القيامة صفوفاً ﴿165﴾
وَإِنَّا
لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ﴿166﴾
وَإِنْ
كَانُوا لَيَقُولُونَ المقصود كفار قريش ﴿167﴾
لَوْ
أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا كتاباً يهدينا مِنَ الْأَوَّلِينَ من آبائنا الاولين
﴿168﴾
لَكُنَّا
عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴿169﴾
فَكَفَرُوا
بِهِ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ أي كفروا بالقرآن عندما جاءهم فسوف يعلمون ما ينتظرهم من
عذاب ﴿170﴾
وَلَقَدْ
سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ﴿171﴾
إِنَّهُمْ
لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ﴿172﴾
وَإِنَّ
جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿173﴾
فَتَوَلَّ ابتعد عَنْهُمْ
حَتَّىٰ حِينٍ حتى يأتي امر الله بهم ﴿174﴾
وَأَبْصِرْهُمْ امهلهم فَسَوْفَ
يُبْصِرُونَ
يمتثلون ﴿175﴾
أَفَبِعَذَابِنَا
يَسْتَعْجِلُونَ بمعنى انهم يتحدون الرسول ليستعجل لهم العذاب ﴿176﴾
فَإِذَا
نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ أقبل العذاب عليهم فَسَاءَ صَبَاحُ فسد يوم
الْمُنْذَرِينَ الكافرين ﴿177﴾
وَتَوَلَّ
عَنْهُمْ تجاهلهم
حَتَّىٰ حِينٍ الى ان يحين الوقت ﴿178﴾
وَأَبْصِرْ ترقّب فَسَوْفَ
يُبْصِرُونَ
يرون ما سوف يحل بهم ﴿179﴾
سُبْحَانَ
رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ العزيز الذي لا يمكن التغلّب عليه عَمَّا يَصِفُونَ يفترون ﴿180﴾
وَسَلَامٌ
عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴿181﴾
وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿182﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق