12‏/02‏/2016

سورة الحاقة - 69

سورة الحاقة – 69

52 آية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الْحَاقَّةُ اسم من أسماء يوم القيامة ويعنى القيامة المحقّة الصادقة التي تحقّ الحقّ ﴿1﴾

مَا الْحَاقَّةُ ﴿2﴾

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ لم تكن تدري عنها شيئاً لولا هذا القرآن ﴿3﴾ 

كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (القارعة) اسم من أسماء يوم القيامة ويعني التي تقرع القلوب وتملئها خوفاً ﴿4﴾

فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ الصرخة المدوّية التي تطغى على كل شيء فتهلكه ﴿5﴾

وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ ريح اذا هبّت يكون لها صوت كصوت الصرير من شدة سرعتها عَاتِيَةٍ قاهرة تخرج عن السيطرة ﴿6﴾

سَخَّرَهَا سلّطها الله عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا متتالية لم تهمد الريح فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ ترى الناس موتى مُلقَوْن على الأرض كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ قوائم أو أصول نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فارغة ﴿7﴾

فَهَلْ تَرَىٰ لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ هل ترى لهم من أثر يدلّ على أنها كانت موجودة على هذه الأرض ﴿8﴾

وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ قوم لوط بِالْخَاطِئَةِ الفاحشة الكبرى ﴿9﴾

فَعَصَوْا خالفوا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً ضربهم ضربة متزايدة في القوة والشدّة حتى أهلكتهم ﴿10﴾

إِنَّا لَمَّا طَغَى طاف الْمَاءُ البحر حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ إشارة الى سفينة نوح ﴿11﴾

لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً عبرة وَتَعِيَهَا تستوعبها أُذُنٌ وَاعِيَةٌ بمعنى أن قصة نوح تبقى ذكرى لا تزول من ذاكرة التاريخ وسفينته يعيها العاقلون من الأجيال بعد نوح فيعتبروا منها ﴿12﴾

فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ إشارة الى البوق الذي ينفخ فيه الملاك لإعلان يوم القيامة ﴿13﴾

وَحُمِلَتِ رُفعت الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ضُربتا ضربة واحدة فصارتا حُطاما وفُتاتاً ﴿14﴾

فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ قامت القيامة وتحقّق ما وعد الله انه واقع والواقعة اسم آخر من أسماء يوم القيامة ﴿15﴾

وَانْشَقَّتِ تشقّقت السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ضعيفة واهنة لا تتماسك مع بعضها ﴿16﴾

وَالْمَلَكُ الملائكة عَلَىٰ أَرْجَائِهَا متواجدون في كل انحائها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ من الملائكة ﴿17﴾

يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ على الله لَا تَخْفَىٰ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ لا يستطيع أحد ان يخفي من اعماله شيئا ﴿18﴾

فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ استلم كِتَابَهُ سجلّ أعماله بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ينشر أعماله بكل فخر ﴿19﴾

إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ بمعنى أنّى كنت مؤمن بيوم الحساب فعملت ما يُرضي الله ﴿20﴾

 فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ترضاها نفسه وتطمئنّ بها ﴿21﴾

فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ رفيعة في المنزلة والقيمة ﴿22﴾

قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ثمارها بمتناول اليد لقطفها عن الشجر ﴿23﴾

كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ ثوابا على ما قدّمتم من حسنات فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ في الدنيا الزائلة ﴿24﴾

وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ استلم كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ إشارة الى الندم والشعور بالخطر ﴿25﴾

وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ليتني لم أطّلع على سجلّ أعمالي ﴿26﴾

يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ يا ليتها كانت ميتة لا قيام منها ﴿27﴾

مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ لم ينفعني مالي ﴿28﴾

هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ تداعت قوتي وسطوتي وزال عزّي وجاهي ﴿29﴾

خُذُوهُ فَغُلُّوهُ قيّدوه بالأغلال والسلاسل ﴿30﴾

ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ احرقوه في النار ﴿31﴾

ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ اسحبوه ﴿32﴾

إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴿33﴾

وَلَا يَحُضُّ لا يحثّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ على إطعام المحتاج ﴿34﴾

فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ليس له في جهنم صديق ينفعه ﴿35﴾

وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ولا يأكل الا قيح الجلود المذابة في النار ﴿36﴾

لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ هذا القيح الذي لا يأكله الا المذنبون ﴿37﴾

فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ يُقسم الله بكل ما يراه الكافرون حقيقة أمامهم ﴿38﴾

وَمَا لَا تُبْصِرُونَ ويُقسم أيضا بكلّ ما خفي وغاب عنهم ﴿39﴾

إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ إشارة الى آيات القرآن التي يتلوها محمد عليهم ﴿40﴾

وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ اشارة الى انه إذا كان قول شاعر فلن يؤمن به كثير من الناس ﴿41﴾

وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ناسك متعبد قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ إذا كان كذلك فلن يعتبر منه الا قليل من الناس ﴿42﴾

تَنْزِيلٌ بل هو وحي مُنزل مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿43﴾

وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ بمعنى إذا افترى محمد على الله وجاء بقول من عنده غير هذا الوحي المُنزل ونسبه الى الله ﴿44﴾

لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ضربناه ضربة قاضية ﴿45﴾

ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ شريان الوريد شريان الحياة ﴿46﴾

فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ لن يكون بينكم من يقدر ان يحميه من غضب الله ﴿47﴾

وَإِنَّهُ القرآن لَتَذْكِرَةٌ عبرة لِلْمُتَّقِينَ المؤمنين الطائعين ﴿48﴾

وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ فيكم منافقون يكذّبون بالقرآن ورسالة محمد ﴿49﴾

وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ خسارة وندم وخيبة أمل عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿50﴾

وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ وأن ما يقوله الله في القرآن هو الحقيقة الثابتة ﴿51﴾

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ نزّه ربك عن كل الشوائب فهو أعظم من أن يوصف بأوصاف لا تليق بعزّته وجلاله ﴿52﴾



ليست هناك تعليقات: