40 *سورة غافر* (85 آية)
بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (الله أعلم بها) ﴿1﴾ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ (إنزال
الوحي على محمد) مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿2﴾ غَافِرِ
الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ (صاحب النعم الكثيرة) لَا
إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿3﴾ مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ
إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ (لا
يخدعك) تَقَلُّبُهُمْ (قوّتهم وثروتهم)
فِي الْبِلَادِ ﴿4﴾ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ (الجماعات الذين تحزّبوا ضد رسلهم) مِنْ بَعْدِهِمْ ۖ وَهَمَّتْ (هبّت لتعمل عملاً) كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ
(ليقتلوه) وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ (جاءوا بحديث لا برهان لهم فيه والباطل هو الأمر أو العمل السيء)
لِيُدْحِضُوا (ليبطلوا) بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ (أهلكتهم) فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴿5﴾ وَكَذَٰلِكَ
حَقَّتْ كَلِمَتُ (نفذ وعد) رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ
﴿6﴾ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ (ملائكة
العرش) وَمَنْ حَوْلَهُ (الملائكة الذين
يطوفون حول العرش) يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ
وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ
شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا (عن كفرهم وآمنوا) وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ (صراطك المستقيم) وَقِهِمْ (جنّبهم) عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿7﴾ رَبَّنَا
وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ (ومعهم من آمن) مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ
وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿8﴾ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ ۚ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ
يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿9﴾ إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ (يوم القيامة)
لَمَقْتُ اللَّهِ (إنّ كره الله لكم في الدنيا
بسبب كفركم) أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ (أكبر من كرهكم لأنفسكم اليوم نادمين على كفركم) إِذْ
تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ﴿10﴾ قَالُوا
رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ (كنّا أمواتا قبل الولادة وعندما انتهت حياتنا) وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ (عندما نفخت الروح
فينا ونحن أجنة في الأرحام ثم أخرجتنا للحياة لنعيش فيها ونحيا) فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا
فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ﴿11﴾ ذَٰلِكُمْ
بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ (إذا دُعيتم
لتؤمنوا بالله وحده) كَفَرْتُمْ ۖ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ
فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴿12﴾ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ
آيَاتِهِ (يجعلكم تُبصرون نعمه) وَيُنَزِّلُ
لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا (مطر يُنبت الزرع) وَمَا يَتَذَكَّرُ (لا يعتبر) إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (من يتقرب الى الله بإخلاص) ﴿13﴾ فَادْعُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ ﴿14﴾ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ (رفعته
تتنامى الى ما لا نهاية) ذُو الْعَرْشِ (صاحب
الملك والأمر والنهي المتعالي عن الخلق) يُلْقِي الرُّوحَ (الوحي) مِنْ أَمْرِهِ (إذا
شاء وأراد) عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ
التَّلَاقِ (يحذّر العباد من مغبّة يوم القيامة) ﴿15﴾ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ
(مكشوفون أمام الله) لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ
مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
﴿16﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ (تُحاسب) كُلُّ
نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ (من حسنات وسيئات) لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ
سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿17﴾ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ (يوم يقترب موعد حساب الخلق ... الآزفة من أزف أي اقترب)
إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ (إشارة الى الخوف الشديد)
كَاظِمِينَ (يخفون خوفهم) مَا
لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ (صديق مُقرّب)
وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (ولا وسيط تُستجاب شفاعته
عند الله) ﴿18﴾ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ (نظرات العيون الخبيثة) وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (الضمائر) ﴿19﴾ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ (يحكم بالعدل) وَالَّذِينَ
يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ
(لا يملكون ان يحكموا
بشيء) إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿20﴾ أَوَلَمْ
يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ (ألم يدرسوا تاريخ الأمم)
فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ (عقاب وقصاص)
الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ
أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا (أثر) فِي
الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ (أبادهم) اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (مُدافع) ﴿21﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ
رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ (الحجج والبراهين) فَكَفَرُوا
فَأَخَذَهُمُ (أبادهم) اللَّهُ ۚ إِنَّهُ
قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿22﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ
بِآيَاتِنَا (المعجزات) وَسُلْطَانٍ (تفويض) مُبِينٍ (واضح)
﴿23﴾ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ (إسم وزير فرعون) وَقَارُونَ (إسم رجل من بني إسرائيل فاحش الثراء) فَقَالُوا
سَاحِرٌ كَذَّابٌ(ربّما
هذه الآية تُثبت أن فرعون إسم لا لقب إذ جمعه الله مع اسميْن لا لقبين) ﴿24﴾ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ
عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا (اغتصبوا) نِسَاءَهُمْ ۚ وَمَا كَيْدُ (مكر) الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (باطل) ﴿25﴾ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي (دعوني) أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ (لينقذه) إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ
أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (يأتي بدين
يُفسد دينكم) ﴿26﴾ وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ
لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿27﴾ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ
فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ
اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ (المعجزات والبراهين على قدرة الله) مِنْ رَبِّكُمْ ۖ
وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ (كذبه
مردود عليه) وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ (مُفرط في الكفر) كَذَّابٌ ﴿28﴾ يَا قَوْمِ لَكُمُ
الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ (متحكّمين) فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا ۚ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا
مَا أَرَىٰ (أشير عليكم بقناعتي) وَمَا
أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (الصلاح)
﴿29﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ
الْأَحْزَابِ ﴿30﴾ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ
وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ ۚ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا
لِلْعِبَادِ ﴿31﴾ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (يوم يُنادى للبعث) ﴿32﴾ يَوْمَ تُوَلُّونَ (تفرّون) مُدْبِرِينَ (هاربين)
مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ (مُنقذ) وَمَنْ
يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (لا أحد
يستطيع هدايته) ﴿33﴾ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ
بِالْبَيِّنَاتِ (الحجج والبراهين) فَمَا
زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ (مات يوسف) قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ
بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (يشك بوجود
الله) ﴿34﴾ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ (يُناقشون بسلبية) فِي
آيَاتِ اللَّهِ (القرآن) بِغَيْرِ
سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ (دون دليل إثبات) كَبُرَ
مَقْتًا (كرهاً للكفّار) عِنْدَ اللَّهِ
وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ (يلقي الغشاوة) عَلَىٰ
كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴿35﴾ وَقَالَ
فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا (برجاً
عالياً) لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (علّي
أسلك الدروب الى أبواب السماء) ﴿36﴾ أَسْبَابَ (دروب) السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ
وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ (اغترّ
وصدّق نفسه) وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ (منعه
الله من الهداية) وَمَا كَيْدُ (مكر) فِرْعَوْنَ
إِلَّا فِي تَبَابٍ (خسران) ﴿37﴾ وَقَالَ الَّذِي
آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (طريق الصلاح) ﴿38﴾ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ
هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (الاستقرار) ﴿39﴾
مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ (لا يُعاقب)
إِلَّا مِثْلَهَا (العقاب على قدر السيئة) وَمَنْ
عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (يُدفق الله عليهم رزقه بكرم لا ينتهي) ﴿40﴾ وَيَا
قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴿41﴾
تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ﴿42﴾
لَا جَرَمَ (لا شكّ) أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ
لَهُ دَعْوَةٌ (مصداقية) فِي الدُّنْيَا
وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى
اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ
النَّارِ ﴿43﴾ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ (أوكل) أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ
بِالْعِبَادِ ﴿44﴾ فَوَقَاهُ (جنّبه) اللَّهُ سَيِّئَاتِ (أذى)
مَا مَكَرُوا (فرعون وقومه) وَحَاقَ (حلّ) بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿45﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ
(يأتي بهم خزنة جهنّم ليلقوهم بنارها) عَلَيْهَا غُدُوًّا (صبحا)
وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ
الْعَذَابِ (أبشع عذاب) ﴿46﴾ وَإِذْ
يَتَحَاجُّونَ (يتجادلون) فِي النَّارِ
فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ (الاتباع) لِلَّذِينَ
اسْتَكْبَرُوا (الأسياد) إِنَّا كُنَّا لَكُمْ
تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا (جزءاً) مِنَ النَّارِ ﴿47﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا
كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴿48﴾ وَقَالَ الَّذِينَ
فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ (الملائكة
الموكلون بها) ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ
﴿49﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا
بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (بطلان ... لا يُستجاب دعائهم) ﴿50﴾ إِنَّا لَنَنْصُرُ
رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ
الْأَشْهَادُ (يوم يحضر الخلق ليشهدوا على أعمالهم) ﴿51﴾
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ (عُذرهم) وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴿52﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (التوراة) ﴿53﴾ هُدًى وَذِكْرَىٰ (عبرة) لِأُولِي الْأَلْبَابِ (العقلاء) ﴿54﴾ فَاصْبِرْ إِنَّ
وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴿55﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ
سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ (دون علم ودليل) إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ (أمل
بالنصر) مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ (لن يتمكّنوا من النصر) فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ
هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿56﴾ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ (خلق الكون أعظم وأدقّ وأصعب) مِنْ خَلْقِ النَّاسِ
وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿57﴾ وَمَا يَسْتَوِي (لا يتساوى) الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ (المذنب) قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (ما اقلّ ما تتّعظون به) ﴿58﴾ إِنَّ السَّاعَةَ
لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ (لا شكّ) فِيهَا
وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿59﴾ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ (يستعلون) عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (أذلّاء) ﴿60﴾ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ
لِتَسْكُنُوا فِيهِ (للراحة والنوم) وَالنَّهَارَ
مُبْصِرًا (للعمل والنشاط) إِنَّ اللَّهَ
لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴿61﴾
ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ
تُؤْفَكُونَ (كيف تفترون) ﴿62﴾ كَذَٰلِكَ
يُؤْفَكُ (يفتري ويكفر) الَّذِينَ كَانُوا
بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (يُنكرونها) ﴿63﴾
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا (مستقرّاً للعيش) وَالسَّمَاءَ
بِنَاءً (سقفاُ
واقياً) وَصَوَّرَكُمْ (شكّل هيئاتكم)
فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ (أبدع بخلقكم) وَرَزَقَكُمْ
مِنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ
الْعَالَمِينَ (ملأ الله نفسه بركة) ﴿64﴾ هُوَ
الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿65﴾ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ (أمرت أن أكفّ عن عبادة) الَّذِينَ تَدْعُونَ )تعبدون( مِنْ دُونِ اللَّهِ (غير الله) لَمَّا
جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ (فور أن جاءني وحي آيات
القرآن) مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ (نفسي وقلبي وروحي) لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿66﴾ هُوَ
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ (خليّة من مَنيّة الذكر) ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ (قطعة صغيرة من دم جامد) ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا (ثم حوّل العلقة الى جنين) ثُمَّ لِتَبْلُغُوا
أَشُدَّكُمْ (ثم جعل الجنين إنساناً متكامل العقل
والقوة) ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا (عجزة)
وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ مِنْ قَبْلُ (قبل ان
يبلغ سن العجز) وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى (تموتون حين يأتي الأجل) وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (لعلكم بعد ذلك يُدرككم الرشاد والتعقّل وتؤمنوا بأن الله هو
الإله الواحد الخالق البارئ المصوّر في الأرحام ما يشاء) ﴿67﴾ هُوَ
الَّذِي يُحْيِي (يهب الحياة) وَيُمِيتُ ۖ فَإِذَا
قَضَىٰ أَمْرًا (إذا أراد شيئا) فَإِنَّمَا
يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿68﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي
آيَاتِ اللَّهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ (كيف تتحول
عقولهم الى الكفر) ﴿69﴾ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ (القرآن)
وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا (من الكتب
والصحُف السماوية قبل القرآن) فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿70﴾ إِذِ الْأَغْلَالُ (القيود) فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (الى جهنم) ﴿71﴾ فِي الْحَمِيمِ (ماء شديد الغليان) ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (ثمّ يلقون في النار ليكونوا وقودا فيها ... يسجرون من فعل سجر
أي تغذية النار بالوقود أو الحطب كي تبقى مُشتعلة) ﴿72﴾ ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ
أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ ﴿73﴾ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا
عَنَّا (أنكرونا) بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو
مِنْ قَبْلُ شَيْئًا (أنكروا شركهم وكفرهم) كَذَٰلِكَ
يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ ﴿74﴾ ذَٰلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي
الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (هذا العذاب بسبب جهلكم وضلالكم في الأرض وسخريتكم من رسله)
﴿75﴾ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ
مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (ما أقبح إقامة الذين
تكبّروا على الله ورسله) ﴿76﴾ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
(حقيقة واقعة لا محالة) فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي
نَعِدُهُمْ (ربّما نريك في حياتك يا محمّد بعضاً من
عذاب الله بهم) أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (أو إذا توفّاك الله فسنشهدك عذابهم يوم القيامة) ﴿77﴾
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ
وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ (مُعجزة) إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ
أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ (حُكم بالعدل)
وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (الذين يتبعون
الباطل) ﴿78﴾ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ (خلق)
لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا (لتستعملوا
بعضها للتنقّل) وَمِنْهَا (من لحومها)
تَأْكُلُونَ ﴿79﴾ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ (فوائد
مثل التجارة ونقل الأحمال) وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي
صُدُورِكُمْ (تسافروا عليها قاصدين وجهة) وَعَلَيْهَا
وَعَلَى الْفُلْكِ (السفن) تُحْمَلُونَ (تركبونها وتحملون عليها ممتلكاتكم) ﴿80﴾ وَيُرِيكُمْ
آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (هل تقدرون إنكار أي من هذه الدلائل) ﴿81﴾ أَفَلَمْ
يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ (الم
يدرسوا أثار الأرض ليعلموا ما حل من عذاب بالأمم قبلهم) كَانُوا
أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا (إشارة
الى أن الأمم السابقة وضعوا أثرا من العلم والحضارة) فِي الْأَرْضِ فَمَا
أَغْنَىٰ عَنْهُمْ (لم ينفعهم) مَا كَانُوا
يَكْسِبُونَ (ما توصّلوا إليه من حضارة) ﴿82﴾ فَلَمَّا
جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ (الحجج
والبراهين الجلية الواضحة على قدرة الله) فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ
مِنَ الْعِلْمِ (اغترّوا بعلمهم ومعرفتهم) وَحَاقَ
بِهِمْ (أصابهم) مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿83﴾ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا (بطشنا) قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ
وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿84﴾ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ
إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّهِ (قضاء الله) الَّتِي قَدْ خَلَتْ (سبقت) فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ
الْكَافِرُونَ ﴿85﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق