13‏/02‏/2016

سورة هود - 11

11 *سورة هود* (123 آية)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الر (الله اعلم بها) كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ (أبدع الله في بيان كلماته) ثُمَّ فُصِّلَتْ (روعي فيه الدقّة في المعنى) مِنْ لَدُنْ (من قِبل) حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴿1﴾ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۚ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ (من جهنم) وَبَشِيرٌ (بالجنّة) ﴿2﴾ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا (يُسعدكم في الدنيا) إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى (الى وقت مقدّر) وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ (يكافئ الله من نعمه كلّ من حسُن إيمانه) وَإِنْ تَوَلَّوْا (إن تكفروا) فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴿3﴾ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿4﴾ أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ (يكتمون نواياهم ... بمعنى يستخفون بثيابهم كي لا يكشفوا نظرات عيونهم) لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ (كي لا ينكشف أمرهم) أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ (مهما يختفون بثيابهم) يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (يعلم ضمائرهم وما وراء مواقفهم المعلنة) إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (بضمائر البشر) ﴿5﴾ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا (يُسهّل طعامها) وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا (مأواها) وَمُسْتَوْدَعَهَا (مكان موتها) كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (قيل اللوح المحفوظ) ﴿6﴾ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ (يختبركم) أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿7﴾ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ (أجل محدّد) لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ (لما يؤخّره) أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ (أحاط) بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿8﴾ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً (نعمة) ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ﴿9﴾ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ (أنعمنا عليه بعد شدّة أصابته) لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي (تخلّصت من فقري) إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (يتباهى بنفسه) ﴿10﴾ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿11﴾ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا (يُحرجك قولهم) لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ (أو أنزل الله ملاكا يساعده في مهمته) إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ (أنت فقط رسول) وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (وحده الله من يتوكّل بكافّة الأمور) ﴿12﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ (كتب القرآن وهو ليس من عند الله) قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ (استعينوا بمن) اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿13﴾ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ (إن فشلوا في كتابة سورة مثل سور القرآن) فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ (القرآن) بِعِلْمِ (بوحي) اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿14﴾ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا (ترفها) نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا (نوفّر لهم ما يريدون فيها) وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (لا ينقصهم شيء) ﴿15﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا (خسروا كل شيء في الدنيا وتركوه وراءهم) وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (أبطل الله مكرهم) ﴿16﴾ أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ (على يقين) مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ (إشارة الى جبريل الذي كلّفه الله بقراءة الوحي على محمد) وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ (توراة) مُوسَىٰ إِمَامًا (يؤمّ بني إسرائيل ويهديهم) وَرَحْمَةً (ببني إسرائيل) أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ (في شك) مِنْهُ (من القرآن) إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿17﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ (من أشدّ كفراً) مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (ممّن قال على الله الأكاذيب) أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ (الذين يشهدون على ذنوبهم التي اقترفوها في الدنيا) هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿18﴾ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (الذين يمنعون الناس من الإيمان بالله) وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا (يريدون الفساد في الأرض) وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿19﴾ أُولَٰئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ (لم يهربوا من قدر الله) فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ (أنصار) يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ۚ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (هؤلاء منع عنهم الله الإدراك والهداية) ﴿20﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ (أنكرهم) مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (آلهتهم التي كانوا يعبدونها) ﴿21﴾ لَا جَرَمَ (من المؤكد) أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ﴿22﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا (تضرّعوا بإخلاص) إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿23﴾ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ (المؤمن الذي هداه الله) وَالسَّمِيعِ (المطيع) هَلْ يَسْتَوِيَانِ (يتساويان) مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (تعتبرون) ﴿24﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿25﴾ أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ﴿26﴾ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا (الأقل قيمة في مجتمعنا) بَادِيَ الرَّأْيِ (ظاهر الأمر) وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ (ميزة) بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ﴿27﴾ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ (لو ثبت لكم اني رسول الله واني على يقين) مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ (تفضّل عليّ بالنبوة والرسالة) فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ (منع الله النبوة والرسالة عنكم) أَنُلْزِمُكُمُوهَا (أنغصبكم على الإيمان بما خصّني به الله بالرسالة والنبوة) وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ﴿28﴾ وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۚ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ (يعود أمرهم الى الله) وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (لا تعرفون مصلحتكم) ﴿29﴾ وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (ألا تعتبرون) ﴿30﴾ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ (أسرار الكون) وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ (من الملائكة) وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ (الذين تحتقرونهم) لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا (لن يُدخلهم الله الجنة) اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ (بضمائرهم) إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿31﴾ قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿32﴾ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (لستم قادرين على ردّه) ﴿33﴾ وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿34﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي (أنا اتحّمل عواقب جرمي إن كنت قد افتريت ما أقول لكم) وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (لا احمل عواقب كفركم) ﴿35﴾ وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ (لا تحزن) بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿36﴾ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ (ابدأ ببناء السفينة) بِأَعْيُنِنَا (برعايتنا) وَوَحْيِنَا (بإرشاداتنا) وَلَا تُخَاطِبْنِي (لا تجادلني) فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا (كفروا) إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ﴿37﴾ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ (جماعة) مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴿38﴾ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (أبدي) ﴿39﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ (تعاظم) التَّنُّورُ (موج البحر) قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ (ذكرين وأنثيين من كل دابة وطائر) وَأَهْلَكَ (أسرتك) إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ (زوجة نوح وأحد أبنائه) وَمَنْ آمَنَ (ومن آمن معك من الناس) وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ﴿40﴾ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا (ستمخر ببركة الله ورعايته) وَمُرْسَاهَا (وصولها الى الشاطئ) إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿41﴾ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ (مكان بعيد عن نوح والسفينة) يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴿42﴾ قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ (فرّق) بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴿43﴾ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي (توقّفي عن المطر) وَغِيضَ (انحسر) الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ (توقّف الطوفان) وَاسْتَوَتْ (استقرّت) عَلَى الْجُودِيِّ (اسم جبل أو مكان رست عليه السفينة) وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (أصدر الله أمره بإبادة الكافرين من قوم نوح وأن لا يكون لهم أيّ أثر ظاهر على الأرض) ﴿44﴾ وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿45﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ (انه نتيجة تربية سيئة) فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ (أنصحك) أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿46﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ (أحتمي) بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿47﴾ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ (انزل الى الشاطئ) بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ (الأمم التي ستنشأ من ذرية نوح) وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿48﴾ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ (معلومات عن تاريخ مجهول) نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (الجنة للمؤمنين) ﴿49﴾ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ ﴿50﴾ يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿51﴾ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (مطراً غزيراً) وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴿52﴾ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ (لم تأتنا بدليل) وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ (لن نترك عبادة أصنامنا بمجرّد أنّك قلت لنا ذلك) وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿53﴾ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ (أصابك) بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ (أذى) قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴿54﴾ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي (عادوني) جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (لا تُمهلوني) ﴿55﴾ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ۚ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا (يُدبّر لها رزقها) إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿56﴾ فَإِنْ تَوَلَّوْا (إن تُعرضوا) فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ۚ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (مسيطر) ﴿57﴾ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴿58﴾ وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴿59﴾ وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً (لزمتهم لعنة في الدنيا) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ ﴿60﴾ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ (من تراب الأرض) وَاسْتَعْمَرَكُمْ (أسكنكم) فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴿61﴾ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا (مُحترماً) قَبْلَ هَٰذَا (القول) أَتَنْهَانَا (أتأمرنا بالكفّ) أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (غريب) ﴿62﴾ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي (خوّلني) مِنْهُ رَحْمَةً (فضل النبوة) فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ ۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ ﴿63﴾ وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً (دليل) فَذَرُوهَا (دعوها) تَأْكُلْ (ترعى) فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ (يُصيبكم) عَذَابٌ قَرِيبٌ (سريع) ﴿64﴾ فَعَقَرُوهَا (ذبحوها) فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴿65﴾ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ (ذلّ) يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴿66﴾ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ (صرعهم صوت مدوي) فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (خامدين لا يتحرّكون) ﴿67﴾ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا (كأنهم لم يكونوا يوما يعيشون في المدينة أغنياء وأقوياء) أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا (الإبادة الشاملة) لِثَمُودَ ﴿68﴾ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا (الملائكة) إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ (يبشّروه بإسحق) قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (مشوي) ﴿69﴾ فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ (رآهم لا يأكلون) نَكِرَهُمْ (استغرب تصرّفهم) وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً (خاف في قرارة نفسه) قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ ﴿70﴾ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ (حاضرة في خدمتهم) فَضَحِكَتْ (انفرجت أساريرها) فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿71﴾ قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا (عجوزا) إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴿72﴾ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ﴿73﴾ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ (انصرف الخوف عنه) وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ (وفرح بالبشارة انه سيأتيه ولدا) يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ﴿74﴾ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ (صبور) أَوَّاهٌ (كثير الدعاء) مُنِيبٌ (متقرب الى الله بإخلاص) ﴿75﴾ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ (توقّف) عَنْ هَٰذَا (عن مجادلتنا) إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (لا رجوع عنه) ﴿76﴾ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ (تشاءم منهم خوفاً من أن يتعرّض أهل المدينة لهم .. وقيل والله أعلم ان الملائكة جاءوا على هيئة شبّان حسان مظهرهم جميل وأشكالهم بديعة) وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا (احتار بشأنهم فضاق صدره وتوقّع السوء) وَقَالَ هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (شديد الصعوبة) ﴿77﴾ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ (يُسرعون) إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ (هم معروفون بارتكاب الفواحش) قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (لا تفضحوني) فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (عاقل) ﴿78﴾ قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ (رغبة) وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ﴿79﴾ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً (لو كان لي عشيرة تحميني منكم وتُدافع عنّي) أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ (لكنّي سألجأ الى زاوية في البيت تمنعكم منّا) ﴿80﴾ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ (سر ليلا) بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ (تحت جنح الظلام) وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴿81﴾ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا (قلبنا القرية رأسا على عقب) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (طين ساخن) مَنْضُودٍ (ملتصق ببعضه البعض) ﴿82﴾ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ (الحجارة مبرمجة لتصيب أهدافها أو فيها علامات معيّنة والله اعلم) وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (ستصيب الكافرين قريباً) ﴿83﴾ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ (بنعمة من الله) وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (يوم يأتي الله بعقاب يحيط بهم فلا يستطيعون الفرار منه) ﴿84﴾ وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ (أوزنوا بالعدل والقسطاس) وَلَا تَبْخَسُوا (لا تُنقصوا) النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ (من حقوقهم) وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (لا تعملوا على نشر الفساد والخراب في الأرض) ﴿85﴾ بَقِيَّتُ اللَّهِ (الربح الحلال) خَيْرٌ (أفضل) لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (لا أستطيع ان امنع عنكم عذاب الله) ﴿86﴾ قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (أنت العاقل الذي يزن الأمور)  ﴿87﴾ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ (يقين) مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا(تفضّل عليّ بوحيه) وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ (لا أريد النزاع معكم) إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (أتقرّب منه بإخلاص) ﴿88﴾ وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي (لا تجعلوا عداوتكم لي) أَنْ يُصِيبَكُمْ (سبباً ليصيبكم) مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ۚ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ ﴿89﴾ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (لطيف مُحب) ﴿90﴾ قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ (لا نفهم ولا نستوعب) كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا (ليس لك أنصار) وَلَوْلَا رَهْطُكَ (عشيرتك واهلك) لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ﴿91﴾ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا (تجاهلتم رسالته) إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطْ (عالِم ومُطّلع) ﴿92﴾ وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ (اعملوا ما بدا لكم) إِنِّي عَامِلٌ (بأمر الله) سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ (يُذلّه) وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ﴿93﴾ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ (فضل) مِنَّا وَأَخَذَتِ (أهلكت) الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (دون حراك) ﴿94﴾ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا (كأن لم يكونوا في ترف في الدنيا) أَلَا بُعْدًا (الإبادة الكاملة) لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ﴿95﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (برهان جلي وواضح) ﴿96﴾ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ (حاشيته وجنوده) فَاتَّبَعُوا أَمْرَ (نهج) فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (صائب) ﴿97﴾ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ (أوصلهم) النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ (المنهل) الْمَوْرُودُ (الوجهة المقصودة) ﴿98﴾ وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ (العطاء) الْمَرْفُودُ (العطية ... إشارة الى انّ فرعون أمّل قومه بإعطائهم النصر على موسى وبني إسرائيل فأوصلهم الى جهنّم فكانت العطيّة لهم) ﴿99﴾ ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَىٰ (الأمم السابقة) نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ (باقي منه أثر) وَحَصِيدٌ (زال أثره كلّيّا ... حصيد بمعنى الزرع اليابس المقلوع من الأرض) ﴿100﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ (لم تنفعهم) آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (خسارة) ﴿101﴾ وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ (انتقام) رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴿102﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً (عبرة) لِمَنْ خَافَ عَذَابَ (جهنم) الْآخِرَةِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ (محشور عنده) النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴿103﴾ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (له مدّة لا يعلمها الّا الله) ﴿104﴾ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ (في جهنم) وَسَعِيدٌ (في الجنة) ﴿105﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (إشارة الى شدة سعيرها) ﴿106﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ (يربط الله خلود أهل النار فيها بخلود الكون إشارة الى ان الله لم يُدمّر الكون بعد) إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (إذا أراد فعل شيء فيفعله ويفي بما وعد به) ﴿107﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ (وهكذا ارتباط خلود أهل الجنة بحيوية الكون كما في الآية السابقة عن أهل النار) إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً (نعمة من الله) غَيْرَ مَجْذُوذٍ (غير منقطع) ﴿108﴾ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ (شك) مِمَّا يَعْبُدُ هَٰؤُلَاءِ ۚ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ ۚ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ (نحاسبهم حساباً كاملاً) غَيْرَ مَنْقُوصٍ ﴿109﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا (أوحينا الى) مُوسَى الْكِتَابَ (التوراة) فَاخْتُلِفَ فِيهِ (في تفسيره) وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ (لولا وعد سابق من الله بتأخير العذاب عن بني إسرائيل) لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ (لأهلكهم الله) وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (هم يشكّون حتى بحججهم) ﴿110﴾ وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ (سيحاسبهم على أعمالهم حساباً وافياً) إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿111﴾ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ (اثبت على إيمانك كما أمرك الله أنت ومن تاب عن الكفر) وَلَا تَطْغَوْا (لا تستبدّوا) إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿112﴾ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا (لا تأمنوا الى الكفّار) فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ (شُفعاء) ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴿113﴾ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ (أول النهار وآخره) وَزُلَفًا (في الساعات الأولى) مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ (عبرة) لِلذَّاكِرِينَ ﴿114﴾ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿115﴾ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ (لو بقي من الأمم السابقة من ثبتوا على الإيمان) يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ (يحاربون الفساد في الأرض) إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ (هؤلاء المتبقّين الصالحين عددهم قليل) وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ (غاص الكافرون بكفرهم وترفهم) وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿116﴾ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ (افتراءً) وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴿117﴾ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً (على دين واحد) وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (سيتنازعون ولو كانوا على عقيدة واحدة) ﴿118﴾ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ (خلق الله البشر ليرحمهم وليهديهم) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ (والله سيحقّق وعده) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿119﴾ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ (ما نروي لك يا محمد من أنباء الأنبياء والرسل السابقين الا لكي نرسّخ الإيمان في قلبك ونؤكّد لك انّ الله دائماً ينصر أنبياءه ورسله) وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ (السورة) الْحَقُّ (إشارة الى قصص الأنبياء التي وردت في هذه السورة تأكيداً من الله أن هذه القصص تروي حقيقة ما جرى بين الرسل وقومهم) وَمَوْعِظَةٌ (عبرة) وَذِكْرَىٰ (تذكير بالحقيقة) لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿120﴾ وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ (ابقوا على كفركم) إِنَّا عَامِلُونَ (نحن باقون على إيماننا) ﴿121﴾ وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ﴿122﴾ وَلِلَّهِ غَيْبُ (أسرار) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ (الى الله يعود القرار بما سيحلّ بالكون وبالخلق) فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ (ساهي وغير مطّلع) عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿123﴾

ليست هناك تعليقات: