123 آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الر الله اعلم بها كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ أبدع الله في بيان كلماته ثُمَّ فُصِّلَتْ فيها دقّة في المعنى مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ
﴿1﴾
أَلَّا
تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۚ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ من جهنم وَبَشِيرٌ بالجنّة
﴿2﴾
وَأَنِ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا يُسعدكم في الدنيا إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى الى نهاية العمر المقدّر وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ من حسُن ايمانه فَضْلَهُ يكافئ الله المؤمن من كرمه واحسانه وَإِنْ تَوَلَّوْا إن تكفروا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ
كَبِيرٍ ﴿3﴾
إِلَى
اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ بمعنى ان له الحكم عليكم يوم
القيامة وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿4﴾
أَلَا
إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ بمعنى يطأطئون
رؤوسهم _ حتى لا يرى الرسول عيونهم ويعلم ما يُخفون نواياهم عن الرسول
لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ حتى لا يُظهروا حقدهم وكرههم
أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ مهما يختفون
بثياب يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ ضمائرهم
وَمَا يُعْلِنُونَ من كذب وخداع إِنَّهُ
عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ خبير بضمائر البشر
﴿5﴾
وَمَا
مِنْ دَابَّةٍ كائن حيّ يمشي او يدبّ فِي
الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا يُسهّل
لها طعامها وعملها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا مأواها وسكنها وَمُسْتَوْدَعَهَا مكان موتها كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿6﴾
وَهُوَ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى
الْمَاءِ بمعنى جعل الماء أساس الخلق والحياة
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ثم خلقكم
ليرى اعمالكم وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ
لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿7﴾
وَلَئِنْ
أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ أجل محدّد لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ لما يؤخّره أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا
عَنْهُمْ لن يتركهم وَحَاقَ أحاط بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ما كانوا يسخرون منه أي عذاب جهنم ﴿8﴾
وَلَئِنْ
أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ
كَفُورٌ متشائم كافر ﴿9﴾
وَلَئِنْ
أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ أنعمنا عليه
بعد شدّة مَسَّتْهُ أصابته لَيَقُولَنَّ
ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ﴿10﴾
إِلَّا
الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ
كَبِيرٌ ﴿11﴾
فَلَعَلَّكَ
تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ لعلك تتغاضى عن
بعض ما امرك الله به وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ يُحرجك أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ
كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ۚ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ
شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿12﴾
أَمْ
يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بمعنى ان القران من عند محمد
وليس من عند الله قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ
وَادْعُوا مَنِ واستعينوا بمن اسْتَطَعْتُمْ
مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿13﴾
فَإِلَّمْ
يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ بوحي اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَهَلْ
أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿14﴾
مَنْ
كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ
فِيهَا نوفّر لهم ما يريدون فيها وَهُمْ
فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ لا ينقصهم شيء ﴿15﴾
أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا خسروا كل شيء في الدنيا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أبطل الله مكرهم ﴿16﴾
أَفَمَنْ
كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ علم واضح أي الوحي
مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ يقرأ عليهم
محمد القرآن بوحي الله وقيل المقصود جبريل والله أعلم وَمِنْ قَبْلِهِ
كِتَابُ توراة مُوسَىٰ إِمَامًا يؤمّ بني إسرائيل ويهديهم وَرَحْمَةً ببني اسرائيل أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَنْ
يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ شك مِنْهُ من القرآن
إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿17﴾
وَمَنْ
أَظْلَمُ أشدّ كفراً مِمَّنِ افْتَرَىٰ
عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ الذين يشهدون عليهم هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا
عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿18﴾
الَّذِينَ
يَصُدُّونَ عَنْ بمعنى يريدون أن يُبطلوا سَبِيلِ اللَّهِ الإيمان بالله وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا يريدون الفساد في الارض وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ
كَافِرُونَ ﴿19﴾
أُولَٰئِكَ
لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ لم يقدروا على الله
فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ليس لهم من يحميهم من الله يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ
ۚ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ بمعنى ان الاصنام التي كانوا يعبدونها لا تسمع ولا تبصر ﴿20﴾
أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ خذلهم
مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ما كانوا يعبدون من آلهة
﴿21﴾
لَا جَرَمَ من المؤكد أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ
﴿22﴾
إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا تضرّعوا بإخلاص إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ
الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿23﴾
مَثَلُ
الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ عن آيات الله
وَالْأَصَمِّ الأطرش عن آيات الله وَالْبَصِيرِ المؤمن وَالسَّمِيعِ المطيع هَلْ يَسْتَوِيَانِ يتساويان مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ تعتبرون ﴿24﴾
وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿25﴾
أَنْ
لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ
﴿26﴾
فَقَالَ
الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا
وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا الأقل قيمة في مجتمعنا بَادِيَ الرَّأْيِ في ظاهر الامر وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ
فَضْلٍ لا نرى ان ما تدعوننا اليه أحسن من ما نؤمن به بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ﴿27﴾
قَالَ
يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ علم مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ تفضّل عليّ ان هداني فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ بمعنى لم يختاركم الله لتبليغ الرسالة أَنُلْزِمُكُمُوهَا هل نلزمكم بها وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ﴿28﴾
وَيَا
قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۚ وَمَا
أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ بمعنى يعود امرهم الى الله وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ
قَوْمًا تَجْهَلُونَ ﴿29﴾
وَيَا
قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
﴿30﴾
وَلَا
أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ اسرار الكون وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ
لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ تحتقرونهم
لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ ۖ إِنِّي
إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿31﴾
قَالُوا
يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا من عذاب إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿32﴾
قَالَ
إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ لستم قادرين على ردّ العذاب ان اتاكم ﴿33﴾
وَلَا
يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ
أَنْ يُغْوِيَكُمْ يُضلّكم هُوَ رَبُّكُمْ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿34﴾
أَمْ
يَقُولُونَ افْتَرَاهُ أي ان هذا ليس من وحي الله
قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي بمعنى
انا احمل عواقب عملي وَأَنَا بَرِيءٌ
مِمَّا تُجْرِمُونَ لا احمل عواقب كفركم
﴿35﴾
وَأُوحِيَ
إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ لا تحزن بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿36﴾
وَاصْنَعِ
الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا برعايتنا وَوَحْيِنَا وارشاداتنا وَلَا تُخَاطِبْنِي تجادلني فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا كفروا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ﴿37﴾
وَيَصْنَعُ
الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ
إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴿38﴾
فَسَوْفَ
تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ من
سيقع عليه الذل وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ أبدي ﴿39﴾
حَتَّىٰ
إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا حلّ وقت اغراق الكافرين وَفَارَ التَّنُّورُ هاج
موج البحر قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا اشحن في السفينة مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ من ذكور واناث اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ
عَلَيْهِ الْقَوْلُ بمعنى زوجة نوح واحد ابنائه
وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ﴿40﴾
وَقَالَ
ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا في
البحر وَمُرْسَاهَا استقرارها على البر
إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿41﴾
وَهِيَ
تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ مكان منعزل يختبئ فيه يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا
وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴿42﴾
قَالَ
سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي يحميني
مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ
ۚ وَحَالَ فرّق بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ
مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴿43﴾
وَقِيلَ
يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي توقّفي عن المطر وَغِيضَ الْمَاءُ عاد الماء الى مستواه الطبيعي وَقُضِيَ الْأَمْرُ انتهى الطوفان وَاسْتَوَتْ استقرّت السفينة عَلَى الْجُودِيِّ يقال انه اسم جبل او مكان والله اعلم وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قال الله كلمته أن يهلك كل الكافرين ﴿44﴾
وَنَادَىٰ
نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ
وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿45﴾
قَالَ
يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ينفي الله ان يكون هذا الولد من أبناء نوح والله اعلم
فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ أنصحك ان لا تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿46﴾
قَالَ
رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا
تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿47﴾
قِيلَ
يَا نُوحُ اهْبِطْ انزل الى الشاطئ بِسَلَامٍ
مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ إشارة الى الأمم التي ستنشأ من ذرية نوح وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ سنُنعم عليهم ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ
﴿48﴾
تِلْكَ
مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ معلومات عن تاريخ كان
مجهولا لديك يا محمد نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ
وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ بمعنى ان الجنة للمؤمنين ﴿49﴾
وَإِلَىٰ
عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ
غَيْرُهُ ۖ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ تفترون
على الله بعبادة الاصنام ﴿50﴾
يَا قَوْمِ
لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ لا أطلب على ما أقوم به
أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي خلقني أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿51﴾
وَيَا
قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ
مِدْرَارًا بمعنى بكثرة وهو مطر الخير وَيَزِدْكُمْ
قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ لا تنحازوا الى الكفر ﴿52﴾
قَالُوا
يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ لم تأتنا بدليل
وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي عبادة آلِهَتِنَا
عَنْ بمجرّد قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ
بِمُؤْمِنِينَ ﴿53﴾
إِنْ
نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ اصابك بَعْضُ
آلِهَتِنَا بِسُوءٍ أذى قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ
اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴿54﴾
مِنْ
دُونِهِ صلة للآية السابقة أي تشركون في عبادة آلهة
غير الله فَكِيدُونِي جَمِيعًا عادوني جميعكم
ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ لا تتمهّلوا ﴿55﴾
إِنِّي
تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ۚ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ
بِنَاصِيَتِهَا يُدبّر رزقها إِنَّ رَبِّي
عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿56﴾
فَإِنْ
تَوَلَّوْا إن لم تقبلوا مني فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ
مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ۚ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ يهلككم ويأتي بغيركم وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا
ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ شاهد
على اعمال البشر ﴿57﴾
وَلَمَّا
جَاءَ أَمْرُنَا حان وقت هلاك قوم عاد نَجَّيْنَا
هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ
غَلِيظٍ ﴿58﴾
وَتِلْكَ
عَادٌ ۖ جَحَدُوا كفروا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ
وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴿59﴾
وَأُتْبِعُوا
فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً لزمهم لعنة وغضب من
الله في الدنيا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا
رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا بمعنى إرادة الله بمحوهم
عن وجه الارض لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ ﴿60﴾
وَإِلَىٰ
ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ
إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنْشَأَكُمْ خلقكم
مِنَ الْأَرْضِ من تراب الأرض وَاسْتَعْمَرَكُمْ وأسكنكم فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ بمعنى اطلبوا منه التوبة والغفران إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ
مُجِيبٌ ﴿61﴾
قَالُوا
يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا مُحترماً
قَبْلَ هَٰذَا قبل قولك هذا أَتَنْهَانَا أتأمرنا ان نكفّ أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا
وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ عظيم ﴿62﴾
قَالَ
يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ علم مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً خوّلني فضلا من عنده فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ
إِنْ عَصَيْتُهُ ۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ خسارة كبيرة ﴿63﴾
وَيَا
قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً برهان
فَذَرُوهَا دعوها تَأْكُلْ ترعى فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ
فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ سريع ﴿64﴾
فَعَقَرُوهَا ذبحوها فَقَالَ تَمَتَّعُوا انعموا فِي دَارِكُمْ في قريتكم او مدينتكم ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ
وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ سيقع حتما ﴿65﴾
فَلَمَّا
جَاءَ أَمْرُنَا حلّ غضب الله عليهم نَجَّيْنَا
صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ الذل والهلاك يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ
الْعَزِيزُ ﴿66﴾
وَأَخَذَ
الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ صرعهم صوت مدوي فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ خامدين لا يتحرّكون ﴿67﴾
كَأَنْ
لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا كأنهم لم يكونوا يوما يعيشون
في المدينة اغنياء واقوياء أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ
أَلَا بُعْدًا بمعنى الإبادة الشاملة لِثَمُودَ
﴿68﴾
وَلَقَدْ
جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ يبشّروه
بإسحق قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ بمعنى أسرع لإكرام ضيوفه وقدّم لهم عجلاً مشويّاً
﴿69﴾
فَلَمَّا
رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ بمعنى لا
يأكلون نَكِرَهُمْ استاء منهم
وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً خاف في قرارة نفسه
قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ ﴿70﴾
وَامْرَأَتُهُ
زوجته قَائِمَةٌ حاضرة في خدمتهم فَضَحِكَتْ إشارة الى انها هدأ روعها وافرجت اساريرها فَبَشَّرْنَاهَا
بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿71﴾
قَالَتْ
يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي زوجي شَيْخًا بمعنى
عجوزا لا يقدر على المجامعة إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴿72﴾
قَالُوا
أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ بمعنى كيف
تستغربين امرا أراده الله ان يكون رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ
أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ إنّه
الله المُمجّد والمحمود دائماً ﴿73﴾
فَلَمَّا
ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ انصرف الخوف عنه
وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ وفرح بالبشارة انه سيأتيه
ولدا يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ يناقشنا
لنرحم قوم لوط ﴿74﴾
إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ صبور أَوَّاهٌ كثير الدعاء مُنِيبٌ متقرب الى الله بإخلاص ﴿75﴾
يَا إِبْرَاهِيمُ
أَعْرِضْ توقّف عَنْ هَٰذَا عن مجادلتنا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ
آتِيهِمْ عَذَابٌ عقاب غَيْرُ مَرْدُودٍ لا رجوع عنه ﴿76﴾
وَلَمَّا
جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ تشاءم منهم
وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا احتار بشأنهم فضاق صدره
وتوقّع السوء وَقَالَ هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ شديد الصعوبة ﴿77﴾
وَجَاءَهُ
قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ يُسرعون إِلَيْهِ
وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ بمعنى
انهم معروفون بارتكاب الفواحش
قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ أحلّ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ تفضحوني فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ عاقل ﴿78﴾
قَالُوا
لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ
رغبة وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ﴿79﴾
قَالَ
لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً لو كان لي عشيرة
تحميني منكم وتُدافع عنّي أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ لكنّي سألجأ الى زاوية في البيت تمنعكم منّا ﴿80﴾
قَالُوا
يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ لن يقدروا عليك فَأَسْرِ سر ليلا بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ وقت من اوقات اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ ورائه مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ
مُصِيبُهَا سيجري عليها مَا أَصَابَهُمْ
ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴿81﴾
فَلَمَّا
جَاءَ أَمْرُنَا حلّ قضاء الله بهم جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا قلبنا القرية رأسا على عقب وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا
حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ من طين جامد ساخن
مَنْضُودٍ يتبع بعضه بعضا ﴿82﴾
مُسَوَّمَةً مبرمجة لتصيب اهدافها او فيها علامات معينة والله اعلم
عِنْدَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ بمعنى انها متّجهة الآن لتصيب الكافرين قريباً ﴿83﴾
وَإِلَىٰ
مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ
إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنْقُصُوا لا تتلاعبوا في
الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ بنعمة من الله وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ
يَوْمٍ مُحِيطٍ بمعنى الخوف من يوم يأتي الله بعقاب
يحيط بهم فلا يستطيعون الفرار منه ﴿84﴾
وَيَا
قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ بالعدل والقسطاس وَلَا تَبْخَسُوا تُنقصوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ حقوقهم وَلَا تَعْثَوْا تسيروا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿85﴾
بَقِيَّتُ اللَّهِ الربح
الحلال خَيْرٌ أفضل لَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ امنع عنكم عذاب الله ﴿86﴾
قَالُوا
يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ
نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ العاقل بمعنى السخرية ﴿87﴾
قَالَ
يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ علم مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا تفضّل عليّ بوحيه وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ
إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ بمعنى لا اريد ان
امنعكم عن شيء واعمل به سراً إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ
ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ اتقرب منه بإخلاص ﴿88﴾
وَيَا
قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي لا تدعوا
عداوتكم لي ومخالفة ما اطلبه منكم ان تصرّوا على الكفر أَنْ كي لا يُصِيبَكُمْ مِثْلُ
مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ۚ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ
مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ ﴿89﴾
وَاسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ مُحب لطيف ﴿90﴾
قَالُوا
يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ لا نفهم كَثِيرًا
مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ليس
لك أنصار وَلَوْلَا رَهْطُكَ عشيرتك
واهلك لَرَجَمْنَاكَ قتلناك رجما
بالحجارة وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ بمعنى لا اسف عليك ﴿91﴾
قَالَ
يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ
ظِهْرِيًّا تجاهلتم رسالة الله إِنَّ رَبِّي
بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿92﴾
وَيَا
قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ اعملوا ما
بدا لكم إِنِّي عَامِلٌ بأمر الله سَوْفَ
تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ يهلكه
وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ﴿93﴾
وَلَمَّا
جَاءَ أَمْرُنَا حلّ قضاء الله نَجَّيْنَا
شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ أهلكت الَّذِينَ ظَلَمُوا كفروا الصَّيْحَةُ الصوت
المدوّي فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ خامدين دون حراك ﴿94﴾
كَأَنْ
لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا كأن لم يكونوا في ترف في
الدنيا أَلَا بُعْدًا الإبادة الكاملة لِمَدْيَنَ
كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ﴿95﴾
وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ برهان جلي وواضح ﴿96﴾
إِلَىٰ
فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ حاشيته وجنوده فَاتَّبَعُوا
أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ﴿97﴾
يَقْدُمُ يتقدّم قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ أدخلهم النَّارَ جهنم
وَبِئْسَ ما أقبح الْوِرْدُ
الْمَوْرُودُ مدخل جهنم الذي يرد منه الكفار ﴿98﴾
وَأُتْبِعُوا
فِي هَٰذِهِ الدنيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ
ۚ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ المُعين والمعان
وتعود الى فرعون الذي فتح على قومه الطريق الى دخول جهنم ﴿99﴾
ذَٰلِكَ
مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَىٰ الأمم السابقة نَقُصُّهُ
عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ بقي منه أثار وَحَصِيدٌ زال أثره جليّا ﴿100﴾
وَمَا
ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ لم تُفدهم آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ لم
تمنع آلهتهم قضاء الله بهم وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ خسارة ﴿101﴾
وَكَذَٰلِكَ
أَخْذُ انتقام رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ
وَهِيَ ظَالِمَةٌ جاحدة إِنَّ أَخْذَهُ
أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴿102﴾
إِنَّ
فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً عبرة لِمَنْ خَافَ
عَذَابَ جهنم في الْآخِرَةِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمٌ
مَجْمُوعٌ لَهُ محشور فيه النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ
﴿103﴾
وَمَا
نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ مدّة يعلمها
الله ﴿104﴾
يَوْمَ
يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ لا تتكلم نَفْسٌ إِلَّا
بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ في جهنم
وَسَعِيدٌ في النار ﴿105﴾
فَأَمَّا
الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ إشارة الى سعيرها الذي من شدّته وكأنه يُصدر أصواتا تُشبه
أصوات الزفير والشهيق ﴿106﴾
خَالِدِينَ
فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ يربط
الله هنا خلود أهل النار فيها بخلود الكون إشارة الى ان الله لم يُدمّر الكون بعد
إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ أرجع الله ارادته في هذا
الامر إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ربما في هذه الآية إشارة الى الآية 104 من سورة الأنبياء (يوم
نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنّا كنّا فاعلين)
﴿107﴾
وَأَمَّا
الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ
وَالْأَرْضُ وهكذا ارتباط خلود اهل الجنة بحيوية
الكون كما في الآية السابقة عن اهل النار إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ
عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ لا ينقطع ﴿108﴾
فَلَا
تَكُ فِي مِرْيَةٍ شك مِمَّا يَعْبُدُ هَٰؤُلَاءِ
ۚ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ ۚ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ
نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ بمعنى الحكم عليهم
بالعدل ﴿109﴾
وَلَقَدْ
آتَيْنَا أوحينا الى مُوسَى الْكِتَابَ التوراة فَاخْتُلِفَ فِيهِ اختلفوا في تفسيره وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ وعد سابق مِنْ رَبِّكَ وهو تأخير العذاب عن بني اسرائيل لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ
لأهلكهم الله وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ
مُرِيبٍ بمعنى ان المختلفين في الكتاب يشكّون حتى
بحججهم ﴿110﴾
وَإِنَّ
كُلًّا كل واحد منهم لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ
رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ بمعنى سيحاسبهم الله جميعا إِنَّهُ
بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿111﴾
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ اثبت على ايمانك كما امرك الله وَمَنْ تَابَ مَعَكَ آمن معك
وتاب عن الكفر وَلَا تَطْغَوْا لا
تستبدّوا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿112﴾
وَلَا
تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا لا تأمنوا الى الكفّار فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا
لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ شُفعاء
ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴿113﴾
وَأَقِمِ
الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ اول النهار وآخره وَزُلَفًا في الساعات المتقدّمة مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ
يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ عبرة لِلذَّاكِرِينَ
﴿114﴾
وَاصْبِرْ
فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ بمعنى
ان الله لا بدّ ان يجازيهم على حسناتهم ﴿115﴾
فَلَوْلَا
كَانَ مِنَ الْقُرُونِ إذا لم يبق من الأمم مِنْ
قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ
عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ
الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ غاص
الكافرون بكفرهم وترفهم وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿116﴾
وَمَا
كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ بمعنى
الافتراء وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴿117﴾
وَلَوْ
شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ بمعنى سيتنازعون ولو كانوا على عقيدة واحدة ﴿118﴾
إِلَّا
مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ تحقّقت كَلِمَةُ وعود
رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
﴿119﴾
وَكُلًّا
نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ على الايمان وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ أي في كلمة الله الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ نصيحة وَذِكْرَىٰ عبرة
لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿120﴾
وَقُلْ
لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ ابقوا على كفركم إِنَّا عَامِلُونَ باقون على ايماننا ﴿121﴾
وَانْتَظِرُوا
إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ﴿122﴾
وَلِلَّهِ
غَيْبُ علم اسرار السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ
بِغَافِلٍ ساهي وغير مطّلع عَمَّا تَعْمَلُونَ على افعالكم ﴿123﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق