13‏/02‏/2016

سورة الإسراء - 17

سورة الإسراء – 17

111 آية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ سار ليلا بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا لنطلعه على قدراتنا وانجازاتنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿1﴾

وَآتَيْنَا أوحينا الى مُوسَى الْكِتَابَ التوراة وَجَعَلْنَاهُ هُدًى شريعة لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا تعبدوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا الآه غير الله ﴿2﴾

ذُرِّيَّةَ من نسل مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ كل من كان معه في الفلك إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا حامدا مطيعا ﴿3﴾

وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ كتب الله حكمه على بني اسرائيل في التوراة لَتُفْسِدُنَّ تظلموا فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا يكون لكم شأن كبير ﴿4﴾

فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا إذا تحقّق الأمر الاول بَعَثْنَا سلّطنا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ جبّارين فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ اقتحموا دياركم وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا نافذاً ﴿5﴾

ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ثمّ نصرناكم بعد ذلك وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا أكثر قوة ﴿6﴾

إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ وعْد الله الثاني لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ ينتصروا عليكم وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا يبيدوا سلطانكم ﴿7﴾

عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا فراشاً ﴿8﴾

إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ للإيمان الصحيح وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿9﴾

وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا أعددنا وجهّزنا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿10﴾

وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ يدعو بالأذى كما يدعو بالخير وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا متسرّعا ﴿11﴾

وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ وسيلتين لبيان قدرة الله فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ أعتمنا الليل وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً كاشفة لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ تسعوا الى رزقكم ومعاشكم وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ لتستدلّوا على حساب الزمن والتوقيت وَالْحِسَابَ الوقت وفترات الزمن وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا نظّمناه بدقة متناهية ﴿12﴾

وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ جعلناه يحمل مسؤولية أعماله وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا سجلّ اعماله يَلْقَاهُ مَنْشُورًا تقريرا يراه بعينيه ﴿13﴾

اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا يكفي ان تُحاسب نفسك ﴿14﴾

مَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا بمعنى انه اذا كفر فقد جنا على نفسه وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ لا يحمل أحد ذنب أحدا وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿15﴾

وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ نبيد قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا المفسدين فيها فَفَسَقُوا فِيهَا ظلموا فيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ استحقّت الدمار فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴿16﴾

وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ من الأمم مِنْ بَعْدِ نُوحٍ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴿17﴾

مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ نعيم الدنيا عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا أبلغناه ما يسعى عليه مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا يحترق فيها مَذْمُومًا ذليلا مَدْحُورًا مطرودا ﴿18﴾

وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وعمل ما يجب عمله وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴿19﴾

كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ بمعنى نعطي الكافر والمؤمن وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا لا يستطيع احد منعه من الحصول (المحظور هو المقيّد والممنوع من فعل شيء) ﴿20﴾

انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فضّلنا المؤمن على الكافر وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا الثواب الأكبر ﴿21﴾

لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا فتكون مكروها وذليلا ﴿22﴾

وَقَضَىٰ أمر رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا رأفة إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ لا تتأفّف منهما وَلَا تَنْهَرْهُمَا لا تعاملهما بقسوة وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا تحدّث اليهما بلطف ﴿23﴾

وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ تواضع لهما وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا بمعنى اعطف يا رب عليهما كما كانا يعطفان عليّ في صغري ﴿24﴾

رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ربّكم ادرى بما تكنّون في ضمائركم إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ التوّابين غَفُورًا ﴿25﴾

وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ انصف صلة الرحم بحقّ الصدقة وَالْمِسْكِينَ المحتاج وَابْنَ السَّبِيلِ عابر السبيل وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا التبذير هو صرف المال بكثرة وبغير إدراك ﴿26﴾

إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ لهم طباع الشياطين وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴿27﴾

وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا إذا لم تستطع الصدقة على المحتاجين لعذر شرعي وطلبت الصفح من ربك فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا جاملهم بالقول ﴿28﴾

وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ لا تُمسك يدك عن العطاء وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ ولا تتمادى في العطاء فَتَقْعُدَ مَلُومًا تلوم نفسك مَحْسُورًا متحسّرا نادما ﴿29﴾

إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ يوفر الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ يقلّل الرزق إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴿30﴾

وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ مخافة ضيق في العيش نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا إثماً وذنبا عظيما ﴿31﴾

وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا احذروا المجامعة الحرام إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً افراطا في الرذيلة والمعصية وَسَاءَ سَبِيلًا نتيجته وخيمه ﴿32﴾

وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ الّا بحكم القصاص عليه وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا غدراً او بريء او بسبب اعتداء عليه فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ أبويه او اقربائه سُلْطَانًا حقّ القرار في العقاب او الصفح فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ فلا يقتل القاتل ظلما للانتقام فقط إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا بمعنى ان الله ينصف وليّ امر القتيل بالحكم على القاتل ﴿33﴾

وَلَا تَقْرَبُوا لا تتصرّفوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الا بالعدل والانصاف حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ يكبر ويستطيع الاعتماد على نفسه وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ التزموا بما عاهدتم عليه إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ستحاسبون على ما عاهدتم عليه ﴿34﴾

وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ لا تغشّوا بالمكيال وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ بذمّة وأمانة ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا بمعنى ان نتيجة الذمة والامانة تكون دائما أفضل ﴿35﴾

وَلَا تَقْفُ مَا لا تجادل وتعطي رأيا بما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ بما لا تعلمه إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿36﴾

وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا غرورا متباهيا بنفسك إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ لن تسيطر على الأرض وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ولن تطول الجبال ﴿37﴾

كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ مساره السيء عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ليس مستحبّاً ﴿38﴾

ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ المعرفة وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا ملاما مطرودا من رحمة ربك ﴿39﴾

أَفَأَصْفَاكُمْ هل اختصّكم رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ بخلفة الذكور وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا واختار لنفسه خلفة البنات إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا ﴿40﴾

وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فصّلنا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا ليعتبروا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا اعراضا وكفراً ﴿41﴾

قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا لوجدوا طريقة يصلون بها الى الله ﴿42﴾

سُبْحَانَهُ تنزّه وسما عن الخلق وَتَعَالَىٰ ترفّع عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴿43﴾

تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ جميع المخلوقات وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ بمعنى حتى النبات والجماد وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ لا تفهمون تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا صبورا غَفُورًا ﴿44﴾

وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ستراً واقياً ﴿45﴾

وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ منعناهم من الاستيعاب وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا طرش وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا فرّوا هاربين منكرين ومستكبرين ﴿46﴾

نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ يجتمعون لنصب المكائد إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ﴿47﴾

انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا تاهوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا لا يصلون الى شيء ﴿48﴾

وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا فتاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا نُعاد من جديد ﴿49﴾

قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا إشارة الى قساوتهم ﴿50﴾

أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ما تتمنون وتأملون ان تكونوا فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا من يبعثنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ خلقكم أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ يُحرّكون رؤوسهم حركة استهزاء وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ﴿51﴾ ُ

يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ مكثتم في الموت إِلَّا قَلِيلًا ﴿52﴾

وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ بمعنى يُعاملون بعضهم باللطف إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ يُحرّضهم على بعضهم إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴿53﴾

رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ عليم بنواياكم إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا حفيظا او مدافعا عنهم ﴿54﴾

وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أعلم بشؤون الخلق وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا اسم الكتاب المقدّس الذي نزل على داوود ﴿55﴾

قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ عبدتم من زعمتم انهم الهة مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ إبعاد الأذى والمرض عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ولا تخفيفه ﴿56﴾

أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ درجة رفيعة في الجنة أَيُّهُمْ أَقْرَبُ كلّ حسب اعماله وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا يحذر منه البشر ﴿57﴾

وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ قيل اللوح المحفوظ والله أعلم مَسْطُورًا مكتوباً ﴿58﴾

وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ بمعنى لم يرسل الله المعجزات في زمن رسالة محمد  إِلَّا بسبب أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً دليل واضح فَظَلَمُوا بِهَا بمعنى ذبحوها وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا بمعنى ان الله يريد ان يجعلهم يخشون العذاب ﴿59﴾

وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ خبير بهم وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الحلم الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ لتعلم نواياهم وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ شجرة الزقّوم المذكورة فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴿60﴾

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا امتثلوا لأمر الله وسجدوا لآدم إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا من طين ﴿61﴾

قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ فضّلته عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ أجرّدهم من ايمانهم إِلَّا قَلِيلًا ﴿62﴾

قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا وافرا كثيراً ﴿63﴾

وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ سيطر على من تقدر عليه مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ أي بالتهديد والوعيد وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ حاربهم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ بكل وسائل الفتنة بما فيها قتالهم وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ اغريهم بالمال والذريّة لتفسدهم هم وذريّتهم وَعِدْهُمْ أغدق عليهم بالوعود والاغراءات وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا وهما وباطلاُ ﴿64﴾

إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ لا تستطيع السيطرة عليهم وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا يكفي ان يكون ربك يا محمد هو الحفيظ عليك وعلى المؤمنين ﴿65﴾

رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي يُسخّر لَكُمُ الْفُلْكَ السفُن فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ لتسعوا الى رزقكم إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿66﴾

وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ هبّت عليكم عاصفة شديدة فِي الْبَحْرِ ضَلَّ غاب عنكم مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ لا يسمع غير الله دعائكم فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ أنكرتم فضله وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا ﴿67﴾

أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بمعنى هل أنتم على اطمئنان اذا نجيتم من عواصف البحر ان لا يخسف الله بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ اذا وصلتم الى البر أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا رياح فيها حصى ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا ﴿68﴾

أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ في البحر تَارَةً مرّة أُخْرَىٰ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ ريح قاتلة فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ بسبب كفركم ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا لا أحد يثأر لكم منّا من بعد ذلك ﴿69﴾

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴿70﴾

يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ بسجلّ أعمالهم فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا قليلا ... والفتيل هو الخيط الرفيع في شقّ البذرة ﴿71﴾

وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ في الدنيا أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿72﴾

وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ يُشكّكونك بالقرآن الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ لتقرأ عليهم كتابا من عندك وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا فيصاحبوك ويؤمنوا بك ﴿73﴾

وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ على الايمان لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ تميل إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿74﴾

إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ بمعنى ضعف العذاب في الحياة وفي الممات ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا لن تجد من ينصرك من الله ﴿75﴾

وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ يُضيّقون عليك المكان لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ لا يبقى منهم بعد ذلك إِلَّا قَلِيلًا ﴿76﴾

سُنَّةَ نهج مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا تبديلا ﴿77﴾

أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ في مواقيتها من شروق الشمس الى وقت ان تبدأ الشمس بالميل الى الغروب (من بعد الظهر حتى العصر) ثم من الغروب إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ حتى يحلّ ظلام الليل (من الغروب الى الليل او العشاء) وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا تشهده الملائكة ﴿78﴾

وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ اسهر قليلا على قراءة القرآن نَافِلَةً زيادة في الخير والثواب لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ يرفعك رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا الى مركز يخوّلك الله به ان تشفع للناس ﴿79﴾

وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ توفّني على الايمان وابعثني على الايمان وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا بمعنى يسّر لي من يشفع لي ﴿80﴾

وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ هلك الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا محكوماً بالفشل والهلاك ﴿81﴾

وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ طمأنينة وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا لا يزيد القران الكافرين الا خسرانا وخيبة امل ﴿82﴾

وَإِذَا أَنْعَمْنَا اوفرنا له نعيما ورزقا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ تجاهل فضل الله وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ أصابه اذى وضرر كَانَ يَئُوسًا يائسا ﴿83﴾

قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ بمعنى ان كل انسان يلتزم منهجا أو دينا أو عقيدة في الحياة خاصا به فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا ﴿84﴾

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ من شأن رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿85﴾

وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ بمعنى نسحب القرآن من التداول ونمنع الوحي ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا لن تجد من يوحيه اليك بعد الله ﴿86﴾

إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ بمعنى لن يفعل الله ذلك رحمة بالنبي إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ﴿87﴾

قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ولو استعان بعضهم ببعض ﴿88﴾

وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فصّلنا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ بمعنى اتى الله في القرآن بالشرائع كلها وذكر سيَر الأولين فَأَبَىٰ رفضوا واصرّوا أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا على الكفر ﴿89﴾

وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا تفجّر ينابيع من الارض ﴿90﴾

أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ بستان مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ تُجري الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ﴿91﴾

أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أو تُسقط علينا من السماء قطعا من النيازك أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا أو تجلب لنا الملائكة جماعات ووفود برفقة الله ﴿92﴾

أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ معادن ثمينة مبهجة الالوان أَوْ تَرْقَىٰ تصعد فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ لن نصدّق صعودك حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا حتى تأتينا من السماء كِتَابًا نَقْرَؤُهُ نراه بأعيننا ونقرأه قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ﴿93﴾

وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا ﴿94﴾

قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ ملائكة يسكنون الارض لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا من الملائكة رَسُولًا ﴿95﴾

قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ كفى ان يكون الله شاهدا على ما اقول إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴿96﴾

وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ الى الايمان وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ انصاراً مِنْ دُونِهِ يقومون مقام الله وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا بمعنى اجساداّ جامدة مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ خفّ لهيبها زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴿97﴾

ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا فًتاتا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ﴿98﴾

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ موت محتّم فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا ﴿99﴾

قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ كففتم عن العطاء خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ بمعنى مخافة ان تنفذ الخزائن وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا بخيلا شحيحا ﴿100﴾

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ أيدناه بتسع معجزات فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا ﴿101﴾

قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَٰؤُلَاءِإشارة الى التسع آيات المعجزات إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ براهين على قدرة الله يراها الناس بأعينهم وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا هالكا نادما ﴿102﴾

فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ يقضي عليهم فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا ﴿103﴾

وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ بمعنى ان الله القى عليهم الأمان من فرعون بعد هزيمته فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ موعد يوم القيامة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا جميعا ﴿104﴾

وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ أي ان القرآن نزل وحيا من عند الله وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لم نبعثك يا محمد الا مبشّراً بالجنة ومحذّرا من جهنّم ﴿105﴾

وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ فرّقنا به بين الحق والباطل لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ على فترات زمنية متتالية وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا أنزلنا آياته بالوحي ﴿106﴾

قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ يقعون لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴿107﴾

وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا نافذاً ﴿108﴾

وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ايمانا وتقرّبا الى الله ﴿109﴾

قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ لا ترفع صوتك بالصلاة وَلَا تُخَافِتْ بِهَا لا تُخفي صوتك في الصلاة وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا أي لا تُصلي بصوت عالي ولا بصوت خافت اعدل بين ذلك ﴿110﴾

وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ والي يتحكّم به وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴿111﴾



ليست هناك تعليقات: