سورة الفرقان – 25
77 آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبَارَكَ
الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ القرآن الذي يفرق بين
الحق والباطل عَلَىٰ عَبْدِهِ على
الرسول محمد لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا لينذر العالم من مغبّة الكفر ﴿1﴾
الَّذِي
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا بمعنى خلق كل شيء في الكون بنسب معيّنة كما قدّر لكل مخلوق عمله ووظيفته ﴿2﴾
وَاتَّخَذُوا
مِنْ دُونِهِ آلِهَةً بمعنى عبدوا آلهة غير الله
لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا
وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً بمعنى لا يسيطرون على الموت والحياة وَلَا نُشُورًا بعثاَ ﴿3﴾
وَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا القرآن
إِلَّا إِفْكٌ كلام باطل وكذب افْتَرَاهُ كتبه ثم نسبه الى الله وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ ساعده بكتابته قَوْمٌ آخَرُونَ جماعة مجهولون فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا بمعنى عدوانا على الاصنام وَزُورًا وكذبا ﴿4﴾
وَقَالُوا
أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا حفظها
فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ يُحفظّونه اياها
بُكْرَةً وَأَصِيلًا صباحا ومساء ﴿5﴾
قُلْ
أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يعلم اسرار الكون إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا
﴿6﴾
وَقَالُوا
مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ أي انه رجل عادي بشر مثلنا لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ
مَلَكٌ ملاك من الملائكة فَيَكُونَ مَعَهُ
نَذِيرًا ﴿7﴾
أَوْ
يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا لو كان يملك بستانا وافر الثمار يكفيه ويغتني منه
وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ﴿8﴾
انْظُرْ
كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا بمعنى
انظر الى حججهم الواهية التي أضاعتهم عن الطريق الصحيح فَلَا يَسْتَطِيعُونَ
سَبِيلًا لا يهتدون الى طريق مستقيم ﴿9﴾
تَبَارَكَ
الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا أفضل
مِنْ ذَٰلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا
﴿10﴾
بَلْ
كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ موعد يوم القيامة
وَأَعْتَدْنَا جهّزنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ
سَعِيرًا نار جهنم ﴿11﴾
إِذَا
رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا حِنقا وغضباً وَزَفِيرًا وأصواتاً كزفير الانفاس ﴿12﴾
وَإِذَا
أُلْقُوا مِنْهَا فيها مَكَانًا ضَيِّقًا
مُقَرَّنِينَ مُقيّدين بالسلاسل والاصفاد
دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا حسرةً وندماً
﴿13﴾
لَا تَدْعُوا
الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا بمعنى أكثروا من الحسرة والندم ﴿14﴾
قُلْ
أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۚ كَانَتْ لَهُمْ
جَزَاءً وَمَصِيرًا ﴿15﴾
لَهُمْ
فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا جادّا لا بدّ من تنفيذه ﴿16﴾
وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مع
اصنامهم وآلهتهم فَيَقُولُ يسأل الله
آلهتهم واصنامهم أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ
عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ فرضتم عليهم الكفر أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ أم كفروا من تلقاء أنفسهم ﴿17﴾
قَالُوا
سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ ما كان يجب أن نتّخذ غيرك من أنصار وَلَٰكِنْ مَتَّعْتَهُمْ أترفتهم
بنعمك وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ نسوا الايمان بك وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا لا خير فيهم كالأرض البور التي لا تُنبت زرعا ﴿18﴾
فَقَدْ
كَذَّبُوكُمْ لقد كذّبكم آلهتكم بِمَا تَقُولُونَ
فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا ردّ العذاب
وَلَا نَصْرًا ولا تجدوا من ينصركم ويشفع لكم
وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿19﴾
وَمَا
أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ
وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ بمعنى كل الرسل كانوا
بشراً ولم يكونوا ملائكة وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً ابتليناكم ببعضكم البعض أَتَصْبِرُونَ أتصرّون على نهجكم وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴿20﴾
وَقَالَ
الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ
نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا تمادوا بفحش في الكذب والعصيان ﴿21﴾
يَوْمَ
يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ لن يكون هذا بشرى خير للكافرين وَيَقُولُونَ حِجْرًا
مَحْجُورًا تقول لهم الملائكة تقوقعوا في النار قد
حُرّمت عليكم الجنة (الحجر المحجور هو السد الحاجز عادة يكون مبنيا من الحجارة)
ويجوز ان يكون الحجر المحجور إشارة الى عقل الكافر المُغلق الذي حجر عليه الله كي
لا يهتدي صاحبه الى الايمان وأوصله الى جهنّم والله أعلم ﴿22﴾
وَقَدِمْنَا
إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ أخذنا ما مكروا من مكر
فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا أحبطناه وجعلناه غبارا
متناثراً ﴿23﴾
أَصْحَابُ
الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا في موضع
ثابت وَأَحْسَنُ مَقِيلًا في أفضل منزل
والمعنى ان أصحاب الجنة في أفضل منزل ومنزلة ﴿24﴾
وَيَوْمَ
تَشَقَّقُ تمتلئ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ
وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا أرسلهم الله
بمهماتهم ﴿25﴾
الْمُلْكُ
يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا صعبا جدا ﴿26﴾
وَيَوْمَ
يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يعضّ على أصابعه
ندماً يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا اهتديت الى الطريق المستقيم ﴿27﴾
يَا وَيْلَتَىٰ يا أسفي وخوفي من العذاب لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ
فُلَانًا خَلِيلًا صاحباً أثق به ﴿28﴾
لَقَدْ
أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ شتّت تفكيري وأبعدني عن الايمان
بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا يخذله دائما ﴿29﴾
وَقَالَ
الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا بمعنى رفضوه وأهملوه ﴿30﴾
وَكَذَٰلِكَ
جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا
وَنَصِيرًا ﴿31﴾
وَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً دفعة وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ
ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا بمعنى انزلناه وقرأناه
على الرسول على دفعات ﴿32﴾
وَلَا
يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ بمعنى حجّة إِلَّا
جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿33﴾
الَّذِينَ
يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يدخلون
النار وأنظارهم الى الأسفل أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا أولئك في أقبح مكان وَأَضَلُّ سَبِيلًا بمعنى هم في طريق لا يصل الى نهاية ﴿34﴾
وَلَقَدْ
آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ التوراة وَجَعَلْنَا
مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا ﴿35﴾
فَقُلْنَا
اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا
﴿36﴾
وَقَوْمَ
نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً
عبرة وموعظة للناس وَأَعْتَدْنَا أعددنا لِلظَّالِمِينَ للكافرين والعاصين عَذَابًا أَلِيمًا ﴿37﴾
وَعَادًا
وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ اسم بئر
وَقُرُونًا أمماً بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا
﴿38﴾
وَكُلًّا
ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ بمعنى ان الله روى قصص
تلك الأمم على الرسول كأمثال لقدرة الله على تدميرهم وإبادتهم وَكُلًّا
تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا دمّرنا تدميرا ﴿39﴾
وَلَقَدْ
أَتَوْا مرّوا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي
أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ قرية قوم لوط التي
امطرها الله بالحجارة أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا ألم يعتبروا مما حصل لها بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ
نُشُورًا لا يؤمنون بالآخرة ﴿40﴾
وَإِذَا
رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا يسخروا
منك أَهَٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ﴿41﴾
إِنْ
كَادَ لَيُضِلُّنَا كاد يجعلنا نرتدّ عَنْ
آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا ۚ وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ
الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿42﴾
أَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ بمعنى على مزاجه
ولمصلحته أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا مسئولاً عن عمله ﴿43﴾
أَمْ
تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ
بمعنى بهائم لا يفهمون بَلْ هُمْ أَضَلُّ
سَبِيلًا بمعنى ان الانعام يعقلون أكثر منهم
﴿44﴾
أَلَمْ
تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ خلق
الليل وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا لا يتحرّك ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا بمعنى قروب شروق الشمس لتدلّ على انتهاء الليل ﴿45﴾
ثُمَّ
قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا بمعنى يبدأ
الليل بالرحيل تدريجيا ﴿46﴾
وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا سترا
وَالنَّوْمَ سُبَاتًا راحة وَجَعَلَ النَّهَارَ
نُشُورًا للنشاط والسعي الى الرزق ﴿47﴾
وَهُوَ
الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بالمطر
بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ رحمة للناس فيسقي به الزرع
وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا نقيّاً
عذباً ﴿48﴾
لِنُحْيِيَ
بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا لا زرع فيها وَنُسْقِيَهُ
مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا يشرب
الماء المخلوقات جميعها من بشر وحيوان ﴿49﴾
وَلَقَدْ
صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ وزّعنا الماء عليهم في
البلاد لِيَذَّكَّرُوا ليعتبروا
فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴿50﴾
وَلَوْ
شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ﴿51﴾
فَلَا
تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ بالقرآن جِهَادًا
كَبِيرًا بمعنى لا تفتر عن ابطال حجج الكفار وواجههم
بالحجج التي صرفها لك الله في القرآن ﴿52﴾
وَهُوَ
الَّذِي مَرَجَ فصل الْبَحْرَيْنِ النهر والبحر هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ صالح للشراب وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ لا تقبله النفس للشرب (أجاج شديد الملوحة) وَجَعَلَ
بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا مكان فاصل وَحِجْرًا
مَحْجُورًا بمعنى لا يتعدى أحدهما على الاخر
﴿53﴾
وَهُوَ
الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا له اولاد وَصِهْرًا بمعنى يتزاوج بعضهم من بعض
وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴿54﴾
وَيَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ ۗ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ
رَبِّهِ ظَهِيرًا عدوّا ﴿55﴾
وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿56﴾
قُلْ
مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ
سَبِيلًا بمعنى الصدقة ﴿57﴾
وَتَوَكَّلْ
عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ
عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴿58﴾
الَّذِي
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ
عَلَى الْعَرْشِ بسط ملكه الرَّحْمَٰنُ
فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿59﴾
وَإِذَا
قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا
تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ۩ ﴿60﴾
تَبَارَكَ
الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا كواكب ونجوم
وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا شمسا مضيئة وَقَمَرًا
مُنِيرًا ﴿61﴾
وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً يتعاقبان
في الظهور لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا
﴿62﴾
وَعِبَادُ
الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا متواضعين لا يتعالون على الناس وَإِذَا خَاطَبَهُمُ
الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿63﴾
وَالَّذِينَ
يَبِيتُونَ يداومون على العبادة لِرَبِّهِمْ
سُجَّدًا وَقِيَامًا للصلاة ﴿64﴾
وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا شديدا مؤلما ﴿65﴾
إِنَّهَا
سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا جعل الله جهنم
مكانا سيئا يستقر فيها الكافرون ويقيمون فيها ﴿66﴾
وَالَّذِينَ
إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا لم يبالغوا في
الانفاق وَلَمْ يَقْتُرُوا لم يبخلوا
في الانفاق وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا أي يعدلوا في انفاقهم بمعنى لا يكثروا ولا يبخلوا ﴿67﴾
وَالَّذِينَ
لَا يَدْعُونَ لا يعبدون مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا
آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ الا دفاعا عن النفس او تنفيذا لحكم وَلَا يَزْنُونَ
لا يرتكبون فاحشة الزنا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُحاسب على ذنبه ﴿68﴾
يُضَاعَفْ
لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ذليلا ﴿69﴾
إِلَّا
مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ
حَسَنَاتٍ بمعنى يمحو الله سيئاتهم وَكَانَ
اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿70﴾
وَمَنْ
تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا يُخلص في توبته ﴿71﴾
وَالَّذِينَ
لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ لا يكذبون في شهادتهم
وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ أتوا معصية
مَرُّوا كِرَامًا أي ارتكبوا المعصية وندموا سريعا
على فعلها ﴿72﴾
وَالَّذِينَ
إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا بمعنى عملوا بها ولم يغلقوا آذانهم كي لا يسمعوا ولا يُغمضوا
عيونهم كي لا يُبصروا ﴿73﴾
وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ أبناء صالحين وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ الذين يخشون الله إِمَامًا اجعلنا لغيرنا من المؤمنين قدوة حسنة ﴿74﴾
أُولَٰئِكَ
يُجْزَوْنَ يُكافئون الْغُرْفَةَ بالجنة بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ يُستقبلون فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴿75﴾
خَالِدِينَ
فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا كانت
الجنة خير مكان ومنزلة ﴿76﴾
قُلْ
مَا يَعْبَأُ بِكُمْ لا يهتم بكم رَبِّي
لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا بمعنى ستكون جهنم لكم مصيراً محتوماً ﴿77﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق