13‏/02‏/2016

سورة الأحقاف -46

سورة الأحقاف -46

35 آية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حم الله أعلم بها ﴿1﴾

تَنْزِيلُ الْكِتَابِ وحي القرآن المُنزل مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ هو من عند الله القادر صاحب القدرة والحكمة ﴿2﴾

مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ الا لغاية محددة وَأَجَلٍ مُسَمًّى ولمدّة زمنية محدّدة وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ الذين لم يستجيبوا لما حذّرهم به الله ورسوله هم يتجاهلونه ﴿3﴾

قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ ما تعبدون مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ هل لهم ملكية ما في السماء يتشاركون بها مع الله ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَٰذَا وثيقة تثبت ذلك أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ أو دليل علمي او مادي إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿4﴾

وَمَنْ أَضَلُّ لا يوجد أشدّ كفراً مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ بمعنى ان أصنامهم وآلهتهم لا تستجيب لهم ﴿5﴾

وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ يوم القيامة كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ تحوّلت تلك الالهة أعداء لمن كانوا يعبدونهم ونكروا عبادتهم لهم ﴿6﴾

وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿7﴾

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ كتب القرآن من عنده قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا لن تستطيعوا رد عذاب الله عني هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ أعلم بنواياكم كَفَىٰ بِهِ شَهِيدًا قاضياً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۖ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿8﴾

قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ لست اول الرسل ولا اختلف عنهم وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿9﴾

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ هذا القرآن مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ بمعنى شهد شاهد من بني إسرائيل على صحة هذا القرآن فَآمَنَ وآمن به وَاسْتَكْبَرْتُمْ عن الايمان به إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ بمعنى ان الله حكم عليكم بعدم اتباع الهدى بسبب ظلمكم وعنادكم ﴿10﴾

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ لو كان من عند الله فنحن أولى به وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَا إِفْكٌ كذب وافتراء قَدِيمٌ ﴿11﴾

وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا بمعنى التوراة فيها كل الشرائع وَرَحْمَةً وقد انزلها الله رحمة ببنس اسرائيل وَهَٰذَا القرآن كِتَابٌ مُصَدِّقٌ بالتوراة والانجيل لِسَانًا عَرَبِيًّا بلغة عربية صحيحة لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ أي بشرى للمؤمنين الذين أحسنوا ايمانهم بالفوز بالجنة ﴿12﴾

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا اثبتوا ايمانهم وعملوا الصالحات بالصراط المستقيم فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿13﴾

أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أجراً وثواباً ومكافئة على أعمالهم الصالحة ﴿14﴾

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا المعاملة باللطف حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا بمشقّة وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا بمشقّة وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ فطامه ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ رشده ورجاحة عقله وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أعنّي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي قوّمهم واهدهم الى صراطك المستقيم إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿15﴾

أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ نغفر سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴿16﴾

وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا بمعنى التذمّر والتأفّف أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ من الموت وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي اختفت الأمم السابقة وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ يستنجدان بالله وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ يحذرانه من مغبة عدم الايمان فَيَقُولُ مَا هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿17﴾

أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ وجب ان يحلّ عليهم عذاب الله فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مضت مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿18﴾

وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا بمعنى مقدار العمل السيء ومقدار العمل الصالح وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ سيحاسبهم الله بكل عدل وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿19﴾

وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ لم تُحافظوا على ما انعم الله عليكم فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ العذاب المهين بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ تستعلون وتظلمون فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ترتكبون الفواحش ﴿20﴾

وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ هود إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ منطقة صحراوية بين اليمن وعُمان وهي حسب القرآن موطن قوم عاد وفيها مدينة ارم ذات العماد الاسطورية وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مضت الرسل الذين كانوا يُنذرون قومهم مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ قبل هود وبعده أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿21﴾

قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا لتردّنا عَنْ عبادة آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿22﴾

قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ﴿23﴾

فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا غيوم كثيفة سوداء مُسْتَقْبِلَ متّجهة نحو أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ظنّوا انه سحاب فيه مطر بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ بل هو العذاب الذي كنتم تستعجلون هود ان يأتي به وهو ليس سحاب ممطر بل رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿24﴾

تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي نعاقب الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ المُمعنين في الكفر ﴿25﴾

وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ بمعنى ان الله أنعم على قوم عاد بثرو وقوة وسلطان ليست عند اهل قريش وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ لم ينفعهم سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ يكفرون بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ أحاط بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿26﴾

وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَىٰ إشارة الى هلاك الأمم السابقة كعاد وثمود وقوم لوط وَصَرَّفْنَا فصّلنا وشرحنا وبيّنا لهم الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ عن كفرهم ﴿27﴾

فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً إشارة الى ان آلهتهم لم تنصرهم بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ بل لم يسمعوهم أصلاً وَذَٰلِكَ إِفْكُهُمْ كذبهم وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿28﴾

وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ بمعنى ان الله سمح لجماعة من الجن أن يقتربوا من النبي دون ان يراهم حتى يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ فلمّا باتوا في موقع يستطيعون منه السماع قَالُوا أَنْصِتُوا الى تلاوة القرآن من الرسول فَلَمَّا قُضِيَ انتهى الرسول من قراءة القرآن وَلَّوْا ذهبوا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ﴿29﴾

قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا بمعنى انهم استمعوا الى آيات القرآن أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مؤكّدا ان التوراة مُنزل من عند الله وهذا القرآن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿30﴾

يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ رسول اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ برسالته يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ يحميكم مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿31﴾

وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ لن يستطيع ردّ امر الله فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ليس له من دون الله أنصارا أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿32﴾

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ لم يتعب بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ ۚ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿33﴾

وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَٰذَا بِالْحَقِّ يسألهم أليست جهنم التي ترونها حقيقة أمامكم قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿34﴾

فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ الصابرين على الشدّة مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ العذاب كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ۚ بَلَاغٌ بلّغ هذا يا محمد فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ﴿35﴾



ليست هناك تعليقات: