سورة الأنبياء – 21
112 آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اقْتَرَبَ
لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ اقترب يوم القيامة يفاجئ الكافرين وهم ما زالوا بإنكارهم ليوم
البعث ﴿1﴾
مَا يَأْتِيهِمْ
مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ لا تنزل آية
جديدة من القران إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ الا والكافرون يستهزئون بها ﴿2﴾
لَاهِيَةً
قُلُوبُهُمْ أي انهم في انكار لآيات القران
وَأَسَرُّوا النَّجْوَى أضمروا المكر برسالة محمد
الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يقولون ان محمد انسان عادي أَفَتَأْتُونَ هل تصدقون السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ بمعنى ان لكم العقل والمنطق ﴿3﴾
قَالَ
رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ يعلم ما يقول اهل الأرض والسماء وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ ﴿4﴾
بَلْ
قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ أوهام بَلِ
افْتَرَاهُ كتبه هو بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا
بِآيَةٍ معجزة كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ كالمعجزات التي حدثت في الأمم السابقة ﴿5﴾
مَا آمَنَتْ
قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا بمعنى ان
الله لم يدمّر القرى التي آمنت من قبل أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ﴿6﴾
وَمَا
أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا رسلا بشرا
نُوحِي إِلَيْهِمْ شريعة الايمان فَاسْأَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ العلماء والمؤرّخين إِنْ
كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿7﴾
وَمَا
جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ بمعنى
ان الملائكة ليسوا كالبشر فهم لا يأكلون الطعام كالبشر وبخلاف البشر فهم لا يموتون
بل خالدين مع الله في الجنة وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ﴿8﴾
ثُمَّ
صَدَقْنَاهُمُ إشارة الى الرسل الْوَعْدَ
فَأَنْجَيْنَاهُمْ إذ أوفى الله يوعده لهم ونجّا
منهم من شاء أن ينجيه وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ المفرطين في الكفر ﴿9﴾
لَقَدْ
أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا قرانا
فِيهِ ذِكْرُكُمْ تاريخكم أَفَلَا تَعْقِلُونَ
﴿10﴾
وَكَمْ
قَصَمْنَا أبدنا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ
ظَالِمَةً كافرة وَأَنْشَأْنَا خلقنا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿11﴾
فَلَمَّا
أَحَسُّوا بَأْسَنَا أيقنوا بالهلاك إِذَا
هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ يفرّون ﴿12﴾
لَا تَرْكُضُوا
وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ الى أموالكم
وسلطانكم بمعنى الاستهزاء وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ
﴿13﴾
قَالُوا
يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿14﴾
فَمَا
زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ بمعنى
جعلهم الله كالزرع المقلوع من اساسه ﴿15﴾
وَمَا
خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿16﴾
لَوْ
أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ
﴿17﴾
بَلْ
نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ نجعل الحق
يسيطر على الباطل فَيَدْمَغُهُ ينتصر
عليه فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ميّت
وَلَكُمُ الْوَيْلُ العذاب مِمَّا تَصِفُونَ
﴿18﴾
وَلَهُ
مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ لا يتكبّرون عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ لا يندمون ﴿19﴾
يُسَبِّحُونَ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ لا يملّون
﴿20﴾
أَمِ
اتَّخَذُوا عبدوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ
هُمْ يُنْشِرُونَ يبعثونهم من الموت ﴿21﴾
لَوْ
كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا أي
الأرض والسماء فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ تعالى وتنزّه الله عن ما يفترون ﴿22﴾
لَا يُسْأَلُ
عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴿23﴾
أَمِ
اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ دليلكم هَٰذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ هذا القران فيه ما يخصّكم وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي وما يخصّ الرسل قبل محمد بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
الْحَقَّ ۖ فَهُمْ مُعْرِضُونَ منكرون ﴿24﴾
وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ
إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿25﴾
وَقَالُوا
اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ايّ ملائكة كرام ﴿26﴾
لَا يَسْبِقُونَهُ
بِالْقَوْلِ لا يفعلون شيئا من عندهم وَهُمْ
بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿27﴾
يَعْلَمُ
مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ يعلم شأن
الملائكة وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ لا يقبل شفاعة منهم الا لمن يأذن له وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ
مُشْفِقُونَ يخافون غضبه ﴿28﴾
وَمَنْ
يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ
نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴿29﴾
أَوَلَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا كتلة واحدة فَفَتَقْنَاهُمَا قسمناهما وَجَعَلْنَا خلقنا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ هذه الآية هي إشارة الى معجزة علمية سبق الله فيها علماء عصرنا
فهي تشير الى ما سمّاه العلماء "الانفجار الكبير" الذي انبثق منه الكون
﴿30﴾
وَجَعَلْنَا
فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ جبالا أَنْ تَمِيدَ تهتزّ الأرض وتخسف بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا طرقا سُبُلًا سهّلناها
للسفر والتنقّل لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ يعلمون اتجاهاتهم ﴿31﴾
وَجَعَلْنَا
السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا غطاء يحفظ الأرض من
الدمار وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا خصائصها
مُعْرِضُونَ منكرون ﴿32﴾
وَهُوَ
الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ
يَسْبَحُونَ كل يجري في مدار مخصص لهم ﴿33﴾
وَمَا
جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ الحياة
الدائمة أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴿34﴾
كُلُّ
نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُمْ نختبركم
بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ بالنعمة والشدّة
فِتْنَةً ابتلاء وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
﴿35﴾
وَإِذَا
رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا يسخرون منك أَهَٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ
وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿36﴾
خُلِقَ
الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ له طبيعة التسرّع سَأُرِيكُمْ آيَاتِي ستشهدون ما اعدكم به فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿37﴾
وَيَقُولُونَ
مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ موعد يوم القيامة إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿38﴾
لَوْ
يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ
وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ عندما
لا يستطيعون التخلصّ من النار التي تحرقهم وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ولا يجدون من يُخلّصهم ﴿39﴾
بَلْ
تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً تأتيهم جهنم فجأة
فَتَبْهَتُهُمْ تفاجئهم فَلَا يَسْتَطِيعُونَ
رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ يُمهلون
﴿40﴾
وَلَقَدِ
اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ حلّ على الساخرين مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ العذاب الذي لم يكونوا يصدّقونه ﴿41﴾
قُلْ
مَنْ يَكْلَؤُكُمْ يحفظكم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
مِنَ الرَّحْمَٰنِ ۗ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ مبتعدون ﴿42﴾
أَمْ
لَهُمْ آلِهَةٌ يعبدونهم دون الله تَمْنَعُهُمْ
مِنْ دُونِنَا تحميهم من الله لَا يَسْتَطِيعُونَ
نَصْرَ حماية أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا
يُصْحَبُونَ ينجون ﴿43﴾
بَلْ
مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ كثرت عليهم النعم أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي
الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا قيل انها
تعني الكوارث التي تقضي على أجزاء من الأرض وقيل لأن الأرض ليست كروية بمعنى دائرة
كامله بل مضغوطة من أطرافها ليصبح شكلها كالبيضة (والأرض وما دحاها أي جعلها
بيضاوية) أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ
﴿44﴾
قُلْ
إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا
يُنْذَرُونَ ﴿45﴾
وَلَئِنْ
مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ إذا اصابهم شيء من عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا
إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿46﴾
وَنَضَعُ نقيم الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ بمعنى موازين العدل للمحاكمة لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ
فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ وزن حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا أقمنا حسابها وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ ﴿47﴾
وَلَقَدْ
آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ الوصايا
التي تفرق الحق عن الباطل وَضِيَاءً التوراة
الذي هو هدى وَذِكْرًا علماً لِلْمُتَّقِينَ ﴿48﴾
الَّذِينَ
يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ بمعنى يصدّقون
الوحي وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ خائفون ﴿49﴾
وَهَٰذَا القران ذِكْرٌ هو قولٌ
مُبَارَكٌ من الله أَنْزَلْنَاهُ أوحيناه أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ مكذّبون ﴿50﴾
وَلَقَدْ
آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ وهبناه العلم
والحكمة مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿51﴾
إِذْ
قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ عابدون ﴿52﴾
قَالُوا
وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿53﴾
قَالَ
لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ جهل كبير ﴿54﴾
قَالُوا
أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿55﴾
قَالَ
بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ خلقهنّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ
﴿56﴾
وَتَاللَّهِ
لَأَكِيدَنَّ افضح وادمّر أَصْنَامَكُمْ
بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ بعد ذهابكم
﴿57﴾
فَجَعَلَهُمْ
جُذَاذًا فتاتا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ
لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿58﴾
قَالُوا
مَنْ فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا من دمّر أصنامنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿59﴾
قَالُوا
سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يعيبهم يُقَالُ
لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿60﴾
قَالُوا
فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿61﴾
قَالُوا
أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿62﴾
قَالَ
بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا أكبر الاصنام
فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ان كانوا
يستطيعون الكلام ﴿63﴾
فَرَجَعُوا
إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ عرفوا انهم على خطأ
فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿64﴾
ثُمَّ
نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ ثم عاد إليهم ضلالهم
لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴿65﴾
قَالَ
أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ
﴿66﴾
أُفٍّ
لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿67﴾
قَالُوا
حَرِّقُوهُ احرقوه في النار وَانْصُرُوا
آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴿68﴾
قُلْنَا
يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا بمعنى ان النار
برد لهيبها ولم تؤذ ابراهيم عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿69﴾
وَأَرَادُوا
بِهِ كَيْدًا بمعنى ان يتخلّصوا منه فَجَعَلْنَاهُمُ
الْأَخْسَرِينَ أبطل الله كيدهم وخسروا حربهم ضد
ابراهيم ﴿70﴾
وَنَجَّيْنَاهُ
وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ الأرض المقدّسة في فلسطين ﴿71﴾
وَوَهَبْنَا
لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً زيادة في كرم
الله له فجعلهما انبياء وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴿72﴾
وَجَعَلْنَاهُمْ
أَئِمَّةً مراجع للإيمان يَهْدُونَ يقودون الناس للهداية بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ
فِعْلَ الْخَيْرَاتِ الاعمال الصالحة وَإِقَامَ
الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ الصدقة
وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴿73﴾
وَلُوطًا
آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ
الْخَبَائِثَ الفواحش إِنَّهُمْ كَانُوا
قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ فاحشين في كفرهم
﴿74﴾
وَأَدْخَلْنَاهُ
فِي رَحْمَتِنَا بمعنى ان الله شمله برحمته واصطفاه
نبياً إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿75﴾
وَنُوحًا
إِذْ نَادَىٰ دعا الله مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ الطوفان ﴿76﴾
وَنَصَرْنَاهُ
مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ كفرة وفاسقين فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿77﴾
وَدَاوُودَ
وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ شكوى
الأرض والغنم إِذْ نَفَشَتْ رعت
فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴿78﴾
فَفَهَّمْنَاهَا
سُلَيْمَانَ اوحينا اليه الحكم العادل وَكُلًّا
آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ طوّعنا له الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ معه وَالطَّيْرَ وكذلك
الطيور وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴿79﴾
وَعَلَّمْنَاهُ
صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ صناعة الدروع لِتُحْصِنَكُمْ
مِنْ بَأْسِكُمْ تلبسوها لتقيكم في الحروب وتمنع عن
اجسامكم الاصابة فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴿80﴾
وَلِسُلَيْمَانَ سخّر الرِّيحَ عَاصِفَةً تهب عند الطلب تَجْرِي بِأَمْرِهِ تنقله إذا امرها إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا
فِيهَا الأرض المقدّسة وَكُنَّا بِكُلِّ
شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴿81﴾
وَمِنَ
الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ في البحار والانهار
لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ ولهم
وظائف أخرى وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ
بمعنى ان الله كان يمنعهم من الانتفاضة على سليمان والهروب من سيطرته عليهم
﴿82﴾
وَأَيُّوبَ
إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرّ اصابني
المرض الشديد وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿83﴾
فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ شفيناه من
مرضه وَآتَيْنَاهُ ارجعنا اليه
أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ ضاعفنا ذريّته
رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ ﴿84﴾
وَإِسْمَاعِيلَ
وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ قيل انه النبي حزقايل
والله اعلم كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ
﴿85﴾
وَأَدْخَلْنَاهُمْ
فِي رَحْمَتِنَا شملهم الله برحمته واصطفاهم انبياء
إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿86﴾
وَذَا
النُّونِ صاحب الحوت النبي يونس إِذْ ذَهَبَ
مُغَاضِبًا رحل عن القوم غاضبا منهم ويائسا من
ايمانهم فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ في بطن الحوت أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ
إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿87﴾
فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ من المكروه الذي
أصابه او من يأسه وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿88﴾
وَزَكَرِيَّا
إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي تتركني
فَرْدًا دون ذرية مني وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ أي انت الذي ورثت الأرض ومن عليها فمن غيرك يهتم ان اورث
من بعدي ﴿89﴾
فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ أي لم تعد عاقر لا تنجب إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ
فِي الْخَيْرَاتِ اعمال الخير وَيَدْعُونَنَا
رَغَبًا وَرَهَبًا طمعا وخوفا وَكَانُوا
لَنَا خَاشِعِينَ عابدين بخشوع ﴿90﴾
وَالَّتِي
أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا بمعنى لم يمسسها رجل
فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا أي جعلها الله
تحمل دون معاشرة وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ معجزة يشهدها الناس على مدى الزمن ﴿91﴾
إِنَّ
هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً على دين واحد
وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴿92﴾
وَتَقَطَّعُوا
أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ اختلفوا في ايمانهم
كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ ﴿93﴾
فَمَنْ
يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ بمعنى لن يذهب عمله هباء وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ أي ان عمله الصالح يكون في ميزان حسناته ﴿94﴾
وَحَرَامٌ
عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ المعنى ان الله يُقسم ان اهل القرية التي أهلكها وابادهم لكفرهم
وتكذيبهم الرسل سيحاسبهم يوم القيامة حين يحشرهم اليه ﴿95﴾
حَتَّىٰ
إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ بمعنى حين
ينهدّ السد الذي أقامه ذو القرنين وقال فاذا جاء وعد ربي جعله دكّاء وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ يبرزون من كل ناحية ﴿96﴾
وَاقْتَرَبَ
الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ جامدة
أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ عدم تصديق مِنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ
﴿97﴾
إِنَّكُمْ
وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ وقود
جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ داخلون
﴿98﴾
لَوْ
كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿99﴾
لَهُمْ
فِيهَا زَفِيرٌ صوت الانفاس وَهُمْ فِيهَا
لَا يَسْمَعُونَ ﴿100﴾
إِنَّ
الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا كتبنا لهم
الْحُسْنَىٰ الجنة أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لا يدخلون جهنم ﴿101﴾
لَا يَسْمَعُونَ
حَسِيسَهَا ان المؤمنين لا يسمعون صوت لهيبها
وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ لهم ما
يشتهون في الجنة خَالِدُونَ يخلدون
فيها لا يموتون ﴿102﴾
لَا يَحْزُنُهُمُ
الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ لا يخيفهم يوم البعث
وَتَتَلَقَّاهُمُ تستقبلهم الْمَلَائِكَةُ
هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ الذي
وعدكم الله به ﴿103﴾
يَوْمَ
نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ بمعنى
ان الله يطوي صفحة الخلق في الدنيا كما تُطوى صفحة الكتاب كَمَا بَدَأْنَا
أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ثم يعيد الله الخلق من
جديد وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ أي ان الله يعد انه سيستمر في عملية الخلق وإعادة الخلق من
جديد ﴿104﴾
وَلَقَدْ
كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ الكتاب الذي نزل على داوود
مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أي من بعد ذكر عملية الخلق أَنَّ
الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ان
المؤمنين سيكون جزائهم الجنة ﴿105﴾
إِنَّ
فِي هَٰذَا لَبَلَاغًا تبليغ البشرى لِقَوْمٍ
عَابِدِينَ مؤمنين بالله ﴿106﴾
وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴿107﴾
قُلْ
إِنَّمَا يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ ﴿108﴾
فَإِنْ
تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ تبرّأت
منكم وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ﴿109﴾
إِنَّهُ
يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ أي ان الله يعلم ما يعلنون ويعلم ما في ضمائرهم ﴿110﴾
وَإِنْ
أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ اختبار
وَمَتَاعٌ ترف ونعيم مؤقّت إِلَىٰ حِينٍ
﴿111﴾
قَالَ
رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ بمعنى ليكن حكمك العدل
بيني وبينهم وَرَبُّنَا الرَّحْمَٰنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ نستعين بالله على كفركم ﴿112﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق