21 *سورة الأنبياء* (112 آية)
بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اقْتَرَبَ
لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ (في شُغل بدنياهم) مُعْرِضُونَ (رافضين الإيمان بالآخرة) ﴿1﴾ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ
ذِكْرٍ (آية) مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ (جديدة) إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (لاهون) ﴿2﴾ لَاهِيَةً (غافلة)
قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (تآمروا سرّاً على محمد) الَّذِينَ ظَلَمُوا (الكافرون) هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ (هل تصدّقون) السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (لكم العقل والمنطق) ﴿3﴾ قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ
الْقَوْلَ (إشارة الى ما يقولون في اجتماعاتهم
السرّية) فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿4﴾
بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ (كوابيس) بَلِ
افْتَرَاهُ (هو الذي كتب القرآن) بَلْ هُوَ
شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ (معجزة) كَمَا
أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (في هذه الآية يفضح الله ما
يقوله أهل قريش في اجتماعاتهم السرّيّة فيقولون مرّة أنّه ساحر ومرّة انّه مجنون
ومرّة أنّه شاعر ولكي يُرضوا أنفسهم يقولون أنّه لم يأتي بمعجزة كمن سبقه من الرسل)
﴿5﴾ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا (أهلك الله كفّار الأمم السابقة رغم المعجزات والبراهين) أَفَهُمْ
يُؤْمِنُونَ (هل يؤمن أهل قريش إذا رأوا معجزة)
﴿6﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا (رسلا
بشرا) نُوحِي إِلَيْهِمْ (شريعة الإيمان) فَاسْأَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ (العلماء والمؤرّخين أو الذين
أنزل الله عليهم الصحُف المقدّسة) إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿7﴾ وَمَا
جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا (كالملائكة) لَا
يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ﴿8﴾ ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ (بنصر الرسل) فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ (من المؤمنين) وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (المفرطين في الكفر) ﴿9﴾ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ
كِتَابًا (قرانا) فِيهِ ذِكْرُكُمْ (تاريخكم وعزّكم وشرفكم) أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿10﴾
وَكَمْ قَصَمْنَا (أبدنا... قصم أي كسر) مِنْ
قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً (كافرة) وَأَنْشَأْنَا (خلقنا) بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿11﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا
بَأْسَنَا (لمّا أيقنوا بالهلاك) إِذَا هُمْ مِنْهَا (القرية) يَرْكُضُونَ (يفرّون)
﴿12﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ (الى أملاككم) وَمَسَاكِنِكُمْ
لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (لعلّكم تُجيبون
الناس عن سؤالهم حين يسألوكم ما حلّ بكم) ﴿13﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا
إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿14﴾ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ (إشارة الى الآية السابقة أنهم يلومون أنفسهم على ما فرّطوا في
نعم الله عليهم) حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا (تُرابا) خَامِدِينَ (ساكنين
دون حراك) ﴿15﴾ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (للهو واللعب عبثاً) ﴿16﴾ لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ
لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا (لو أراد الله
اللهو لفعل ذلك في عليائه وليس بحاجة ان يخلق السماوات والأرض من أجل ذلك) إِنْ
كُنَّا فَاعِلِينَ (على افتراض ان الله يريد اللهو
الّا انّه تنزّه عن ذلك) ﴿17﴾ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ (نُطلق الحجج والبراهين) عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ (فيبطله)
فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ (زائل ميّت) وَلَكُمُ
الْوَيْلُ (العذاب) مِمَّا تَصِفُونَ (تفترون) ﴿18﴾ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ(ربما إشارة الى مخلوقات أخرى لا يعلمها
الا الله) وَمَنْ عِنْدَهُ (إشارة
الى الملائكة) لَا يَسْتَكْبِرُونَ (لا
يتكبّرون) عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (لا يندمون) ﴿19﴾ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا
يَفْتُرُونَ (لا يملّون) ﴿20﴾ أَمِ اتَّخَذُوا (عبدوا) آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (يبعثونهم من الموت) ﴿21﴾ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ
إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا (لاختلّ ميزانهما)
فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (تنزّه الله عن ما يفترون) ﴿22﴾ لَا يُسْأَلُ عَمَّا
يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴿23﴾ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ
هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ (دليلكم) هَٰذَا
ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ (في هذا القرآن ذكر المعاصرين
للرسول) وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي (ذكر الرسل
والأمم قبل محمد) بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (مُنكرون) ﴿24﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ
رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ
﴿25﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ (أنجب أو تبنّى) الرَّحْمَٰنُ
وَلَدًا سُبْحَانَهُ (تنزّه وتسامى عن فعل ذلك)
بَلْ (الملائكة) عِبَادٌ
مُكْرَمُونَ ﴿26﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ
بِالْقَوْلِ (لا يفعلون شيئا من تلقاء أنفسهم)
وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿27﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا
خَلْفَهُمْ (يعلم الله شأن الملائكة وما قاموا بعمله
وما يقومون بعمله) وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ (لا يقبل شفاعة منهم الا لمن يأذن له) وَهُمْ مِنْ
خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (خائفون من غضبه) ﴿28﴾
وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ
جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴿29﴾ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ
كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا (كتلة واحدة) فَفَتَقْنَاهُمَا (قسمناهما قسمين) وَجَعَلْنَا (خلقنا) مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا
يُؤْمِنُونَ (هذه الآية كأنّها تشرح نظرية "الانفجار
الكبير" الذي انبثق منه الكون غير انّ قول الله حقيقة وليس نظريّة)
﴿30﴾ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ (جبالا
وهضابا ومرتفعات) أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ (حتى
لا تهتزّ الأرض وتخسف بهم) وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا (مسالك... والفجّ هو الفتحة بين جبلين أو صخرتين أو ما شابه
ذلك) سُبُلًا (طُرقاً للسير والسفر)
لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (يعلمون اتجاهاتهم)
﴿31﴾ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا (غطاء)
مَحْفُوظًا (محميا من السقوط) وَهُمْ عَنْ
آيَاتِهَا (عن ما في السماء من دلائل على قدرة الله) مُعْرِضُونَ ﴿32﴾ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ (مَدار
في الفضاء) يَسْبَحُونَ ﴿33﴾ وَمَا
جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ
﴿34﴾ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُمْ (نختبركم) بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ (النعمة والشدّة) فِتْنَةً (ابتلاء) وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴿35﴾ وَإِذَا رَآكَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا )يسخرون منك( أَهَٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ (يسخرون منه لأنه لا
يؤمن بآلهتهم) وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿36﴾ خُلِقَ الْإِنْسَانُ
مِنْ عَجَلٍ (له طبيعة
التسرّع) سَأُرِيكُمْ آيَاتِي (ستشهدون ما أعدكم
به) فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿37﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ (موعد يوم القيامة) إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿38﴾ لَوْ
يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ
وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ (عندما لا يستطيعون التخلصّ
من النار التي تحرقهم) وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (لا يجدون من يُخلّصهم) ﴿39﴾ بَلْ تَأْتِيهِمْ (جهنم) بَغْتَةً (فجأة) فَتَبْهَتُهُمْ (تفاجئهم)
فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (لا يُمهلون) ﴿40﴾ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ
قَبْلِكَ فَحَاقَ (حلّ) بِالَّذِينَ
سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ
يَسْتَهْزِئُونَ (العذاب الذي كانوا يسخرون منه)
﴿41﴾ قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ (يحفظكم) بِاللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَٰنِ ۗ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (مُبتعدون) ﴿42﴾ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا (تحميهم من الله) لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (ينجون) ﴿43﴾ بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ
طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ (كثرت عليهم النعم طوال
عمرهم) أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ
أَطْرَافِهَا (من نواحيها .... قيل هي الكوارث التي
تقضي على أجزاء من الأرض وقيل إن الأرض ينقص يابسها بفعل مياه الأنهار والبحار
والمحيطات وقيل ان قطر الأرض ينقص من جوانبها كل فترة زمنية والله أعلم أَفَهُمُ
الْغَالِبُونَ (هل هم المنتصرون على مشيئة الله)
﴿44﴾ قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ
الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (يُشبّه الله
الكفار بالطرشان الذين لا يسمعون النداء) ﴿45﴾ وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ
نَفْحَةٌ (قليل) مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ
لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿46﴾ وَنَضَعُ (نُقيم) الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ (موازين العدل للمحاكمة) لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا
تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ
(وزن) حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
﴿47﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ (الوصايا التي تفرق الحق عن الباطل) وَضِيَاءً (التوراة الذي هو هدى ونور) وَذِكْرًا )علماً( لِلْمُتَّقِينَ ﴿48﴾ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ (الخائفين من عذاب الله في الآخرة) وَهُمْ مِنَ
السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (خائفون) ﴿49﴾ وَهَٰذَا (القران) ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ (أوحيناه) أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (مُكذّبون) ﴿50﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ
رُشْدَهُ (وهبناه العلم والحكمة) مِنْ قَبْلُ
وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿51﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ
التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (عابدون)
﴿52﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿53﴾ قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ
أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (جهل مطبق)
﴿54﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (الساخرين) ﴿55﴾ قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ (خلقهنّ)
وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿56﴾ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ (أفضح وأُدمّر) أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (بعد ذهابكم) ﴿57﴾ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا (فُتاتاً) إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ
يَرْجِعُونَ ﴿58﴾ قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا (من دمّر أصنامنا) إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿59﴾
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ (يُعيبهم)
يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿60﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿61﴾ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا
إِبْرَاهِيمُ ﴿62﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا (أكبر الأصنام) فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ﴿63﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ (عرفوا انهم على خطأ) فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ
الظَّالِمُونَ ﴿64﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ (انقلبوا ورجعوا الى ضلالهم) لَقَدْ عَلِمْتَ مَا
هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴿65﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا
يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿66﴾ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿67﴾ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴿68﴾
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ
إِبْرَاهِيمَ (أمر الله لهيب النار أن يبرد برداً لا
يؤذيه) ﴿69﴾ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (أبطل الله كيدهم) ﴿70﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى
الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (الأرض
المقدّسة في فلسطين) ﴿71﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً
(زيادة في العطاء ... فجعله نبيّاً) وَكُلًّا
جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴿72﴾ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ
الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ
(الصدقة والعمل
الصالح) وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴿73﴾ وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا
وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ
(الفواحش) إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ
فَاسِقِينَ (فاحشين في كفرهم) ﴿74﴾ وَأَدْخَلْنَاهُ
فِي رَحْمَتِنَا (شمله الله برحمته واصطفاه نبياً)
إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿75﴾ وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِنْ
قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ (الغمَ) الْعَظِيمِ ﴿76﴾
وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ
كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ (كفرة) فَأَغْرَقْنَاهُمْ
أَجْمَعِينَ ﴿77﴾ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ (في شكوى "الحرث" الأرض) إِذْ نَفَشَتْ (رعت) فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ
شَاهِدِينَ (أفتى في الشكوى) ﴿78﴾ فَفَهَّمْنَاهَا
سُلَيْمَانَ (لكن الله أوحى الى سليمان الحكم الصائب)
وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا (طوّعنا) مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ
يُسَبِّحْنَ (معه) وَالطَّيْرَ وَكُنَّا
فَاعِلِينَ ﴿79﴾ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ (صناعة الدروع) لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ (تلبسوها لتقيكم في الحروب وتمنع عن أجسامكم الإصابة) فَهَلْ
أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴿80﴾ وَلِسُلَيْمَانَ (سخّر)
الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ (تهبّ بأمره وتنقله) إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي
بَارَكْنَا فِيهَا (التي يُلقي الله عليها بركته)
وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴿81﴾ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ (في مياه البحار والأنهار) لَهُ وَيَعْمَلُونَ
عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ (لهم وظائف أخرى) وَكُنَّا
لَهُمْ حَافِظِينَ (حارسين) ﴿82﴾
وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ (أصابني) الضُّرّ (المرض الشديد)
وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿83﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا
بِهِ مِنْ ضُرٍّ (شفيناه من مرضه) وَآتَيْنَاهُ (أرجعنا اليه) أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ (ضاعفنا ذريّته) رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ
لِلْعَابِدِينَ ﴿84﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ (قيل هو حزقايل ابن أيوب وقد سمّاه ذا الكفل، لأنه تكفّل ببعض
الطاعات فوفى بها والله اعلم) كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴿85﴾ وَأَدْخَلْنَاهُمْ
فِي رَحْمَتِنَا (شملهم الله برحمته) إِنَّهُمْ
مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿86﴾ وَذَا النُّونِ (صاحب
الحوت ... النبي يونس) إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ
أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ (دعا الله)
فِي الظُّلُمَاتِ (في بطن الحوت) أَنْ
لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿87﴾
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي
الْمُؤْمِنِينَ ﴿88﴾ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ
رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي (لا تتركني) فَرْدًا (دون وريث) وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (أفضل من يرث الأرض والسماوات ويورث النعم) ﴿89﴾
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ
(صارت تُنجب) إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي
الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا (بالجنة) وَرَهَبًا (بالنار)
وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (مُنصاعين) ﴿90﴾
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا (مريم التي حافظت
على عفافها) فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا (نفخ الله في فرجها بذرة حياة) وَجَعَلْنَاهَا
وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ﴿91﴾ إِنَّ
هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً (كلّهم لهم
ربٌّ واحد) وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴿92﴾ وَتَقَطَّعُوا
أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ (اختلفوا في طريقة ومنهج إيمانهم)
كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ ﴿93﴾ فَمَنْ يَعْمَلْ
مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ (لن يذهب عمله هباء) وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (عمله الصالح) ﴿94﴾ وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ
أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (مُحرّم أن
يرجعوا ويعيدوا أعمارها) ﴿95﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ (خرجت) يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ
مِنْ كُلِّ حَدَبٍ (صوب) يَنْسِلُونَ (يتسلّلون) ﴿96﴾ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ
(يوم القيامة) فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ (جامدة) أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا
قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ (عدم إدراك) مِنْ
هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿97﴾ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ حَصَبُ (وقود) جَهَنَّمَ أَنْتُمْ
لَهَا وَارِدُونَ (داخلون) ﴿98﴾ لَوْ كَانَ
هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا (ما دخلوا جهنم)
وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿99﴾ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ (صوت الأنفاس) وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ﴿100﴾
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَىٰ
(الجنة) أُولَٰئِكَ عَنْهَا (عن النار) مُبْعَدُونَ
﴿101﴾ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا (صوت
لهيبها) وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴿102﴾ لَا يَحْزُنُهُمُ (لا يخيفهم) الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ (صوت
البوق يوم القيامة) وَتَتَلَقَّاهُمُ (تستقبلهم)
الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴿103﴾ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ
لِلْكُتُبِ (كما تُطوى صفحة الكتاب) كَمَا
بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا
فَاعِلِينَ (خالقين من جديد) ﴿104﴾ وَلَقَدْ
كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ (الكتاب الذي نزل على
داوود) مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ (قيل اللوح
المحفوظ) أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴿105﴾ إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاغًا (تبليغ البشرى) لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴿106﴾ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا
رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴿107﴾ قُلْ إِنَّمَا
يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ ﴿108﴾ فَإِنْ تَوَلَّوْا (أعرضوا) فَقُلْ
آذَنْتُكُمْ (بلّغتكم) عَلَىٰ سَوَاءٍ
(جميعاً) وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ
مَا تُوعَدُونَ (يوم القيامة) ﴿109﴾ إِنَّهُ
يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا
تَكْتُمُونَ ﴿110﴾ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ
فِتْنَةٌ (اختبار) لَكُمْ وَمَتَاعٌ (ترف زائل) إِلَىٰ
حِينٍ ﴿111﴾ قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا
الرَّحْمَٰنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (يطلب
الرسول الكريم من ربّه أن يتولّى الأمور ويحكم بين عباده بالحق والعدل ويستعين به
على أذى الكفّار وعلى ما ينعتون به الرسول وعلى ما يبثّونه من فتن على الله وعلى
رسوله) ﴿112﴾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق